أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ادريس الواغيش - حَول إلزامِية الحُصول على شهَادات عُليا...!!














المزيد.....

حَول إلزامِية الحُصول على شهَادات عُليا...!!


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 12 - 23:05
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


بقلم: إدريس الواغـيش

لا يفهم الكثيرُ من الغوغائيّين، الذين يدوّنون ما يحلو لهم في الظلام وراء شاشاتهم، أن الحُصول على الشهادات الجامعية، كيفما كان نوعها في مختلف ربوع العالم، هي بداية لمسار علمي مستقبلي أولا، وفرصة للترقي ثانية، رغم أنهم لا يعرفون مُتطلبات الحُصول عليها وصعوبتها ولا الطريق للوصول إليها، ولذلك على الدّولة المغربية، في شخص وزارة التربية الوطنية، أن تلزم جميع موظفيها وخصوصا رجال ونساء التعليم بالحُصول على شهادات عُـليا في مجالات تخَصُّصاتهم، وهكذا يكون لزامًا على حامل شهادة الباكالوريا أن يحصُل على شهادة أعلى هي شهادة الإجازة، وعلى حامل الإجازة أن يحصُل على شهادة الماستر، وعلى حامل الماستر أن يبذل مجهودات أكبر من أجل الحصُول على شهادة الدّكتوراه، ومن لم يستطع إلى ذلك سبيلا، وهذا وارِدٌ جـدًّا لأسباب مَوضوعية وذاتية، عليه أن يقوم بدراسة أو بحث في موضوع نظري يُدَعِّـمُه بآخر ميداني أو تطبيقي وفق معايير منهجية، ثم يعرضه في ورقة أمام لجنة علمية في جلسة عامة وليس وراء الأبواب المُغلقة، تفاديا لأيّ التباس قد تلعب فيه المَعارف(بمفهومها الخاص) والعلاقات دَوْرَها، ويتـمّ مُناقشة ما ورد فيه أمام الجميع، كما يحصل عادة أثناء مناقشات الماستر أو أطروحة الدكتوراه في الجامعات المغربية، وبالتالي يستفيد هو نفسه ويطوِّرُ مهاراته المُكتسبة ومعارفة في مجال حيوي مثل طرق التدريس والتعليم، وهو مجال لا يتوقف عن التطوُّر باستمرار، هكذا يفيدُ معه الجميع، بمن فيهم طلبته وتلاميذه وتلميذاته.
هذا هو المعيار الحقيقي للترقي، وليس ما هو مُتعارف عليه حتى الآن، ليعرف العَـدَمِـيّون وأعداءُ النّجاح والمنتقدون وراء شاشات الحاسوب أو على الصّفحات الزّرقاء المَشبوهة في الافتراضي، معنى أن تحصُل على شهادة عُـليا في الواقعي وفي الجامعة المغربية تحديدًا، وما يطلبه ذلك من بذل مجهودات مالية من أجل شراء الكتب والمراجع، وفي كثير من الأحيان تكون على حساب مَصرُوف الجيب أو القوت اليومي للأسرة وحاجيات المنزل عمومًا، ولكي يعرف هؤلاء أن الحُصول على كتاب " الكينونة والزّمان- Etre et Temps" لمارتن هيدغر مثلا، يلزمه السّفر من فاس (العاصمة العلمية للمَملكة يا حَسراه) إلى الرّباط، وأداء ما ثمنه (600) درهم أي ما قدره اثنا عشر ألف ريال بالتمام والكمال، وهو ما يعادل يومين من العمل بالنسبة للمُرَتّبين في السّلم(11)، وأكثر من يومي عمل بالنسبة لمن هم في سلاليم أدنى، وأن الإصدار الأخير للدكتور عبد الرحيم جيران على سبيل الحصر لا الذكر: "الذاكرة في الحكي الرّوائي- الإتْـيَان إلى الماضي من المُستقبل" يُناهز(200) درهما، وكتاب" الوُجود والزّمان في الخطاب الصّوفي عند مُحيي الدّين ابن عَـربي" لمحمد يونس مَسروحين(الإندونيسي) يناهز الـ(200) درهم، ويبقى الحديث عن كتب أو مراجع أخرى ذات أهمية وبلغاتها الأصلية: اللغتين الفرنسية والإنجليزية كلام مختلف، هنا حدِّث ولا حرج عليك، لأن بعض الكتب قد يتجاوز ثمنها الألف درهم..!!
