|
عواء الرجل الميت ، مجموعة قصصية لطلال شاهين
مصطفى حقي
الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 06:58
المحور:
قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
القاص طلال شاهين ثار على نفسه وعلى مجتمعه بجرأة زائدة بل بتهور لم تعهده مجتمعاتنا ومنابرنا الأدبية ، حتى أصدقاء هذا الكاتب يتحاشونه ، كيف لا وقد تناول أسرته وأقاربه في أول عمل أدبي له في مجموعته القصصية الأولى ( الخنازير ...؟) الصادرة عام 1990 ونقدهم نقداً لاذعاً وجارحاً وقارب في الأسماء حتى تكاد تلتصق بشخوصها الحقيقية وتدل عليها ، وكادت تحدث مجزرة بين أفراد العائلة لولا غلبة العقل والتروي والمسامحة .. وتتوالى أعماله الأدبية التي تفضح بسفور وتزعج بحق .. هذا هو طلال شاهين انه لايعجب الكثيرين ، ولكنه يعجبني كلون أدبي صارخ في زمن الغش والخداع والأقنعة الرخيصة والحبو ( وبوس الأيادي ) وتقبيل الذقون بل التذلل الرخيص والنفاق المعلن والرقص على أنغام السلطة القمعية والتصنع المزيف والتذبذب والتقمص بأي ثوب سياسي فقط للوصول على حساب كرامة الإنسان والحط من إنسانيته ، إنه يكتب بدون مواربة وأحياناً يلتزم بمثل ( في بعض الصراحة وقاحة ) وانه ذو لون واحد لايتغير ..! وبعد تجربته الابداعية الأولى حوّر أسماء أبطاله بحيث يبعد الشبهة عنه ، وأبطال طلال شاهين يعيشون بيننا في كل لحظة ، والخيال عنده يكاد يكون منعدماً فهو يغرف من الواقع دمى يلقي بها في بحيرة أعماله الأدبية المالحة ملوحة شديدة .. كل من يقرأ لطلال شاهين من أبناء مدينته ، يعرف من هم المقصودين فيها .. ويبدأ مجموعته بأدنى درجات السخرية ( الإهداء إلى الخنازير ...؟) ويدعمه بقول لكازنتزاكي ( من الأفضل أن يفني بعضكم بعضاً ) ...! وقصته الأولى بعنوان ( ملف المدعو تيس الحردان ..؟) ان الإسم بحد ذاته مربك ويعو للاستغراب ، تيس وحردان ...! في هذه القصة يشبك المحقق مع وكالة الأنباء الأرضية والدركي عثمان الغربي من مخفر الشريدة والشيخ أحمد العون إمام جامع الشريدة ودليلة الغازية وصديق العائلة برهان الضعيف وليبدأ مشكلته .. بآه يا ابن بيروت وأنت تعتلي صدور النساء ، وأنا تيس الحردان قد وفرت لك هذا الأمر ، بدءاً من زوجتي وانتهاءً بأخواتي البنات ، اللعنة عليك ، غررت بي فوثقت بك ، لم أظن أنك تبحث في الخفاء تباً يا ابن بيروت ، على يديك طلقت الزوجة الأولى وتزوجت الثانية ، وعلى يديك جاء الولد من الزوجة الثانية مختلفاً عن باقي الأطفال ، لا يشبهني ولا يشبه أمه ، ماذا فعلت يا ابن بيروت ، يا قذارة الأرصفة والأحياء ...؟ إلى أين ستفر يا ابن بيروت ، سأظل وراءك حتى أقضي عليك .. توقف عن ترددك إلى أهلي وبيتي وإلاّ.. ؟ يا ابن بيروت ، يا عفونة الطرقات ومستنقعات المدن الوسخة ، لن تفلت مني مهما بعدت المسافات ، شرفي يا ابن بيروت ..