|
المسكوت عنه عربيا عن جرائم الخلافة الإسلامية
طلعت رضوان
الحوار المتمدن-العدد: 6424 - 2019 / 11 / 30 - 14:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يمتلىء تاريخ الخلافة الإسلامية بالكثيرمن المخازى، المسكوت عنها فى الثقافة العربية (والمصرية) السائدة، سواء فيما يتعلــّـق بنهب الشعوب بسبب الغزوات التى أطلقوا عليها (فتوحات) أواستمتاع الخلفاء بسبايا الشعوب التى تـمّ غزوها واحتلال أراضيها..ومن أمثلة ذلك ما ذكره السيوطى..وهوأحد المؤرّخين الذين اهتموا بتأريخ عصورالخلافة الإسلامية، حيث نقل رسالة الخليفة (هشام بن عبدالملك) إلى عامله على أفريقيا..وطلب منه إرسال المزيد من السبايا الأمازيغيات إلى دمشق..وجاء بنص الرسالة: أما بعد فإنّ أميرالمؤمنين رأى ما كان يبعث به موسى بن نصيرإلى عبدالملك مروان (رحمه الله) فأراد مثله منك..وعندك من الجوارى البربريات المالئات للأعين، الأخذات للقلوب، ما هومعوزلنا، فتلطف فى الاقتناء..وتوخّ أنيق الجمال، عظيم الأكفال..وسعة الصدر..ولين الأجساد..ورقة الأنامل..ونجالة العيون وسهولة الخدود..وحسن الثغورإلخ (تاريخ الخلفاء للسيوطى- باب: عبدالملك بن مروان) 000 وكان الراحل الجليل المستشارمحمد سعيد العشماوى (1932- نوفمبر2013) أحد أصحاب العقول الحرة والضمائرالحية فى تاريخ الثقافة المصرية الحديثة..ولذلك هاجمه الأصوليون وطالبوا بمصادرة كتبه مثلما حدث يوم7يناير92عندما توجّهتْ لجنة من مجمع البحوث الإسلامية إلى دارسينا للنشربمعرض الكتاب..وحرّرأعضاء اللجنة محضرًا أثبتوا فيه التحفظ على كتاب (الإسلام السياسى) وأربعة كتب أخرى كلها من تأليف العشماوى لمصادرتها وهى (أصول الشريعة)، (الربا والفائدة فى الإسلام)، (معالم الإسلام), (الخلافة الإسلامية) أما الأصولى الكبير(فهمى هويدى) الذى منحه اليساريون المصريون صفة ((الكاتب الإسلامى المُستنير)) وأنه ((مُـمثل اليسارالإسلامى)) إلى آخرتلك الصفات المجانية، فإنه كتب عن كتاب العشماوى (الإسلام السياسى) مقالابعنوان (حديث الافك) قال فيه ((عندما يكون الكلام أوله افك وآخره افك، فهل نتجنى إنْ وصفناه بأنه حديث الافك، حتى وإنْ صبّه صاحبه بين دفتىْ كتاب ووضع على غلافه عنوانــًا مغلوطــًا (الإسلام السياسى)؟ (أهرام 19يناير88) وإذا كانت شهرة المستشارالعشماوى بسبب كتبه عن التاريخ العربى/ الإسلامى وعن نقده للأصوليين الإسلاميين المُعاصرين لنا، الحالمين بعودة الزمن للوراء، فإنه (العشماوى) دافع عن الحضارة المصرية، خاصة فى كتابه (روح العدالة) الصادرعن داراقرأ اللبنانية- عام 83..وأسهب فيه عن دورجدودنا المصريين القدماء فى ترسيخ قيمة العدالة من خلال شرحه لمغزى وجود إلهة للعدالة فى مصر(ماعت) وركزعلى الفرق بين القانون والضمير، وهذا ما فعلته الحضارة المصرية..