|
كن معي أو لا تكن فإن الله معي ..
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 08:15
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
" أكتب لمن و لا أكتب لمن ..هرج لم يتوقف رغم أنني أوضحت ذلك مرارا..."
" إما بقاء بمعروف أو هجر بسلام و إحسان..."
" قالوا يا موسى إنا لن ندخلها أبدا ما داموا فيها فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا ها هنا قاعدون "-قران-
" علمي و معرفتي و فكري ليس قول في الهواء معلقا بل درسا لتغيير واقع و تحرير إنسانه المكبل و عقله و تراثه ...
الواقع ليس مفروشات جميلة و زرابي و أرائك و مهاد نظرة و ما تشتهي الأنفس..
بل ما تبصره العقول و يحيط به الإدراك العلمي...
العقول و الأنفس المشفرة على مقولة " هنيني نهنيك " و الرهيفة التي لا تقوى على النزاع و الصراع و الخلاف و العطاء و التضحية و تبحث عن الهناء و خويصة النفس لا و لن تخدمها أبدا صفحتي بل أضجر من وجودها..
الواقع سلطان و نظام يحكم كثير منه فاسد و مجتمع أيضا كثيرمنه فاسد و نخبة أيضا كثيرمنها فاسدة و معارضة كثير منها فاسد و إنسان أيضا كثير منه فاسد ...
أواجه و أكافح جميع هذه المكونات فأكتب عن النظام الفاسد و الإنسان الفاسد و المجتمع الفاسد و المعارضة الفاسدة و النخب الفاسدة و الهيئات الفاسدة ...
و أكتب عن العقل الفاسد و مختلف أعطابه و التراث الذي يلهم العقل و الإنسان في جوانبه الفاسدة و تمزقه الرهيب...
أكتب للرخاء و للشدة ...
و أكتب لتعزيز الحق و مكافحة الباطل ..
و أكتب للفضح و التعرية و التفكيك و الهدم ...
و أكتب للتحليل و الإستيعاب و التجاوز ...
ليس شعارا بل مشروعا نعم مشروعا....
و أكتب للإختلاط بالنخب و المتعلمين و الجامعيين و طلاب الشريعة الذين كثير منهم متعصبون و متشددون و منتظمون داخل النسق من غير رؤى نقدية عميقة لتراثهم بمستقيمهم و أعوجهم ...
و أواجه زيغهم و فساد نظرهم و فهمهم السقيم...
و أنقل مشاهد السلفي و التراثي منهم و الماضوي و المستلب إلى التراث و المتغرب و العلماني المتطفل المقلد استلاب تغريب و ماضوية و تقليد ببغاوي ...
و أنقل صراعاتهم و هدوءهم و سلوكهم البشع و اللإنساني ...
و أكتب للنقد و النقد بنبرة عالية ...
كما أكتب للبناء و التأسيس و التنظير و المفهمة و الإختلاط بهذه المكونات بالقدر المطلوب و الصبر على على أذاهم بمعنى الثبات في مواجهة زيغهم و أنظارهم الفاسدة و بيان بؤس مشاهدها و تعريتها و فضحها للقراء و الناس ..
وأكتب عن عقولهم الباركة المنطفئة ..
أكتب عن التنوير اللانافي للقيم و عن التغريب و عن الأصالة الوهمية و عن كل يقتضيه مشروعي...
لست مثقف صالونات يفتعل نواميس و طقوس الأخلاق المزيفة و لا مهدهد أطفال ينقصهم الحنان و جرعات من الدلال و العطف ...
أكتب للصدمة و أكتب للتبصر و أكتب للمعارضة و أكتب للتأييد ...
أكتب لأقول " لا " لما يقول جميع الناس " نعم " و لأقول " نعم " لما يقول جميع الناس " لا " على علم و لما يقتضي الحال...
لا أكتب كمصلح إجتماعي وواعظ و إمام و داعية فلا داعية في بلاد المسلمين و لا أكتب للوعظ فكم مرة ذكرت و وضحت هذا...
لا أقبل من يحدد لي خارطة طريق و استراتيجية للكتابة أبدا أو أسلوب تخاطب فسماء الأزرق واسع رحب ...
من راقه نصي و منشوري في الشدة و الرخاء فمرحبا به على الرأس و العين و من لم يرقه و رأى وجوب الهجر فسلام سلام...
لا أكتب ما يطلبه القراء على وزن ما يطلبه المستمعون...
أكتب الى من يقرأني في السراء و الضراء و يتفاعل معي في الشدة و الرخاء في الكفاح و الراحة ...
لا أكتب لمن يقرأني فضولا و تجسسا و تحسسا ...
لا أكتب للمتعالين و المغرورين و من يقرأون جملة لا تفصيلا و سطوحا لا أغوارا و عمقا...
لا أكتب لمن يقرأني من غير حد أدنى من الشكر و إظهار النعمة و التواضع بتسجيل تفاعله...