شرفي ، قبّح الله اليوم الذي عرفتك فيه ، وكنت جسر الوصل بينك وبين أهلي ، لكن الصبر طيّب ، نعم الصبر هو مفتاح الحلول ... – ابن بيروت ، أنظر جيداً ، أنا تيس الحردان ، مارست عموم أنواع الرذيلة ... لكني لم أر أقذر منك ...ابن بيروت قواد هذا العصر الغريب .. استخسرتم بي طفلاً وزوجة جميلة ... ثم ينهي هذه القصة بعد أخذ بصمات دليلة الغازية وزميلتها ميّالة والمدعو ابن بيروت ، ولينصح المحقق : نلتمس منكم أن تنسوا حكاية هذا الحردان الطيب وليعد إلى زوجته وولده ....! أما في قصة أحزان ، البطل يغادر زوجته وأولاده قبل خمس عشرة سنة ، كان أكبر أولاده لا يتجاوز العامين ، ترك مدينته وأشياءه وأحلامه ، رحل دون وداع ، وراح يحلم بلقاء حميم بعد هذه الغيبة الطويلة .. سيرتمي بين ذراعي زوجته .. سيقبل أولاده .. لن يتركهم مطلقاً حتى لو اكتفي بالخبز والبصل ، ويتذكر قول زوجته الأخير .. لا تغب كثيراً .. أنا بانتظارك .. لا حياة لنا بعدك ، ويعدها : لا تهتمي لن أغيب سوى سنة واحدة ويدرك بعد فوات الأوان أنه عاد فاشلاً لم يحقق شيئاً من أمانيه وأماله ورجاء زوجته وتسود الدنيا في عينيه ... وفي الصباح كانت جثة رجل ملقاة عند أحد الأرصفة مبللة بالماء والأوحال ، ومن بطاقته تبين ان اسمه ، رحيل المسنود ووالده مسنود المسنود وأمه فطيم المسنود وليقول المحقق هذا زيف وتزوير لوكان فعلاً مسنوداً لما وصل إلى ماهو عليه ...!؟ وقصة ( الطريدة ) يهديها إلى روح الشاب ( ابن الفرات) أحمد محمود المصطفى الذي كان يبشر بموهبة أدبية عالية المستوى .. والبطل هنا مطارد من قبل سكان المدينة جميعاً لأنه أحبّ .. وكل شيء ممنوع في هذه البلدة ، اللقاء ، الخروج ، الدخول ، المصارحة ، الكلام ، ممنوع ممنوع ، أيكون ممن سيطردون اليوم أو غداً كطرد الكلاب .... وبكت عندما شاهدت دمه يسيل من أنفه ، بهدوء ألقت رأسه فوق ركبتها ، وهكذا تقابلا ، نشوة سيطرت عليه ، ذابت في قلبه ، يمسد رقبتها ، يداعب أنفها وخديها ، مطاردوه مازالوا يبحثون عنه .. .. سمعا دبيباً .. التفتا ، تسارعت الجمهرة ، قفزا حفراً طويلة وعريضة ، مدا رأسيهما ، الفرج يقترب ، صور الموت تحملهما للإسراع أكثر ، قبل الوصول إليهما ، تبخرا ، ذابا بين الأشجار ، وظل المطاردون يقسمون أغلظ الإيمان بأنهم لابد قاتلوهما ...! العقم .. قصة ميدانها المدينة المكتظة بالسكان وبالأفكار السلفية المؤمنة بالمعجزات والخوارق على أيد مدعين جهلة يجعلون الدين ستاراً لعملياتهم الاحتيالية وكسب المال الحرام ، ونجم هذه القصة هو الشيخ العقلاوي .. الذي تلجأ إليه المرأة الضحية : تزوجني من أجل أن ألد له مولوداً ذكراً ، ستصبح أيامي شقاءً وبؤساً إن لم أحبل وأنجب .... يافضيلة الشيخ ...؟ ومن الطريف في هذه القصة أن زوج المرأة الضحية هو من يساهم في ذهاب زوجته إلى الشيخ العقلاوي ، الذي سيبعد عنه الوساوس والظنون ..! أبو سعيد يريد طفلاً بأي ثمن يملأ حياته لهواً وسعادة ، وكما يسمع أن الأطفال هم بهجة الحياة وزينة الدنيا ، وان الرزق يأتي بمجرد ولادتهم .. وكانت زوجته تسمع من جاراتها يتحدثن عن الشيخ العقلاوي .. ماشاء الله ما أن يضع يده تحت سرتي بقليل إلا وأشعر بشيء يتحرك في داخلي ...؟ وفي الزيارة الرابعة وفي جو من البخور والنار المتصاعدة رفع الثوب عنها ، داعب ثدييها ، أمرها بخلع ثيابها ، أوامر الشيخ يجب أن تنفذ .. ابتسم ظهرت أسنانه السوداء المقيتة ، يتكوم فوقها وهو يردد : سأحضر لك حجاباً لن تنسيه طول عمرك وستنجبين طفلاً بينما كان أبو سعيد يحرث الأرض وراء ثورين هدهما الزمن ، يشقى ويتعب في سبيل الولد القادم ، وفي الزيارة الخامسة يملأها أيضاً وهو يتلوا الكثير من الآيات وأمرها أن تأتي كل ثلاثة أيام ليغير لها الحجاب ، وبعد أن أنجبت حملت قدرها وذهبت إلى منزل الشيخ لتتزود بحجاب جديد وتتوالى الولادات خمسة أطفال منهم فتاة لاتشبه أباها وأمها ، وهذا لغز من الكاتب لم أستطع تفسيره ولا أعرف قصده ..؟ أما في ( تكرار ٌ لإيقاع يومي ) يتحدث الكاتب عن ظواهر بعيدة عن مجتمعنا .. في الحالة الأولى ، تبادل الأنخاب والزوجات ، ممارسة كل الطقوس الإباحية ، الكذب هدفهم للعيش وهو غريب عن مدينة يكتنفها الظلام والرصاص والجثث المتروكة ، ( وعسكريه دبّر راسك ) في الحالة الثانية ، هو ( رحيل ) مصرّ على الرحيل ، حبيبته تتوسله : لاتذهب يا رحيل ، أنا بحاجة إليك ، أين ستذهب ؟ أنت تدري أنهم ضدنا .. لا يعيش في المدن إلاّ المرتزقة والحشاشون الذين يفتحون أبواب مدينتهم للدخلاء واللصوص ، لترفع النساء أثوابها ، آه استباحوك مرّة أخرى ياغرناطة ....؟ وفي الحالة الثالثة ، صبية حلوة تبيع الورد الأبيض والأزهار الحمراء يلاحقها القوادون وجنوداً يعتمرون خوذاً حديدية وقبعات خضراء لها نجمة داوود يقضمون التفاح ويتظللون بأشجار الأرز العالية ..؟ انها ترتعد خوفاً من الذهاب إلى منزلها في المخيم ... في الحالة الرابعة مقاتل اعتمر بكوفية وقف وراء أكمة حاملاً رشاشه ، مبتسماً ومحركاً يديه الاثنتين ، يتصبب منه العرق ، يتأهب لملاحظة دوران العدو والدخلاء بعين يقظة لم تعرف النوم منذ أيام .. وفي الحالة الخامسة – عاد إلى تحويشته التي تركها أخر مرة وصورة أمه ( بيازو) الذاهبة بأحلامها وأشيائها من وطن لأخر ليجد التحويشة وبناء آخر قد هدما بوحشية فظيعة ومات من فيها ...؟ الحالة السادسة سيظل السفلة يرعون ويسمنون من تفاح المدينة وزيتونها ومياهها لماذا يسلمون المفاتيح لهؤلاء ، لن نعود إليك يا قصر الحمراء ، ياغرناطتي الجميلة ، يا أشبيلية الرائعة - هنا يحاول الكاتب افتعال إسقاط تاريخي ولكنه يبدي هذياناً غير عقلاني مع مفارقات زمنية وعصرية ، ثم يتوالى الهذيان .. آه ياغرناطة ، هدى ، عبير ، سناء ، سليمان ، حميدة – الحمراء- بيروت ، استريك ، وطن ، رحيل ... وأخيراً قـُتلت بابـــل، استبيحت ، أسندوها قبل أن تنهار ، بابل ، القدس ، أمي .. ثم بغداد وطليطلة والفرات ، والشنفري وعروة وتأبط شراً ن سليك ابن السلكة ، بلال فحص ، نزيه قبرصلي ، سليمان الخاطر ، سناء محيدلي ، حميدة الطاهر ، عاكورة وفي الحالة السابعة يتواصل الهذيان بالبابلية ثم الأخت في طليطلة التي فتحت صدرها لجميع السفلة والكلاب والمساومين والسماسرة والانتهازيين والوصوليين ، عذراً يااختاه ، لم يعد بالإمكان السكوت ملاحظة هامة في هذه المجموعة التي طبعت عام 2000 أن للكاتب حدسا سادساً عندما تنبأ بسقوط بغداد ..