أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - فتحي فوزي مرقس … طبيبٌ برتبة فارس














المزيد.....


فتحي فوزي مرقس … طبيبٌ برتبة فارس


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6437 - 2019 / 12 / 14 - 08:12
المحور: حقوق الانسان
    


“الأمن”، "الصحة"، "التعليم" تحتلُّ المراتبَ الأولى من قائمة "حقوق الإنسان" التي نحتفلُ هذه الأيام بعيدها الواحد والسبعين في "اليوم العالمي لحقوق الإنسان"، الموافق 10 ديسمبر. ولنا- نحن المصريين- أن نفخرَ أننا الآن في عهد يحترم تلك الحقوق الثلاثة ويوليها الاهتمامَ والدعم. رجالُ جيشنا وشُرطتنا البواسل وأجهزتنا الاستخباراتية، يوفرون لنا الأمن. ودولتُنا اليوم جعلتِ الصحّةَ في أولى اهتماماتها عبر مبادرات رئاسية حاسمة ومستدامة ذات برامج دقيقة تشمل المصريين كافة مثل "حملة 100 مليون صحة"، وألف وحدة غسيل كلوي بالمجان من صندوق "تحيا مصر"، ومبادرة "نور الحياة" للكشف المبكر على عيون تلاميذ الابتدائية، ومبادرة "الكشف عن الأنيميا والتقزّم والسمنة"، ومباردة "صحة المرأة"، ومشروع التأمين الصحي، وغيرها الكثير. وأما التعليم، فهو بالفعل يشهد طفرةً نوعية هائلة في عهد د. طارق شوقي، سأفرد له سلسلة من المقالات، لأرد بها على سلسة مقالاتي القديمة التي اتخذت عنوانًا رئيسيًّا: "كأننا نتعلّم"، انتقدتُ خلالها الوضع المذري للتعليم في مصر خلال العقود السابقة، كتبتُها بقلم غاضب في عهد وزراء تعليم سابقين.
حقوقُ الإنسان هي عينٌ للكفيف، وأُذنٌ للأصمّ، وحنجرة للأخرس، وساقٌ للكسيح، ورغيفُ خبزٍ للجائع، ودثارُ دفءٍ لفقير يفترشُ الأرضَ ويلتحفُ الصقيع. هي ورقةٌ وقلمٌ وعلبة ألوان وكراسة رسم لطفلٍ حُرم بهجةَ مقعد المدرسة. وهي سوطٌ يذود عن جسد يتيمة يُتاجَر بِعرضها ولا تجد من يحميها. هي قلبٌ رحيم وحضنٌ وثير يحمي المُعوّق من سخافات البشر. حقوقُ الإنسان هي عينُ الله الساهرةُ في قلوب المؤمنين لتحرس المأزومين البؤساء.
في اليوم العالمي لحقوق الإنسان، أهدي مقالي هذا لأحد أولئك المؤمنين. فارس عظيم يدرك تلك القيمة العظمى: “حقُّ الإنسان في البصر". ثم اختصَّ "المُعوَّق" بأولوية الرعاية، حيث من الجَور أن يجمعَ إنسانٌ بين إعاقة ما، وفقدان البصر. تأملوا معي الرسالة التالية:
(أستاذة فاطمة، قرأت مقالك عن دكتور "فتحي فوزي مرقس". فأرجو من حضرتك مساعدتي في تخفيض أتعاب عملية جراحية لأخي أحمد في عينيه اليمنى واليسرى، حيث أنه معاق ذهنيا، وتكاليف العملية باهظة، ونفسي يعملها عند د. فتحي.”
وصلتني هذه الرسالة من قارئة لا أعرفها. وأرسلتها للدكتور فتحي. وفورًا طلب التقارير. ونظرًا لصعوبة الحالة، حدد لها موعدًا فوريًّا للعملية دون انتظار لقوائم الانتظار الطويلة بمستشفاه. وتنازل عن أجره. ونجحت العملية لأن قلبَه كان يمسكُ مِبضعَ الجراحة مع يديه وعِلمه.
أما المقالُ الذي قصدته الشقيقة، فكان بعنوان "صائغُ اللآلئ عظيمٌ من بلادي"، بتاريخ (الخميس 19 أبريل 2018)، بمناسبة تكريم الطبيب الكريم الذي ذهبتُ له يومًا بوالدة شهيدة فقيرة، أضاع البكاءُ نورَ عينيها، فأعاده إليها، ورفض أن يتقاضى منّي أجرًا، وقال كلمتَه الخالدة التي تكررت كثيرًا في مواقف مشابهة: “خلينّا ناخد معاكي شوية بركة.” تصوروا حجمَ التواضع والكرم والتحضُّر والرقي!
بعد نجاح عملية "أحمد حسن" أرسلت لي شقيقته صورًا له بضمادات الجراحة، وصورًا لاحقة وقد استرد بصره (سوف أنشرها على صفحتي)، وكتبت تقول: (دي صورة أحمد، جازاكي الله خيرًا، وشفا لك عُمر.) فأرسلتُ للدكتور فتحي رسالة أشكره فيها قلتُ فيها: (مش لاقية كلام شكر وامتنان يوافي قدرك. بارك الله في علمك وجمالك ورقيك وطيبتك يا د فتحي. البنت مبهورة من رقيك وجمالك. بتقولي كل كلمة قلتيها عن د. فتحي في المقال صدق. قلتُ لها أحتاجُ مساحةَ مقال بحجم مجلد ضخم ليكون كلامي عنه صادقا.) فجاء ردُه عجيبًا وراقيًا كالمعتاد قائلا: (أشكركِ يا أ. فاطمة؛ لأنكِ تعطينا الفرصة لأن نشارك بخدمة المحتاجين ونتوقف قليلا عن العمل كماكينات ونتذكر أننا قبل ذلك آدميين.)
ذلك هو الفارسُ العظيم الذي يستحقُّ "قلادة النيل". لأنه لم يخذل فقيرًا ولم يبخل بعلمه على محتاج. وأختمُ مقالي هذا برسالتي الأخيرة له ردًّا على رسالته الجميلة: (بالفعل، لله حكمةٌ في أن يمنحنا النبلاءَ الأنقياءَ مثلك، حتى يتذكّرَ البشرُ ألا يتوقفوا عن المحاولة للارتقاء بأنفسهم، حتى يصلوا إلى مرتبة (الإنسان النبيل). شكرا لرسائل الله وشكرا لك لأنكَ أنت. “الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن.”