كما ذكر- فى معظم فصول الكتاب– تأثيرالحضارة المصرية على اليونان ثم على الرومان، الذين نهلوا من الحضارة المصرية وبذلك انتشرتْ فى كل أوروبا. ومن بين الكتب التى تناولتْ موضوع (الخلافة الإسلامية) الكتاب المهم للمستشارمحمد سعيد العشماوى الصادرعن سينا للنشر- عام 1990. فى المقدمة أشارإلى أنّ ((الخلافة نظام سياسى وليستْ نظامًا دينيًا..وأنها تحتوى كل ألاعيب السياسة ودناياها وكل أخطائها وكل مساوئها)) ولأنه كان يتوقع الهجوم عليه وعلى كتابه ذكر((إذا قيل أنّ هذا العمل (أى كتابه) يُقدّم نفايات التاريخ وأوساخه، فإنّ العيب لايكون فى العمل ذاته ولكن فى التاريخ الذى يحمل النفايات..ويحتوى على الأوساخ..وقد حرص المؤرخون على أنْ يُقدّموا ما قصدوا به اثبات الأمجاد وتأكيد العظمة. لذلك بقيتْ نفايات وأوساخ التاريخ داخل جسم المجتمع الإسلامى وفى صميم حشاياه)) (من ص5- 8) وعن ازدواجية المعاييرذكرأنّ كثيرين يخشون من قولة الحق، مثل أنّ كل من اشترك فى الفتنة الكبرى أخطأ..وأنه لم تكن ثمة اجتهادات بل مطامع..وصار المؤمن التقى حائرًا بين التاريخ السنى والتاريخ الشيعى، فمثلا يُـقال إنّ الخلافة الأموية خدمتْ الدين بالفتوحات والغزوات..ولكن لايُـقال أنها دنّستْ حرمة المدينة فى عهد يزيد بن معاوية..وأهدرتْ حرمة مكة فى عهد عبدالملك بن مروان، فأباحتْ لجنودها دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم، فقتلوا الرجال ونهبوا الأموال وهتكوا أعراض النساء وفضوا بكارات العذارى..وأنّ هذه الخلافة ضربتْ الكعبة بالمنجنيق مرتيْن فهدمتها فى كل مرة وأنها سمحتْ لجنودها بدخول مسجد الرسول بخيولهم حيث ملأوه بالروث والقاذورا..ورغم ذلك تــُـطالب الجماعات الإسلامية بضرورة عودة الخلافة الإسلامية، ليعود– كما يظنون– المجد الغابروالعهد الذهبى..ونظرًا لأنّ نظام الخلافة لم يُحقق العدل، لذا فإنّ دعاة عودة الخلافة يعيشون فى الوهم الذى زاده الخلط بين فكرة الحكومة الدينية والحكومة المدنية..والخلط بين الإسلام وتاريخ الإسلام، لأنّ الخلافة نظام ابتدعه البشر، إذْ أنه لا القرآن ولا السنة أمرا بها. وكانتْ الكارثة عندما لبستْ رداء الدين فوق رداء السياسة، خاصة بعد أنْ خلع الخلفاء على أنفسهم صفات (نورالله)، (ظل الله) إلخ..وهى صفات تفاعلتْ مع الواقع وأثرتْ فيه فجعلتْ الخليفة شخصًا معصومًا لايُـحاسب، مُقدّسًا لايــُـسأل..وما دام هومُختارًا من الله وحكمه هوحكم الله. فلا مجال لأى فكرسياسى يُنظم طريقة اختيارالخليفة ونظام عمله. أى التزاماته وكيفية عزله..وليس على الخليفة أى التزام، لأنّ الناس جميعًا عبيد له وإماء لحضرته..وأرواحهم ملكه يُزهقها حين يريد وأموالهم له يستبيحها كيفما يـــرى..وأشارإلى أنه إذا كان الأسلامُ واحدًا، فإنّ التطبيقات مختلفة والتفسيرات متعددة والصيغ متباينة..وإذْ انتشرالفسق فى قصورالخلفاء فإنّ الشاعر المسلم الورع (بشربن الحارث) كتب عن بغداد عاصمة الخلافة العباسية ((قل لمن أظهرالتنسك فى الناس/ وأمسى يُعد فى الزهاد/ إلزم الثغروالتواضع فيه/ ليس بغداد منزل العـُـباد)) كما أنّ دعاة الخلافة يتجاهلون وجود أكثرمن خلافة فى وقت واحد: العباسية فى بغداد، الفاطمية فى مصر، الأموية فى الأندلس..