لأنني أحس أن بابل سقطت ، وسقط خلفها أناس كثيرون ، بغداد هتكتها حوافر التتار ، واجتاح هولاكو بلاد الفرات ، ثم راح يعجن الأوغاد والزائدين ويلقي بهم إلى البراري والقفار ..ضحكت ( عيشو ) من بين الجدران .. شاهد نفسه يمشي على قحف رأسه .. فقئت عينه .. ليس المهم أن ارى .. المهم أن أظل حياً .. أما في قصة وطاويط الليل وفي طيران وطواطي مزود برادار طبيعي تبعده عن مكامن الخطر ، ويبدأ القاص من المدينة حيث السحب السوداء تكلل سماء المدينة وتزمجر غاضبة وقد اصطبغت بلون أصفر مميت ، الوطاويط تروح وتجيء ، إلى متى سيبقى هذا الوضع مهلهلاً ، إلى متى نظل واضعين أيدينا على أفواهنا ...؟ ويهوم الكاتب عن مضاجعة غريبة في المقطع الأول وينتقل إلى قرية الكسرات في المقطع الثاني ليلتقي بامرأة معدومة الحال ، والجوع ينهش أطفالها ، لأن زوجها كان بعيداً عن نظام أقبية عهر الوطاويط ، بينما في المقطع الثالث يقول مامن مكان في العالم إلا توجد فيه طبقتان ، واحدة مسحوقة ، وأخرى تضاجع الليل وتأكل ماتشاء ، فالوطواط الأكبر طيب ويحب الطيبين والفقراء ولكن الكاتب في مقطع المحادثة 4و5 يجعل من سكان المدينة وطاويط ومنهم الشرفاء ومنهم ...؟ وأما في نبذته عن الوطاويط في حي آخر حيث الثراء جنباً إلى جنب مع البؤس والشقاء .. فالجو الرومانسي على أثاث ثمين وعلى ضوء القمر يضاجعون حتى الصباح ، ليبدأ خصي الذين يسكنون الأطراف ، فالموت يخيم عند العتبة أو في منتصف الغرفة .. وفي عز الظهيرة ماتت امرأة تشكو من تجذر آثار الوطاويط ( تقرير ورد إلى أحد مخافر الشرطة ) وفارس الكناس اكتسب الحكمة ويقول : نحن نعرف كيف نخدم الطبقة ، هذه سياسة خاصة بنا ، الحياة تتطلب المزيد من الحنكة والذكاء ، فالذي لا يعرف كيف يعيش الأفضل له أن يترك هذا العالم وفي موقف أخير ، ممارسات رهيبة في جوانب معتمة ، وهمس يخرج من شفاه مكوية .. أواه كم أنا محاصر ..؟! وفي قصته الأخيرة سيمفونية العودة يحاول أن يجعل من شخصية ( أبي البيب) العتـّال الذي بلغ سن الشيخوخة وهو يجر عربته نداً ومنافساً للعجول المتسلطين ويردد أنه الوحيد القادر على وقف تقدّم ( البشوت) وفي خطوة ( دون كيشوتية ) يجعل من بطله ( أبي البيب ) أهم رجل في المدينة ويفاوضه أخصامه : أنت تعكر علينا بعض الخطط ، هذا لا يرضينا ، ما رأيك لو انضممت إلينا .. وصرت صاحبُ ملك وضياع وإمارات .. ويرفض بحجة أن الحكومة ستعوض عليه .. فعفّط له أحدهم : ستحصل حلى حقوقك من هذا ...؟ ويرد عليهم : لكن الحكومة قالت لي إنني أملك جعبر والرصافة وقصور البنات وتل البيعة .. ويطززون به ؟ إن القاص يرفع ببطله ( الدون كيشوتي) إلى أكثر من مصارع لطواحين الهواء ، وانه مجرّد كهل وعتـّال كيف وبأي شكل أو معنى سيشكل خطراً على العجول أو الوطاويط أو الثيران ...؟ انها محاولة من الكاتب أن ينفث عن غضبه من عجول المدينة الذين يسيطرون على مقدراتها ولم يثنهم عن قتل خيرة الشباب المتحمس وهرب من هرب .. وأبو ( البيب) يواصل زجره للأطفال الذين يتأرجحون بعربته .! وبالختام فإن أعمال طلال شاهين غارقة في الرمزية إلى حد التعمية أحياناً ، ففي قصته الأولى تتلاحق المسميات ، تيس الحردان ، ابن بيروت ، الداية أم علي ، عفتارو ابن عاكوره ، برهان السمين ، أبوالتيوس ، الشيخ أحمد العوين ، دليلة الغازية ( ولدي أبي العز ) ، إبن هراري المسطول ، ميّاله ، ممو الخلو ، الدركي عثمان الغربي ، رقيب أول فوزان العبد ، شجعان السامي ، حمدان الحمدان .. كل هذه السماء مرمزة ومشفرة إلى حد إرباك القاريء ليحدس أن هناك مشكلة في حياة تيس الحردان وان زوجته قد أبيحت إلى الآخرين ، وليس هو آخر من يعلم واللعنة والشتائم والتهديد والوعيد لا ينصب إلا على رأس ابن بيروت والذي لا نعرف عنه إلا أنه ابن بيروت ولنغوص في متاهة يريدها الكاتب ...؟ ويحاول الكاتب أن يغرف من الواقع في قصة ( العقم ) والتي تناول موضوعها كتاب كثيرون من قبله ، ولكن لقصة طلال طعم آخر وفلوكلوري مثير ... أما في قصته ( أحزان ) فيحاول الكاتب أن يجرد البطل من ماضيه السابق وتوبته اللاحقة ، ولكن الواقع مرّ والخطأ الكبير لايمكن أن يصحح بسهولة وينتهي بموت البطل ويعود الكاتب في تكرار لإيقاع يومي إلى هلوسات قصته الأولى والإكثار من الأسماء والمصطلحات ،رحيل ، أمه بيازو ، سوبرمان العصر ، القواد ، بابل ، القدس ، غرناطة ، هدى ، عبير ، سناء ، سلمان ، حميده ، الحمراء ، بيروت ، شفان ، أستريك ، وطن ، طليطلة ، بغداد ، الفرات ، الشنفري ، عروة ، تأبط شراً ، سليل ابن سلكة ، بلال فحص عاكورة ، المطار ، الشياح ، ( حبيته عيشو ) تتار ، هولاكو ، أبا ذر الغفاري ، اشبيلية ، لومومبا .. وتتحقق نبوءة الكاتب في هذه القصة بعد أكثر من ثلاثة أعوام لتسقط بغداد وتهتكها حوافر التتار ...؟! والسفينة تبتعد والرصيف مقفر ، وصوت بلبل يشدو لحناً بائساً ، وثمة امرأة في الانتظار ... أما في وطاويط الليل سوداوية ويأس وقنوط ، والمشكل أن الوطاويط هم من ابناء مدينته ويتجهون نحوه ويحيطون به ، ينهض بإعياء وقرف ، الحراسة لاتنفك تحاصره ... أواه كم أنا مجلود – ممارسات رهيبة في جوانب معتمة – همس يخرج من شفاه مكوية ... أواه كم أنا محاصر ... ويختتم الكاتب مجموعته بقصة ( سيمفونية العودة ) وبحقيقتها انها عودة ( دون كيشوتية ) ومحاربة طواحين الهواء ليس إلاّ ومن خلال بطله ( أبو البيب )العتـّال المسن ليجابه به العجول السمينة المسيطرة القاتلة ولم يبق للكاتب في النهاية إلا سيف من خشب ليقاتل به الطغاة ، فالقهر يحيط به من كل جانب ، وإن جهر بتلك الحقيقة علناً سيلاحق من الجميع من العجول والوطاويط وابن بيروت وغير بيروت ، فلم يجد إلاّ بدعة الرمز علّ وعسى ينفث عن كربه ودون أن يعلن .. أن لاعواء للأموات بل هي في حقيقتها للأحياء ...
