|
من السجن الي المنفي ياقلبي لا تحزن صكوك الغفران والمعارضة المصرية في الخارج
حجاج نايل
الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 01:55
المحور:
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
• لماذا لا توجد معارضة في الخارج لكل من لبنان – العراق – الجزائر ؟؟؟؟؟ • التعميم فيه سم قاتل المعارضة في الخارج ليست فصيل واحد • هل هناك معارضة او شبة معارضة في الداخل ؟؟؟؟!!!!! • المعارضة في الخارج هي المعادل الموضوعي لانسداد شرايين الوطن • المعارضة في الخارج ظاهرة إنسانية قديمة قدم الاستبداد والظلم • مصر استضافت معارضين من من كل بلاد الارض هل كل هولاء خونة • من عبد الغني قمر الي محمد علي ياقلبي لا تحزن عنوان مقال قصير للصديق الصحفي البارز مجدي حلمي يشن فيه هجوما حادا علي المعارضة من الخارج ويستدعي حالة الفنان عبد الغني قمر الذي عارض السادات في سبيعينات القرن الماضي من بغداد وتأسيسة لاذاعة صوت مصر الحرة "متهما كل المعارضة بالخارج بالخيانة والعيش في رغد ورفاهية مقابل ما يتحصلون عليه من اموال كالمرتزقة" الحقيقة تلح علي منذ فترة الكتابة في هذا الموضوع لاهميته ولمواسمه فهو من الموضوعات المثاره بشكل دوري من احد الكتاب او الصحفيين او المهتمين بالشأن العام او السياسين الحكوميين او الاعلاميين والحقيقة ايضا لا يشكل الموضوع اي اهمية عندما يثيره اعلام النظام او احد مؤيديه لاغراض واسباب معلومة للقاصي والداني لكنه يشكل لغز محير ومربك عندما يثيره احد رموز العمل الوطني ذو التاريخ العظيم والمشرف مثل الصديق جورج اسحق او احد الصحفيين المتمرسين في العمل السياسي تاريخيا مثل الصديق مجدي حلمي. الدوافع والاسباب حول الظروف الموضوعية والذاتية وما يصاحبها من تهديدات وازمات امنية و سياسية و اقتصادية و معيشية دفعت ببعض الافراد والجماعات الي الخروج طوعا او اجبارا من أوطتنهم واتخاذ بلدان اخري ملاذا امنا لهم ولاسرهم ربما تفاقمت الظاهرة في الاونة الاخيرة في بلد مثل مصر لم يكن مطروحا هذا الموضوع من قبل علي المعارضة المصرية لكن ايضا لا يمكن هذا التبسيط والتعميم المخل والمشوش من اصدقائنا التاريخيين والمعارضة سواء كانت من الخارج او الداخل ليست معيارا للمعارضة النزيهة ففي مئات الامثلة عير التاريخ والعالم كانت المعارضة من الخارج تتسم بالنزاهة والصلابة بل وحسمت معارك كثيرة ضد الطغاة والمستبدين وبطبيعة الحال لم اقصد المقارنة اوابراز محاسن المعارضات الخارجية او التقليل من شأن من يواجهون القمع والتنكيل داخل الوطن فالمجد وكل المجد لمن في الداخل فهم اكثر شجاعة ربما واكثر عرضة للتنكيل ايضا لكني قصدت انها ليست قاعدة مطلقة يصلح القياس عليها في كل زمان ومكان واذا كان كاتب المقال لازال مؤمنا بالاديان والتاريخ فمحمد عليه السلام هاجر ودافع عن قضيته ضد قريش من الخارج وكذلك عيسي وموسي وكل الانبياء عليهم السلام وايضا تاريخ طويل من حكومات ومعارضات المنفي بعد الحرب العالمية الاولي والثانية وحتي يومنا هذا هناك مئات الالاف من المعارضين لدول عربية وافريقية واوربية واسيوية يعيشيون خارج اوطانهم ويطرحون مواقف سياسية مغايرة للانظمة التي تحكم بلادهم وبالعودة الي المحروسة والتماسا للعفو وصكا للغفران والسماح للذين يهاجمون كل من هو بالخارج بجريرة هذا المفهوم البائس