تأملات تعليمية مريرة (الجزء الاول )

السيد سعد

الحوار المتمدن-العدد: 6429 - 2019 / 12 / 5 - 01:47
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    

منذ 25 سنه تقريبا توقعنا نهاية دور المدرسة والجامعة في حياتنا عاجلا كان او اجلا , بناء علي واقع اليم ومحزن في تلك الايام الخوالي ,واعتقد ان هذا الواقع قد ازداد سوءً في السنوات الاخيرة , وبالتالي إزدات لدينا درجة هذا التوقع بشدة .
-- ولو استمر الوضع الحالي قائما بكل مفرداته دون اصلاح تعليمي ثوري شامل سوف تصبح المدارس والجامعات الحكومية في خبر كان , او تصبح ذكري في تراثنا القديم مثلها مثل بعض المهن المنقرضة ( كالسقا وشيال السكة الحديد ).
-- ويزداد الامر خطورة علي مدارسنا وجامعاتنا الكلاسيكية مع زيادة الغزوالفضائي التكنولوجي المعلوماتي المتدفق كالسيل مع كل حركة من حركات عقارب الساعة .إن ماتقدمة الشبكة العنكبوتية المعلوماتية من عناصر تعليمية يجعل من مدارسنا وجامعاتنا العتيقة اشبة برياض الاطفال .
-- في هذة الحالة سوف تتكاثر الصعاب علي مجتمعاتنا الغارقة في وهم التعليم المدرسي والجامعي , وسوف تجد نفسها في مواجهة عواصف عاتية تقتلع كافة المفاهيم القديمة ( كالمناهج التعليمية -- وطرق التدريس - والاهداف التربوية - ومخرجات التعليم -- والشهادات الدراسية عديمة الجدوي -- مجانية التعليم --الحضور والغياب .طرق التقويم -- ...الخ )
-- ومن الاشياء التي اتوقع زوالها في القريب العاجل( البناء المدرسي الحكومي) وخاصة في ( التعليم الاعدادي والثانوي ) لوجود بديل قوي ومنافس وهو التعليم الموازي ( الدروس الخصوصية بكافة اشكالها واماكنها ) .فمن السهل علي اي تلميذ او طالب الا يحضر للمدرسة نهائيا ومع ذلك يحصل علي اعلي درجات النجاح وخاصة في الشهادات العامة ( كالاعدادية والثانوية العامة) , ومن المحتمل ان يصيب هذا الخطر ايضا التعليم الابتدائي والتعليم الفني
--- وليست الجامعة في منأي من هذا الكارثة ( واقصد خطر الانقراض ) , ومن علامات بداية انقراض الجامعة الضعف الشديد لاستاذ الجامعة ليس في المعارف العامة بل في تخصصه ايضا ومنهجيته في التفكير بصفة عامه بل وخروج استاذ الجامعة من دائرة التبجيل والاحترام والقدوة , فضلا عن ضعف الرسائل الجامعية( ماجستير ودكتوراه وغيرهما ) وانفصالها عن الواقع , ضف الي ذلك تفشي روح العداء والصراع والسرقات الفكرية . واعتقد ان هذه السلبيات من المؤشرات الواضحة علي خلل التعليم الجامعي.( نكمل الحديث مع الجزء الثاني ان شاء الله )

#السيد_سعد (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات