أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أمجد إبراهيم - عبد الله بن مسعود: عميداً للصحافة الكردية !!!














المزيد.....

عبد الله بن مسعود: عميداً للصحافة الكردية !!!


أمجد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 06:58
المحور: القضية الكردية
    


يتناول الكاتب علاء الدين جنكو موضوع الصحافة الكردية ، في مقالته المعنونة (وجاء دور الصحافة) ويبدو لي للوهلة الأولى أن الكاتب يحاول إلقاء الضوء على حال الصحافة الكردية المتردية ، نتيجة أسباب معروفة للجميع ، أهمها الظروف الموضوعية التي يفرضها المحيط العام ، ومن ثم- وبدرجة أقل جداً - الظروف الذاتية التي تتجه نحو الانحلال، مع ظهور الصحافة الألكترونية.

وكاتبنا العزيز ، يتناول تاريخ الصحافة من دون الإشارة إلى أنه يقصد الصحافة الإسلامية ، وبغفلة عن القارئ يبدأ بالحديث عن الصحافة بشكل عام، في صدر الإسلام ، ناسياً أو متناسياً أن تاريخ الصحافة القديم يعود إلى ما قبل الإسلام بكثير ، وبالتحديد إنه يعود إلى عهد البابليين، وإن لم تكن بشكلها الحالي، ولا أظنه يختلف معي هنا، على أن الصحافة التي يحاول إثباتها في صدر الإسلام أيضاً ، لم تكن بالشكل الحالي هذا إن ثبت وجودها.
كذلك عرف الصينيون الصحافة قديماً, فقد كانت لهم طوال 1500 سنة جريدة رسمية عرفت باسم إمبراطورية الشمس هذا إن دل على شيء فإنما يدل على عمق الحضارة الإنسانية وعمق المفاهيم الحضارية لدى هاتين الحضارتين كما أن التاريخ سجل هاتين المعلومتين لصالح حضارة الشعبين وحسب, ولم ينسبها إلى أشخاص معينين كما يفعل كاتبنا فينطلق من عبد الله بن مسعود ابن الجزيرة العربية وكأنه مؤسس الصحافة العربية أو ربما الإسلامية أو عميداً للصحافة الكردية.
أما الصحافة في شكلها الحالي والتي نعول عليها أكثر من أي شكل آخر فيرتبط تاريخها بلا أدنى شك باختراع الطباعة من قبل "غوتنبيرغ" في مدينة ماينز بألمانيا وبعدها بدأ توزيع أولى الصحف المطبوعة وعندما أصبحت تلك الأخبار تطبع بصفة دورية, أمكن عندها التحدث عن الصحف بمعناها الحقيقي. وكانت جريدة Daily Courant اللندنية أولى الصحف الرسمية بشكلها الحالي في العالم وذلك سنة 1702.
وبالعودة إلى مقالتنا الجميلة التي نحن بصددها الآن والتي كان موضوعها عن الصحافة الكردية فنرى أن الكاتب يطرد كل من ليس إسلاميا من تحت رحمة الله عز وجل بقوله "إلا ما رحم ربك " أفلا يشعر الكاتب أنه لا يختلف عن أي متعصب لفكره رافضاً آراء الآخرين, ثم استطرد قائلاً : "لم يعد التيار العلماني يمسك بزمام الصحافة بشكل مطلق" وهنا أتفق معه فقط كون لا مطلق في الحياة, ولكن هل يتحدث الكاتب هنا عن إيران أم عن أندينوسيا وفي الغالب ربما بلا قصد اختلط الأمر عليه فحدثنا عن وضع قائم في الخليج !! فالخارطة السياسية الكردية والحالة الإعلامية الكردية السورية تحديداً رغم تقصيرها لا تحمل أي توجهات إسلامية ولم أعرف يوماً عن وجود منشور أو بيان صادر وقد كتب في أعلاه (بسم الله الرحمن الرحيم ) اللهم إلا إذا كان الكاتب يشير ضمناً إلى بعض الأحزاب الإسلامية في كردستان العراق والتي لا تمثل سوى إعلام حزبي لا غير.
