أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - الشباب والشيوخ في مسار الحركة الاحتجاجية الراهنة في العراق















المزيد.....

الشباب والشيوخ في مسار الحركة الاحتجاجية الراهنة في العراق


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 6428 - 2019 / 12 / 4 - 01:41
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


* رواء الجصانــي
----------------------------------------------------------------------

يتشكل الوعي الوطني لدى الفرد، ويتشذب ويترسخ، متأثرا بجملة عوامل ومن اهمها على ما أزعم، النشأة الاولى والحال البيتية والاجتماعية، والظروف الثقافية السياسية التي يعيش في فترتها، محليا واقليميا وعالميا، دعوا عنكم التجربة الشخصية، والحياتية، وسعة المدارك والثقافة التي تتوفر امامه – اي ذلك الفرد المعني- وما يبذله من اهتمام ذاتي على تلكم الطريق..
وفي الحال العراقية، تكونّ، ويتكونّ، ذلك الوعي – ولنسمه الهمّ والشجن - الوطني في ظروف ووقائع استثنائية عديدة، وتراكم الاحداث، بمرّها الكثير، وحلوها العسير، بسبب ما مرت به الاحوال السياسية والاجتماعية من تعقيدات ومآسٍ طوال عقود وعقود، امتدت وأتسعت بلا حدود، وحتى يومنا الذي نعيش، مع بعض الفترات الزمنية الاستثنائية.. وقد شابَ ذلك الوعي ما شابه من تأثيرات وتداعيات نفسية، قاسية ومريرة ربما ليس من المجازفة القول بأنها لم تكن سائدة الا في العراق، بل وفقط في العراق..
ومناسبة هذه الكتابة/ الشهادة تأتي بعد انتشار ما قيل ويقال حول الاحتجاجات والتظاهرات الراهنة، وخاصة عن دور الشباب الحيوي فيها، و"عفويتهم" ورفضهم لأي "قديـم" في السياسة والمجتمع، والعزوف عن التيارات والتنظيمات الحزبية "التقليدية" وما شابه ذلك من تصريحات وتعابير وآراء.. والأشد سلباً في ذلك - كما ازعم ثانية - ان يشترك مثقفون وسياسيون عريقون (او شيوخ !) وغيرهم في مثل تلك الموجات والترويج لها، بقناعات حقيقية أو بعواطف جياشة، وردود افعال . وما علينا بذوي النوايا والمنافع والدوافع غير النزيهة ...
ومن بين ما تم طرحه، بثقل في البدايات، ويطرح الآن بهذا القدر او ذلك، التأييد المطلق، ودون تبصّر أو تبصير، الدعوات لأن يُترك الشباب في حالهم و"نهضتهم" الجديدة، بل وتحريم التدخل بالنصح والارشاد والمشورة.. كما قيل، ويقال الى اليوم، بأن لاحاجة لأولئك المنتفضين، الغاضبين حتى الى تنسيقيات موحدة، أو تأطير مناسب، ولحين ان تتبلور لديهم قياداتهم !! (1). ومن مبررات تلك الاراء المعلنة صراحة أو ايماءً ان الماضي ملئ بالانتكاسات والعجز والترهل، والتجاريب غير الناجحة وسوى ذلك من مشابهات، وشيوع اليأس لدى متبني مثل تلك الاقوال والمفاهيم. وفي ضوئه فليس هناك، ولا حاجة لقيادة او ادارة او مفاوضين!! .
ولعل ما قد يبرر انحياز عدد من السياسيين والمثقفيـن "القدامى- الشيوخ" لمثل تلك الرؤى والاراء، الحالات الشخصية التي عاش بها اصحابها، او التي سمعوا عنها فصدقوها دون تروي وتمحيص، أو مشاهدات ومعايشات تبقى محدودة بالمقارنة مع ذلك الكم الغزير من الوقائع المقابلة، وكذلك النجاحات وأن لم تكتمل لاسباب وظروف ذاتية منها وموضوعية.. ونرى بأن حتى الانكسارات والهزائم هي تجارب "غنية" لمن يريد ان يتعظ منها، ويراها بعيّن العقل والمنطق.. وألا فهل يجوز ان تبدأ وتستمر، تلك الاحتجاجات - السلمية كما هو مطلوب ومرتجى- وتدوم بشكل ناجح وناجع، بعيدا عن العنف والتدمير، دون تأطير وتنظيم، ودون تحديد الاولويات، والاستفادة من وقائع واحداث الماضي والراهن؟ . وخلاف ذلك هاتوا باية تجربة في العالــم المتمدن خلت من مثل تلك الضرورات والحقائق عن اهمية الادارة والتنظيم والتأطير ؟!..
وفي ضوء ما تقدم لا أحد يستطيع ان يجزم بكيفية امتلاك الشباب، ذي الاعمار القصيرة نسبيا، لكل ذلك الفهم والوعي والادراك المطلوب، وتمكّنهم من اختيار الانسب، وهم – اي الشباب - لم يمروا بتجربة شخصية وحياتية كافية، ولا مشاركة عامة في نضالات ومسارات الحركة الوطنية، الوطنية، واحزابها وقواها النزيهة، وما قدمته من تضحيات جلى: استشهادا وعسفا وتنكيلا وسجنا ونفيا، وعلى مدى عقود وعقود في تاريخ البلاد الحديث على الاقل؟!.. بل وكيف يصحّ ان تتصادم تمردات وانتفاضات المحتجين، وحيويتهم، مع تجربة وحكمة الشيوخ النبلاء، وثقلهم التاريخي والمعنوي، خاصة وان كلا الجانبين يطمحان للتغيير الممكن، والتطلع الحريص للبناء، وللوطن ألآمن ؟! ..
وبظني - وليس كل الظنون، ممقوتة- ان التشبث بمثل تلكم الرؤى والاراء، الهادفة لفك التشابك المنطقي بين "الشباب" والشيوخ" في حالتنا العراقية الراهنة، قد اودى ويودي، بل وسيودي، الى فقدان فوائد الحكمة والتجارب الغزيرة، بمرّها وحلوها، مما يحتاج اليها الشباب اليافع، الحريص حقاً، أشد الاحتياج، ليكمل بها ما عنده من طموح وتوثب وعطاءات حيوية. وبقناعة كاملة اقول بأن تلك الدعوات التي تصاعدت، قد ساهمت بتحقق خسائر غالية – اضافية- في الارواح، وبسيّل دماء – اضافية- بريئة، تواقة للعدالة والوطن المزدهر، وقد كان بالمقدور - والى الآن- تحجيم تلكم الخسائر، على الاقل، بدلا من اشعال نيران الأثارة و"التثوير" والتأجيج غير الضرورية، والاندفاعات العجول، والعواطف الجياشة، وردود الافعال غير المسيطر عليها.. كما لا أستطيع إلا ان أشك بأن القادم سيكون أزيد عسراً ما لم يستمع الشباب لآراء وتجارب الشيوخ، واكرر النزهاء، لا بهدف الهيمنة والاستئثار، أو تبنيها بشكل مطلق، ولكن للأستفادة منها وهم في طريقهم ينشدون الرقي، والحرص على اقامة – وادامة - مجتمع العدل والرفاه ..
يقينا ان الموضوع الذي نتناوله في هذه الكتابة بحاجة للمزيد والمزيد من التوعية به، منعا لوقوع ما لا يريده المخلصون، والحد من صيحات وتأجيج "المترفين" ومبالغاتهم، التي ساهمت – وتساهم - بهذا القدر او ذلك بأضافة خسائر عزيزة لا حاجة جدية لها .. وكم هو جميل ان تُشاع وتترسخ مقولة "بالسلم والبناء – بدلا من بالروح والدماء - نفديك يا عراق" ..
اخيرا ربما توجز ابياتٌ معدودات للجواهري الخالد، وتعوضّ عن كل ما اردت التعبير عنه في السطور السابقات، حين قال مخاطبا الشباب قبل ستين عاما: (2)
أزفَ الموعدُ والوعدُ يعـِـنُّ.. والغدُ الحلـوُ لأهليه يَـحـِـنُّ ..
والغدُ الحلوُ بنوه أنتـمُ .. فاذا كانَ لكم صُلْـبٌ فنحنٌ
فخرُنا أنـّـا كشفناه لكمْ .. واكتشافُ الغد ِ للأجيال فـنّ
يا شبابَ الغـدِ إنـّـا فتية ٌ.. مثلكُم فرَّقنا في العُمـْـر سِـنّ
لم يزلْ في جانـِـحيْـنا خافقٌ .. لصُروف الدَّهر ثَبـتٌ مطمئنّ
لا تلومونا لأنـَّـا لم نكنْ .. مثلـَـكمْ في ما تـُـجَـنـّـون نـُـجـَـنّ
ولأنـّـا إذ ترُدّون الأذى .. بالأذى، نجزَعُ منه، ونـَـئنّ..
---------------------------------------------------* رواء الجصاني 2019.12.4
1/ من غير المعقول ان هناك من يعتقد الى اليوم، بأقتناع أو بأدعاء، بأن لا قيادة أو ادارة للتظاهرات، وانها بدأت دون حتى اتفاق على موعد محدد، مثلاً، وبتوجيه من الجنّ !!!
2/ من قصيدة الجواهري القاها امام المؤتمر الثاني لاتحاد الطلبة العراقي العام، الذي انعقد ببغداد عام 1959..



