أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناني واصف - قصّة فداء وأم ثُكلَى!














المزيد.....

قصّة فداء وأم ثُكلَى!


ناني واصف
شاعرة وروائية مبتدئة

(Nany Wasif)


الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 12 - 00:00
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذا وقد كانت مريم تُعد له أفضل الأطعمة التي يحبها ،
حين جاءت إليها النسوة وغيرهم الذين تتلمذوا لهُ ،
ليخبروها إن الكتبة والفريسين من اليهود إشتكوا عليه بما ليس فيه.
وأوشوا به لدى قيافا، ليشتكيه بدوره لبيلاطس البنطي.
حقداً على يسوع ، وخوفاً من سلطانه على قلوب الجموع التي تبِعتُه.

فكان همّ الكُهّان هو تفرُدهم بسلطان الكهانة  وليكن الشعب اليهودي سامعين خاضعين لكلمتهم وتنفيذ اوامرهم ووصايتهم عليهم.

فقامت في الحال لترى ما حدث و لما حدث وكيف
فأبدلت ملابسها و ارتدت حذاءها.
وأخذت في نفسها  تردد يسوع... ابني.. يسوع.. بشكل ملفت
و تبكي و تصرخ  يسوع!! ابني!! كيف؟! ولماذا؟!

و ظلت تفتش عليه و تسأل في الطرقات عن يسوع
فيجاوبوها كان هنا.. و كان هنا..
سيمر من هنا و الجند ممسكين به موثقين يداه..
تارة يضربوه و تارة يقيموه من سقطته!
حتى جاءوا به إلى مكانٍ ليأخذ صليبه و يحمله
وأخذوا في ضربه فسقط مراراً و تكراراً..
لم يعد في استطاعته حمل صليبه!
هنا وصلت مريم..
اخذت ترمقه من بعيد و تبكي في صمت!
و تقول لم يعد يحتمل.. كفى.. ابني... يسوع..
و تمسك بقلبها.. و تبكي.. فكاد من شدة الوجع و الألم قلبها  يخرج من بين أضلُعِها..
فلم تعد تحتمل.. إن ترى وحيدها هكذا ، يُسلب منها و هو في كل تلك الآلام..
ولا تستطيع أن تنهي تلك المأساة..
فسيف في أحشاءها يجوز و لم تستطع ان تفعل شيء..
تبكي و تبكي.. لم يعد البكاء كافي لما تحمله في داخلها من ألم وحيدها و هي تراه كذلك في قمة ضعفه البشري..
فظلت تركض ،
حتى أصبحت أمامه و هو ملقي على الأرض ،
ينزف بلا هوادة و لا رحمة..
و لمست وجهه و كادت أن تقيمه من سقطته..
فسارع الجندي في سحب يدها و أخذها لبعيد عنه..
و الجندي شعر انه لم يعد يستطع أن يحمله
وحده فلمح قيراوني من بعيد و دعاه و أمره ان يشاركه
في حمل هذا الصليب..
ففي الحال أجابه وأمسك بصليب يسوع بيد ويد أخرى حملت هذا البار..
و من وراءهما مريم و النسوة و المريمات..
و ظلوا ممسكين ببعضهما لبعض وبالصليب حتى وصلا لموضع جلجثة الآلم..
فقاموا بتمزيق ثيابه بكل خزي والقوا به على خشبة و بدأوا في تسميره بكل قوة بلا هوادة و هو ينزف بلا توقف..
و هنا سقطت مريم من كثرة الحزن و الألم تحت الصليب..
لم تعد تستطع مشاهدته هكذا و أخذت تنوح و لم يستطع احد أن يواسيها و يهون علي نفسها ألم وحيدها..
و هنا تذكرت كلمات قيلت لها من قبل عن هذا الوقت العصيب الذي ستمر و تجوز فيه
و احنت رأسها  نحو الصليب تقبل قدميه كأنها تمحو عنه وجع مميت مخففه عنه فقبلتها بمثابة حياة..
حتى أحست بحنو يد على كتفها..
تربت و تطبطب و تقيمها من أثر سقوطها و انحناءها..
و قد كان يوحنا المدعو بالمحبوب أو تلميذه الذي يحبه ،
و بدأ يسوع يلتقط أنفاسه ببطء حتى يتكلم..
وبدأ يسترسل في كلماته التعجبية ووصيته الأخيرة..
فأخذ يوصي محبوبه بأم البشرية و يوصي أمه بالمحبوب ،
فقد أصبح لها إبن آخر من بعده!!
حينئذ شعرت بفرحة و إنتصار ممزوج بألم و دموع وحزن ووجع قلب..
إن رسالة إبنها قد أتمّها على أكمل وجه على صليبه و لم يبق شيئا بعد ليفعله..
فصرخ صرخة زلزلت الأرض ،
فنكّس رأسه وأسلم الروح في سلامٍ تام!



#ناني_واصف (هاشتاغ)       Nany_Wasif#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كان منكم...!
- الخَوُف!
- رسالة أُخرى لكَ يا الله!
- عزيزي اللّه (مُناجاة وعِتاب)!
- حلمي الصَغير!
- يسوعي!
- قلمي ، رفيق دربي!
- صلاة جائع!
- الحلّاج ويسوع!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ناني واصف - قصّة فداء وأم ثُكلَى!