بن حلمي حاليم
الحوار المتمدن-العدد: 6434 - 2019 / 12 / 10 - 00:39
المحور:
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
صمد الجزائريون والجزائريات بقوة بوجه الدولة العسكرية ذات الوجه المدني المزيف، وظلوا يخرجون لاحتجاج والتظاهر كل يوم جمعة وثلاثاء ، ثم تطور الأمر إلى الفترات الليلية إلى الشوارع والفضاءات العمومية ضد النظام ، وقد استمرت ثورتهم السلمية منذ 22 فبراير 2019 إلى الآن، أي 11 دجنبر 2019.
وإذا كان الشعب الجزائري يناضل ببسالة من اجل السيادة التامة، فإن الجيش الوطني الشعبي الجزائري معاكس هذا، ويعمل لصالح الأغنياء والشركات الكبرى والمؤسسات المالية الدولية ضد طموح وإرادة شعبه.
الجيش الوطني الشعبي الجزائري وقف سدا منيعا ضد حقوق ومطالب الشعب لمدة سنة تقريبا بعناد قيادته العليا بشكل قوي، فبعد إزاحة رئيس الدولة عبد العزيز بوتفليقة المريض وغير القادر على القيام بمهامه، وكان ذلك فعلا استجابة لأغلبية الشعب الذي رفض ترشحه ، ثم قامت القيادة العليا للجيش بقيادة احمد قايد صالح بعملية سياسية مناورة تجلت بالإعلان عن انتخابات رئاسية بتاريخ 12 دجنبر2019 ضد إرادة الجزائريين، ولماذا الإصرار على تنفيذها بقوة؟
فالأمر واضح ،من اجل حصر القضية بتغيير الأشخاص في منصب رئاسة الجمهورية، بدل مهمة الانتقال الديمقراطي وتشكيل حكومة إنقاذ وطني للخروج من الأزمة ، وهذه المسالة تستوجب انتخاب مجلس وطني تأسيسي يعد دستور جديد للبلد، وجمهورية في مستوى القرن الواحد والعشرين تلبي أحلام الشعب الجزائري بكل مكوناته.
وإذا استطاعت القيادة العليا للجيش أن تنجح في هذا الأمر، أي المناورة السياسية ، والبقاء على الأوضاع كما تركها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة وحاشيته، التي من بينها احمد قايد صالح طبعا، فان التغيير الجذري وصياغة دستور جديد كشرط ضروري للانتقال الديمقراطي لا بد منه عاجلا ام أجلا، مهما كلف ذلك أغلبية الشعب الجزائري الغارق في الفقر والبطالة رغم شساعة بلده وثرواتها المتنوعة التي من بينها النفط والغاز، والشعب سيستمر بكفاحه من اجل استكمال ثورته التاريخية منذ أكثر من نصف قرن، الثورة التي هزت أركان القوى الاستعمارية الفرنسية وجبروتها .
لقد عبر الشعب الجزائري عن رفضه لهذه المناورة السياسية التي تنفذها القيادة العليا للجيش، ونظم إضرابات عامة وعصيان مدني من بينه كسر صناديق التصويت الانتخابي بعدة مناطق، ونظم المغتربين بديار المهجر بكل أنحاء العالم التي تواجد بها جزائريين وجزائريات احتجاجات أمام سفارات الدولة والنظام الجزائري.
شعب يناضل من اجل استكمال الاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية وجيش يخدم مصالح الامبريالية والدول الصناعية الكبرى والأنظمة العربية الرجعية.
فالنصر دائما حليف الشعوب التي تكافح وتقاوم من اجل حريتها، وهذا ما أسفر عنه تاريخ البشرية.
عاشت الثورة الجزائرية العظيمة
ويسقط من وقف ضدها بالأمس واليوم.
#بن_حلمي_حاليم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