منير المجيد
(Monir Almajid)
الحوار المتمدن-العدد: 6429 - 2019 / 12 / 5 - 19:42
المحور:
سيرة ذاتية
التشخيص الرسمي للساديّة أنها إضطراب يبلغ الشذوذ في بعض المستويات، وهذا بالضبط هو الذي لم ألحظه لدى صديقي فرديريك. سأدعوه بـ «ف» من الآن فصاعداً.
تربطني به صداقة عمرها نحو ربع قرن، لم يبح لي عن سرّه إلّا بعد خمس سنوات من تعارفنا.
كنّا في طريقنا لمشاهدة فيلم سينمائي حين قال فجأة «أردت أن أخبرك قبل الآن، لكن يجب أن تعرف أنني ساديّ». «ليس من النوع العنيف». أضاف.
مختصر ما قاله لي في تلك الأمسية هو أنّه يجب أن يضرب شريكته قليلاً، كإحماء. الناس تتداعب وتتبادل القبل، هو يضرب. هذا يُدعى SM (سادومازوكية)، والسادي هو الذي يضرب والمازوكي هو الذي يتلقى الضرب.
هناك ملايين الشروحات الغوغلية، لذا لا داعي من الخوض فيها هنا.
فيما بعد أراني مجموعته من أدوات التعذيب والتي يحتفظ بها في خرانته. عدة كرابيج لكلٍ منها اختصاص في منطقة في جسم المرأة، وقطعة بلاستيكية تُشبه تلك التي نقتل بها الذباب، وبضع أشياء اخرى كان يشرحها لي، بينما كنتُ أفكّر مُمسكاً بـ «قتّالة الذباب».
«للضرب على الحَلَمات». قال ف.
وتاريخ صديقي ف حافل حينما يتعلق الأمر بشريكاته. زوجته تركته لأنها رفضت أن تكون مازوكيّة، حين جاء يوم أخبرها فيه عن «تحوّله»، والرغبة التي لا يستطيع مقاومتها. وكذلك فعلت نساء اخريات، إلى أن تعرّف على «س».
مرّة كانا، هو و س، في يوم صيفي قائظ، يتمتّعان بحمّام شمسي على شاطئ «برونبي» المكتظ، حينما داهمتهما الرغبة، ولم يستطيعا الإنتظار. ذهبا إلى ركن بعيد قليلاً، ولقيا بقعةً معزولةً تغطيها أجمات صغيرة حجبتهما عن أنظار الفضوليين.
يبدو أن لهوهما استغرق طويلاً، فصاحبنا ف أُدخل إلى الإسعاف فيما بعد، لأن الشمس حرقت جلد مؤخرته، واضطرّ بعد ذلك إلي النوم على بطنه لمدة عشرة أيّام.
قبل سنتين أُصيب ف بسرطان الپروستاتا. لحسن حظّه لم يكن قد انتشر حينذاك، ولسوء حظه لأنّه أُصيب بالعجز الجنسي التقليدي بعد العملية الجراحية.
أمّا صديقته س فقد هجرته، ربّما بحثاً عن رجل أفضل تسليحاً.
«ماذا عن كرابيجك وسياطك وقاتلات ذبابك؟». سألتُ ف.
«أحتفظ بهم، من يعرف! أُؤمن بزمن المعجزات».
#منير_المجيد (هاشتاغ)
Monir_Almajid#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