أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم لمباركي - تحليل خطاب فراعنة العصر














المزيد.....

تحليل خطاب فراعنة العصر


عبد الكريم لمباركي

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 11 - 15:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


"باش نكونوا واضحين،وقالوها الإخوان وكروها،راه مكينش مزايدات،راه مكينش من غير الله الوطن الملك،ولكيحساب راسو غادي اجي ابدا اقدف وسب في المؤسسات راه معندوش بلاصتو في البلاد،راه لبغا هاد البلاد ديالنا (المغرب)خاصو إحتارم شعارنا الله الوطن الملك،وإحتارم الديمقراطية،ومشي بالقدف باش عنزيدوا للأمام،وسمحولي مشي فقط العدل لخاصوا ادير خدمتوا،ولكن المغاربة كلهم خاصهم اديرو خدمتهم باش نحقو هاد الغاية،المغاربة لنقساه التربية خاصنا نعودولوا التربية".

إذا ما نظرنا إلى هذا الخطاب في ظاهره سنلاحظ بأنه خطاب "شعبوي" يضرب عرض الحائط قيمة المغاربة ككل،بيد أننا سرعان ما نحاول تحليله،إلا ووجدناه يحمل في طياته رسائل عميقة تهدف إلى توسيع رقعة الرأسمالية حتى تصبح أكثر قوة مما قبل.

إن كلمة الإخوان هنا تعود على الحزب الذي يترأس الحكومة،وبعض الدعاة المتأسلمين،على سبيل المثال لا الحصر الأخوان (العثماني وبنكيران ورميد والشيخ الفيزازي ...)هؤلاء هم من تداولوا أكثر من مرة عبارة "عدم التزايد على السلطة"،والإمتثال لشعائر الوطنية" الله الوطن الملك".إذن ماذا تمثل هذه المقولات الثلاث لدى الرأسماليين؟

إن مقولة "الله" بالنسبة للرأسماليين:هو الرأسمال ذاته،وحينما يخضع هذا البروليتاري لرغبة مالكي السلط، آنذاك ستتضاعف القيمة المضافة أكثر فأكثر،وبالتالي حقن البرجوازي بحقنة القوة وإعطائه المشروعية لكي يسود ويعمق إكتساحه.ومن حاول تهديد الرأسمال إنما ألحد به من حيث لا يدري.

أما مقولة "الوطن"فتدل على المصنع الذي تخلق فيه القيمة المضافة،واحترامه بمثابة احترام سيره العادي،وهذا السير هو الكفيل بإحقاق مجتمع طبقي إقطاعي.ومن سولت له نفسه المساس ببنية المجتمع فسوف يخل بأركان الوطنية،لهذا وجب أن يرشد إلى طريق الهداية،أي أن تهتدي لإله المادي وتطيعه.

فيما يخص مقولة "الملك"فهي تحترم نوعا ما سياقها الدلالي،وإن كانت تتجاوز المفرد وتعتنق الجمع،أي "الملوك"فهذا بغية تقوية نفوذ الله" الرأسمال"ومن حاول التطاول على "الملك" ،[بضم الميم وكسر الكاف]فإنما يتطاول على الله،لأن "الملك" لله وحده،والله للملك .

إذن إذا ما أردت أيها الشعب المغربي أن يرضى عنك الإقتصاديين،فما عليك سوى احترام شعائر الوطنية،وإعتبارها الدين و العقيدة التي لامحيد عنها،لأنك ليس لك الحرية في اختيار عقيدتك،لكونگ نشأت وسط عقيدة رأسمالية كرسها والديك،إذن فقل "هذا ما وجدنا عليه أباءنا"وإمتثل لإرادة الله ومشيئته،وإلا سوف تلحد بالله وتكون من الخاسرين.

أما فيما يتعلق بمسألة "إعادة التربية"فما هي إلا محاولة لإعادة الثائرين إلى رشدهم والتعلق بدينهم الذي ترعرعوا داخله،أي التربية على القيام بالشعائر والإمتثال لله المادي، وذلك بعدم القدرة على الإختيار والتفكير وطرح السؤال عن الإقتصاد،وإن فعلت فأنت شيطان ماكر ملحد،أي كن عبدا يطيع خالقه.

يمكننا أن نستنتج في أخر المطاف،أننا أمام ألهة جديدة بعقيدة جائرة،ألا وهي عقيدة " الوطنية"التي لطالما ربطتنا بالميثالي وأنستنا في المادي،فلقد أقنعونا بفكرة دينهم وربطونا بالتيولجي،وهم في الإقتصاد ناهبين،وفي المجتمع متحكمين،لذا وجب أن نلحد بعقيدة الوطنية ونستفيد من حقنا في الوطن،لأن الإلحاد الحقيقي في رأيهم لم يعد إلحاد "بالخالق"وإنما هو إلحاد بأوامر السلطة.
في الحقيقة صدق نيتشه:"لم يترك الأغنياء للفقراء سوى فكرة الله".



#عبد_الكريم_لمباركي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شيء من مستقبل التعليم في المغرب
- قلق الموت والوعي بها
- الساعة الإضافية بين الغائية والنتيجة.
- عاشوراء, بين الطقوسي والخرافي والإحتفالي.


المزيد.....




- كيف سيغيّر مقتل يحيى السنوار مسار الحرب؟.. الجنرال باتريوس ي ...
- ترحّمت على يحيى السنوار.. شيخة قطرية تثير تفاعلا بمنشور
- صورة يُزعم أنها لجثة يحيى السنوار.. CNN تحلل لقطة متداولة وه ...
- استشهد بما فعلته أمريكا بالفلوجة والرمادي وبعقوبة.. باتريوس ...
- قائد القيادة المركزية الأمريكية يهنئ الجيش الإسرائيلي بالقضا ...
- سوء الأحوال الجوية يؤخر عودة مركبة Crew Dragon إلى الأرض
- رماة يتألقون في عرض -يابوسامي- ضمن مهرجان الخريف بمعبد نيكو ...
- الحرب بيومها الـ378: مهندس -طوفان الأقصى- يودع ساحة المعركة ...
- الأزمة الإنسانية تشتدّ... المنظمات المحلية طوق نجاة السوداني ...
- علماء يرسمون خارطة للجدل البشري قد تساعد في معالجة الندوب


المزيد.....

- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الكريم لمباركي - تحليل خطاب فراعنة العصر