ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 06:51
المحور:
الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
قيل أن من يترك داره قل مقداره, إذا كان هذا القول ينطبق على كل مواطن عربي غادر بلاده لسبب ما سواء كان مخيراً أو مرغماً, فما أكثر الذين قل مقدارهم اليوم في عالمنا العربي؟
فظاهرة الاغتراب والترحال قديمة رافقت الإنسان العربي, وامتدت معه عبر التاريخ, ولكنها تباينت واختلفت في وجهتها من عصر لآخر, ففي العصور السالفة كانت أوطان العرب تحظى بمكانة عظيمة في منظور الغرب, وكان الإنسان العربي يرحل عن بلاده لغاية سامية يسعى من ورائها لمد جسور التواصل بين الشرق والغرب, وبالتالي التلاقح بين الثقافات والحضارات الإنسانية المختلفة, أمّا اليوم وفي عصر التيه فقد أصبحت بلاد الغرب تشكل الملاذ الأخير لكل عربي فرّ من بلاده حاملاً معه همومه وآلامه وآماله وطموحاته, التي اصطدمت بصخور قاسية عجز عن إزاحتها, وعصفت بها رياحٌ عاتية فحزم حقائبه هارباً علّه يصل إلى مبتغاه في منفاه, الذي أصبح يشكل الشغل الشاغل لأي مواطن عربي يطمح إلى تحقيق أحلامه, ومهما بلغت ضريبة الاغتراب المتوجب دفعها في المغترب. فهل باتت البلاد العربية عاجزة عن تحقيق طموحات وتطلعات شعوبها؟ أم أن حالة التذمر والتململ من الواقع الراهن دفعت بالإنسان العربي إلى الإقامة الدائمة في مجاهل المهجر؟
وليس بعيداً القول إن لكل علة سبباً, وعلة الاغتراب أسبابها كثيرة تتجلى بالأوضاع الاقتصادية والمعيشية المتردية وانخفاض مستوى الأجر مقارنة مع البلدان الأخرى, كذلك تدني فرص العمل في البلاد العربية وما استتبع ذلك من تفشي بطالة فاحشة تحصد الكبير والصغير, كما يرجع بعضها الآخر لدواعٍ سياسية أمنية وعلمية, وبالتالي فإن هذه الأسباب هجرت ما لا يقل عن أثني عشر مليون مواطن عربي منتشرين في المغتربات.
وقطعاً هذا العدد من المهجرين ليس ثابتاً عند حدٍ ما, إنما هو آخذٌ بالتصاعد والتزايد إلى ما لا نهاية, ولعل الخطر الأكبر الذي يتربص البلاد العربية أن يهجرها أهلها وتصبح ديارها خاوية عندها يمكن القول على شعبها جنت براقش؟!.
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