أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - ماذا اعطانا الدين وماذا أخذ منا … ؟














المزيد.....

ماذا اعطانا الدين وماذا أخذ منا … ؟


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6425 - 2019 / 12 / 1 - 15:09
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لم يعطنا خيراً ولم يهدينا رحمةً كما يروج زعماء هذه الخدعة السمجة… نعم اعطانا تفتتاً ، تمزقاً ، وطائفيةً بطعم الكراهية وبجرعات زائدة فالكل يكره الكل ( الحب لايوحد الناس كما تفعل الكراهية … ) وقد تتحول الى سم زعاف يقتل صاحبه من الداخل كما يُقتل العقرب بسُمه ، وقد تتحول الى غل يحتاج الى متنفساً لطرحه خارجاً ، قد يصل الى حد الذبح على منهاج النبوة مصحوباً بمتعة وتشفي غريبيّن ، ولايمكن بل من الجريمة مقارنتها بالسادية … ستقف السادية مذهولة مستغربة متقززة ولسان حالها يقول ليس هذا هو ما اراده دي ساد … من أين جاء هؤلاء الوحوش بهذه الكراهية المدمرة ، وحقنوها في الارواح والانفس ؟ ستبدو السادية رحيمةً طيبةً بريئةً حملاً وديعاً ، اذا وضعناها في أحد أطراف القبان مع الكراهية الإسلامية ، والرغبة المريضة في تدمير الآخر ! والكراهية لاتطرح الا مثلها كما لا تلد الحية الا حية !!
أعطانا تناحراً طائفياً قل نظيره في التاريخ ، فمنذ بداية ما تسمى بالفتنة الكبرى قبل الف واربعمائة عام ، والناس تدفع ثمناً باهضاً من ارواحها وارواح ابنائها فالكل يذبح الكل باسم الله ودينه … ملايين الملايين من البشر ذهبوا ضحايا هذا الخطأ التاريخي ولا زال الجرح الغبي غائراً نازفاً ، وسيبقى كابوساً مروعاً على أمل أن تستيقظ العقول يوماً ما ، وتصحى الضمائر ، وتصفى السرائر ، وهذا مناله بعيد وبعيد جداً ، مازال النفط موجوداً تحت هذه الارض اللعينة ، والفكر الذي يغذي العقول المريضة من حاملي فايروس السلف حي يرزق !
هل هذه هي الرحمة المهداة من الله ؟ من من الناس اصحاب العقول او حتى انصافها يتقبل هذه النزعات الهمجية ، ويأخذها على انها رحمة من الله ؟ واذا كان كل هذا رحمة فكيف سيكون شكل النقمة اذن !! للعرب والمسلمين قدرة وقابلية عجيبة على لي ذراع الحقيقة وتغيير شكلها واصلها من حق الى باطل والعكس !
لنعرف ماذا اخذ منا الدين بعد ان عرفنا ماذا أعطانا من كرم نعمته ولكنني لا اقول ( أخذ ) لان الاخذ يعني موافقة ورضا الطرف الاخر ، ولكني افضل مفردة ( انتزع ) وهي اكثر موائمة وواقعية وتنسجم وتتماشى مع سياق الموضوع ومصداقية الحدث … أقول انتزع من قلوبنا الكثير … نظافتها ، انسانيتها ، طهارتها ، الرحمة الفطرية فيها ، الوداعة … وزرع مكانها الكراهية ، القسوة ونزعة العنف والشر ، وغيرها من التشوهات الخلقية …
سلب هويتنا الانسانية وحول الكثير منا الى مسوخ تذبح ، تقتل ، تفجر ، تسبي ، تغتصب الى آخر المنيو الاسلامي !
فاصبحت الرحمة ، الابتسامة ، الطِيبة لانراها الا على وجوه الناس من غير ملتنا ، نراها مرسومة على وجه البوذي والكونفوشي والهندوسي ، ولا نراها على وجهٍ صحراوي خشن متخشب متجهم يتصور الطيبة ضعفاً والرحمة ميلاً انثوياً ، والابتسامة من اغرب الامور والضحك يميت القلوب ، وكلها لاتليق بذكوريته التي فوق الوصف …
تمزقت اوطاننا وستتمزق اكثر فالسودان اصبح اثنين وفي طريقه الى ان يكون ثلاثة ، والعراق ثلاثة مفروزة طائفياً على الارض وليس على الخريطة ! سوريا أشلاء تنهشها الانياب المفترسة من ضباع الصحراء … من داعشها الى نصرتها ، ومن كل شراذم اهل الارض اجتمعوا هناك من اجل ان ينشروا الحرية والديمقراطية والحب والسلام والتسامح الاسلامي ! ليبيا … الاسلام السياسي والجهادي وغيره من الاسلامات جعل منها مربعات كانتونية ، كل واحد منها خاص بفكر طائفي تجمعهم الكراهية ، واليمن التعيس سيتحول الى يمنين …
ولايفرح المتآمرون فالدور عليهم لا محالة ( ومثل ما تُكيلون يكال لكم ) ! والسيناريو معد وجاهز ومدروس بدقة وعناية منذ اعوام طويلة ينتظر ساعة الصفر ، ولن تنفعهم احقادهم ولا اموالهم ولا نفطهم الذي سيكون سبباً في تقسيم ارضهم ، وسيُحدِث صدمة مدوية في عقول من مزقوا دولنا وشردوا شعوبنا وفخخوا احلامنا ومزقوا اشلاء أبنائنا باموال البترول هذه ، وهذا قانون طبيعي حتمي من قوانين الحياة اثبته التاريخ واقرته تجارب الامم ، وسيرى من كان له في العمر بقية ذلك !
اخيراً :
يوماً ما سيتدفق النور حتماً الى عالمنا ، وسيُطرد الظلام ، وسيعود الحب ثانية ليسقي ازهارنا التي كاد ان يُصيبها الذبول لتنشر رائحتها في الكون من جديد !!



