أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد هاشم الحبوبي - رسالة السيستاني في 29/11/2019، ثمة انقلاب على الأبواب















المزيد.....

رسالة السيستاني في 29/11/2019، ثمة انقلاب على الأبواب


احمد هاشم الحبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 17:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ التاسع من نيسان 2003، والعراقيون في ضياع واضطراب وهرج ومرج. الرزايا الجسام تتوالى علينا فحسب. أعدّ العدوان الأمريكي – البريطاني شياطينه مسبقاً ونصبهم حكاماً مطلقين علينا. شيطانُ الكتب الدينية ليس كشياطين الاحتلال؛ فالأول مخلوقٌ فردٌ بقدرات اغواء جبارة يفسد البشر من ضعاف النفوس. أما «شياطين الاحتلال» فغيلان ماكرة فتاكة يتزايد عددها ويشتد عودها يوماً فآخر. تلقَّفَتْنا ببراثنها وأنيابها وعمِلَت فينا تقطيعاً وصارت تأكل في لحمنا ونحن أحياء، فصرنا نشهد موتنا.

انطلت علينا حيل «شياطين الاحتلال». انطلى علينا تنكرها بهيئة المعارض الوطني الذي أفنى عمره في مقارعة النظام الدكتاتوري الذي كان جاثماً على أنفاسنا والذي أدخلنا في حروب ومواجهات جلبت لنا العار والدمار وانكسار النفوس والمستقبل المظلم. ولا أجدني مغالياً إذا ما عزوتُ العدوان الامبريالي الأمريكي – البريطاني الغاشم لحماقة وعنجهية النظام السابق.

لقد استحوذت «شياطين الاحتلال» على المشهد السياسي والاجتماعي وفقدت الجماهير الأمل بحياة أفضل. وقطعت صلتها بعصابة الأحزاب الحاكمة. كذلك فعل المرجع الأعلى السيد علي السيستاني، حيث قاطع «شياطين الاحتلال» بعد أن يئس من إمكانية اصلاحهم.

رغم سعي السيستاني في النأي بنفسه والمرجعية عن المشهد السياسي العراقي، إلا إنه بسبب توالي الاهوال وانسداد الآفاق وضغط الشارع الذي لا يثق إلاّ به، يجد نفسه ملزماً بالتدخل عبر اقتراح الحلول، وفرضها أحياناً. فلا أحد غيره قادر على لجم «شياطين الاحتلال» وإجبارهم على الاستجابة لمطالب الجماهير. وهذا ما فعله في جمعة التاسع والعشرين من تشرين الثاني 2019.

لقد رسم السيستاني خارطة طريق واضحة جداً لمجلس النواب، طالباً منه إقالة الحكومة الراهنة (حكومة عادل عبد المهدي) بناء على المستجدات التي يشهدها الشارع. تلقف عبد المهدي الرسالة وأعلن استقالته بنفس اليوم. وتحولت حكومته لتصريف الأعمال. وسيضاف اسم عادل عبد المهدي لقائمة طويلة تضم أسماء الحكام الفاشلين الذي توالوا على حكم العراق.

كما طلب السيستاني من النواب الإسراع في «اقرار حزمة التشريعات الانتخابية (مفوضية الانتخابات وقانون الانتخابات) بما يكون مرضياً للشعب تمهيداً لإجراء انتخابات حرة ونزيهة تعبر نتائجها بصدق عن إرادة الشعب العراقي». إنّ السيستاني على بيِّنةٍ تامة بأن السلطة التشريعية ومخرجاتها لا تحظى برضى الشعب.

وقد أكد السيستاني أن هذا المسار «هو المدخل المناسب لتجاوز الأزمة الراهنة بطريقة سلمية وحضارية تحت سقف الدستور» ـ وحذّر مجلسَ النواب من التسويف والمماطلة لأن «ذلك سيكلّف البلاد ثمناً باهضاً وسيندم عليه الجميع».
أما كيف سيندم الجميع، شعباً وحكومة، فبعودة «عصر الدكتاتورية المقيتة». لأن «الأعداء وأدواتهم يخططون لتحقيق أهدافهم الخبيثة من نشر الفوضى والخراب والانجرار الى الاقتتال الداخلي ومن ثَمّ إعادة البلد الى عصر الدكتاتورية المقيتة». لذلك «لا بد من أن يتعاون الجميع لتفويت الفرصة عليهم في ذلك».

إنّ السيستاني يحذر الجميع من انقلاب عسكري وشيك سيأتي على هامش الديمقراطية المتاح حالياً. لهذا تدخّلَ السيستاني وطالب، بالقلم العريض، باستقالة الحكومة وبانتخابات تشريعية مبكرة. ينبغي الوقوف طويلاً عند هذا التحذير، فللسيستاني معطياته وهو لا يتكلم جزافاً. لذلك تراه أعاد التحذير من المتربصين الذين «يسعون لاستغلال الاحتجاجات المطالبة بالإصلاح لتحقيق اهداف معينة تنال من المصالح العليا للشعب العراقي ولا تنسجم مع قيمه الاصيلة» [خطبة السادس من كانون الأول 2019]. ولتفويت الفرصة على المتربصين طالب السيستاني باختيار رئيس وزراء جديد «ضمن المدة الدستورية ووفقاً لما يتطلع اليه المواطنون بعيداً عن أي تدخل خارجي، علماً أن المرجعية الدينية ليست طرفاً في أي حديث بهذا الشأن ولا دور لها فيه بأيّ شكل من الاشكال» [خطبة السادس من كانون الأول 2019].

