أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - بيان امين المهدى: -الغريق والقشايه-!















المزيد.....

بيان امين المهدى: -الغريق والقشايه-!


سعيد علام
اعلامى مصرى وكاتب مستقل.

(Saeid Allam)


الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 13:45
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاستاذ امين المهدى، هو واحد من اهم المؤرخين المصريين المعاصرين المرموقين، ان لم يكن من اهمهم على الاطلاق، نشر الاستاذ المهدى فى الحوار المتمدن، بيانه عن " مباديء الحد الأدني لأهداف التغيير في مصر"(1) (2 ديسمبر)، وهو البيان الذى قال عنه فى خاتمته انه "عبارة عن بعض الأفكار الأساسية في دراسة كبيرة أقرب إلى كتاب بعنوان "رؤية للخلاص الوطني"(2) هدفها محاولة الاجابة على السؤال الإشكالي التاريخي : كيف يصبح الشعب هو المالك الوحيد للوطن وصاحب المصلحة الأول والمدافع الأول عنه؟.". وهو نفس البيان الذى كان قد سبق ونشره كـ"بوست" على صفحته على الفيسبوك قبلها بثلاثة ايام (29 نوفمبر)،(3) والذى كان قد وعد به فى "بوست" اسبق (28 نوفمبر)، تحت عنوان: "دع الف زهرة تتفتح"، والذى كان قد اشاد فيه بفيديوهات الفنان والمقاول محمد على، غير أنه، - على حد تعبير الاستاذ المهدى، فجأة ظهر – يقصد محمد على - في لندن وشرع في خطاب سياسي مثير للاستغراب .. ويضيف الاستاذ المهدى ".. حفلت مقابلاته وتصريحاته بطموح خيالي يتجاهل الواقع والينبغيات التى تتحدث عن ما يجب أن يكون باعتباره واقعا وتفتح على الفراغ، وتكرار ماتكرر من خبرات فاشلة قبل وخلال وبعد ثورة يناير، مثل كفاية والتحالف الديموقراطي وجبهة الإنقاذ وفيرمونت و...و...الخ، ..".


ثم يخلص الاستاذ المهدى الى ان "الجبهة السياسية هى أنضج أشكال النضال المدني وهى المرحلة الأخيرة قبل المواجهة الحاسمة مع الاستبداد، ولكن في كل المراحل قبلها يجب أن توجد قوى سياسية حقيقية وأدبيات سياسية حرة، وفي "دولة" منزوعة السياسة وفي ظل جمهورية .. مركزية عمرها 7 عقود تقريبا، يحتاج الأمر إلى الإبداع الفكري من الجميع أمام واقع متدهور ومسموم على نحو غير مسبوق يهدد بقاء الوطن نفسه، نحتاج لصياغة الأهداف أولا وبدقة في إعلان مباديء الحد الأدنى. ثم خطاب عام يتوجه لكل الشعب يؤسس اقتصاديا ثم سياسيا لمصلحة جميع المصريين في الوطن، وفي نفس الوقت يتوجه للعالم وللإقليم على نحو مسؤول وإيجابي، وفي نفس الوقت بهدف إلى الفرز بين القديم الفاسد كله وبين البديل الحقيقي .. وحتى لايكون حديثي من برج عاجي سأنشر خلال 24 ساعة (تم تعديلها إلى 48 ساعة) على صفحتي اقتراح ببيان "مباديء الحد الأدنى" كبداية لابد منها، على أن يطرحها للحوار من لديه إمكانية في الخارج، وبالمناسبة لاأجد نفسي صالحا لتبني الحوار، ولا أجد في نفسي الصلاحية سوى أن أكون مجرد مشارك فردي يعبر ويمثل نفسه فقط." .