حينما يُسافر هؤلاء إلى الرباط لاقتناء كتاب أو مرجع، يعرفون أن السّماء لا تُمطر شهادات وسيعرفون أيضا معنى أن تحصل على شهادة عليا، لا لتترقى بها فقط، كما هو واجب من الناحية الأخلاقية على الدولة والجهات المسؤولة أو الوصية على القطاع، المفروض فيها أن تشجّع على الأخذ بالعِـلم وتدعّـم طالبيه، لا أن تطحن عظامهم في ليل الرباط البارد، لمجرد أنهم يُطالبون بحقهم البسيط والمُتمثل في الترقي بالشهادة وتغيير الإطار، بالإضافة إلى مجهودات أخري فكرية ومعنوية تُـبذل للمُزاوجة بين الضّمير المِهْـني، في مِهنة الضّمير، والتّحصيل العلمي والأكاديمي، إذ لا يجوز أن يُرتقي حاملو الباكالوريا وما دُونَهُم إلى السلم 11 وما يليه من رُتب وإلى خارج السُّلم، وتُـقلب المُعادلة فيُـدَرِّسُ مَن هُم في مُستويات علمية أدنى مُستويات عُـليا من مُستوياتهم، ويبقى حاملو الشهادات العُـليا يدرِّسون مُستويات أدني ويتقاضون أجورًا أقل ممّا هم دون مُستواهم، وأيضا لا يستفيد مَن هُـم في حاجة إلى مَعرفتهم ومعارفهم التي تُساير العَصر، من علوم معرفية حديثة حصلوا عليها في مدرجات الجامعات على امتداد التراب المغربي، بل أكثر من ذلك، يكونون تحت رحمة رشّاشات الغَـزالة "كْـرِيسْتِـينَا" الزّرقاء الوَديعة...!!.
وهي مناسبة أيضا لمن يكثرون من الكلام الفاضي، وانتقاد حاملي الشهادات العليا في الافتراضي والصّفحات المَشبوهة، كي يتفرَّغوا لما هُـو أهَـمُّ وأسمى: التّحْصيل العِـلمي والأكاديمي، من أجل تطوير مَهاراتهم وقُـدراتهم العِـلمية والمَعرفية خدمة لتعليمنا المغربي، والرُّقيِّ به إلى ما هو حداثي وراقي نطمح إليه جميعا كمغاربة، بحثا عن جَـودة نشكو من افتقادها بتعليمنا المغربي في الزّمن الرّاهن على الأقل.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نكْذِبُ على تلامِذَتِنا يا مَعالي الوَزير...!!
- كُتّاب القصّة القصيرة جِدًّا يرفعون سَقف مَطالِبهم في -مُلتق ...
- غربة الروح
- جامَع بيضَا يفتَتِحُ المَوسم الجَامعي بفاس حَوْل أهَمّية الأ ...
- العَلمي يتحدّث في فاس عن التعليم وأزمة القِيَم و- الحَمْلِ ا ...
- محمّد يُوب: القصّة القصيرَة جِدًّا تختزلُ العالمَ رَغمَ قِصَ ...
- رضوان أمرَابط يفتتح مَوْسِم فاس الجَامِعي
- حَرّْبَا...، ذاكرَة الكُومِيدِيا في فاس
- مُساءَلة -البلوكاج- الصَّيفي في مَرْتِيل
- الغالي أحرشاو يُسَائِلُ مُقوِّمَاتُ عِلم النَّفس وَرِهَاناتُ ...
- - محَمد السّرغيني، جَمالية الخَلق الشّعري- جديد الكاتب إدريس ...
- لغَط الكمَنْجَات القديمَة...!
- كُلية فاس - سَايْس تحْتَفي بالطلبة المُتَفوّقِين
- افتتاح مركز جامعة سيدي محمد بن عبد الله الجديد للندوات والتك ...
- البروفيسور الغَالي أَحْرْشَاوْ يُكَرَّمُ بفاس
- -العُطلةُ لِلْجَمِيعْ- لموسم 2019، لا تَعْني حَامِلي الشَّها ...
- أغلبُ مَن يُنَظِّرُ في النقد، لا يُجيدُ الاشتغال تطبيقيًّا.. ...
- -أبْوَابُ السّرَاب- مُراوغة القارئ وحَمْله على جناح الدَّهْش ...
- «العَهْدُ الجَديد» هل انتَهَى زَمَن الانْتِشَاء؟
- تازة، مدينة لا ريفيّة ولا أطلسِيّة...!!


المزيد.....




- بيستوريوس: لا يجوز أن نكون في موقف المتفرج تجاه ما يحدث في س ...
- أردوغان يعلن -مصالحة تاريخية- بين الصومال وإثيوبيا
- الرئيس التركي أردوغان: اتخذنا الخطوة الأولى لبداية جديدة بين ...
- قوات -قسد- تسقط طائرة أمريكية مسيرة
- -CBS NEWS-: ترامب يوجه دعوة إلى شي جين بينغ لحضور حفل تنصيبه ...
- مجلس النواب الأمريكي يصادق على الميزانية الدفاعية بحجم 884 م ...
- العراق.. استهداف -مفرزة إرهابية- في كركوك (فيديو)
- موسكو تقوم بتحديث وسائل النقل العام
- قوات كردية تسقط بالخطأ طائرة أميركية بدون طيار في سوريا
- رئيس الإمارات وملك الأردن يبحثان التطورات الإقليمية


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - ادريس الواغيش - حَول إلزامِية الحُصول على شهَادات عُليا...!!