أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نيرمين ماجد البورنو - استأجر صديقاً...!














المزيد.....

استأجر صديقاً...!


نيرمين ماجد البورنو

الحوار المتمدن-العدد: 6427 - 2019 / 12 / 3 - 15:57
المحور: حقوق الانسان
    


قد نخطئ بحق بعض وفي حق أنفسنا عندما نتجاوز ونبرر لتصرفات ولأخطاء البعض على أنها أفعال وتصرفات غير مقصودة تحت شعار وأيقونة الصداقة, تصرفات تقصم الظهر وتعطل التواصل والمحبة والألفة والمودة, فالصداقة الحقة لها وضع خاص وهي أيضاً علاقةٌ خاصة لا تُباع ولا تُشترى ولا توضع على الرفوف في المحلات التجارية, وليست ترتبط أو تتبع مصلحة معينه أو مصالح خاصة أبداً, فهي أوطان صغيرة وهي ترياق الحياة, فخير الأصحاب من رأي منك خيرا نشره واذا عرف عنك عيبا ستره واذا ضحكت لك الدنيا لم يحسدك ولم يبغضك واذا عبست لك الدنيا كان سندك ولم يتركك, وكما قال عبد الله بن جعفر: عليك بصحبة من اذا صحبته زانك وان غبت عنه صانك وان احتجت اليه عانك وان رأى منك خلة سدها أو حسنة عدها واصلحها وقال أحد الحكماء: معاشرة ُ ذوي الالباب عمارة القلوب وصداقة الجاهل تعبٌ وقيل: من ضر بطبعه فلا تأنس بقربه.
الأصدقاء المزيفون مثل العملة الفاسدة كما هو الظلام، وكما هو الجفاف الذي يصيب الأرض فيحولها الي أرض قاحلة متصحرة, هم موجودون لأنهم يجدون من يصدقهم، ويعتني بأكاذيبهم ونفاقهم وابتساماتهم الصفراء، وأحياناً الرمادية, وكما أن الأصدقاء المزيفين كثر، فإن الأعداء لا يقلون عدداً, هل فكرت لبرهة ودرت وجهك صوب الأصحاب من حولك وتأملت الوجوه عندما تحقق نجاحا في حياتك كنت تحلم به منذ نعومه أظافرك, فلو تمعنت النظر ستجد من ينتابه هستيريا الجنون تجعله يفكر فقط في تدميرك وحسدك وبغضك ويتمني موتك ومرضك وبلاك وقد يذهب به الحال الى نعت نجاحك بأفظع الأوصاف اللاأخلاقية فيسخفون ويخسفون ويكسفون وينسفون ويتعسفون, كل ذلك لأنك انسان ناجح مستقيم استفززت أنانيتهم وزاحمتهم في حدود جغرافيتهم فهم لا يتقبلون الزحمة على الحدود.
شكَّلت قصة فيلم " العائلة " والتي عرضت في السنيما الاسبانية عام 1996 آنذاك صدمة للعديد من المشاهدين والتي دارت أحداثها حول قصة حزينة لرجل يستأجر الأشخاص ليتظاهروا بأنهم أقاربه, فكان الرجل يستأجر الأفراد للقضاء على تلك الوحدة المخيفة التي تحاصره، حيث يشاركونه المناسبات الخاصة به، مثلما كان الحال في حفل عيد ميلاده الذي امتلأ بـ «الأقارب المزيفين», فلم يقتنع الكثير ممن شاهد تلك المشاهد أن تحدث تلك الأحداث حقيقة على الواقع الذي نحياه ولكن اليوم وبعد مرور أكثر من 20 عاما أصبحت اليابان وبريطانيا وكوريا الجنوبية وغيرها العديد من الدول ازدهر بها خدمة استئجار الأصدقاء أو الأقارب، وأصبحت صناعة يعمل فيها العديد من الشركات والمواقع حول العالم, وهناك أيضا الموقع الإلكتروني الذي أطلق في الأساس بالولايات المتحدة يسهل عملية استئجار صديق ليشاركك الحديث أو أي هوايات ترغب بها، مقابل 15 جنيها إسترلينيا في الشهر.