#مصطفى_حقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
البلالفة والمناتفة
-
الارهابيون يحاولون النيل من المفكر عبد الكريم سليمان .؟
-
ضرورة تنظيم الأسرة في حياتنا المعاصرة ...؟
-
طَبَقِيَة الطبقة العاملة والواقع العملي لتغييرات مجدية
-
تنامي الظاهرة الطظية في مصر بعد طظ المرشد العام....؟
-
حقوق المرأة مابين الترابي والقرضاوي والتلويح بالبطاقة الحمرا
...
-
اللص والسكير
-
صراع الحضارات أم سقوط الهة أم توكل قدري
-
جمالية العجيلي في أبطاله
-
كسوف الشمس أم كسوف العقل والحريات
-
الرواية عالم واسع والروائي يتناول ركناً حياً من واقع اجتماعي
...
-
أيتها النساء عليكن النضال ضد النساء
-
هذا لم يحدث في سوربة ..؟
-
لن ينالوا من أفكارك النبيلة ..؟
-
رسالة إلى الأخ السيد حسن آل مهدي
-
لما كانت المرأة نصف المجتمع ، فمن يمثل هذا النصف سياسياً وتش
...
-
التسونامي
-
الحضارة والديموقراطية
-
قيود الابداع والرمز ...؟
-
الثقافة والمثقف بين الجانبين المادي والروحي
المزيد.....
-
بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
-
هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
-
طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا
...
-
-حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال
...
-
لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص
...
-
بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها
...
-
مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في
...
-
-نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين
...
-
بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
-
الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية
المزيد.....
-
-فجر الفلسفة اليونانية قبل سقراط- استعراض نقدي للمقدمة-2
/ نايف سلوم
-
فلسفة البراكسيس عند أنطونيو غرامشي في مواجهة الاختزالية والا
...
/ زهير الخويلدي
-
الكونية والعدالة وسياسة الهوية
/ زهير الخويلدي
-
فصل من كتاب حرية التعبير...
/ عبدالرزاق دحنون
-
الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية
...
/ محمود الصباغ
-
تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد
/ غازي الصوراني
-
قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل
/ كاظم حبيب
-
قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن
/ محمد الأزرقي
-
آليات توجيه الرأي العام
/ زهير الخويلدي
-
قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج
...
/ محمد الأزرقي
المزيد.....
|