وفى فجرالإسلام وُجدتْ خلافتان إحداهما لعلى بن أبى طالب والثانية لمعاوية بن سفيان..وفى أوائل عهد الخلافة الأموية وُجدتْ إلى جانب هذه الخلافة خلافة أخرى كان مركزها مكة..وكانت لعبدالله بن الزبير..والتاريخ يؤكد أنّ الخلافة الإسلامية لم تـُحقق عزة للإسلام ولا مجدًا للمسلمين بصورة دائمة..وكان شأنها شأن أى امبراطورية أوقيصرية أو كسروية..وتمربها فترات عزة وانتصار، ثم تتحول العزة إلى هوان ويصيرالمجد إلى فشل والانتصارإلى هزائم..وشكا المؤرخ (المسعودى) مما حدث للإسلام فى عصره فقال: ضَعُفَ الإسلام فى ذلك الوقت..وفسد الحج. إنّ الإسلام كان مُستظهرًا (أى غالبًا) ثم تداعتْ دعائمه وهى أسه..وقال المؤرخ المسلم (المقدسى) عن بغداد: كانتْ أحسن شىء للمسلمين، حتى ضَعُفَ أمرالخلافة فاختلتْ. أما المدينة فخراب. والجامع يعمرفى الجمع. ثم يتخللها الخراب..وهى كل يوم إلى وراء..مع كثرة الفساد والجهل والفسق وجوْرالسطان. وأشارأ.العشماوى إلى المسكوت عنه فى الثقافة السائدة فذكرأنّ الخلافة لم تنشر الإسلام الحق، لأنها نشرتْ للإسلام صيغة سياسية عسكرية أساءتْ إليه..ولوأنّ الإسلام انتشرعن طريق الأفراد وليس عن طريق الجيوش والغزو، لكان ذلك أفضل للإسلام..ولأنّ ذلك لم يحدث يصعب نفى أنّ الإسلام انتشربحد السيف أوإكراه السلطة..ونشرالإسلام بالغزوأوالفتوحات، إنْ كان نجاحًا، فإنه لايُـقاس بما ألحق بالمسلمين من هوان..وما ضيّع لهم من حقوق وما جمّد لهم من فكر، وما بذرمن شقاق انتهى إلى فراق..وناقش أصحاب تيارالإسلام السياسى الذين يتحدّثون عن (تزييف التاريخ) فبعد أنْ هزمتهم الأسانيد القاطعة، عمدوا إلى إنكارها جميعًا، فكانوا بذلك أشبه ما يكون بأوديب فى الأسطورة الإغريقية، يفقأ عينيه بيديه كيلا يرى الحقيقة (من ص13-23) وصل التعصب لدرجة أنْ يكون الولاء للقبيلة وليس لدعوة النبوة..وفى هذا المعنى قال عبد الله بن الزبعرى (لعبتْ هاشم بالملك فلا/ خبرجاء ولاوحى نزل) وقال الوليد بن يزيد الخليفة الأموى (تلعب بالنبوة هاشمى/ بلا وحى أتاه ولاكتاب) (ص72) وترتــّـب على الخلط بين الدين والسياسة نتيجة غاية فى الخطورة، ملامحها فى الأقوال التى نـُسبتْ للرسول وتزعم أنه قال: إنّ كلمة لا إله إلاّ الله إذْ تقولها قريش تؤدى إلى أنْ تدين لها العرب وتتملك العجم أوتدين لها العرب وتفرض الجزية على العجم (العجم: ضد العرب والعجماء البهيمة..والمرأة عجماء– مختارالصحاح– المطبعة الأميرية بمصر- عام 1911ص 440) وقد أدى هذا الفهم إلى أنْ تكون الخلافة الإسلامية سيادة للعرب وتملكـًـا للعجم وهذا ما حدث فى عصرالخلافة الأموية التى كنت خلافة عنصرية فى جوهرها بيزنطية فى شكلها ونظام إدارتها..وقد اضطهدتْ الموالى– أى المسلمين غيرالعرب– مما أغضب هؤلاء، فدفعهم إلى قلب الخلافة الأموية والمساعدة فى إنشاء الخلافة العباسية، التى أصبحتْ خلافة الموالى، للفرس وللترك..