سينثيا فرحات
الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
و لكن السماء الدموية تكمن في عقول تمطر علينا جثث و اشلاء كلما توضأت اعيننا بماء جاري حر، سيدتي لا ترحم سماء عقولهم صفاء البصيرة، لا ترحم المارة في طرقات العراق، لا ترحم الفنانيين و الاقلام الحرة في مصر السوداء، و تكره المعارضيين في سوريا و تناجي الارهابيين و المحظورين في كل المنطقة الاسلامية و العالم فبينها و بينهم انهار الكوثر و الخمر بلون الدماء، دمائنا سيدتي "نحن البشر" الذين تتهمينا بتهمة غير قابلة للفعل حتي فيزيائياً.
القدرة الالهييه سيدتي لا تنحدر لعقل المادة التي ذكرتيها بل ترتقي فوقها فتقيس و تستلقي الاهانه و النقض بمقاييس مخالفه عنا، و اوافقك ان مجتمعنا اصبح مادي حقير سيدتي...
فكيف لا يصبح مادي في الارض ان كانت المادة هي مكافأة السماء الغير مادية...
كيف لا يصبح مادي و هو يلعق احزية التقوي من اجل الانغماس في المادة الابدية... الاجساء الابدية العزرية، المادية... الانهار الخمرية، المادية... الاسرة التي سيتكأ عليها المؤمنون، المادية...
كيف تطالبين من البشر الارتقاء فوق جائزة السماء المادية سيدتي؟
من علمنا معني العدالة الانسانية هو نضال و ثورة و شجن و سعي الانسان للتحرر و التطور سيدتي ليس الانبياء او من يقولون او يقال عنهم انهم انبياء فقط، لا يستطيع احد ان يختزل كل تعالييم التجربة الانسانية بنسها فقط للانبياء و ان ساهموا بها كثيراً.
لن اتطرق لتفاصيل حديثك كلها فما ان سيادتك جئت بتلك الامثال معناها انك بحثتي معظم الاقوال التي تعلمين عن وجود عكسها و نقيضها المفجع ايضاً في مصادرك.
سيدتي...
قدري ردود فعل انسانيتنا عند استلقائنا للواقع المادي و الغائب المادي ايضاً
سيدتي...
ان اردت ان تطاع اطلب ما في المستطاع.
#سينثيا_فرحات (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