من المؤسف أن يصل الأمر الى ذاك الحد المرير أن يشعر البعض بالوحدة والشحة في عدد الأصدقاء في عالم توافرت فيه كافة الوسائل المحيطة بنا ويسكنه مليارات من البشر, فهل يعقل أن يصل الأمر لاستئجار أصدقاء لمجرد التباهي والتفاخر على الإنترنت؟ وهل التكنولوجيا أبعدتنا عن بعضنا وجعلتنا أسرى خلف أزراها؟ والسؤال الذي يطرح نفسه عند الحديث بتلك القضايا ما هو الشيء المرتقب إيجاره في المستقبل؟ وهل العزلة التي فرضتها الظروف اليومية والاكتفاء بالعالم الافتراضي دفعا لخوض تجربة تأجير صديق؟ وهل بتنا نعيش في مجتمع مريض يحتاج إلى الاستشفاء؟
كل شيء قابل للإيجار في الألفية الثالثة, والغريب بالأمر أن الانسان لا يسعي في هذه الألفية لاختراع شيء ملموس جديد يضفي ابتكارا وله تأثير كبير في حياتنا بل ابتكر ظاهرة غريبه عجيبة منتشرة في مواقع الكترونية عالمية تتيح للشخص استئجار أشخاص من لحم ودم فعلي سبيل المثال فلقد تمكنت أحد المطلقات من استئجار أب مزيف لأبنائهن , وكذلك فتاه استأجرت حبيب يرافقها للاحتفال بعيد الحب, وهناك خدمة أخري وفرها منصات التسويق الالكتروني اذا كنت من محبي الشغب والمشاجرات حيت يتيح موقعا صينيا إمكانية الاستعانة بشخص غريب ليتشاجر بالنيابة عنك وهو الأكثر تطورا من الاستعانة التقليدية" البلطجية" للمشاركة في المشاجرات وعمليات السطو, ولقب أيضا " مشاجر محترف", وهناك أيضا المكالمة الهاتفية الغاضبة أو رسالة نصية والتي تكلف 20 يوان صيني أما يوم كامل من المكالمات غير المرغوب فيها فيكلف 40 يوانا, والعديد من الظواهر والمواقف العجيبة.
قلما تجد الصديق الصدوق في هذه الدنيا فهو كالعملة النادرة أو العملة الصعبة كما يسميها البعض, فاذا وجدته لا تفرط فيه, فالصداقة الحقيقية هي توافق وتلاقح وتقارب وانسجام وتلاحم في الأفكار وتلامس للأرواح في العطاء دون انتظار أو رد جميل ومعروف, أجمل ما في الوجود هي تلك الصداقة المبنية والقائمة على أساس متين وسليم من تدفق بالمشاعر الجميلة المتبادلة بالمحبة والصدق والوفاء والتفاني بالإخلاص بلا حدود والتي تعتمد على العطاء والصفاء والاحترام والادب والثقة والنية الحسنة.



#نيرمين_ماجد_البورنو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبادة المهجورة ...!
- أطفال الشعلة ...!
- الصورة فوتوشوب ...!
- لا تصورني ...!
- أعطِ وستأَخَذ...!
- أرحل بأناقة ...!
- في ثوب السكون تختبئ الاحلام...!
- كن وسطاً... !
- شهادات ودكاكين!
- الفطام الإلكتروني ...!
- وباء التيك توك !
- شاليه الُفقراء...!
- بنَاتُنا لسن أَحْجَارًا على رُقْعَةِ الشطرنج...!
- الاكتناز القهري ...!
- جراثيم التعليم -فنلندية-.. !
- يوتيوباتنا العربية وعطش الشهرة !!!
- عَقْلاَطِفيّة .... !!!
- تَفَاصيلُ الأَلمْ ... !!!
- طُفَيليَّاتُ الواتس اب .... !!!
- صمتُ الوَهْج !!!


المزيد.....




- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - نيرمين ماجد البورنو - استأجر صديقاً...!