أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الهجانة السياسيّة














المزيد.....

الهجانة السياسيّة


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 11 - 12:08
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


الطبقة السياسية ووجّه رسالة تحذير شديدة اللهجة إلى كافة الأحزاب السياسية. فبعد أن كان العزوف عن المشاركة السياسية ترشّحا وانتخابا، الطريقة المثلى للردّ على النظام التسلّطي صارت مقاطعة أغلب الشبّان والشابّات للانتخابات الوسيلة الأمثل للردّ على التهميش والإقصاء، وعلى رفض سياسات الدولة التي لم تكترث بتمثيلية الشباب ولا بمطالبهم. وها نحن ننتقل إلى أشكال أخرى من التعبير عن الغضب والاستياء لعلّ أبرزها اختيار فئات من الناخبين من هو أقلّ خبرة ومعرفة ، ومن كان غير ملتزم البتة بالحضور في مجلس الشعب، أو من تحوم حول شبهة فساد أو من كان موّرطا في التهريب...

ويذهب أغلب المحلّلين إلى أنّ اختيار «الشعب» عددا من الأشخاص ممن لا تتوفّر فيهم الكفاءة أو النزاهة ليكونوا نوّاب الشعب الجدد لا تفسير له سوى الرغبة في التشفّي والاستمتاع بالفرجة التي اختار عناصرها. فليتحمّل إذن النوّاب الّذين أصرّوا على الاستمرار في العمل وتحمّل المسؤولية تبعات هذا «الاختيار التأديبي».

لنفترض جدلا أنّ السمة الرئيسية لانتخابات سنة 2019 هي «التأديب والعقاب» في انتظار أن يفهم الفاعلون الرسالة وتراجع الأحزاب توجهاتها، ويعيد السياسيون النظر في خطاباتهم وطريقة تدبيرهم للبلاد ويحسّن النوّاب أداءهم في المجلس. ولكن كيف سيكون بإمكان «الأخوة الأعداء» العمل في مناخ بات فيه العنف سيّد الميدان، وتصفية حسابات الماضي هدفا رئيسا؟ ومن سيكون مسؤولا على تعثّر سير أعمال المجلس، وتعطيل البتّ في القوانين؟ ومن سيتحمّل نتائج هذه التركيبة الهجينة؟

تشير الهجنة /الهجانة إلى مجموعة من النواقص: فالهجنة العيب والقبح، وهجن الكلام كان معيبا، وهجّن النتاج : زاوج بين سلالتين أو صنفين مختلفين لا يلتقيان، وهجَّن النظام الاقتصاديّ : مزج بين النظام الاشتراكيّ والرأسماليّ ... إنّها طريقة في الجمع بين المتناقضات والتوليف بين عناصر يعسر في العادة أن تتفق، وهو ما بدأنا في معاينته : فمنذ انطلاق أعمال مجلس الشعب لاحت بوادر التأزّم ،وصارت متابعة المشهد مثيرة للاستغراب : تراشق بالتهم وعبارات من قبيل «كلوشارات» و«بانديا»، وسدّ لمنافذ الدخول إلى المكاتب ، وهرج ومرج وعرض للقدرات، وحركة على الركح: ذهابا ومجيئا، خطوة إلى الأمام وأخرى إلى الوراء، ومسرحة للعمل وميل نحو «العجيب والغريب».

نعم يستنكر التونسيون ما يحدث، وينتقدون ويستهجنون... ولكن من أوصل هذه العناصر الهجينة إلى مواقع صنع القرار؟ من عمل على المزاوجة بين منظومات ليبرالية التوجه ومنظومة شديدة المحافظة تنتمي إلى أفق ماضويّ؟ وهل يتوقّع من هذه العناصر الهجينة أن تبتكر طريقة في التسيير الديمقراطي بإمكانها أن تحقّق النجاعة المطلوبة؟ وهل بإمكان هؤلاء أن يبرزوا لنا الصور الإيجابية للهجانة ؟ وهل عاقب الشعب النخب السياسية وحاول ردعها باختيار الهجانة طريقة في التأديب أم أنّه عاقب نفسه ولسان حاله : «بيدي لا بيد عمرو».

إنّ الهجانة السياسية l’hybridité politique ليست إلاّ بعدا من أبعاد الهجانة في بلادنا والتي تتجلّى من خلال مناويلنا الاقتصادية والتنموية ، ومناهجنا التعليمية وسياساتنا الثقافية والإعلامية وغيرها. فمنذ نشأة الدولة والسياسات تتأرجح وتنوس بين الرغبة في التحديث والتعصير وبين الوفاء للتراث والمحافظة على الأعراف والتقاليد ...وها نحن نتبيّن آثار هذه الهجانة في الفجوة بين النصّ القانوني والواقع ، التشريعات والتطبيق، الخطابات والوعي، وغيرها.

ونتوقّع أن تؤدي الهجانة السياسية التي فرضت من القاعدة /تحت/ الشعب ،إلى نتائج وخيمة تتجاوز الإشكاليات المنبثقة عن فهم محدود لطبيعة الديمقراطية، والمشاركة السياسية، ومسار الانتقال الديمقراطي إلى تعطيل مصالح الناس والزجّ بهم في أتون الصراع من أجل البقاء.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشجاعة في مواجهة الظاهرة: العنف ضدّ النساء والسياسة
- في محاولات صناعة الشخصية السياسية الكاريزماتية
- في طرق استقبال مبادرات الشباب
- مساءلة
- في أداء المترشّحين وأشكال عرض الذات
- النسوان في قلب العمليّة الانتخابيّة
- ساعة الحسم
- الوصم السياسيّ: قراءة في سلوك الناخبين
- حيرة الناخبين
- أن تكوني سياسيّة في تونس2019
- أسئلة غير بريئة أطرحها في زمن ديمقراطية المشاعر
- هل يؤمن السياسيون بمبدإ التداول ؟
- جثث المهاجرين تفضح الصمت المخجل للفاعلين السياسيين
- محاولات ترسيخ «الأبوية السبسيّة»
- الجهاد بالوكالة
- حدث ومواقف أو انقسام التونسيين حول موت محمّد مرسي
- الأعمال الخيريّة في الدولة المدنيّة
- التونسيون والمسؤوليّة الاجتماعيّة
- «محتسبون»: في مواجهة الحريّات الفرديّة
- مستقبل تونس في المشاريع لا في الأشخاص


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - امال قرامي - الهجانة السياسيّة