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لفرط حضورك … لا أراك!
- حين حاورتني الصغيرةُ آنجلينا
- الإنسانُ … مفتاحُ السرّ في دولة الإمارات
- هل طفلُك أحمق؟ هل طفلتُك غبية؟
- أولئك كانوا صخرتي … في محنتي
- -وسام زايد- على صدر كل مصريّ
- نبالٌ في يد البرلمان … لقنص العقول!
- كُن متطرّفًا في إيمانك … وانبذِ التطرّف!
- أخطاؤنا الصغيرة .. هدايا وبركةٌ وفرح!
- الأيزيدية شيرين فخرو … العُقبى لداعش
- عيدُ الحبّ المصري … والڤالنتين الإيطالي
- 7 أرطال … من اللحم البشري!
- التذكرةُ قاتلةٌ … لأن القانونَ طيبٌ وأمّي
- سهير العطار … نجوى غراب … أكذوبةُ الخريف
- حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!
- يراقصُ الزهراءَ فوق الثريا | إلى مازن ... فاطيما
- البابا تواضروس … والخاذلون أوطانَهم
- -بين بحرين”: بحر الظلام وبحر النور
- كيف عشتُ طقسَ -الحلول- مع فرجينيا؟
- سانت كاترين: متخافوش على مصر


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون مبنى الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس المحت ...
- مستعمرون يقتحمون مبنى -الأونروا- في حي الشيخ جراح
- الجامعة العربية: حظر الأونروا يقوض أسس حل الدولتين
- غدا.. اجتماع اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان في دورتها ...
- غضب إسرائيلي من طريقة تنفيذ المقاومة لعمليات تبادل الأسرى
- وكالة الاونروا: اجزاء كبيرة من مخيم جنين تم تدميرها بتفجيرات ...
- وكالة الاونروا: عملية قوات الاحتلال تسببت بتهجير الالاف من م ...
- مفكرون عرب.. جرثومة العنصرية قدر غربي لا فكاك منه
- شهادات لا تنتهي عن جرائم التعذيب والإذلال بحق معتقلي غزة
- انتهاكات قوات الاحتلال الإسرائيلي لحقوق الإنسان والقانون الد ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - فتحي فوزي مرقس … طبيبٌ برتبة فارس