أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - حصان طروادة الوهابي في مصر …!!














المزيد.....

حصان طروادة الوهابي في مصر …!!


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 10:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لن ندخل في موضوع ظاهرة الغزو الوهابي فكراً وافراداً ، ومحاولة اسلفة المجتمع في مصر … بالطريقة التقليدية المملة في اهدارٍ للوقت والصفحات بشرح كيف تأسس الفكر الوهابي التكفيري ، وتحالفه مع عائلة آل سعود الرجعية ، وكيف تفشى في المنطقة والعالم تفشي الوباء ، لان الكل تقريباً في المنطقة وربما في العالم يعرف هذه الحقائق ، بل وربما يستظهرها البعض عن ظهر قلب ، ومن لا يعرف يستطيع بكبسة زر الوصول اليها والاطلاع عليها وهو يحتسي فنجان القهوة ! ولكننا سنحاول ترميز الموضوع لنقرع من خلاله جرس الانذار للتنبيه لخطورة هذا الفكر التدميري على مصر عامود الخيمة العربية … الذي للاسف وجد له موطئ قدم في العقل والوعي المصري وحتى الثقافة المصرية العريقة ، والذي كنا نتصور بانه العقل العربي الاكثر تحصيناً ووعياً وعمقاً من بقية عقول الشعوب العربية ولكن خاب ظننا !
فاصبحت مصر وهابية أكثر من محمد عبد الوهاب نفسه بعد انكماش هذا الفكر المتخلف في موطنه الاصلي بسبب ما قام به الامير محمد بن سلمان من اصلاحات حداثيية لتغيير الصورة النمطية الظلامية للمجتمع السعودي وانتشاله من براثن سدنة هذا الفكر الكارثي على الامة والعالم !
نقل بعض الاخوة ممن زاروا مصر مؤخراً انطباعاً غريباً وسيئاً عن انتشار الزي الوهابي السعودي والمظهر السلفي من لحى واثواب قصيرة وصنادل ، والنقاب في الكثير من الاماكن العامة والخاصة ، وكأنك تمشي في احد احياء الدرعية او القطيف على حد وصفهم !
قبل الاف السنين نشبت حرب بين الاغريق والطرواديين بسبب اختطاف الامير بارس زوجة ملك اسبارطة الجميلة هيلين ، فتحرك الجيش الاغريقي من اجل استعادة الاميرة ، ولكنهم لم يستطيعوا كسر التحصينات الطروادية ودخول المدينة ، فحاصروها لعشر سنوات حتى شعروا بالملل واليأس ، فاشار عليهم احد القادة ان يلجأوا الى الحيلة فتظاهر الإغريق بأنهم على وشك إنهاء الحصار ومغادرة المكان . وكانت بعض سفنهم قد أبحرت لكنها توارت خلف جزيرة قريبة . بعد ذلك قام الإغريق ببناء حصان خشبى عملاق وأعلنوا أنه هدية إلى الإلهة مينيرفا Minerva . لكن الحصان كان في حقيقتة مملوءاً بالمسلحين . أما بقية الإغريق فقد تركوا مواقعهم وتظاهروا بمغادرة المكان تاركين الحصان الكبير خارج أسوار المدينة .
فاحتفل الطرواديون بانتهاء الحصار وادخلوا الحصان الى المدينة رغم تحذيرات البعض ، واقيمت الاحتفالات بالمناسبة … وعندما همد الجميع من السكر والتعب فتح ابواب الحصان احد الجواسيس الاغريق واسمه سينون ، ففتح الجنود بدورهم بوابات المدينة لبقية الجيش للدخول ، فقتل الجيش الاغريقي كل الرجال واخذوا النساء والاطفال رهائن … والامثال تضرب ولا تقاس !
وما اشبه اليوم بالبارحة … اليوم ظهر في العالم نوع جديد من الحروب غير التقليدية بما تسمى بحروب الجيل الرابع ، وهي تدمير العدو من الداخل … بتدمير كل مصادر قوته وتمكينه بالتسلل الى قوى المجتمع ونخرها لإضعافها وإنهاكها وإجبارها على تنفيذ إرادتها دون عناء تحريك جندي واحد … يُستخدم فيها الإعلام والاقتصاد والرأي العام وكل الادوات المادية والمعنوية واهمها ( المال ) وحتى مواطني الدولة المستهدفة ضدها …