ثم بعد مقدمه معمقة، يستعرض الاستاذ المهدى نقاط بيانه عن "مباديء الحد الأدني لأهداف التغيير في مصر"، وقد جاء فى نهاية النقطه الاولى من بيانه "مع ملاحظة أن الظروف الإقليمية والدولية لاتسير لصالح هذا النظام .."، هنا اجد نفسى مختلف بشده مع الاستاذ المهدى، فلا يمكن بأى حال من الاحوال، فى الوقت التى اكتسحت فيه النيوليبراليه الاقتصاديه العالم اجمعه، شرقه وغربه، بما فيها اكبر معقلين للنظام الاشتراكى، روسيا والصين، والصعود العالمى لليمين الشعبوى، ثم اتجهاها الى منطقة الشرق الاوسط لاجتياحها، لا يمكن فى هذا التوقيت ان ندعى " أن الظروف الإقليمية والدولية لاتسير لصالح هذا النظام"، هذا النظام بالذات "المطيع" الذى يقدم كل ما يطلبه حكام عالم اليوم، النيوليبراليه الاقتصاديه، بل يقدم اكثر مما يطلبونه "ملكى اكثر من الملك"، - راجع تصريحات بعثة الناطق الرسمى بأسم حكام عالم اليوم، صندوق النقد، الى مصر، بعد تعويم الجنيه المصرى والقفزه الهائلة فى نسبة ومعدلات التضخم التى كان الصندوق يسعى لاقل منها كثيراً -، النظام يسعى مدفوعاً برغبه هيستيريه هائله لتثبيت اقدام حكمه بعد زلزال 25 يناير الذى هز بعنف بقايا شرعيته المتاكله، ومؤخراً، لم يكن الاعلان عن طرح شركات الجيش، "عرق الجيش"، للخصخصه، سوى احدث خطواته واقساها على نفسه، "الجهاد الاعظم"، فى فتح السوق المصرى على مصراعيه بالكامل، استهلاكاً وتملكاً، مدنياً وعسكرياً، للشركات العملاقه والمؤسسات المالية، العابره للقوميات، حكام عالم اليوم، لا يمكن عندها ان نعتبر "أن الظروف الإقليمية والدولية لاتسير لصالح هذا النظام .."!.


وفى النقطه السادسه من بيانه، يؤكد الاستاذ المهدى على ان الجمله التى اختتم بها النقطه الاولى لم تكن غير مقصوده، حيث يصف الدولة التى يتبناها بـ"أن تكون هذه الدولة ذات سوق مفتوح حر مفتوح على الأسواق العالمية ومرتبط بالرأسمالية العالمية مع هامش اقتصادي اجتماعي، .."، وكأننا لا نعلم بعد من هم حكام هذه "الاسواق العالميه"، وما هى شروطهم التى يفرضونها على العالم اجمع، والتى تتلخص، فقط، فى ترك "هامش اقتصادى اجتماعى" لوكلائها "عملائها" المحليين، فقط، وهى السياسة المتبعه عالمياً من سبعينيات القرن الماضى، ونتائجها المزهله تفقأ العيون، من تزايد تراكم الثروه الى الاعلى، ودفع مزيد من الفقر الى الاسفل، وما حراك شعوب العالم الحالية، سوى صرخة رفض للنتائج الكارثيه لهذه السياسة العالمية الاقتصاديه الجديده المفروضه بالحديد والنار على شعوب الارض.


وفى النقطه السابعه من البيان يؤكد الاستاذ المهدى على التبنى الواضح لفلسفة النيوليبراليه الاقتصاديه، والتى تتمركز حول الغاء دور الدوله، او على الاقل تقليصها الى اصغر قدر ممكن، معتمده نظرية صبيان مدرسة شيكاغو، بترك السوق حره لقوانيين العرض والطلب، و رفع اى دور ليد الدوله، مدعيه ان "حرية" السوق من شأنها ضبط السوق وخلق توازنه، كما يحدث فى التوازن البيئى، كما تدعى، متغافله، عن قصد، عن ان هناك ديناصورات، "القادرين اقتصادياً"، ستلتهم باقى الكائنات الاضعف، "الغير قادرين اقتصادياً"، وهو ما يثبت زيف الادعاء بـ"حرية" السوق ومن ثم توازنها، كونها حريه مزيفه مضلله، فى حقيقتها، حرية الاقوى على حساب الاضعف، قانون الغاب.