لا أكتب لمن يظنني مدرسة تعليمية أو بنك معلومات فهو يقرأني بخوف رهيب على غير مرأى من الخصوم و أي خصوم بل الفاسدة أنظارهم و يكرهني على مراهم و عند حضورهم ...
لا أكتب إلا لمن أحبني في الله فأظهر حبه و بادلته إياه و الحب عاطفة قلب مستنير و فعل عقل متبصر و إدراك مهتدي...
لا أكتب للتثقيف كما تفعل الصالونات و المدارس و الجامعات و إلا كنت فتحت مؤسسة تعليمية و تربوية ...
و لا أكتب لترقيق القلوب و المواعظ و إلا فما أكثرهم أدعياء و ما أكثر صفحات تعج فقط بالدعاء و التذكير بالموت و لقاء الله بصفة هستيرية لم يفعلها الرسول الأكرم و لا أمر بها دين ...
هكذا يريدونه تدينا فقيرا معطوب حرب و شيخ هرم عاجز....
لا أكتب لملأ فراغ و لا لشهرة و لا لتعالم و لا لمسايرة الناس و النخب و حملة الشهادات الذين منهم من يتصببون عرقا في دراسة التراث القديم البالي و أوجه الخلاف فيه ..يا حسراه...من دخله لم يخرج منه إلا محدودب الظهر لا يضيف شيئا إلا وهمه....
لا أكتب إلا ما أقدر أنا لا غيري أنه مجدي و نافع و على علم بأنه موقظ ...
و منه نقل مشاهد البؤس و الصراع و اعتراض سبيلها نقدا و نقلا و صناعة لوعي جديد على أنقاضها...
و لا أكتب الى من يبحث عن الهدوء و " البريستيج " فليبحث عنه في صالونات رفيعة الدرجة ..
لا أكتب للراسخين موتا في منظومات النص التقليدية و الغارقين في وحل الخلافات الغابرة في التاريخ و من استلبتهم قضايا تنظيرية يغطون بها خوفهم من واقع معقد و اخر لا يتمكن من قراءته بتحررالا صاحب عقل كبير ...
لا أكتب لمن يريدني و يتخذني وصولية بنك معلومات و توريد علم لا مشروع تغيير يصدم بواقع بئيس فهو حيادي في معركة الحق و تبليغه ..يقول لي ما قال قوم موسى لموسى عليه السلام " اذهب قاتل أنت و ربك "..
لا أريد هذه الأصناف و لا أبحث عن " الغاشي " و لا أبتغي شهرة تافهة زائفة كاذبة منقوصة علم و ظرفية عابرة ....
صناعة الوعي و العقل للرخاء و الشدة .." صبعي و صبعك و قص" كما يقولون ...
أو هجر جميل و رحيل هادىء فإن وجدت أنت حرجا ساعدتك و الله و سأفعل عند من شممت فيهم رائحة الإدعاء و الغرور و الوصولية و من يخافون التعليق أن يتبع بتعليق مني فقد تعودوا و ألفوا هالة التقديس و العلم المطلق ....
من رافقني ففي السراء و الضراء أو ليذهب من شاء حيث يجد المتعة المعرفية و الدرس و النظريات المجتثة عن واقعنا المؤلم بحلوه و مره ليمارسها ترفا و تباهيا...
كن معي حقا أو لا تكن ..فإن الله معي ...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العلم و التنوير و العاهات النفسية في عالمنا العربي و الاسلام
...
-
في النص ضد النص ..و في لاهوت الشيعة و السنة
-
في نقد كتب الإصلاح التربوي في الجزائر..
-
مخاطر القراءات الماضوية و الحرفية و التبعيضية للقران
-
التفلسف من غير معالم تقليد غير مبصر..
-
بلعقروز على خطى طه عبد الرحمن محاولا نقد أركون و الجابري ..
-
في ي تدوير منتجات التراث بمساحيق التجديد الأصولي و المقاصد
-
التدين المغشوش..إنفصال القول عن الفعل..
-
أرباب الأقانيم المغلقة للتفلسف ..
-
فقه الحديث بناظم القران أصلا..
-
في الكتابة..
-
موتى و مرضى التراث..يقتلون الحياة في أمتنا..
-
في تطوير و تحيين و تثوير العلوم الإسلامية و إعادة بناءها ..
-
العمل الجماعي في الجزائر..الفريضة الغائبة ..
-
كلمة في الجنسانية و المرأة و نظرية الجندر و مكافحته
-
في العقل التصنيفي..
-
الأسئلة المدخلية لنقد ما يسمى ب - منهج الدراسات المصطلحية -.
...
-
كلمة في معالم مشروعي النهضوي الجامع و خصائص نخبته
-
في التصوف نقيا و ثريا و وافدا غريبا
-
في الثورة التحريرية الجزائرية ..و مفهوم القراءة .. عند محمد
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|