أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - خرزة صفراء














المزيد.....

خرزة صفراء


بلقيس خالد

الحوار المتمدن-العدد: 6435 - 2019 / 12 / 11 - 10:26
المحور: الادب والفن
    


قصة قصيرة

بوابة ٌرصيفها : تنورُ أرغفة ٍ لسيارات الأجرة ،البوابة البيضاء في حركتيّ مد ٍوجزرٍ بشرية ٍ : وجوهٌ يتمازج الوجعُ والحيرة ُفيها، تمازجٌ يوصلها للفقد غالبا.
الرجل الذي في داخل النص: صار خارج البوابة.. نظرَ يميناً وسعى.. سرعان ما توقف.. تلفت ..استدار، ساءل َ حيرته:( أُخبرُها؟ ..لا.. لا .. إذن شلون ؟) توقف َ كأنه خارج التغطية، لا ضجيج الشارعِ يعنيه، ولا أصواتَ الباعةِ والمارة ِ.
.وضعَ عشره ُعلى رأسه ِ، دار حوله، وحول اللاشيء : يطوف .يتوقف.. يمشي خطوة َ خطوتين.. يقفُ الرجل.. ظله يتحرك كالبندول على جدار المبنى، حدّق :لا جهة ٌ تصطفيه .شَهَق َ في عينيه الندى.أبعد عن الجدار كاهلهُ، ظله لم يبتعد مازال كالبندول. الرجل تؤرجحه خطاه،لا الشمال شماله ..ولا اليم .. يسير تخذله القدمان... يقرفص.. مخاطبا نفسه:
(..........
أتصل.. أخبرُها؟!
شلون؟ ماذا أقول؟ )
توقف..
تلمسَ بالريق ِ حنجرته.
................
استروحَ قلقا منها : كوني مطمئنة.، هل هي المرة الأولى التي أرافقها !!
- في كل مرة أنا معكما.. هي تحتاج رعاية ً.. بمعزتي عندك: أثناء الأستراحة يدك بيدها وهي تنزل من السيارة ولا تترك يدها فهي تشعر بالدوار،ثم أوصلها إلى حمامات النساء.. انتظرها ثم خذها الى المصلى.. بعد ذلك اطلب لكما طعاماً.. ويكون ماعونها بِلا لحم.. اللحم يتعبُها في السفر.. هي تفضل الخبز والمرق ومن الخضرة : النعناع أو الريحان .. والأهم: الشاي.. تذكّر شاياها بلا سكر. أشترِ لها أكثر من عبوة ماء.. السفر يعطّشها.. وحين بالسلامة تصلان، أبق َ معها في بيت خالي.. لا تذهب الى الفندق كما تفعل في كل مرة حين أكون معكما. وفي الصباح خذها الى دائرة التقاعد.. الروماتزم : قيّد حركة والدي، صار الكرسي قدميه، حتى حين يلبّي نداء الطبيعة في الحمّام . لولا الروماتزوم لكان.. أبويّ الآن في بغداد، كما كان معا في كل حياتهما، أي تزامن بغيض.. لولا أمتحانات أولادي لذهبتُ معها
- اسمعي ايتها الطيبة : تعلمتُ من صديقي طرفة بن العبد(أرسل حريصا ولاتوصه) وأمك – أحتبس صوته – غمرتها رقته ُ، شعرتْ بشعوره الدفيء، لامت نفسها، على تعاليمها الصادرة منها في كيفية معاملة أمها، شحنت صوتها بكل ما لديها نحوه
فسأتروح في نبرتها الهامسة اعتذرا ً : كلنا نفضّل ذهابك أنت معها.. زوج أختي..أنت تعرف موقفه النبيل مع والديّ حين فقدنا محمد في الحرب وأخي الثاني: مع أسرته استقر في تركيا وهو بين فترة وأخرى يرسل لهما مبلغا من المال يستعملانه في شراء الأدوية ومراجعة الأطباء .. أما أخي عامر فقد لوثوه رفقة السوء بالكبسلة.. ولولا زوج اختي ( إنعمل الله عليه) وافق ان يسكن معهما في البيت كي ترعاهما أختي الصغرى..ولكنك أكثر صبرا مع روتين الدوائر.. واكثر كرما في رفقة السفر. أنا رجوتُ أبي : سيبقى معي ريثما تعودان بالسلامة .
- دعيني لوسادتي قليلا قبل بزوغ الفجر.وتمددي في الأقل ،لديك غدا عمل: الحجي والأبناء..
توقفت عن ترتيب أرتباكات الغرفة. ناجت نفسها :( لماذا بغداد..؟ حتى نحصل على تقاعدنا في البصرة؟ متى نتخلص من هذا الأرث الإداري المريض ؟! الذي لا يتوقف عن لامبالاته، كم مرة علينا مراجعة بغداد؟ مصاريف.. مسافات ..أجور نقل ..مبيت ؟! ).. خطت تجاه السرير وفي ثوبها تماوجت واصطخبت سماءٌ شاحبة ٌ
.................
يختض.. يتلفت .. يتحرك كأنه يطوف حول اللا شيء..
تأمل ُ هاتفه
أأتصل ُ؟
لا.. لن أفعلها .
أكتبُ رسالة ً ؟
لا.. لن أكتبْ
..........
ماهذا..؟ هل أنا مازلت نائما؟ أهذا كابوس؟ هل ايقظتني.. هل حقا سافرت معها؟
................
عاد بخطوات سريعة تجاه البوابة التي خرج منها.. توقف قبالتها.. تلفت يمينا وشمالا..
........................
الشرطيان اللذان يحرسان البوابة تحاورا بصوتٍ سمعهُ:
- ما به هذا الرجل..؟
- يذهب ويعود.. شنو تايه؟
- لا يملك مالا يستأجر سيارة
ثمة رجل في المكان يخبر رجلا قعيدا عبر الموبايل : هو مصدوم..
لذا لا يرد على اتصالتكم.. أنه الناجي الوحيد من حادث السير راح ضحيته ستة أشخاص.. وجريح في العناية المرّكزة .