واما النقطه العاشره من البيان فهى ليست سوى خضوع واقرار صريح لا مواربه فيه بـ"قانون" النيوليبراليه الاقتصادية، التى جوعت شعوب العالم، وركزت الثروات فى اعداد اقل، وتوزيع الفقر على اعداد اكبر، "قانون" ما هو الا: دوله صغيره ضعيفه، ووفقاً لصياغة الاستاذ المهدى "جهاز دولة صغير للتنظيم والخدمات"، (ومن عندى)، وشركات عملاقه متوحشه، والنتيجه معروفه، ليس بحكم منطق ميزان القوى فقط، ولكن ايضاً، بحكم الواقع الذى يخزق العيون عند كل شعوب عالم اليوم، عالم النيوليبراليه الاقتصاديه، انها فلسفه اعدام دور الدوله ومعها أعدام سلطات المجتمع المدنى، أعدام الدور الرقابى للمجتمع المدنى المنظم على ادوار الدوله، المحتوى الحقيقى لاى نظام ديمقراطى فعلى، غير شكلى، (وهو الدور المفتقد فى تجارب الدول الاشتراكيه)، انها اطلاق لوحوش الغابه، من رأسماليه متوحشه، وعملائها المحليين.




ازمة النخبه المصريه المدنيه، والقشة التى لن تنقذ الغريق!

ان هذا البيان الذى حفزه "تجربة" محمد على، ما هو فى جوهره، سوى تعبير صارخ عن الازمة المزمنه لقوى التغيير، الملاصقه، التوأم، لازمة النظام المصرى، العربى، المزمنه، ازمة القوى المدنيه عموماً، واليسارية على وجه الخصوص، التى ناصبها النظام العداء الجذرى على مدى حوالى سبعة عقود، كونها القوى المختلفه جذرياً مع طبيعته اليمينيه، بعكس عداؤه مع القوى اليمينيه، سواء المدنيه او الدينيه، الذى هو مجرد صراع على كرسى الحكم، وليس على منهج الحكم. انه تعبير عن ازمه الطبقه السياسية، التى ليس هناك اوضح من التعبير عنها فى لجوء شعوب عديده فى المنطقه العربيه وخارجها، الى حركتها المستقله بعيداً عن طبقتها السياسيه المأزومه، انه اعلان شعبى بالكفر بالنظام ومعارضته فى آن، انها حركه، حراك، مخاض ميلاد مستعصيى يبحث عن خلاص، لن يأتيه بالتأكيد النجاه بتعلق الغريق بـ"قشايه".
المصادر:
(1) مباديء الحد الأدني لأهداف التغيير في مصر.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=657639
(2) رؤيه للخلاص الوطنى فى مصر، امين المهدى.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=365371&r=0
(3) صفحة الاستاذ امين المهدى على الفيسبوك.
https://www.facebook.com/Amin.ElMahdy.S/



#سعيد_علام (هاشتاغ)       Saeid_Allam#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محمد على معارضاً ! ...
- السيسى منتصراً ..!
- تفعيل ازمة يسمح بقبول ما لا يمكن قبوله ! خطوات الانزلاق الى ...
- أخيراً، بدء خصخصة اقتصاد الجيش، كيف؟! حقاً، لقد بدأت مرحلة ا ...
- يسقط حكم المصرف ! شيطان الصندوق فى انتظار القنص. سوليدير سور ...
- إعادة اعمار شرعية النظام فى مصر!
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-2-* الموت القادم من المنطقة ...
- العراق: حكاية وطن دٌمر لعظمته ؟!-1-* اين سيقضى -بوش-، سهرة ل ...
- ليس صدفة: الاعلان عن طرح شركات للجيش المصرى، وارامكو السعودي ...
- اليسار يهزم صندوق النقد فى الارجنتين .. عقبالنا!
- أحجية الثورة المصرية ؟! لن تكتمل ثورة فى وجود الاخوان، ولن ت ...
- ليس كل ما يلمع ذهباً !
- فى وداع الاستاذ ابراهيم فتحى!
- ثمن المنصب! (2) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد الن ...
- ثمن المنصب ! (1) عندما يدفع المثقف ثمن المنصب. احمد السيد ال ...
- الاستثناء التونسى: بهجة الوداع ؟! بين رحيل مرسى ورحيل السبسى ...
- السودان .. رحلة الهزيمة تبدأ بخطوة !
- 30 يونيه وفن صناعة الغضب !
- الرئيس الوسيلة: من الترشيح الى الترحيل !
- لماذا العدوان الامريكى على ايران، حتمى ؟!


المزيد.....




- روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة. ...
- مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
- مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ ...
- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعيد علام - بيان امين المهدى: -الغريق والقشايه-!