|
نظرة على واقع ومعاناة الايزيدية ، ومقاربة للحلول المناسبة والممكنة
صبحي خدر حجو
الحوار المتمدن-العدد: 1562 - 2006 / 5 / 26 - 11:19
المحور:
القومية , المسالة القومية , حقوق الاقليات و حق تقرير المصير
2ـ 4 ( ح ـ 2 )
6ـ القوى والاطراف السياسية والعشائرية العربية.. . بعد زوال النظام البائد ، انحسر تأثير هذه الاطراف على مناطق الايزيدية الى حدٍ بعيد ، واصبح مقتصراً على الموصل وتحديداً بعض مناطق قضاء سنجار ، فما زالت بعض القوى السيياسية و العشائر العربية المرتبطة باجندة سياسية معينة ، تحاول الابقاء وتطوير علاقاتها مع بعض العشائر الايزيدية في سنجار ، ويقال ايضا مع حركة الاصلاح والتقدم ، والتي لها نفوذ قوي في سنجار. محاولةً الاستفادة من اجواء السخط وعدم الثقة السائدة لدى بعض الايزيديين تجاه الاطراف الكوردية هناك ، او الذين ما زالوا متأثرين بسياسات وقناعات البعث والنظام السابق ، وهي تنشط في هذا المجال أملاً منها بالابقاء على منطقة سنجار على الاقل ، ضمن المناطق العربية عند حسم هذا الموضوع في الاستفتاء القادم عام 2007 . .
7ـ اللجان والمكاتب الاستشارية الايزيدية المرتبطة بالاحزاب اوالحكومة الكوردستانية. . انشأ الحزبان الرئيسيان الديمقراطي والوطني ، لجان او مكاتب ( لجنة دهوك ، ومكتب السليمانية ) بهدف وكما يفترض ( اذا ما نظر اليه بحسن نية ) ان تكون هذه اللجان مرآة عاكسة لكل طموحات وتطلعات وآراء ومطاليب الايزيديين ، ومن خلالها تكون قيادات هذه الاحزاب او الحكومة الكوردستانية على اطلاع كافٍ على شؤونهم وشجونهم ، لكي تستطيع ان تقدم لهم ما بإمكانها من خدمات و...الخ وتساهم في تطوير اوضاعهم الى الاحسن . والحق يقال ، ان هنالك تقييمّات متعددة و مختلفة عن بعضها ، لدور ومكانة هذه اللجان ، ولكن التقيّيم الاكثر شيوعا لدى اغلبية كبيرة من الناس ، هو في غير صالحها ، وفي غير صالح الاحزاب التي تبنتها ايضا ، ومن محتويات هذا التقييّم ، النظر بشكوكية لأهداف الاطراف التي تبنتها . اذ تبين ان الناحية النظرية المعلنة، تختلف تماما عن النتائج العملية على الارض ! والتقييّم هذا يشمل بالدرجة الرئيسية لجنة دهوك ، بسبب قِدمِها وكون نشاطها يشمل جميع مناطق الايزيدية ، باختلاف الاخرى ذات النشاط المحدود . وحسبما يقال ، ان شكوك الكثرة من الايزيديين تاتت بشكل خاص بسبب كثرة الانتقادات والشكاوي على هذه اللجنة ، والتي رفعت او أُعِلمت بها القيادات، ، ولكن دون ان تحرك القيادات ساكنا ، مهملةً كل تلك الشكاوي . كما ساد الاعتقاد ايضا ، من ان اللجان هذه قد اصبحت جدارا مانعاً بين الايزيديين والقيادات الكوردستانية ، وان هذه القيادات