جورج المصري
الحوار المتمدن-العدد: 1563 - 2006 / 5 / 27 - 07:05
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
شيء عظيم أن تري القضاء يتخذ حكمه اليوم ضد وزير الثقافة ومعاونيه في قضية حريق مسرح بني سويف الذي راح ضحيته 50 من أبناء مصر. و الغريب أن هذه التهمة ثابتة ضدهم بسبب المسئولية الغير مباشرة .
التالي جزء من نص الخبر كما هو منشور اليوم 23 مايو 2006 بجريدة الأهرام:
" قضت محكمة جنح بني سويف بحبس الدكتور مصطفي علوي الرئيس السابق للهيئة العامة لقصور الثقافة, وسبعة آخرين بالحبس عشر سنوات, وكفالة عشرة آلاف جنيه لكل منهم, لاتهامهم بالإهمال في حريق قصر ثقافة بني سويف, مما أدي إلي مصرع50 ناقدا وممثلا وصحفيا ومخرجا.
كما قضت المحكمة بإلزام المتهمين, ووزير الثقافة بصفته مسئولا عن الحقوق المدنية لأعمال تابعيه, بتعويض مدني مؤقت قدره20000 جنيه لكل ضحية."
علي الرغم من أنني أشعر بالألم و الحسرة علي من فقدوا أرواحهم في تلك الحادث ألا أنني أشعر بنفس الحسرة و الألم علي المتهمين المحكوم عليهم بالسجن عشر سنوات ليس ألا لأنهم موظفين عموميين في حكومة أخر اهتماماتها هو سلامة وآمان المواطن المصري في كل مكان وفي كل موقع و علي كل مستوي ألا الصفوة الحاكمة.
كيف يجرؤ القضاة معاقبة هؤلاء الموظفين العموميين علي جريمة لم يرتكبوها مباشرة ولا يمتلكون الإمكانيات او الخبرة في مسائل الآمن و التأمين علي مثل تلك المنشأة.
ولماذا وزير الثقافة وحدة في حين أن المسئولين عن تلك الحادث الأليم هم وزير الداخلية التي تتبعه قوات المطافئ التي لم تحضر ولا تمتلك المعدات المناسبة و وزير الصحة التي تتبعه الإسعاف التي لم تحضر ولا تمتلك المعدات ولا المستشفيات التي لا يوجد بها متخصصين أو حتى أي نوع من ألاستعداد؟ وبالتالي المحافظ ومدير صحة بني سويف ؟ وبالتالي تضامنا مع هؤلاء يأتي علي راس القائمة رئيس الوزراء.
أنني في منتهي الحزن علي حال مصر ولما وصلت أليه عجلة السياسة الفاسدة.
ولكن علي الأقل إعلاميا أخذ الضحايا حقهم المادي الذي لن يعود أحد منهم إلي الحياة أو حتى يعيد الآمل الذي فقده أطفال هؤلاء الضحايا في رعاية إبائهم أو الآمال المعقودة علي الشباب الذي ذهب ضحية الإهمال و الفساد الإداري.
علي الرغم من أن الحكم قوي وطبعا قابل للطعن و المماطلة ألا أنني أحي وبشدة السادة القضاة برئاسة المستشار هاني صبري, وبحضور محمد بسيوني, ووليد الغزاوي.
وكم أود أن أري وجوه القضاة الذين برأو السفاحين القتلة ممن قتل ضحايا الكشح و الذين اعتدوا علي ممتلكات وحرمه الموطنين المسيحيين المصريين. لم نري ولم نسمع عن وزير الداخلية يحكم عليه أو المحافظ أو مأمور المركز أو رئيس المباحث ؟
فلتخجلوا من أنفسكم يا قضاة سوهاج أمام قضاة بني سويف ، فهم رجال أحرار لا يهابون الحكومة...... ولكن لعلهم حكموا حكمهم هذا لان من ماتوا من الضحايا ليسوا بكفرة . لن نعرف الإجابة علي هذا السؤال ولكنه ليس السؤال الأول أو الأخير الوحيد الذي ذهب في دنيا حكومة مصر الفاسدة بدون أجابه!!!!
#جورج_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