ومن بين مفاسد الخلافة الأموية أنّ الخليفة الأموى يزيد بن معاوية بعد موقعة (الحرة) سنة 63هجرية التى دمّرفيها المدينة إلخ، يقول فى فرح ((ليتَ أشياخى ببدرشهدوا/ فزع الخزرج من وقع الأسل)) قال هذا رغم أنه وفق ماذكره الطبرى فى تاريخه وياقوت الحموى فى معجم البلدان، قــُـتل فى هذه الموقعة 1700من الأنصار، 1300من المهاجرين و500 من الموالى وفــُـضّتْ بكارات آلاف البنات، أى أستــُـبيحتْ دماء وأعراض المؤمنين الموحدين على يد مؤمنين موحدين) وكان تعليق أ.العشماوى ((أى أنّ يزيد الأول– خليفة المسلمين وأميرالمؤمنين- يرى أنّ وقعة الحرة، بكل مافيها من فظائع ما يُـفرحه انتقامًا لمشركى مكة الذين قــُـتلوا أوهزموا فى غزوة بدر)) (من ص75- 89) أما عن النشأة وخلط الدين بالسياسة، فكانت بعد وفاة الرسول حيث انحازعمربن الخطاب لأبى بكرضد سعد بن عبادة مُـمثل الأنصار، إذْ قال عمرلأبى بكر((ابسط يدك أبايعك. لقد ارتضاك النبى لديننا، أفلا نرضاك لدنيانا)) وفى حديث عمربن الخطاب قال ((ثم نزونا (أى وثبنا ووطأنا) على سعد بن عبادة حتى قال قائلهم قتلتم سعدًا)) أى أنّ البيعة تمتْ بالعدوان دون اعتداد بالحوار..وقد امتنع سعد عن مبايعة أبى بكروعمر..وقــُـتل فى عهد عمر. قتله سهم وقيل فى ذلك أنّ الجن هى التى قتلته..ونسبوا شعرًا للجن قالت فيه (قد قتلنا سيد الخزرج سعد بن عبادة/ ورميناه بسهميْن فلم نـُخطىء فؤاده) وبهذا بدأتْ الخلافة فى جومن الصراع السياسى وحُسمتْ بالعنف..وبدون أى نص فى القرآن عن الخلافة..وهذه العناصرداخلتْ نسيج الخلافة الإسلامية وتشابكتْ خيوط إمارة المؤمنين حتى أصبحتْ هى الخيط والنسيج على مدى تاريخها طوال القرون (من95-99) وفى خلافة أبى بكر، رفضتْ بعض القبائل أداء الصدقة، لأنّ النص القرآنى موجّه للرسول..والرسول مات إلخ وافقهم عمربن الخطاب فى البداية فقال له أبوبكر((أجبارفى الجاهلية خوّارفى الإسلام؟)) بعدها وافق عمرأبا بكرعلى حرب الصدقة..وقال إنّ الله شرح صدره لرأى أبى بكر..وقد استاء بعض المؤمنين مما فعله أبوبكر..وعبّرالشاعرعبد الله الليثى عن هذا فقال (أطعنا رسول الله ماكان بيننا/ فيالهفتاه ما بال دين أبى بكر/ أيورثها بكرًا إذا مات بعده/ وتلك لعمرالله قاصمة الظهر) لقد سوّغ تصرف الخليفة الأول لكل خليفة بعده أنْ يستقل بتفسيره الخاص لآيات القرآن ثم يفرضه بالقوة والعنف..ويجعل من رأيه الشخصى حكمًا دينيًا..كما قنــّـنَ إشهارسيوف المسلمين المُوحدين على مسلمين موحدين مثلهم..ونقل العشماوى ماقاله أحد علماءالاجتماع الذى كتب ((إنّ سيوف العرب لابد أنْ تكون دائمًا مُشهرة، فإذا لم تـُوجّه إلى الغيرفإنها تـُوجّه إلى أنفسهم)) وعن آلية غزوالشعوب استند الخلفاء إلى حديث الرسول ((من مات ولم يغزأويُحدّث نفسه بغزوة فقد مات ميتة الجاهلية)) وبأحاديث الرسول القولية أوسننه الفعلية، أصبح للغزومعنى دينيًا كما صارصيغة إسلامية..ولهذا فإنّ كل كــُـتاب السيريستعملون اللفظ على هذا المفهوم، سواء كان فعل المسلمين هجوميًا أودفاعيًا..ورُوى عن النبى أنه قال ((قولوا لا إله إلاّ الله..