أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن خليل غريب - دعوة أحزاب السلطة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعوة زائفة














المزيد.....

دعوة أحزاب السلطة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعوة زائفة


حسن خليل غريب

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 22:56
المحور: ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
    


بعد إسقاط الحكومة اللبنانية، تحت ضغط الانتفاضة في لبنان. وبانتظار تشكيل حكومة جديدة طال كثيراً على الرغم من اشتداد تأثير الأزمة الخانقة. عزت المؤسسات الدستورية أسباب هذا التأخير إلى أنها تريد تشكيل حكومة وحدة وطنية، وهذا يحتاج إلى وقت من أجل ضمان تلك الوحدة.
من إعلان هذا الهدف، علينا أن نتوقف عند مضمونه وأبعاده، فماذا نرى منه؟
في الصراع الدائر بين أحزاب السلطة الحاكمة كطرف أول، والانتفاضة المندلعة في الشارع كطرف ثاني، نكتشف أن مفاهيم (الوحدة الوطنية) تختلف بين المبدئية القانونية التي انطلقت على أساسها الانتفاضة الشعبية، وبين مفهومها كما تراه أحزب السلطة.
وصل التباين بين المفهومين إلى حد التناقض البيِّن والواضح. وتلك هي الحقيقة التي بتحديدها بشكل موضوعي، يترتَّب الكشف عن الهوة السحيقة بين ما تنص عليه المبدئية التي تعبِّر عنه أهداف الانتفاضة الشعبية، وبين المفهوم الزائف الذي تعمل على هديه أحزاب السلطة في لبنان. وعليه نجد أن مفهوم السلطة للوحدة الوطنية يشكل السبب الأساسي في اندلاع النقمة الشعبية.
إن الوحدة الوطنية بمفهومها المبدئي، تقوم على أساس العدالة والمساواة بين الموطنين، سواء أكان بتعريف وحدة الواجبات، أم كان بتعريف وحدة الحقوق. وبهذا يمكننا التمييز بين من يتمم واجباته والذي يقصِّر فيها. كما يمكننا التمييز بين من هو مغبون في حقوقه، ومن هو مستئثر بها.
وأما مفهوم أحزاب السلطة للوحدة الوطنية، وربطها بما يزعمون تشكيل حكومة وحدة وطنية، لا علاقة لها بالوطنية، لأنها تستند إلى ما يلي:
-محاصصة طائفية، وهي التي يتم توزيع الوطن بين الطوائف، وهذا مبدأ بحد ذاته يتناقض مع وحدة الوطن، فالوحدة الوطنية تقتضي تذويب كل التعدديات بمبدأ الولاء للوطن.
-استئثار أمراء الطوائف بكل الحقوق على حساب أبناء طوائفهم. ولهذا عمَّ الفساد بين الأمراء ومعاونيهم والمستفيدين من فسادهم. بينما استفحلت المعاناة بين عموم اللبنانيين من كل الطوائف.
-الإصرار على تشكيل (حكومة وحدة وطنية) هو إصرار على إعادة تلزيم الوطن لأمراء الطوائف، وهذا سيقود إلى موجة جديدة من الفساد، قد يموهونه بألوان وأشكال ووسائل جديدة للنهب الاقتصادي لثروات الوطن.
-ارتباط كل منها بقوة إسناد خارجي، يقتضي إصرارها على الحضور في حكومة سياسية، من أجل تنفيذ أوامر القوة الخارجية المرتبطة معها. وهذا أقل ما يقال فيه أنه انفلات من الرباط الوطني لتنفيذ مخططات الخارج، على حساب أوسع شريحة من اللبنانيين المغبونين.
وأما عن أهداف الحراك، وبعيداً عن تخوينه وشيطنته لأنها لا تستأهل الرد عليها لأنها ذات دوافع بعيدة عن مصلحة الوطن، ولأنها تغطية لارتباط المتهمين بالخارج، فإنها تظهر بشكل واضح لكل من لديه بصر وبصيرة وطنية، ولن تظهر عند من أعماهم الحقد الطائفي لأنهم لا يستطيعون النظر إلى أبعد من أنف تعصبهم الأعمى. فأهداف الحراك ووسائله، هي التالية:
-حراك عابر للطوائف والمناطق، وإعلانه عن سلمية وسائله رداً على ما تزعمه أحزاب السلطة بأن الحراك ينذر بفتنة داخلية، وتلك من أهم صفات المبدئية الوطنية.
-شبابيتها المتمردة على الإذعان لأولي الأمر إذا ظلموا، وأمراء الطوائف إذا فسدوا. وتلك من أهم صفات الوطنية التي تدعو لأن يكون (كل مواطن خفيرا).
-حراك يعرف ما هي حقوقه وواجباته، ويعرف من يأكل تلك الحقوق ويسرقها. ويرفع السيف في وجه الفاسدين أياً كانوا. وهذه من أهم مواصفات المواطن الواعي الذي يؤمن بسلطة الشعب الذي وحده يكلف بتمثيله من هو مؤتمن على حقوقه، ويحجبها عمن يخون تلك الحقوق.
وأخيراً،
بين مفهوم أحزاب السلطة لـ(حكومة الوحدة الوطنية)، ومفهوم الحراك لها، بون شاسع، وتناقض كبير. وهذا ما يسمح لنا بالقول: فليسقط مفهوم أحزاب السلطة لأنه مزيَّف ومشبوه باللوثة الطائفية، وليحيا مفهوم الحراك لأنه مرصَّع بالروح الوطنية الحقيقية.



#حسن_خليل_غريب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لقد طفح كيل غضبنا، إرحلوا واتركونا نعيش
- البنى المعرفية الشعبية تنهار أمام ثورة الشباب
- وصايا السكوت الذهبية كي تكون مواطناً غير متآمر
- ربيع العراق ولبنان يزهر من بذور عربية
- إظهر يا مارد الثورة، إن العراق قد امتلأ ظلماً وجوراً
- كلام أرخص من الفضة وسكوت أغلى من الذهب
- الفاسدون أمام كرسي الاعتراف: إضربوهم على جيوبهم
- أنياب خامنئي هشَّة ودموع ترامب كاذبة
- الاعتراف بالفساد وتخوين الانتفاضة
- ماذا لو جفَّ... في العراق ولبنان؟
- ليس العراق أرضاً فارسية إخرج منها قاسم سليماني
- نعم للتفاوض أمام كاميرات الرأي العام
- ثورة الشعب اللبناني فوق كل الشبهات
- إسقاط مافيات الكهرباء هدف معجَّل
- إرفعوا وصاية أمراء الطوائف عن الشعب اللبناني
- ليس العراق غنيمة حرب لنظام الملالي في طهران
- (الدعشوية) و(الحشدوية) ظاهرتان لاقتلاع الأهداف الوطنية والقو ...
- الاختلاف حول الهوية القومية أزمة تعيق حركة التحرر العربي
- بين تحديث التكنولوجيا وتحجيم القيم الإنسانية
- هل تتعلم دول الخليج العربي من أخطائها؟


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟ / رياض عبد
- تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى / سعيد صلاح الدين النشائى
- كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟ / عبد الرحمان النوضة
- انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر ... / كاظم حبيب
- لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم / كميل داغر
- الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه ... / طه محمد فاضل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية - حسن خليل غريب - دعوة أحزاب السلطة لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية دعوة زائفة