فكما تشير الاحداث اليومية والوقائع المعاشة والظروف الحياتية في مصر وبادلة قطعية من باحثين ودارسين للاقتصاد والسياسة وعلم الاجتماع السياسي والحقوقيين والعامة و البسطاء والفلاحين والطبقات الفقيرة والمتوسطة والمؤشرات والمقاييس والتقارير الدولية النزيهة وحجم الدين الداخلي والخارجي وجنون الاسعار وحالات الانتحار والقتل خارج نطاق القانون والاختفاء القسري و65 الف سجين والتعذيب في اماكن الاحتجاز واغلاق مئات المواقع وسجن كل من يتحدث في فيديو او يكتب بوست علي الفيس بوك او توتير ومصادرة الصحف والتعديلات غير الشرعية التي تمثلت في الهجوم علي دستور البلاد برغم انه لم يفعل او يحترم من الاصل لتعديل مواد فترات الرئاسة وقوانيين الجمعيات الاهلية والنقابات المستقلة وتشريعات مكافحة الارهاب سيئة السمعة ومد حالة الطواري وارتفاع معدلات التضخم والبطالة بشكل غير مسبوق واحتكار الاعلام والقنوات التلفزيونية والمسلسلات والافلام واستخدام الفنانين للتحريض علي القتل والكراهية ضد المعارضين ونهب المال العام بالمليارات وتوريث الابناء المناصب والنفوذ وادارة البلاد من خلال الحاكم بأمر الله وحده لا شريك له وبرلمان فاسد يتبع السلطة التنفيذية بشكل مطلق ومهين وقضاة غير مستقل وغير عادل يضع الضحايا في السجون لسنوات بموجب الحبس الاحتياطي وهو يعلم انه لا مبرر لهذا الحبس الاحتياطي سوي كونه عقوبة في حد ذاتها واغلاق المجال العام وسجن كل من يتحدث عن الفساد او يترشح لانتخابات الرئاسة واخيرا خلو وانهيار ساحة العمل السياسي والحقوقي في مصر من اي معارضة حتي ولو معارضة شكلية او ظل للمعارضة تشير كل هذه الحقائق الدامغة الي انها اسوا حقبة في تاريخ مصر الحديث والمعاصر بل يكاد يشبهها البعض من دارسي التاريخ بانها اسواء من عهد المماليك والعثمانيين باعتبارهما العهدين الاكثر سودا وحلكة في تاريخ الدولة المصرية ويمكنني هنا التجاوز لكل هذه الدوافع اتساقا مع منطق صديقي الصحفي بانها جميعا مبررات واسباب واهية وغير كافية للخروج طوعا او اجبارا وترك الوطن وتراب الوطن والعيش في نعيم الخارج بل يمكنني ايضا تفهم نوازعه الاخلاقية في هذا الصدد لكنني اذكره في ذات الوقت بأنه وفي غفلة من الزمن لم ينتبه لها وطوال 72 عاما تشرع وتقنن الامم المتحدة ودول العالم لقوانيين اللجوء السياسي والانساني والديني ليس اعتباطا كما شرعت الدول الكبري قوانيين وتشريعات للهجرة والتوطين في تلك البلدان انقاذا لملايين البشر من ويلات الحروب والنزاعات المسلحة وايضا انقاذا لارواح الالاف من البطش والغدر بهم وبحياتهم وبحياة اسرهم من قبل رؤساء وملوك مستبدين يستفردون بشعوبهم ومعارضيهم العزل قتلا وتنكيلا فلقد خرجت هذه التشريعات الي الحياة بسبب مااقتضته موائمات العالم الحديث من ضرورة وحتمية ان يكون هناك معارضين للسلط المحلية خارج اوطانهم واصبح مقبولا ومعقولا لدي كل الامم والشعوب والفكر الانساني ان تكون هناك معارضة في الخارج وانسجاما الي حد كبير ومعطيات هذه التحولات الكبيرة في بنية عالم اليوم فكما ان هناك التباس وتشوش في مفهوم سيادة الدول وعدم التدخل في شئونها الداخلية كذلك الامر بموجب التحول الي الحداثة ومابعد الحداثة والعولمة فيما يتصل بفكرة المعارضة من الخارج فكل الافكار والاطروحات قابلة للنظر والفحص علي ارضية عالم ساهمت