لا تنظر الى الايزيدية الاّ من خلال عيون اعضاء هذه اللجان ! ويجري الحديث ايضا بين مختلف الاوساط ، من ان لا هّم لاعضاء هذه اللجان الاّ تأمين مصالحهم وامتيازاتهم الخاصة على حساب معاناة مجتمعهم ! ولا غرو ان ارتفعت الاصوات كثيرا بعدم القناعة بجدوى هذه اللجان ووجودها اصلاً !! ( رغم اني مع وجودها ، ولكن على ان تتبع آلية صحيحة لاختيار اعضائها ). وتبقى جميع هذه الشكوك والاقوال والاتهامات ضمن اطار احد التقييّمات ، ولكنه الاوسع انتشارا بين جماهيرالايزيدية كما قلنا . ولا يمكن ان يحكم المرء بشكل قاطع على صحة او خطأ هذا التقييّم استنادا الى المقولة الشهيرة من ان ( المتهم بريء حتى تثبت ادانته ). . ولم تقم هذه اللجان وبشكل خاص لجنة دهوك ، بالدور المطلوب منها ، والذي كانت الناس تتوقعه و تنتظره منها ، خاصة فيما يتعلق ببذل الجهود المثابرة والمحايدة مع كل الاطراف والشرائح الايزيدية بما فيهم المجلس الروحاني ، من اجل الوصول الى تبني صيغة وسطية مقبولة للجميع ، لتحديث القيادة واجراء الاصلاحات الضرورية اللازمة ، او على الاقل لم تلعب الدور المطلوب ايضا في لمْ شمل المثقفين والمتعلمين والاتحادات والروابط والجمعيات والمراكز ، لكي يتوصلوا الى الحد الادنى من التوافق على نهج وبرنامج واقعي يخدم مصالح الايزيدية !، لماذا يجري التركيز على لجنة دهوك في هذا الحديث ؟ لانها ، حقيقةً كانت تمتلك كل الامكانيات اللازمة لتحقيق هذين الامرين واكثر ايضا ! ولكن مع الاسف انها لم تفعل ، وركزّت في نشاطها على ان تحقق لنفسها طموحا غير واقعيا ، تمثل ، في رغبتها المفرطة ان تحل هي محل كل الاطراف والقوى والمراكز والشرائح ، وان تتحول الى ما يشبه المرجعية للايزيدية في نهاية الامر ! واذا كان هذا التحليل صائبا ، تكون بذلك قد ساهمت في عرقلة التطور الايجابي للايزيدية واثارت نزاعات جديدة اضيفت الى النزاعات والخلافات السابقة وعمقت الشروخ القائمة ، عوضا ان تكون مصدراً مريحا ومقبولا لايجاد الحلول ، و لئم هذه الشروخ . ويمكن الحكم على الكثير من الامور بمجرد ان يعرف المرء انه لم يجرِ، ومن المتوقع ان لا يجري مستقبلا ايضا ، اي لقاءٍ حتى على المستوى الشخصي لاعضاء هاتين اللجنتين ( دهوك والسليمانية ) من اجل مصالح الايزيدية . ولهذا يسود الاعتقاد انهم في عداء مستحّكم ، ولكن شديد الغرابة وعصّيٌ على الفهم ! وكما عبّر احد الكتاب وهو محق في ذلك ، وصرخ موجهاً حديثه اليهم ، من ان الحزبين الكوردستانيين قد تصالحا ، رغم الدماء الغزيرة التي سالت بينهما ، وانتم لم تتصالحوا بعدُ !! وينطبق عليهم بذلك المثل القائل، حقا ( انهم ملكيون اكثر من الملك نفسه ) .