ومن جهة أخرى وفي خضم اندماج الكاتب بمفاهيم حرية الرأي, والرأي والرأي الآخر ، وتقبل الآراء, ينزلق الكاتب بلا قصد ليشير باصبعه إلى جوهر المشكلة في الفكر الإيديولوجي الشمولي الذي يتضح في مقاله الجميل, عندما يقول عن الإسلام بأنه : (يدين به مجتمعنا الكردي ), نافياً بذلك آراء شريحة واسعة كل الوسع من علمانيين ولا دينيين وبالتحديد ينفي وجود ما يقارب المليون والنصف كردي إيزيدي ذاقوا الويلات جراء هذه الممارسة الشمولية خلال تاريخ شعبنا, ويحدثنا عن أن المسلمون لا يقبلون شتماً وسبا لأحد مصادرهم أو رموزهم بينما هو لم يحاول ولو اجتناب ذكر بعض الكلمات التي تجرح مشاعر مليون ونصف إيزيدي في مقاله فلا أعلم هل تبرّأ الأخ العزيز علاء الدين جنكو من هذا المليون والنصف.
أريد أن أقول أني شخصياً أجد في الحكم العلماني مكاني كمسلم ، فيمكنني أن أمارس كل طقوسي وكل عباداتي, ولكن حريتي تنتهي عندما تبدأ حرية الآخرين ، كذلك الإيزيدي ، والمسيحي ،وغيرهم والملحد واللاديني كلهم يمكنهم ممارسة معتقداتهم في ظل منظومة سياسية علمانية, فالدعوى لنظام علماني ليست كما يعتقد الأخ علاء أنها تنازل عن مبادئ وقيم الإسلام بقدر ما هي إتاحة الفرصة للآخر المختلف لتثبت حقوقه دستورياً وكي يمارس حقوقه بعيداً عن سطوة إيديولوجية واحدة تفرض على كافة ألوان الطيف الاجتماعي الكردي.
كذلك استفزني انشغال الكاتب بالتغزل بساقي الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود ، رضي الله عنه غافلاً عن التطرق ولو بإشارة إلى أول صحيفة كردية صدرت سنة 1898 باسم كردستان في القاهرة ورئيس تحريرها ومؤسس الصحافة الكردية مقداد مدحت بدرخان الذي كان الفضل له ولعائلته في إغناء تاريخ الصحافة والإعلام الكرديين مكتفياً فقط بذكر عيد الصحافة المصادف 22/نيسان .
والطريف في الحكاية أن الكاتب يعتبر الحوار الذي دار بين الله وملائكته نوعاً من حرية التعبير ويحاول إسقاط المثال على البشر ناسياً إن الله عز وجل يسمو فوق هكذا تشبيه وكان الأجدر بالكاتب أن يبقى واقعياً بعيداً عن قصص الملائكة وان يستذكر 72 مجزرة إسلامية ضد الإيزيديين ، فهل الإسلام خلى من أمثلة الحوار إلا ما كان منه في السماوات السبع بين الله وملائكته.
وفي النهاية أقول: إن هكذا حوارات وهكذا نقاشات تدور بيننا لن نخرج منها إلا بالفائدة وما نقدي هنا أو قراءتي إلا بدافع الحوار والانتقاد البناء، وأتمنى أن أكون قد وفقت في قراءتي لوجهة نظر الكاتب التي لا أكنّ لها إلا الاحترام ،رغم اختلافي الكبير معه، وأن لا تكون قد صدرت مني كلمة تسيء له ولرأيه .



#أمجد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القيادة السورية بين العزلة والثوابت
- إصلاح الإنسان أم إصلاح الجدران


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - أمجد إبراهيم - عبد الله بن مسعود: عميداً للصحافة الكردية !!!