التكنولوجيا في جعله بالفعل قرية صغيرة ذات تأثير متعاظم بين نجوعها وحارتها وشوارعها فلتقل مثلا محاولات الحد من ظواهر الهجرة غير الشرعية نتيجة لسياسات الافقار والقمع في الدول المحكومة بعصابات فلم يعد بالامكان ان يستفرد حاكم بشعبه قتلا وذبحا وتشريدا وتجويعا دون ان يحرك ذلك ساكنا بالرغم من حدوث ذلك في احيان كثيرة الي انه في الاجمال لم يعد مقبولا وفقا لتعاليم العولمة والحداثة وتكنولوجيا المعلومات والاتصال التي تخضع لها ديكتاتوريات العالم اكثر ما تخضع لها المعارضات الداخلية والخارجية ووفقا ايضا لمصالح الامبراليات والراسماليات الكبيرة والتي تسيطر علي شيوخ المنصر في بلادنا ولذك عندما يتعلق الامر مباشرة بفكرة المعارضة من الخارج فهي فكره ملتبسة ومشوشة لدي الكثير من المعنيين بالشأن العام مما يلصقون الوطنية بالحدود الجغرافية داخل الارض ويلصقون تهم الارتزاق والخيانة والعمالة بكل ناقد او ناصح خارج حدود هذه الجغرافيا وفي حالتنا المصرية تعميم هذه التهم علي كل معارض سواء في الداخل او الخارج والحقيقة لا اجد ما اضيفة لتصويب هذه المفاهيم العطنة القديمة اكثر من هذه الفقرة التي جذبتني بشدة في مقال قديم بعنوان "وإذا المعارضة سئلت بأي ذنب نفيت " للسفير المعارض يحي زكريا نجم كتبه في 2010 حول المعارضة من الخارج وسوف اضع نصا حرفيا لهذه الفقرة. المعارضة من الخارج ظاهرة إنسانية قديمة قدم الاستبداد والظلم وتحجر العقول والقلوب ، فكل دعوات التغيير والإصلاح والتقدم لاقت من العنت والمطاردة والاضطهاد مالاقت ، ولنا في كل قصص الأنبياء العبرة ، فيمكن القول بأن جميعهم اضطروا في لحظة أو أخرى للهجرة والعمل من الخارج انقادا للدعوة والأنفس ... بدءا من إبراهيم ونوح ويونس وموسى وعيسى ومحمد عليهم جميعا الصلاة والسلام ، وفي تاريخ أوروبا وآسيا وإفريقيا القديم والحديث آلاف الأمثلة في عصور الاضطهاد ومحاكم التفتيش ، وصولا الى عالمنا العربي المعاصر ( احمد عرابي – الأفغاني – محمد عبده - الكواكبي – القسام – النديم – مصطفى كامل – سعد زغلول – عمر المختار ... وغيرهم كثير من بلاد المشرق والمغرب ) . ولكن الفارق أن ابرز أمثلة الماضي أو معظمها كان بسبب الحروب والاحتلال الأجنبي هروبا منه وتفاديا لشروره ، أما الحالة التي نتحدث عنها هنا فإنها بفعل أنظمة " وطنية " كان من المفترض أنها نشأت لتأسيس أوطان يحظى فيها الجميع بالأمن والطمأنينة على نفسه وماله وعرضه وبتساوي الفرص ، وينعم في رحابها بالحريات المفقودة ، ولكن ويا للعجب تحولت الأنظمة ( المحلية أو القومية ) التي تحكمنا إلى منافس لقوى الاستعمار التي احتلتنا وأهانتنا ، بل إن بعضها تفوق عليها بمراحل في التنكيل والتشريد والتعذيب والتصفية والملاحقة ! وفشلت الحكومات في منطقتنا في خلق الدولة الحديثة المبنية على أساس الحريات والشورى ، وتخليص الشعوب من الظلم والفقر واستيعاب الفوارق والأصوات المخالفة والحوار معها ، وفضلت التعامل بلغة الحلول الأمنية والقمع ، لنعود في نهاية المطاف عبيدا مرة أخرى في بلادنا ووسط أهلينا !! انتهي