8 ـ المراكز الثقافية ، الجمعيات ، الروابط ، والتنظيمات الحزبية .. اتيحت الفرصة للمثقفين الايزيديين بعد انتفاضة آذار 1991 ، لأن يؤسسوا اول مركز ثقافي اجتماعي لهم في دهوك ، ثم تكرر الامر في خارج الوطن في اوربا وتحديدا في المانيا ، وكان هذا الامر يشمل قسماً متواضعا من الايزيديين ، وجاءت الفرصة للجميع بعد سقوط النظام . فأجواء الحرية التي سادت في العراق ، دفعت مئات الالاف لا بل الملايين لأن تحاول ان تعبرّ عن نفسها وافكارها وتطلعاتها في تنظيمات مدنية او حزبية ، وهكذا كان الامر بالنسبة للايزيديين ايضا ، فقد اندفعت اقسام من كل الشرائح الاجتماعية وبشكل خاص المثقفون والمتعلمون والطلبة منهم للانغمار في تنظيمات شتى كل حسب وجهته الفكرية او قناعته أ و مصلحته . فقد توسع مركز لالش دهوك ، وفتح فروعاً عديدة له في اغلب القصبات الايزيدية الكبيرة ، وتأسست ، رابطة التأخي والتضامن ( مدنية ) ، رابطة المثقفين الايزيديين( مدنية ) ، المركز الثقافي الايزيدي العام ( مدنية ) ، والمركز الثقافي الايزيدي في سنجار( مدنية ) ، الى جانب افتتاح بعض مراكز الشباب في العديد من القصبات الايزيدية ، ومراكز الشباب هذه هي تابعة للحزبين الرئيسيين . ونشأت رابطة الدفاع عن حقوق الايزيديين في السويد . وقد انشئ اول تنظيم سياسي خاص بالايزيديين من قبل ، الحركة الايزيدية للاصلاح والتقدم ، وقاعدته الاساسية في قضاء سنجار . كما انشأ بعض المثقفين والناشطين في المانيا حركة سياسية سميت التجمع الديمقراطي الايزيدي . وربما توجد تنظيمات سياسية اخرى ، ولكنها لم تعلن عن نفسها بعدُ ، كـ إتحاد احرار الايزيدية ، شباب الحرية ، والحركة الايزيدية الكوردستانية. . نشوء وقيام هذه التنظيمات كانت وما زالت تعتبر علامة صحة ، واستبشر وفرح لها الاغلبية الساحقة من الايزيديين ، وصاحب ذلك توقعات مشروعة ، كان بعضها شديد التفاؤل من الكثير من الناس ، من ان هذا التشتت سيكون مؤقتاً ولفترة قصيرة وسرعان ما سيتقاربون ، وبالتالي يتحدّون على برامج واهداف تكون في صالح المجتمع الايزيدي وتطوره ، ولكن واقع الحال اتجه و تحدث بشكل آخر ، اذ كلما تقدم الزمن ، كلما افترقت هذه المراكز والجمعيات وابتعدت عن بعضها البعض . ويسود الاعتقاد يوما بعد آخر، من ان آفاق هذا التقارب والوحدة لا يلوحان في الافق ، على الاقل في المنظور القريب والمتوسط ايضا . طبعاً يبدو هذا الامر غريبا وغير طبيعياً لاول وهلة ! ، ولكن اذا ما عرفت الاسباب ، سيبدوالامر طبيعياً جداً( اذا ما عرف السبب ، بطّل العجب )، واسباب ذلك تتمثل بما يلي : :
* ان اغلب هذه المراكز والروابط والتنظيمات تعتمد في تمويلها على الاحزاب الرئيسية الكبيرة وخاصة الكوردية ، وهذا يعني بطبيعة الحال ، ان هذه التنظيمات لابد وان تسير في اطار النهج العام لهذه الاحزاب ، ولا تستطيع ان ترسم او تمارس كامل استقلالها الفكري والتنظيمي ، ولا ان تبني علاقاتها مع المنظمات الاخرى بمعزل عن موافقة ومباركة مموليها ! وهكذا تبقى اسيرة او مايساوي ذلك ، و تضطر ان تدور في فلك الحزب الذي يتبناها . واذا ما اعترض معترض على هذا التقدير ، يمكن القول ان اية منظمة حتى وان حافظت على بعض استقلالها ، ولكنه يبقى نسبياً تماما ، ففي اللحظة التي يقطع الحزب تمويله عنها ، فان عليها اما ان تحوّل ولاءها الى طرف آخر ، او ان يتفرق اعضاؤها الى مختلف الجهات .. انه واقع مؤلم جداً ويدعو الى الكثير من التشاؤم ، لأن المعروف عن احزاب المعارضة عموما التي صعدت للسلطة ، ولاسباب كثيرة لامجال لشرحها الان ، اصبح من الصعب عليها ان ترى او تتقبل وجود تنظيمات او حتى منظمات مجتمع مدني تمارس نشاطاً لها ، حتى وان كان فكريا او ثقافيا عندما لا يتطابق كليا او جزئياً مع افكارها وتوجهاتها ، فكيف يكون الامر اذا كان مختلفا أو متناقضاً او معارضاً لها!!!
