أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الأحمد - ما ذنب العراقي؟














المزيد.....

ما ذنب العراقي؟


محمد الأحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 07:00
المحور: الصحافة والاعلام
    


ما ذنب العراقي الذي كان معذبا تحت وطأة نظام شهد له وضاعته وبغضه من العالم اجمع، مدة سقيمة نافت على عقود ثلاثة، وما زال يتواصل عليه الالم ممضاً، متفاقماً عليه الحرمان المرّ. اما من حق له ان يسأل كبقية خلق الله، عما اقرفه ليصبح او يمسي يوماً بعد يوم على بركة من دم الابرياء تقابله في شوارعه، ببضع ايدٍّ او ارجل متناثرة هنا او هناك، امخاخ واحشاء تتطاير، وانصاف عارية عصفها الأنفجار، بقيت معلقة على الاشجار، وحيطان بقيت محفرة بشظايا لعينة، حاقدة. تلك الجثث مازالت حقيقية طازجة ببرائتها، كما لو علقها القصابون من بضاعتهم، ولأدهى ان تطارده الفضائيات بصور اكثر وحشية، وافكار اكثر سادية مما يراه على ارضه. اقدره يبقى مروعاً، يخاف كل لحظة ان تنفجر من تحته الارض، ومن فوقه السماء، ويشتعل به الهواء، وتتناثر النتف متباعدة دون دفن. لا تقبلها ثلاجة الموتى من بعد تكدست الاعضاء التي لا يعرف اصحابها.. اذ جُمعت من على سطوح المنازل التي جاورت مراكز الحوادث، وجعلت نفوس نسائها كسيرات وهنَّ يندبنَّ حظهن بما تبقى من اسيجة وما تهشم من زجاج كان يسترهنَّ. والرجال من لم يُصب ستجده قد بقي يمشي الهوينا قاصدا ابعد الطرق، متجاوزا الدوائر المدنية ومقرات الاحزاب، بقي يهمل شؤونه في اية مؤسسة حكومية، لانهم ارهبوه بآلات محشوة باشد المتفجرات فتكاً، واجساد مغيبة العقل، انتحارية، تضخها مؤسسات وضيعة، مختلة، ادمنت الانتقام هدفها المناصب لتتحكم بثروة البلد (تنتشله كما تفعل الكلاب المتوحشة بعدما تحصل احداهما على فريسة)، وايضا لاجل ان يؤمنون للفضائيات اخبارها، واقوالها، ويزيدون الضحايا ضحايا، ويسترزقون الدم الزكي البريء. غايتهم ان يقال الخبر، ويشاع، ولا هم لهم سوى ان يثبتوا لبعضهم البعض بان لهم امكانية ارسال رسالئهم الدموية الى كل مكان، مادموا يملكون زمام آلاتهم المغيبة الضمير بالكامل، وانهم يستطيعون الوصول بها حيث يرمون، وحيث يبغون، متجاهلين الامكنة ومحتواها، ومفخخين الزمان كله، ومعيثين بالايدلوجيا وخطاباتها المقدسة خراباً سوف لن يستوي على مبدأ، ولن ينهض من هشيمه اي ناهض، من بعد ان تلفوا الممتلكات الشرعية، وقطعوا طرق الآمنين، وبقية حبل المعروف، بالفجيعة وازدياد مبادئهم كراهية من العامة والخاصة، واصبحوا على مقت شديد اكثر مما كان (العهد التكريتي) الذي ولى من بعد ان انجبهم بكل ذلك التشويه المريع..
ماذنب هذا الجليل رازحاً تحت ذلك الكابوس النكرة، الى يومنا هذا ولم يحتفل بخلاصه من السابق البغيض الذي حكمه متوالياً بالازمات والحروب والانتهاكات، فيخاف في كل خطوة ان يفقد فرحته المؤجلة..
ماذنب العراقي بان يتصارع حوله وعليه الوحوش الكاسرة، وكل منهم يريدهُ صيداً سميناً، لخيره الوفير، ولظله الوارف، ولانسانه بن اول واقدس الحضارات.. لاجل ان تموت رجاله ونسائه في اقبية الظلام، تحت أيد لا تفرق بين الظل والصدى.
لقد تكالبت عليه المؤسسات بصراعات دامية، مكلفة، وصار بلده عرضة لكل من هبَّ ودبَّ. كل منهم يضع عصاه ليعيق عجلة التطور، فسواء بعدت المسافة، أوتقلصت.. صار السؤال يكبر كل لحظة، وان لا يبقى مظلوما كل هذا الظلم وكل ذاك.



#محمد_الأحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبقريةُ (ماريو بارغاس يوسا) المذهلة
- رواية تحت سماء الكلاب
- رواية العطر لباتريك زوسكند، واقعية كضربٍ من الخيال
- نص وقراءة
- الحكواتي
- الدروب التي لا تصل بطريق
- رواية غايب لبتول الخضيري
- الفكر العربي في محيطه الأسود
- أجوبة الحوار المتمدن للملف
- قراءة في رواية وردة لصنع الله ابراهيم
- الشارعُ السياسيّ بعد غياب المثقف
- لائحة مهرجان بغداد للسينما
- نوبل للآداب والعرب
- فوكوياما
- مزقات الثقافة العربية
- من النهضة الى الردة كتاب جورج طرابيشي
- الأعلام الجديد
- شيفرة دافنشي قراءة ليست جديدة
- ماذا يمكن ان نضيف لفرانز كافكا في ذكراه
- الخميائي ساحر الصحراء


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - محمد الأحمد - ما ذنب العراقي؟