هذا المقتطف في الحقيقة يقودني الي تأمل بعض الاكليشيهات التي نرددها ويرردها الاصدقاء دون ان نتسأءل عن مصدرها وصحتها فمثلا ترعرنا كمحامين في مصر علي مقولة مأثورة منذ القدم انه لا تعليق علي احكام القضاة الي ان ذهبت ادرس في الولايات المتحدة الامريكية في عام 2005 وصدمت بأن المواطنيين البسطاء في الشوارع لديهم كل الحق في مناقشة ونقد احكام القضاة وكذلك الاعلام والصحافة وفي كل مكان ناهيك عن انني لم اجد حجم القداسة المفتعلة التعيسة للقضاة والنيابة العامة التي نعايشها في بلدنا الحبيب وبالمثل ما نعيشه من اكليشهات حول المعارضة في الخارج وخيانتها وارتمائها في احضان المتأمرين علي الوطن وكأنني استشعر انها مقولة مضللة وداعمة لفساد واستبداد النظام السياسي الحاكم من قبل مثقفين وصحفيين ومذيعين يقومون بالتفتيش في وطنية وضمائر هذه المجموعات دون مساعي حقيقية للفرز وعدم التعميم واطلاق اقظع الاتهامات علي كل من تجاوز خط ضابط الجوزات في مطار القاهرة وابدي راية السياسي والحقوقي تماهيا مع العقلية الامنية المهيمنة علي كل ربوع المحروسة الان وبطبيعة الحال لا استطيع ان انكر وجود معارضة مستفيدة ماليا وماديا بل لا استطيع ان انكر ايضا ان هناك من تتقاطع مصالحة مع مصالح دول واستخبارات خارجية لكن وبذات المعني اليس لديك سلطة تتقاطع مصالحها مع الدول والاستخبارات الخارجية واعني هنا سلطة معبرة عن طبقة الحكم في البلاد وليست معبرة عن 100 مليون مصري لكن ايضا هناك قطاعات من المعارضة غير مستفيدة علي الاطلاق اللهم من رحم ربي وليست لديها اي مصالح او تقاطعات مع دول او مجموعات خارجية بل وتعاني في حياتها اليومية مثلما عشت انت شخصيا وانا في مصر مع اصدقائنا من المعارضة السودانية حيث كانوا بالعشرات تجمعهم شقة صغيرة ويقتاتون يوما بيوم وغيرهم كثير لذك من المحبط والمخيب للامال وضع قاعدة ان كل معارض بالخارج تغدق عله الاموال هو خطا كارثي والهدف منه حماية الانظمة الفاسدة المستبدة اكثر منه تحليل موضوعي للظاهرة ولعل من يراجع التاريخ القديم والحديث والمعاصر وفي كل بلدان العالم سيجد الالاف من المعارضين والحركات الاحتجاجية خارج اوطانها بمن فيهم الانبياء اصحاب الرسالات السماوية وفي العصور والازمنة المختلفة ويساعدني هذا علي استدعاء بعض الامثلة البسيط والتي عملنا فيها سويا انا والاستاذ مجدي حلمي فهو نفسه قدم عشرات التدريبات والمساعدات للمعارضة السودانية والعراقية والسورية واللبية خارج اوطانهم ومؤخرا اشتبك مع المعارضين لسلطات الحوثي في اليمن ويقوم بتدريبات حقوقية اخري لكل انواع المعارضة من الخارج هل يري كاتبنا كل هولاء خونة ومرتزقة وعملاء ويحصلون علي اموال لمجرد انهم خارج اوطانهم هل كشفوا عن حسابتاهم البنكية امامه فوجد الملايين في حساباتهم هل وجد معهم اجهزة تجسس علي اوطانهم لم اسمعه يوما ونحن ندرب سويا المعارضة السودانية في الخارج ان اطلق عليهم اتهاما بالخيانة او العمالة كما ان هناك حركات ثورية واجتماعية استطاعت ان توثر جيدا في اوطانها من الخارج في معظم دول العالم اما استشهاده بالنموذج السوري فهو تضليل ايضا من يحاربون في سوريا ليسوا معارضين من الخارج بل هم معارضين من الداخل وجماعات دينية متطرفة ومسلحة لاتؤمن بالاوطان لكنها تؤمن بالهوية الدينية بالاضافة الي قطاع من هذه المعارضة نشا داخل سوريا بعد الثورة ولم يأتي من الخارج واخيرا جنسيات اخري غير سورية كحزب الله مثلا وروسيا وتركيا وجنسيات عربية داخل هذه الحركات المسلحة