وفي نهاية رسالته ذكّر السيستاني الشعب العراقي بأن «المرجعية ستبقى سنداً له عبر النصح والإرشاد إلى ما ترى أنه في مصلحة الشعب، ويبقى للشعب أن يختار ما يرتئي انه الأصلح لحاضره ومستقبله بلا وصاية لأحد عليه». إن السيستاني يؤكد للجماهير بأنه قريب منهم ويشعر بمعاناتهم ويطمئنهم بنفس الوقت بأنه لن يفرض وصايته عليهم. ولمزيد من الوضوح أكد السيستاني أن المرجعية «لجميع العراقيين بلا اختلاف بين انتماءاتهم وتوجهاتهم، وتعمل على تأمين مصالحهم العامة ما وسعها ذلك، ولا ينبغي أن يستخدم عنوانها من قبل أي من المجاميع المشاركة في التظاهرات المطالبة بالإصلاح لئلا تحسب على جمعٍ دون جمع» [خطبة السادس من كانون الأول 2019].

ليس هناك قوة سياسية أو اجتماعية أو دينية قادرة على اقناع الجماهير وتحشيدهم خلف راية واحدة سوى السيد علي السيستاني. هذا اعتقاد سائد لا ينكره حتى اشد الداعين للفصل بين السلطة الدينية والسياسة. فالمشهد خاوٍ يفتقر لزعيم يمكن الوثوق به. لقد اثبت واقع الحال استحالة الانتقال المباشر من الدولة الدكتاتورية المطلقة إلى الدولة الديمقراطية. وذلك بسبب افتقارنا للبنى التحتية اللازمة لذلك.

إن انتفاضة تشرين الأول 2019 ليست الأولى، فقد سبقتها عدة انتفاضات. انبرى السيد مقتدى الصدر لقيادتها وتبني مطالبها. وقد رحبت الجماهير بذلك لأنها تنشد قائداً لحراكها، يوصل مطالبها، يفاوض باسمها ويوفر لها غطاء يحميها من فتك السلطة وتجاهلها لمطالب الجماهير. إلا أن كل ما يفعله السيد مقتدى الصدر هو تعزيز مكانته السياسية عبر الاستحواذ على المزيد من المناصب الحكومية العليا للاستحواذ على المزيد من الموارد ليئد الانتفاضة بعد ذلك عبر تفجيرها ذاتياً من الداخل. فتكون الحصيلة «صفر اصلاح»، فلا خدمة تحسنت ولا عدالة اجتماعية تحققت.

فات الجماهير المنتفضة ان للتيار الصدري «شياطينه». وهو مهتم بتكثيرهم وتعزيز مواقعهم، وما عاد ممكناً للشعارات البراقة أن تخفي الفساد والعفن المتفشيين في قياداته.

إن الخذلان الذي قوبل به الثائرون لم يتمكن من إطفاء جذوة الثورة والرفض. وفي كل مرة يعودون أقوى وأكثر إصرارا حتى تحقيق المطالب المشروعة في العيش الكريم.



#احمد_هاشم_الحبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حين يكذب رئيس الوزراء
- نفط الإقليم والحكومة المركزية المتخاذلة
- المخبر السري؛ رفيق حميم للحكم الجمهوري
- بندر بن سلطان .. سفير دمار سوريا
- سمسرة وبغاء في بغداد
- أزمة طاقة في محطات توليد الطاقة الكهربائية في العراق
- معضلة النظافة في مطار بغداد الدولي
- معاناةٌ مِن وإلى مطار بغداد الدولي
- التحصيل الدراسي لرئيس وزراء السويد ستيفان لوفين ورؤساء وزارا ...
- هتك الحرمات في انتخابات العراق
- كمبريدج أنالتيكا في العراق
- صدام حسين ونوري المالكي .. تطابق الحصيلة
- دجلة والفرات في الشِّعْرِ العراقي – قصيدة «يا دجلة الخير» لل ...
- السعودية وإيران ... فِيلان في سوق الفخار
- أفول عصر النفط .. قراءة في نبوءة احمد زكي يماني
- إيران تحرق سمعتها
- فتيات «جهاد النكاح» الأوروبيات
- «جهاد النكاح» .. القصة من البداية
- إقليم كردستان يلتهم أراضي العرب السُنّة
- كردستان العراق: أولوية المذهب ام القومية


المزيد.....




- كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب ...
- شاهد ما رصدته طائرة عندما حلقت فوق بركان أيسلندا لحظة ثورانه ...
- الأردن: إطلاق نار على دورية أمنية في منطقة الرابية والأمن يع ...
- حولته لحفرة عملاقة.. شاهد ما حدث لمبنى في وسط بيروت قصفته مق ...
- بعد 23 عاما.. الولايات المتحدة تعيد زمردة -ملعونة- إلى البرا ...
- وسط احتجاجات عنيفة في مسقط رأسه.. رقص جاستين ترودو خلال حفل ...
- الأمن الأردني: تصفية مسلح أطلق النار على رجال الأمن بمنطقة ا ...
- وصول طائرة شحن روسية إلى ميانمار تحمل 33 طنا من المساعدات
- مقتل مسلح وإصابة ثلاثة رجال أمن بعد إطلاق نار على دورية أمني ...
- تأثير الشخير على سلوك المراهقين


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد هاشم الحبوبي - رسالة السيستاني في 29/11/2019، ثمة انقلاب على الأبواب