لنتوقف دقيقة غير كافية ومخجلة عن الكتابة والقراءة وممارسة الحب والطعام والكلام والحركة والكذب والحلم والمظاهرات وعن كل الافعال المسكينة التي نحاكي فيها خطوة الانسان السوي ، في هذا العصر الالكتروني المفزع ٠ دقيقة من اجل ارواح بريئة تغتصب اللحظة اعمارهم كتل صماء من الحديد والنار ومن دون ذنب ، في ارض كانت خضراء ، وكانت بنهرين صافيين ، خرافيين ٠ ومازالت تسمى بلاد الرافدين ، بلاد الجروح والابداع ٠
ثم دقيقة اخرى صغيرة ، ينزوي كل واحد فيها مع نفسه ، لمراجعة حلمه الشخصي او غريزته الدفة ! المقصوفة من كل اتجاه ٠ ةاول طلقة رعب هي تلك التي يطلقها احدنا على الآخر بحجة تبرير بقائه الاجوف ، وهو يتوهم او يتمادى في الوهم ، من اجل الاختباء او المقاومة على طريقة العجوز وهو يخطو مثلا ، حين يدري انه اخر صباح وانه اخر تجوال متنفس ٠ دقيقة في وجه اوهامنا الوقحة ٠
عندها ينبغي الدخول في دقيقة ثالثة من اجل سؤالين بحجم فار مذعور : لما يصر العالم على تكسير نفسه عمدا بيديه !؟ وهل مازلت انا جزء منه !؟
دقيقة لتعاطي مذاق هذين السؤالين ، ومن ثم التعري من فرط المرارة ٠ عسى ان يكون عريك مساهمة ، ولو كانت بمقدار رمشة جفن حادة ٠ او دعه يقضي عليك ، العالم ، ويكسرك كما يفعلدوما ٠ وتبرر انها دراما ، وتقول انها حياة ٠
اما الدقيقة الرابعة فهي من نصيب صلاتك ٠ والاسرار المبهمة وكل ما ﻻ يصق من معقول وﻻ معقول، قد تناسل الى الحد الذي ﻻ يطاق ٠ صلي حين تلحد وصلي حين تؤمن ٠ واختر اله واحد لطمانينتك ٠اله ادق من العبادات باكملها ٠ اله يتخطى المازق الذي نحن فيه ، ويجيب ٠
وهي : طوق النجاة تعلم الغرق ٠كي ﻻتلتفت بعد اليوم الى الوراء الا وفي قلبك خمس دقائق من اجل هذه اللحظة ٠ وهي الدقيقة الخامسة التي لن يتمكن منها غير الانسان المحلوم به من قبل الانسان الحالم ٠