الاشكالية التي وقع فيها صديقنا الكاتب ذات ثلاث رؤوس الاولي مفهوم قديم ومهلهل والثانية التعميم والثالثة عدم طرح البدائل حيث انني لم افهم جيدا مغزي ودلالات تلميح الكاتب الي كل المعارضين في حالة من الخلط المزعج وغير الامين او المرتبك في سيمفونية من الديماجوجيا الاعلامية في مصر حول المعارضة من الخارج ولاجل حصول هولاء الهاربين الخونة علي صكوك الغفران من وجهة نظر السيد مجدي حلمي ضرورة عودتهم الي الوطن ومعارضتهم للنظام السياسي من الداخل لا ادري هل لديه معلومات عن عفو رئاسي عام عن كل المعارضة في الخارج هل يملك في يديه وكفيه وثيقة هذا العفو الرئاسي هل يطالب بعض المعارضين الذين علي علم تام بانهم سوف يعدمون فور وصولهم ارض الوطن مثلا ان يعودا ليعارضوا من الداخل او اولئك الذين علي علم تام بانهم سوف يقبعون في غياهب السجون لسنوات عشرين او اكثر او اقل ان يعودوا ويعارضوا من الداخل او منهم من تصله تهديدات بالقتل هل يطلب الكاتب منه ان يعود من اجل ان يقتل او يحاكم او يحقق معه علي ذمة قضية مثل القضية 173 الخاصة بالحقوقيين والمجتمع المدني والتي تصل العقوبة فيها وفقا للاتهامات الموجهة لهم الي 15 سنة هل يعودون لاستكمال مسيرة العمل الحقوقي من داخل السجون وهل يضمن صديقي سلامة كل هولاء سلامتهم الجسدية والبدنية والنفسية وحقهم في الحياة هل لدية وعد من السلطات بذلك الحقيقة تسأولاتي جد بريئة وحقيقية لا اعلم من اين اتي الكاتب بكل هذه الثقة حول ضرورة عودة هولاء والمفهوم قديم ومستهلك وانا لاسمح الله لااقصد نقد اوتجريح الاستاذ مجدي حلمي فهو صديق عزيز وتاريخي ما قصدته انني استشعر في طرحه وتناوله بعدا اخلاقيا وقديما يذكرني بمن لا يجب ان يخرج اسرار حياته الزوجية خارج المنزل بالرغم من انه لم يعد منزلا مغلقا وفق مفاهيم الخميسينات والستينات من القرن الماضي الي جانب انه لم يعد مطروح الان وصم المعارضات الخارجية بهذه الاوصاف كما غضب كاتبنا من الخارج ومؤامرته حفاظا علي السلطة السياسية والشعب والوطن لا يبرره رضاءة التام عن الخارج من منظور من يحكم مصر الان فالخارج الذي تتحدث عنه لا تتجزا مصالحه واطماعه فلديك نظام سياسي نائما في حضن الخارج الامريكي والخارج الاسرائيلي والخارج السعودي والخارج الامارتي والخارج الروسي وكل انواع الخارج وعلي نطاق اكثر اتساعا وشمولا وتبعية في السياسة والاقتصاد والفكر والثقافة والتكنولوجيا وطرحك ياسيدي قديم كان يسعدني الاتفاق معه في حالات بعينها وتاريخ محدد ربما تساعدنا في هذا الصدد ما تغنت به كوكب الشرق "قل الزمان يرجع يازمان" في عهدين مختلفين كان مقالك سوف يجد رواجا عظيما الاول هو المد القومي العروبي والوطني في ستينيات القرن الماضي حينما كان لدي الوطن كله قضية كبري وعدو معروف واوحد ووجدان نخبوي وشعبي غاية في الانسجام او التقارب ويعيش المجتمع حالة من التعبئة العامة لتحرير الارض والنهوض بالوطن والاهم من ذلك هيمنة القوتين العظمينين والحرب الباردة ربما كانت فكرة المعارضة من الخارج ستكون وقتها ضد الارادة الجمعية وضد المجتمع وغير مقبولة وفي توقيت اخر مختلف ايضا عندما كان هناك هامش ديمقراطي محدود متاح يمكن التحرك والتنفس دون المغامرة بارواح المعارضين واسرهم كما كان يفعل نظام مبارك وهو في الحقيقة برغم فساده واستبداده الي انه اكثر ذكاءا وحكمة من النظام الحالي فلماذا لم نسمع عن معارضة من الخارج في عهد مبارك