*الطبيعة الفردية للقائمين على هذه المنظمات ، واستناداً الى طبيعتنا الشرقية ، في حب الذات ، والشغف بالمراكز ، والتنعم بالامتيازات وحب الزعامة ,,,الخ من الصفات السلبية ، واذا ما اقترنت بالضعف في: مستوى الوعي بالمصلحة العامة ، ودرجة نكران الذات ، وضعف الايمان بالقضية التي يعمل لها ، و تفضيله لمصلحته الخاصة على المصلحة العامة ، كل هذه ، تجعل قيادات اغلب هذه المنظمات مرتعا خصباً للعناصر التي لها الاستعداد الاكبر لأن تبدي الولاء المناسب والمطلوب للاحزاب التي تقف وراءها ، لأجل ضمان بقاء المنظمات هذه تدور في اطار وفلك هذه الاحزاب . وينبغي ان نفهم كيف سيكون عليه الحال ، عندما تكون الاجواء والمناخات السائدة في الساحة كلها تساعد وتشجع على نمو وبروز الانتهازية ، ومن يعشقون المصالح والامتيازات اكثر من اية مبادئ اومصالح عامة! يتبـــــــــــع
#صبحي_خدر_حجو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
نظرة على واقع ومعاناة الايزيدية ، ومقاربة ، للحلول المناسبة
...
-
مقالة .. تساوي .. إقالة
-
كوردستان .. بين العناوين
-
دعوة .. لرسم نهج سليم للتعامل مع المكونات الكوردستانية
-
وقع المحظور .. يا غلابة
-
تحية وتهنئة ، من بيشمه ركة ، الى بيشمه ركة
-
راتب .. وموقـــف ذو مغـــــزى
-
هـــلاّ، فرقتّم يا قوم ،بين الاسود والابيض ؟
-
عندما يتحول الشك الى يقيـــن
-
صبراً ، انها سحابـــة صيف .. يا ملح ارض العراق
-
هــل هــــــو ارهـــــاب ام - مقاومـــــة - ، ايها الرفاق ال
...
-
الشرع والارهاب .. في مسألة الحجاب
-
شكراً ... سيادة الرئيس
-
تهنئة مخضبة بالدموع ، الى المقبرة الجماعية رقم .......
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
الرغبة القومية ومطلب الأوليكارشية
/ نجم الدين فارس
-
ايزيدية شنكال-سنجار
/ ممتاز حسين سليمان خلو
-
في المسألة القومية: قراءة جديدة ورؤى نقدية
/ عبد الحسين شعبان
-
موقف حزب العمال الشيوعى المصرى من قضية القومية العربية
/ سعيد العليمى
-
كراس كوارث ومآسي أتباع الديانات والمذاهب الأخرى في العراق
/ كاظم حبيب
-
التطبيع يسري في دمك
/ د. عادل سمارة
-
كتاب كيف نفذ النظام الإسلاموي فصل جنوب السودان؟
/ تاج السر عثمان
-
كتاب الجذور التاريخية للتهميش في السودان
/ تاج السر عثمان
-
تأثيل في تنمية الماركسية-اللينينية لمسائل القومية والوطنية و
...
/ المنصور جعفر
-
محن وكوارث المكونات الدينية والمذهبية في ظل النظم الاستبدادي
...
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|