أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - ياسر جاسم قاسم - ربيع براغ ... انموذج للثورات العظيمة في العالم ...مقاربة حية مع ثورة تشرين السلمية














المزيد.....

ربيع براغ ... انموذج للثورات العظيمة في العالم ...مقاربة حية مع ثورة تشرين السلمية


ياسر جاسم قاسم
(Yaser Jasem Qasem)


الحوار المتمدن-العدد: 6436 - 2019 / 12 / 13 - 23:35
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


وهو مرحلة من تاريخ تشيكوسلوفاكيا حاول خلالها الحزب الشيوعي ان ينتهج نهجا اصلاحيا اقرب للديموقراطية عرف بتسمية "الاشتراكية ذات النهج الانساني" وذلك في 5/1/1968 اذ انطلقت المرحلة بوصول الاصلاحي الكسندر دوبتشيك للسلطة وانتهت في 21/8/68 باجتياح عسكري للبلاد من طرف حلف وارسو واهم اصلاحاته:
1- حرية الصحافة والتعبير
2- حرية التنقل
3- لامركزية الاقتصاد.
وصرح دويتشيك انذاك عن نيته استبدال نظام الحكم باشتراكية ديموقراطية خلال عشر سنوات واجهض التدخل السوفيتي هذا الربيع مع ذلك فقد ساهم في خلق وعي بضرورة الاصلاح وتأثير في المخيال الثقافي العالمي اذ اثرت فيما بعد بالحركة الطلابية البولندية وغيرها.
وقد اوضحت الصور للمواطنين التشيك العزل الذين واجهوا صفوفا من الجنود المدججين بالاسلحة ولسانهم يقول "انه خطأ فظيع" وهكذا عندما دخلت القوات السوفيتية الغازية اطلقت النار على مدنيين عزل تجمعوا في مظاهرة وتحول الذهول سريعا الى غضب ويأس وتجمع عشرات الالوف من الوماطنين من الشباب وتجمهروا في الميادين الكبرى في براغ وبراتيسلفا.
لم يكن لديهم اية اسلحة ،فقط ملكوا روح التحدي والارادة والحرية وجاءت الاحداث الاكثر عنفا خارج محطة راديو براغ وهي المنبع الرئيس الوحيد لروح المواجهة بالمدينة ، في محاولة لمواصلة البث ، نقل المتظاهرون الحافلات لتحيط المبنى، واضرموا النيران بها، وعندما ضربت الدبابات السوفيتية الحصون اشعل بعضهم النيران في انفسهم وقتل وجرح المئات اثناء الغزو وقد بدأ اليأس في مظهره الاسوء في 16/1/1969 عندما ذهب جون بالاش وهو طالب في براغ الى ساحة ويتسيلاس واضرم النار في نفسه، احتجاجا على الاوضاع، وهي لحظة صورت في مقطع فيديو ثم توفي بعدها، ولكن لم يقدم هذا الحدث بعدها شيء وانتهى ربيع براغ الا انه كان شاهدا على العنف والتسلط الستاليني المقيت تجاه التشيك. ونلاحظ هنا ان السمة البارزة ما بين ربيع براغ والثورة البرتقالية في اوكرانيا 2004 هو العنف المسلط تجاه المتظاهرين والذي وصل بالسلطات والميليشيات في العراق اليوم الى ان تزج سيارات دفع رباعي في ساحات التظاهر في يوم 6/12/2019 في الخلاني بالتحديد وجسر السنك وتقتل بدم بارد المتظاهرين السلميين الذين خرجوا للمطالبة باصلاح النظام وبديمقراطية حقيقية ،لا ديمقراطية تفصلها الاحزاب على هواها ورؤاها ومصالحها ، لقد اراد منتفضو براغ مع زعيمهم ان ينقذوا حقوق الانسان والحريات من قمع البوليس السري واجهزة الاستخبارات واراد منتفضو تشرين ان يعطوا لمبادئ حقوق الانسان مجالا حقيقيا وللحريات شأن كبير بعيدا عن قمع الميليشيات والاحزاب المسلحة التي انقضت على النظام الديمقراطي في العراق وانقلبت عليه. وحولته الى اسوء ديمقراطية مشوهة في العالم .
وهكذا نجد ان روح الامل انعدمت لدى الشباب العراقيين وهم يرون الطبقة السياسية الفاسدة تتحكم بكل شيء في البلاد وقد سرقت كل شيء وحرمت الشباب من ابسط حقوقها. فما هي ابرز صور انهيار الامل في المجتمعات يقول اريد فروم" نجد رد الفعل الهدمي الناجم عن انهيار الامل، عادة لدى اولئك الذين يحرمون لاسباب اقتصادية او اجتماعية من امتيازات الاغلبية ، ولا يعرفون كيف يتوجهون اجتماعيا او اقتصاديا،ان ما يقود الى الحقد، والى العنف ليس بصفة رئيسية هو الحرمان من حق اقتصادي ،فالذي يقود الى العنف والى نزعة الهدم هو الوعود التي تحطم على الدوام ووضع ميئوس منه، وما من شك بان الجماعات المعدمة والتي تعامل بقسوة بالغة ، لا تبلغ حتى درجة ان تكون يائسة لانها لا تملك اية بارقة من امل، فهي اقل عنفا من اولئك الذين يلجون امكانيات في ان يؤملوا، ولكنهم يتحققون في نفس الوقت من ان املهم مستحيل ،فالنزعة الى الهدم هي بلغة بسيكولوجية البديل للامل، تماما كما يكون الموت بديلا لحب الحياة ، والفرح بديلا للغم، وان الفرد ليس هو الوحيد الذي يحب ان يعيش بالامل، فالامم والطبقات الاجتماعية تعيش كذلك بالامل، والايمان وقوة الروح، ولو فقدت هذه الطاقة الكامنة لاختطفت بما يتطور فيها سواء من نقص في الحيوية ام من نزعة الى الهدم ، وان تنمية الامل او اليأس عند الفرد تكون محددة على مدى واسع ، بحضور الامل او الياس في مجتمعه او في طبقته، وايا ما كانت الزعزعة التي يتعرض لها امل الفرد في طفولته ، الا انه لو عاش في حقبة من الامل ومن الايمان لبعث رجاؤه وفضلا عن ذلك فان الشخص الذي تقوده تجربته الى الامل غالبا ما يكون لديه ميل الى الاكتئاب والى اليأس اذا لم يبق للمجتمع او للطبقة اللذين ينتمي لاحدهما من امل"
وهكذا يتبين ان اريك فروم يتحدث عن ان الذي يولد العنف ليس الحرمان فحسب بل الوعود التي تطلقها الجهات الحاكمة والتي تحطم على الدوام. وهذا اخطر ما يكون .
كما يتبين لنا المقاربة الحية بين هذه الانتفاضات وبين ثورة تشرين السلمية فالمشاركون في ربيع براغ كانوا سلميين الا ان استبداد السوفيت قتلهم وواجههم بالدبابات وهكذا ثوار تشرين تمت مواجهتهم بأسوء مواجهة عنفية وباستخدام الاسلحة المحرم استخدامها تجاه المتظاهرين السلميين، واستطاعوا بسلميتهم ان يفرضوا استقالة الحكومة البائسة التي تتحكم بها الميلشيات والاحزاب وفضحوا ممارسة الاحزاب الحاكمة.