الرجلُ: قدمان تروحان وتجيئان في حيز لا يختنق فيه سواه: أرجع للبصرة أقصد الدار..... بابَها..
أطرقُ الباب؟
لا..لا أطرقه ُ
أطرقه ُ
لا..لن أفعلها
أطرقه ..
لا..
قبالة الباب واقفٌ
يرفع نظره ُ
السماء: جمراتٌ مبعثرة ٌ في منقلة ٍ تخبو.
الجدُ القعيد يجلسُ في الهول، الأحفادُ يدرسون، التلفزيون مغلق، الجد يتأمل تحفة ً، تتحرك نصف دائرة، تحتوي خرزاتٍ ملونة ً ، فجأة وثبَ قط ٌ برتقالي صغير، فتساقطتْ الخرزاتُ الملونة ُ ولم تبق سوى الخرزة الصفراء....



#بلقيس_خالد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعتصام قصصيا
- القصيدة ترفع يديها أحتجاجا
- الرائحة : مصباح المكان
- ريع الأقتصاد العراقي : أمسية في اتحاد أدباء البصرة
- نقطتان متعامدتان
- سماء زرقاء : إسماعيل فهد إسماعيل
- منتدى أديبات البصرة : أربع شمعات
- إنطباع الشغف
- بلون الماء هذا الشغف
- ذهان...
- قراءة نقدية .. في (دقيقتان ..ودقيقة واحدة) للشاعرة بلقيس خال ...
- أورثني ذاكرة ً
- أيكون الجواب ُ: صلاة ً
- عندما يكون الهايكو عراقيا. بقلم القاص والروائي محمد عبد حسن
- نتمرى في الروايات / هايكو عراقي
- المقام العراقي : ذاكرة العراق الموسيقية
- هايكو المقام
- الوردة بعطرها
- سيادة التناغم الموسيقي في أمسية شعرية
- مسؤولية القصيدة أزاء التجربة


المزيد.....




- نخبة من نجوم الدراما العربية في عمل درامي ضخم في المغرب (فيد ...
- هذه العدسات اللاصقة الذكية تمنحك -قدرات خارقة- أشبه بأفلام ا ...
- من بينها -يد إلهية-.. لماذا حذفت نتفليكس الأفلام الفلسطينية؟ ...
- تونس تحيي الذكرى المئوية لانتهاء مهمة السرب البحري الروسي
- مصر.. نجمات -جريئات- يثرن جدلا في مهرجان الجونة السينمائية ( ...
- منصة ايكس تعلق حساب قائد الثورة الاسلامية باللغة العبرية
- -مصور العراة- يجرد الآلاف من المتطوعين من ملابسهم لالتقاط صو ...
- إسرائيل لم تضرب المنشآت النووية والنفطية الإيرانية فهل هي مس ...
- طوفان الأقصى يشعل حرب السايبر
- من مدرسة قرآنية إلى مركز فن حديث.. تجديد إبداعي لمعلم تاريخي ...


المزيد.....

- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / أحمد محمود أحمد سعيد
- إيقاعات متفردة على هامش روايات الكاتب السيد حافظ / منى عارف
- الخلاص - يا زمن الكلمة... الخوف الكلمة... الموت يا زمن ال ... / السيد حافظ
- والله زمان يامصر من المسرح السياسي تأليف السيد حافظ / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - بلقيس خالد - خرزة صفراء