أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حين حاورتني الصغيرةُ آنجلينا














المزيد.....


حين حاورتني الصغيرةُ آنجلينا


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 6432 - 2019 / 12 / 8 - 07:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حوارٌ جميل أجرته معي بالإنجليزية طفلةٌ بالكاد تحلُّ ضفائرها لتبرحَ باحة الطفولة وتدخل ساحة الصِّبا، أنقله لكم بسبب فرداة زاوية التقاطها للُغز الكتابة الأدبية.
المُحاوِرةُ الصغيرة مصرية مولودة في أستراليا، اسمها: “آنجيلينا فادي سلامة”، من مدرسة "سانت لوقا" الأسترالية. وهناك يصنعون عقولا تفكر وتحلل وتنقد حتى تبني المعلومةَ على البحث والاستقراء المجتمعي، وليس عقولاً تحفظ وتردد. العقلية النقدية الحُرّة، وليس النقلية الجامدة. وقد بدأ التعليمُ المصري الآن في صياغة العقلية العقلية الناقدة في عهد د. طارق شوقي. في فصل "آنجلينا”. سألت المعلّمةُ التلاميذ عن أحلامهم، وماذا يريدون أن يصبحوا حين يكبرون. ثم طلبت منهم إجراء حوار مع رمز من رموز الحقل الذي اختاروه. الصغيرة آنجيلينا وزميلتها ايشاني، تحلمان أن تُصبحا أديبتين. ووقع اختيارهما عليَّ، فأجريا معي حوارًا لطيفًا أنقله لكم؛ حتى تشاركوني فرحتي بأبنائنا بالخارج.
1- كم يستغرقك من الوقت تأليف كتاب؟
** يختلفُ الأمر من كتاب لآخر. ثمة كتبٌ اسغرقتني سنوات لإنجازها، وثمة كتبٌ مربوطة بموعد تسليم يتحدد مع الناشر؛ تستوجبُ ساعات محددة للعمل يوميًّا. الشِّعر على سبيل المثال، حالةٌ مزاجية حُرّة، لا يحدّها زمان. حين تطرقُ القصيدةُ الباب تُزيح كل ما عداها وتأخذ مكانها في ديوان محتمل. قد تزورني القصيدة في أسبوع أو شهر أو عام. فالشعرُ زائرٌ مفاجئ، يأتي دون دعوة. لهذا فقد أطبع ديوانًا كل عام أو كل ثلاثة أعوام. الكتب الفكرية تأخذ في العادة مدة محددة حتى تتبلور الأفكارُ المتصارعة في عقلي في تلك الفترة. استغرقتني إحدى ترجماتي للبريطانية "فرجينيا وولف" سبع سنوات حتى اكتملت. بينما استغرقت ترجمتي للأمريكي "فيليب روث" 15 شهرًا فقط. أما كتابي الأخير "الكتابة بالطباشير الملون" فأخذ ثلاثة عشر عامًا ليرى النور. الكتبُ مثل الأطفال، دائمًا تختار وقت ولادتها.
2- ما الذي يُلهمك للكتابة؟
** أي شيء في الكون بوسعه أن يكون مُلهمًا. مرّةً عقدتُ صداقة مع نملة فارسية ظهرت في بلكونتي فجأة ووضعت أمامها حبّة سكر. وللعجب ظلّت تزورني كل يوم في نفس الموعد، وظللتُ أقدم لها السكر، وأطلقتُ عليها اسم "أنَس". بعد أسبوع توقفتْ عن المجيء. حزنتُ وكتبتُ فيها قصيدة. يمكن أن تُلهمني ورقة شجر صفراء منسية في الطريق، أو قطّة نحيلة جائعة، أو امرأة عجوز تحمل أغراضها، أو رجلٌ كفيف، أو شجرة مُصدّعة، وهلمّ جرا.
3- ما الذي جعلك ترغبين أن تصبحي أديبة ومؤلفة؟
** لم أفكر يومًا أن أغدو مؤلفة. حلمتُ أن أصبح مُعلّمة. ثم دخلتُ كلية الهندسة، وغدوتُ معمارية. كنتُ أُدوّن أفكاري في طفولتي وأكتب أحلامي على هيئة رسائل إلى الله أو قصائد. ولكن للقسمة دائمًا قراراتها. وفي الأخير أنا سعيدة بكوني مهندسة، وشديدة السعادة لأنني شاعرة.
4- ما خطوات عملية تأليف كتاب؟
** فكرةٌ مُهوّمةٌ شاردة، تتحول إلى سؤال يجول في الرأس، يتعدل وينتظم على هيئة تصّور ورؤية. ثم ساعات طوال من التأمل لتنقية الأفكار وبلورتها. ثم أيام وشهور في الكتابة والتحرير. وفي النهاية: كتاب.
5- ما أصعبُ المواقف التي واجهتكِ خلال تلك العمليات.
** اللغةُ دائمًا عاجزةٌ عن صياغة مشاعرنا وأفكارنا على النحو الأكمل. جميع اللغات ليس بوسعها أن تستوعب إدراكاتنا اللانهائية. على سبيل المثال، بوسعكِ أن ترسمي بالكلمات وردةً، ولكن كيف ترسمين شذاها وعطرها؟ بوسعك أن تكتبي عن وجه طفل باكٍ، ولكن مستحيل أن تكتبي الوجع. الكتابةُ ليست مهمّة سهلة.
--
ملحوظة:
بعدما أرسلت الحوار للبنات، شعرتُ بقسوة إجابتي للسؤال الأخير، لئلا تصيبهن بشيء من اليأس. إن كانت اللغة قاصرةً وعاجزة عن التعبير، ألا يفتّ ذلك في عزيمتهن إن كنّ يردن أن يصبحن كاتبات؟ المحنةُ الدائمة: (الصدق أم الحكمة؟). ودائمًا "الدينُ لله، والوطنُ لمن يحبُّ الوطن”.

***



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإنسانُ … مفتاحُ السرّ في دولة الإمارات
- هل طفلُك أحمق؟ هل طفلتُك غبية؟
- أولئك كانوا صخرتي … في محنتي
- -وسام زايد- على صدر كل مصريّ
- نبالٌ في يد البرلمان … لقنص العقول!
- كُن متطرّفًا في إيمانك … وانبذِ التطرّف!
- أخطاؤنا الصغيرة .. هدايا وبركةٌ وفرح!
- الأيزيدية شيرين فخرو … العُقبى لداعش
- عيدُ الحبّ المصري … والڤالنتين الإيطالي
- 7 أرطال … من اللحم البشري!
- التذكرةُ قاتلةٌ … لأن القانونَ طيبٌ وأمّي
- سهير العطار … نجوى غراب … أكذوبةُ الخريف
- حتى لا تموتَ الشهامةُ في بلادنا!
- يراقصُ الزهراءَ فوق الثريا | إلى مازن ... فاطيما
- البابا تواضروس … والخاذلون أوطانَهم
- -بين بحرين”: بحر الظلام وبحر النور
- كيف عشتُ طقسَ -الحلول- مع فرجينيا؟
- سانت كاترين: متخافوش على مصر
- اللواء باقي زكي يوسف… كاسر أنف صهيون
- أيها الخائنُ … أيها النبيل!


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - فاطمة ناعوت - حين حاورتني الصغيرةُ آنجلينا