الاجابة ببساطة ان المعارضة كانت بالداخل تتحرك وفق الهامش المتاح وبالمناسبة بدا العمل الحقوقي في مصر منذ 1983 وحتي عام 2017 لم يفكر حقوقي واحد في الخروج او الهروب علي حد تعبيركم من مصر والعمل من الخارج اربعة وثلاثين عاما تعمل الحركة الحقوقية المصرية من الداخل برغم الصعوبات والاعتداءات والمضايقات والمنع والتنكيل في بعض الاحيان ليست علي شاكلة مايحدث في اواخر الايام والسنوات فما حدث في عهد الرئيس عبد الفتاح السيس من تقويض لكافة الحقوق والحريات لم يقابلة عهد مماثل في طول وعرض تاريخ الدولة المصرية اما فيما يتعلق بالاموال والحياة الكريمة الحقيقة ليست لدي معلومات موثقة عن ما ادعيته في مقالتك اوعن الاخرين لكنني اتحدث هنا عن من اعرفهم من الحقوقيين فالبعض ومنهم كاتب هذه السطور وبصدق يعيش علي حد الكفاف وبراتب الاعانة من الدول التي نعيش فيها كمهاجرين بل الاكثر من ذلك تراكمت علينا بعض الديون التي لا نستطيع سدادها ومنا من تعرض هو واسرته الي اقصي واقسي الظروف المعيشية التي لا يمكن ان يتخيلها من يعيش في رغد ورفاهية الداخل وتحت شعار ليس كل ما يلمع ذهبا فليس كل من يعارض او يعبر عن أرائه من الخارج يعيش حياة كريمة ويسبح في اموال الخيانة هذا افتراض غير علمي ويحمل الكثير من الاستسهال واللامبالاه كعادة الكتاب والمحللين التابعين للسلط السياسية والحكومات وليست من شيم باحث وصحفي كبير مثل الاستاذ مجدي حلمي وفي الاطار نفسه ايضا ليست في كل الاحوال تشكل لاموال دافعا للخروج فقمع الحريات وإخراس الالسن وكم التفاهة المحيط بكل جوانب الحياة اسبابا كافية لمثل هذا القرار وليس ايضا بالضرورة ان يكون مطلوب رأس او اعتقال او سجن من خرج هناك دوافع اخري واستنتاجات للمستقبل تساعد اصحابها في اتخاذ هذا القرار وتشكل الدوافع الرئيسية لهذه الخطوة فعندما تتوقف كل المدرات وعقارب الساعة حولك لسنوات طويلة من منع الانشطة ورفض المقترحات والضغط عليك بان تقوم باصدار تقارير وبيانات مؤيدة للنظام السياسي وعندما يخرس صوتك وتمنع من الكلام والكتابة والحديث والاجتماع والسفر وامور اخري كثيرة جدا بالاضافة الي تجرع مرارات اعتقال والتحفظ علي زملائك واصدقائك واغلاق المكاتب والمنظمات واغلاق اي متنفس للحياة والكرامة وتعلم في ذات الوقت ان اي مغامرة حتي لو صغيرة بوست علي صفحات الفيس او تويته قد تدخلك في غياهب السجون لاعوام الخ الخ ربما تكون دوافع غير مقنعة بالنسبة لك لكنها كافية جدا لاخرين من هذا المنطلق اجده طرحا اخلاقيا وقديما في ذات السياق لم يقم الكاتب بطرح اي بدائل ممكنة او قابلة للتحقق واتذكر ادبان فترة الفيديوهات التي اطلقها محمد علي ان وصلني سيل من الفيديوهات من مواطنيين عاديين لا ينتمون الي ايدلوجيات او قوي سياسية ينتقدون فيها الاوضاع بشراسة ويعيشون خارج الوطن فهل هولاء وفق تعريفات كاتبنا هم معارضة من الخارج ويعملون لصالح اجندات ودول اجنبية يبدو من وجهة نظر الكاتب انهم كذلك لاسيما لازالت معضلة البدائل في طرحه وتناولة تطل برأسها اي بدائل يمكن معها توفير ضمانات واليات سلامة العائدين وحمايتهم من غطرسة وضيق افق هذا النظام المتوحش وهل يضمن الاستاذ مجدي حلمي بنفسه سلامة من يقرر العودة والمعارضة من الداخل ارجو اذا كان لديه اجابة تريحنا من هذا الجدل فليسعفنا بمقال اخر لكن يظل الجدل يمتد