أنفقت المملكة العربية السعودية ، أموالاً طائلة في مصر لنشر المذهب الوهابي ، وكانت تلك الأموال تُنفق على بناء المراكز الدينية والجمعيات الخيرية التي تشتري عقول المصريين مقابل منحهم المتطلبات المعيشية . وفي التسعينيات بدأت تنتشر ظاهرة الدعاة الجدد ، وهؤلاء الدعاة صُنعوا بأموال الخليج وهم أعلام الوهابية في مصر، وعلى رأسهم محمد حسان ، ومحمد حسين يعقوب ، وياسر برهامي ، ووجدي غنيم … الخ وفي تصريح خطير لياسر برهامي عام 2009 قال فيه ( ان مصر دولة غير اسلامية ) …
اعتبر المثقفون المصريون ان كل تراجع في الثقافة المصرية هو بسبب تغلغل الفكر الوهابي في عقول قطاعات كبيرة من المصريين ، مؤكدين أن هذا الفكر بدأ في اختراق الدولة المصرية ثقافياً واجتماعياً وفي كل المجالات ! حتى أن الروائي الكبير جمال الغيطاني أدلى بتصريحات صحافية اعتبر فيها أن المد الوهابي أشد خطورة على مصر من الاحتلال الاسرائيلي !
من أسوأ مبادئ الوهابية محاربة العلم الحديث مشياً مع فكر شيخهم ابن تيمية الذي حرم الكيمياء ، المنطق ، الفلسفة ، الفلك … حتى أن من علمائهم من أنكر كروية الأرض … تحريم الموسيقى والغناء ، وتحقير الدنيا وتكفير من يحبها ، والتنطع في العبادات إلى درجة حل المشاكل بالدعاء والأذكار والصلاة على النبي ، وليس بالعقل والأخذ بالأسباب ، فتوقف نمو العقل المسلم حتى أصبح المسلمون يستوردون كل شيء ولا يصنعون شيئاً ، ولا يملك المسلم سلاحا ، ولا يعرف من فنون القتال إلا أن يفجر نفسه !
ومن محاولات زرع الفتنة في المجتمع المصري الميال الى الثقافة والتدين الشعبيين مطالبة الشيخ السلفي سامح عبد الحميد بازالة ضريح الحسين لانه مظهر من مظاهر الشرك حسب الفكر الوهابي ، والغاء الطرق الصوفية والاحتفال بالمولد النبوي ، وازالة كل الاضرحة لانها مظهر من مظاهر الشرك بالله …
والموضوع طويل طويل ومقلق والخوف كل الخوف من سعي هؤلاء القوم للوصول الى ما يسمونه بمرحلة التمكين وهي المرحلة الاخطر في فكرهم ، وعندها سترى أُناساً وكأنك تراهم لاول مرة ! وستنفجر كل منابع الحقد المكبوتة ، وتتحول معها تعاليمهم الدينية الشرسة إلى آلة تدمير متوحشة !…
اخيراً :
يقول المثل الالماني ( المال يفتح جميع الابواب ) لولا فائض المال الخليجي الكبير على المستوى الرسمي والخاص لما استطاعت الوهابية وغيرها من الافكار الظلامية التدميرية التي راح الملايين من البشر ضحية لعنفها وعنف مخلفاتها من التنظيمات التكفيرية ، واستهتارها بقيمة الحياة الانسانية ، الدخول الى عقول الناس خاصةً الفقراء منهم مستغلةً فقرهم وضعاف النفوس مستغلةً دنائتهم وعشقهم لملذات الحياة رغم التظاهر الكاذب بنبذها !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طرف ثالث … !
- وماذا بعد … !!
- الناس لم يعودوا على دين ملوكهم !
- هل الكراهية في الاسلام سبب ام نتيجة ؟
- بريطانياستان … ملاذ آمن للارهابيين !!
- ماذا اعطانا الدين وماذا أخذ منا … ؟
- ثورة لا نصف ثورة … !
- بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ …
- إشتدي يا أزمة تنفرجي … !
- لايُقتل مسلم بكافر … !
- إن أنكر الاصوات لصوت الحمير … اعجاز قرآني !
- البصرة … الدمعة المحبوسة !
- هل كرم الله بني آدم … ؟
- الاسلاميون … وعقدة الحداثة !
- الالحاد … كرة الثلج !
- التكفير … الطامة الكبرى !
- قاتل فرج فودة إرهابي اسلامي لا يقرء ولا يكتب !
- حلم المسلمين في إعادت حكم العالم ، هل سيتحقق ؟!!
- القاعدة وداعش شوهتا صورة الاسلام … ؟!
- هل اساء الله الى ذاته في القرآن … ؟!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - حصان طروادة الوهابي في مصر …!!