#ياسر_جاسم_قاسم (هاشتاغ)       Yaser_Jasem_Qasem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة تشرين العراقية والثورة البرتقالية
- الناصرية الصارخة بوجه المفسدين
- من وحي الاحتجاجات
- العلامة الدكتور نوري جعفر وفساد الطبقة السياسية واسباب الثور ...
- العدالة الاجتماعية الفريضة المغيبة في العراق
- شباب العراق القادة لا المنقادة
- قتل المتظاهرين اخر مسمار في نعش الديمقراطية العراقية
- من قتل العالم العراقي اليساري عبدالرزاق مسلّم الماجد
- عبدالرزاق مسلّم الماجد رجل التنوير المغدور
- الحتمية التنويرية
- القرامطة والعدالة الاجتماعية ردا على مقال - مناقشة هادئة مع ...
- بمناسبة الذكرى الرابعة والعشرين لرحيل العلامة الدكتور علي ال ...
- قبل خراب البصرة
- نحو مجتمع الحوار واللاعنف
- ميلبا ألتا وكربلاء
- التطرف لا دين له
- عالم داعش خبايا واسرار ... تحليلات فكرية لادارة التوحش الخاص ...
- من هو وكيل الاله على الارض العقل ام رجل الدين
- اثر المدرسة النحوية في البصرة على تكوين العقل البصري ... انت ...
- مشاركة دولية واسعة وبدعم منقطع النظير من محافظ البصرة اقامت ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - ياسر جاسم قاسم - ربيع براغ ... انموذج للثورات العظيمة في العالم ...مقاربة حية مع ثورة تشرين السلمية