صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 11 - 11:54
المحور:
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
قال متظاهر من المعتصمين في التحرير "إن المتظاهرين قاموا بتهيئة الكهرباء، وصبغ الارصفة، وتنظيف الساحات، وتنظيم توزيع الاغذية، وعلاج الجرحى، صد القنابل المسيلة للدموع، وتقديم الخدمات، وتوفير مستلزمات الاعتصام والاقامة من سرادق وأفرشة، وإختتم حديثه بالقول يعني تقريباً دولة مصغرة، وأضاف "خل يطلعون" وعندها جرى قطع اللقاء.
نعم هناك دولة مصغرة في التحرير، وان إدارة شؤون المجتمع هي وظيفة الدولة، ولكن مع فرق إن الدولة تقوم بإدارة شؤون المجتمع وفق مصالح الطبقة السائدة، أما الثورة فتهدف الى إدارة شؤون المجتمع وفق مصالح الناس المضطهدين، أي الذين يتحكم المالكون والبرلمان ورئيس الوزراء بحياتهم.
دولة الفقراء هي دولة الكادحين والعمال، وهي نموذج "دولة" ساحة التحرير الحالية، وهي تتحقق خلال الثورة. أما دولة البرلمان والرئاسة ورئيس الوزراء، فهي دولة الاثرياء، دولة النهابين، دولة الفاسدين.
مثلما تعلم المتظاهرون تنظيم حياتهم في ساحة التحريرخلال اسبوع بصورة رائعة، سيتعلمون ادارة البلاد بكاملها، بل سيكون بإمكانهم إدارة المجتمع وتشكيل حكومة بقواهم الذاتية. ولكن كيف؟
ان الخبرة التي تعلمها الكادحون والفقراء المعدمين خلال أيام الانتفاضة، مع إرادتهم الثورية وجرأتهم، يجب أن تتبلور في تنظيم. إن المتظاهرين الذين يريدون التغيير، ويريدون التخلص من النظام ورموزه، يمكنهم تنظيم أنفسهم في لجان، أو مجالس أو هيئات، وتقسيم المهام وتوسيع النموذج الذي بنوه في التحرير ليصبح سائداً في المجتمع، ولكن شرط أن يكون القرار السياسي بأيديهم، عندها ستكون السلطة بأيديهم، ولن ينتظروا البدائل من خارج صفوفهم.
هذه النواة التي شكلها المتظاهرون في التحرير،يجب تبنيها من قبل كل من يعتبر نفسه جزءا من الحركة الحالية، ويجب تحويلها الى نقطة انطلاق لتنظيم الحركة في عموم العراق.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