حول تراخي الكاتب في تأسيس المعادل الموضوع لمقالته ومخاطبة السلطة السياسية او حتي تحميلها قدر من المسئولية عن خروج هذا الكم من المصريين بوجه عام والمعارضين خصوصا الي الخارج سواء كان خروج معيشي او سياسي او مهني او لأي سبب اخر فلقد اصبحت الدولة المصرية وماتشهده من سياسيات هذا النظام طارده علي كل الاصعدة والمستويات واود ان اطمئن صديقي مجدي حلمي بان 100 مليون مصري لوجدوا سبلا للخروج لن ينتظروا دقيقة واحدة بفعل الازمة الاقتصادية والسياسية التي تشهدها مصر الان ربما يستطيع المصريين التعايش مع الفقر لكن في وجود الحقوق والحريات وربما يستطيعون التعايش مع توافر الحد الادني من الحياة الكريمة ماليا وماديا وهو ما اصبح شبه مستحيل الان واتصور ان خطيئة هذا النظام انه اغلق جميع الابواب والمنافذ فلا توجد حريات ولايوجد خبز ولذلك سيظل باب الهروب والخروج من الوطن مترعا علي مصرعيه ومن ثم تتحمل الدولة واجهزتها الامنية القدر الاكبر من المسئولية في هذا الوضع الشائك الم يسمع الكاتب بأن كل مبادرة تطالب بالافراج عن السجناء وفتح المجال العام وعودة المعارضة من الخارج يزج اصحابها في السجون المظلمة الكئيبة ( معصوم مرزوق _ مجموعة الامل _ النائب احمد طنطاوي _ واخرين واخرين
خاتمة يدهشني الاستاذ مجدي حلمي الي حد كبير انه انتبه الي قنوات وبرامج تلفزيونية معارضة للنظام السياسي واستخدامهما من قبل دول او مجموعات تلميحا وتصريحا بارتزاق هولاء الفنايين لمعادة الدولة المصرية ومن جانبي اود ان اسلط الضوء علي نقطتين في هذا الصدد النقطة الاولي اذا كان هذا هو مسلك جماعات المعارضة السياسية من الخارج فماذا تسمي نفس المسلك وعلي اشكال وتنويعات اكثر صفاقة وبشاعة في الاعلام المصري فمن حيث المحتوي وما يقدم في هذه البرامج لم يشهد اعلام دولة في العالم في كل الازمنة والعصور هذا القدر من الانحطاط والتفاهة والكذب والتضليل واشاعة الكراهية والتحريض علي القتل خارج نطاق القانون والانحياز المطلق والاعمي والمقدس للسلطة السياسية ورجالاتها في الشرطة والقوات المسلحة والقضاة ورجال الاعمال ومهاجمة الفقراء والبسطاء والنخبة باقظع الاتهامات والسباب بل وصل الامر الي احد المذيعين وهو يصرخ اقتلوهم اذا وجدتوا اي معارض اقتلوه ناهيك عن الاسفاف والتفاهة التي تحيط بكل الفضائيات واحتكارها من جانب الشئون المعنوية واصدار التعليمات اليومية لكل البرامج بالموضوعات والقضايا التي يجب علي كل مذيع الحديث فيها دون تدخل او ابداع او اضافة الي درجة اصبح معها الاعلام في مصر بكل قنواته وادواته في وضع كارثي والفت نظر كاتبنا الي ان قطاعات واسعة جدا من المجتمع المصري انصرفت تماما عن هذا الاعلام التافة المرتزق وذهبت لتشاهد انصاف الفنايين كما تسميهم وذلك في رد فعل جمعي علي اعلام الدولة الاقل موهبة والاكثر سفاهة وعته وبنفس المنطق الذي رسخته الدولة واستفادت منه المعارضة استخدام الفنانيين والراقصات في وصلات متتابعة ومكثفة من الردح والشتائم والاهانات لكي من له رأي مخالف ومعارض للدولة وادعو الكاتب الي العودة الي سيل الفيديوهات الذي انطلق من انصاف الفنانيين وغير الموهوبين ايضا عقب احداث 20 سبتمبر ( فيفي عبدة – محمد رمضان – احمد فلوكس – واخرين ) هل هذا هو دور الدولة والاجهزة الامنية الحقيقة ليست هناك ثمة فارق بين ما