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة لا نصف ثورة … !
- بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ …
- إشتدي يا أزمة تنفرجي … !
- لايُقتل مسلم بكافر … !
- إن أنكر الاصوات لصوت الحمير … اعجاز قرآني !
- البصرة … الدمعة المحبوسة !
- هل كرم الله بني آدم … ؟
- الاسلاميون … وعقدة الحداثة !
- الالحاد … كرة الثلج !
- التكفير … الطامة الكبرى !
- قاتل فرج فودة إرهابي اسلامي لا يقرء ولا يكتب !
- حلم المسلمين في إعادت حكم العالم ، هل سيتحقق ؟!!
- القاعدة وداعش شوهتا صورة الاسلام … ؟!
- هل اساء الله الى ذاته في القرآن … ؟!
- احذروا صولة الكريم اذا جاع واللئيم اذا شبع …
- دولة مدنية ديمقراطية الخيار الاصح للحالة العراقية !
- واخيراً امتلك الشعب سلاحه !
- رفقاً بالعراق فليس لنا غيره …
- فخلف كل سفاح يموت سفاح جديد …
- لاتزال قبيلة قريش تحكمنا !!


المزيد.....




- الرئيس بزشكيان: نرغب في تعزيز العلاقات مع الدول الاسلامية ود ...
- ضابط إسرائيلي سابق يقترح استراتيجية لمواجهة الإسلام السني
- المتطرف الصهيوني بن غفير يقتحم المسجد الأقصى
- اكتشافات مثيرة في موقع دفن المسيح تعيد كتابة الفهم التاريخي ...
- سياسات الترحيل في الولايات المتحدة تهدد المجتمعات المسيحية
- مفتي البراميل والإعدامات.. قصة أحمد حسون من الإفتاء إلى السج ...
- إسرائيل تكثف غاراتها على غزة وتقصف المسجد الإندونيسي
- استقبلها الآن بأعلى جودة .. تردد قناة طيور الجنة TOYOUR EL-J ...
- منظمة: 4 من كل 5 مهاجرين مهددين بالترحيل من أميركا مسيحيون
- جدل حول اعتقال تونسي يهودي في جربة: هل شارك في حرب غزة؟


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - ماذا اعطانا الدين وماذا أخذ منا … ؟