فلاح هادي الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 17:36
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
يمر نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية خلال هذه الفترة، بواحدة من أسوأ المراحل السياسية والامنية والاقتصادية والاجتماعية التي مرت به منذ تأسيسه المشؤوم قبل أربعة عقود، والملفت للنظر إن معظم المراقبين السياسيين يجدون صعوبة بالغة في أن يتمکن هذا النظام من مغادرة هذه الفترة سالما.
التيار الديني المتطرف الذي قاموا بمصادرة الثورة الايرانية وحرفها عن مسارها الوطني التحرري وجعلها ذات طابع ديني إستبدادي فاشي قمعي، وجه کل جهده من أجل تثبيت و ترسيخ رکائز و دعائم هذا النظام الاستبدادي وجعله قدرا وأمرا واقعا للشعب الايراني الى الابد، وهو في سبيل تحقيق هذا الهدف الخبيث قام بحملة واسعة لضرب مختلف القوى الوطنية والثورية الايرانية والاصيلة منها بوجه خاص، وقد نالت منظمة مجاهدي خلق القسط الاوفر من هذه الحملة الشعواء لکنها وبخلاف معظم القوى السياسية الايرانية الاخرى لم تستسلم ولم تنهار او تتلاشى او تضعف أمام هذه الهجمة الشرسة وانما وقفت بالمرصاد ضدها وقاومتها ببسالة وشجاعة قل نظيرها في التأريخ الانساني ولم تترك الساحة و تدع الشعب الايراني فه هکذا ظرف اسود و عصيب لوحده وانما وقفت مع الشعب و تواجدت في مختلف مراحل الصراع من أجل بقاء المقاومة حية نابضة ضد هذا النظام.
النظام الايراني الاستبدادي الذي سعى من خلال توظيف العامل الديني وإستغلاله أبشع إستغلال، التمويه على الشعب الايراني و شعوب المنطقة للإيحاء بأنه نظام يستمد أصوله و شرعية بقائه من النصوص الدينية، وقفت منظمة مجاهدي خلق وقفة تأريخية مشهود لها عندما قامت بفضح وکشف کذب وزيف هذا الادعاء وان رجال الدين الحاکمين في طهران هم حفنة من الذين يتاجرون بالدين في سبيل مصالحهم الخاصة وان”الدين لعق على أسلنتهم يديرونه حيث مادارت معائشهم”، ولأجل ذلك فقد حرص النظام الايراني على صرف جهد إستثنائي من أجل القضاء على هذه المنظمة التي إستطاعت أخيرا کشف وفضح کذب وزيف المزاعم الدينية المشبوهة التي إتخذها هذا النظام غطاءا من أجل قمع الشعب الايراني وإخضاعه بالقوة من جانب ومن أجل تصدير التطرف والارهاب وإستنساخ نظريته القمعية في البلدان التي يهيمن بنفوذه عليها، وإن إندلاع ثلاثة إنتفاضات شعبية متزامنة في العراق ولبنان وإيران ضد هذا النظام يعني وبکل وضوح إن ماکانت تٶکده وتصر عليه المنظمة طوال الاعوام الماضية بخصوص مشبوهية هذا النظام وأفکاره وطروحاته وضرورة التصدي له ليس من جانب الشعب الايراني فقط وإنما من جانب شعوب وبلدان المنطقة بإعتباره يشکل خطرا وتهديدا على الجميع وإن مواجهته مهمة تعني الجميع.
#فلاح_هادي_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