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول بعض ضرورات التضامن المنتج، والحريص، مع الحراك الشعبي في ...
- رواء الجصاني : هكذا فهمتُ الانتفاضة الشعبية... وتعلمت منها!
- شتّانَ ما بين الحثّ والتوعية.. والتحريض والتأجيج // التظاهرا ...
- رواء الجصاني : مستقبل التظاهرات في العراق بين التفاؤل والتشا ...
- رواء الجصاني: الحراك الشعبي في العراق: مطالب ومطالب ومطالب.. ...
- رواء الجصاني: نحنُ العراقيين.. ماذا نريد، والى اين نسير ؟!
- رواء الجصاني : نحو تضامن عراقي، حيوي، واعٍ وحريص، مع الحراك ...
- رواء الجصاني: تساؤلات حول بعض الرواهن العراقية الدامية، اليو ...
- رواء الجصاني: وقفات عند بعض شؤون، وشجون الجاليات العراقية، و ...
- وقبلَ الفٍ عوى الفٌ فما انتقصتْ -ابا محسد- بالشَتمِ الاعاريب ...
- رواء الجصاني : الامام الحسيّن، في بعض قصيد الجواهري، ونثره: ...
- لندن، تستذكر المثقف والمبدع، الراحل، عبد الاله النعيمي
- الجواهري ... ربع قرن من اللواعج، والتصدي (1961-1985)
- رواء الجصاني : مجلة -البديل-... مراجعة وتوثيق، ومؤشرات//
- *اثنان وعشرونَ عاماً على رحيلِ الجواهري الخالد: حببتُ الناسَ ...
- رواء الجصاني: / من بينهم: نزار قباني وفوزي كريم ومحمود درويش ...
- رواء الجصاني : حوار في براغ بمناسبة قيام الجمهورية الاولى في ...
- رواء الجصاني: من بينهم الرصافي وسعيد عقل والبياتي/ شعراء نظم ...
- بحضور عميد السلك الدبلوماسي العربي، والقائم باعمال سفارة الع ...
- الجواهري الخالد لقّبه ب-الأمير-... رحيل الشخصية الثقافية الع ...


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - الشباب والشيوخ في مسار الحركة الاحتجاجية الراهنة في العراق