يقوم به الاعلام المصري الان واعلام العقيد معمر القذافي في لبييا السابقة ربما يجانبك الصواب في تقييمك لاعلام المعارضة من الخارج وهذا اتفهمه واستطيع ان اتفهم واقدر رؤيتك له لكن ما لا استطيع ان اتفهمه او اتصوره ان يكون هكذا اعلام الدولة صاحبة الفكر والتوجه والمؤسسات ويؤسفني ان ادعوك للاستفاقة المبكرة وعليك ان تدرك ان اعلام الدولة التي تهاجم المعارضة من اجلها هو اكثر انحطاطا وانحدارا وسقوطا وبشاعة من اعلام العصابات والمافيا النقطة الثانية حول الاستفادة المالية والاموال واود هنا ان اتساءل مع الاستاذ مجدي حلمي عن حجم او قدر مايتقاضاه كل من احمد موسي ووائل الابراشي وعمرو اديب ولميس الحديدي ونشأت الديهي والباز واخرين لا اعرف اسمائهم هل تعرف ؟ لدي معلومة بان الاستاذ مجدي يعلم وبدقة الارقام والمبالغ التي يتقاضونها استطيع ان اجزم انهم يتقاضوا ملايين تقاضوها في زمن مبارك وفي زمن المجلس العسكري وفي زمن الاخوان وفي زمن عبد الفتاح السيسي واستطيع ان اؤكد لك انهم يتقاضوا اضعاف ما يتقاضاه ممن اتهمتهم بالارتزاق مئات الاضعاف واستطيع ان اجزم ايضا انهم علي استعداد تام لكيل السباب والشتائم والاتهامات الي الرئيس عبد الفتاح السيسي بعد 24 ساعة من ابتعاده عن رئاسة الجمهورية وتخليه عن منصبة وسوف يقومون بهذا بنفس القدر من الحماس الذين يهاجمون به الاخوان الان اليسوا هم انفسهم من كانوا يمجدون في مبارك ونظامه اليس هم انفسهم من مجدوا الاخوان في المدة التي حكموا فيها انتهازية وارتزاق وانحطاط صارخ من جوقة الاعلام المصري الان وقبل ذلك اي منذ زمن مبارك وحتي الان تغيرت المواقف والولاءات بشكل مخزي ومريع فلماذا تحاسب احد الطرفين فقط دون ان تقوم بتقييم الاعلام علي الضفتين لكني اضع امامك هذه الملاحظة الهامة فمن يتصدرون مشهد الاعلام في مصر الان هم متوفرون لمن يدفع لهم اكثر هل تتصور معي الان من المرتزق الحقيقي ومن المستفيد الحقيقي ومن انصاف الموهوبين ومن هم العملاء والخونة.
#حجاج_نايل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العراق يعلن توقف إمدادات الغاز الإيراني بالكامل وفقدان 5500
...
-
ما هي قوائم الإرهاب في مصر وكيف يتم إدراج الأشخاص عليها؟
-
حزب الله يمطر بتاح تكفا الإسرائيلية ب 160 صاروخا ردّاً على ق
...
-
نتنياهو يندد بعنف مستوطنين ضد الجيش الإسرائيلي بالضفة الغربي
...
-
اشتباكات عنيفة بين القوات الروسية وقوات كييف في مقاطعة خاركو
...
-
مولدوفا تؤكد استمرار علاقاتها مع الإمارات بعد مقتل حاخام إسر
...
-
بيدرسون: من الضروري منع جر سوريا للصراع
-
لندن.. رفض لإنكار الحكومة الإبادة في غزة
-
الرياض.. معرض بنان للحرف اليدوية
-
تل أبيب تتعرض لضربة صاروخية جديدة الآن.. مدن إسرائيلية تحت ن
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟
/ رياض عبد
-
تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى
/ سعيد صلاح الدين النشائى
-
كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟
/ عبد الرحمان النوضة
-
انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر
...
/ كاظم حبيب
-
لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم
/ كميل داغر
-
الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه
...
/ طه محمد فاضل
المزيد.....
|