واشهدوا أنى رسوله..واتبعونى تـُـطعكم العرب وتملكوا العجم. إنّ الله ضَمَنَ أنْ يغلب سلطانى سلطان كسرى وقيصر..وقال: جعل رزقى تحت سن رمحى..وقال: بُعثتُ بالسيف والخيرمع السيف والخيربالسيف. وقال: لاتزال أمتى بخيرما حملتْ السيف)) (رسالة الغفران ص 41، 230وتاريخ الطبرى- ج 2) وكان تعليق العشماوى أنه بصرف النظرعن صحة هذه الأحاديث، فإنّ تواترها فى العقل الإسلامى أدى إلى صبغ الطابع الإسلامى بميل إلى الغزو..ورغبة فى القتال لاتقف عند حدود استقرارالإسلام أوصيانته والحفاظ على المسلمين وإنما تتعدى لتـُـصبح منهجًا عامًا يهدف إلى الحرب والضرب فى كل مناسبة ( من 102- 106) وبعد بيعة أبى بكرقال أبوسفيان لعلى بن أبى طالب ((ما بال هذا الأمرفى أقل حى من قريش؟ والله لئن شئتَ لأملأنها خيلا ورجالا (يقصد الحرب) فردّ عليه على قائلا ((يا أبا سفيان. طالما عاديتَ الإسلام.. فقال أبوسفيان ((والله إنى لأرى عجاجة لا يُطفئها إلاّ الـدم)) (ص112) وفى عهد عثمان بن عفان حدث فساد كثيرمثل تعيين أقاربه حكامًا على الأقاليم. وفتح خزائن بيت المال لبنى أمية..وإيذاء بعص أصحاب النبى أمثال عبد الله بن مسعود وأبى ذرالغفارى. لذلك عارض عثمانَ عددٌ من المؤمنين..وكان الهاشميون بزعامة على بن أبى طالب فى الطليعة..وكذا عائشة التى حرّضتْ على قتل عثمان. واشترك فى الهجوم على منزله محمد بن أبى بكر. فقتلوا عثمان وهويقرأ القرآن. وكانوا مدفوعين بفتوى عائشة بكفرعثمان وأهدرتْ دمه..ولكنها بعد أنْ علمتْ أنّ على بن أبى طالب بويع بالخلافة حتى انزعجتْ وقالت: قــُـتل والله عثمان مظلومًا. والله لأطلبن دمه. فلما قيل لها أنها أول من كفره وأفتتْ بقتله قالت: إنهم استتابوه ثم قتلوه (ص 116) وعن التعصب القبلى فإنّ الشاعرالأخطل المتوفى سنة 95هجرية وهويتحدث بلسان القرشيين عن الأنصارالمدنيين (زمن بنى أمية) قال (خلوا المكارم لستمْ من أهلها/ وخذوا مساقيكم بنى النجار/ إنّ الفوارس يعلمون ظهوركم/ أولاد كل مُقبّح أكار/ ذهبتْ قريش بالمكارم والعلا/ واللؤم تحت عمائم الأنصار) (ص111) وأثناء الصراع بين على ومعاوية، أرسل أبوالأسود الدؤلى صاحب بيت المال فى البصرة (= وزيرالمالية) إلى الخليفة على رسالة قال فيها ((عاملك وابن عمك عبد الله بن عباس أكل ما تحت يده بغيرعلمك)) مع ملاحظة أنّ عبد الله بن عباس هو ابن عم النبى و(حبرالأمة الإسلامية) وكان على ولاه البصرة. فأرسل الخليفة إلى ابن عمه وواليه يسأله فيما وصل إليه. فكتب إلى الخليفة رسالة استقالة ((والله لأنْ ألقى الله بما فى بطن هذه الأرض من عقيانها وبطلاع ما على ظهرها، أحبُ إلىّ من أنْ ألقاه وقد سُفِكتْ دماء الأمة لأنال بذلك المُـلك والإمارة)) وكان تعقيب العشماوى ((هى استقالة تتضمّن معنى التبجح وعدم الاستحياء من أكل كل مافى باطن الأرض وما على ظهرها، طالما كان ذلك أخف مما عمله الخليفة على فى رأى ابن عباس، من سفك دماء المسلمين فى سبيل المُـلك والإمارة..وبعد هذه الاستقالة العجيبة جمع ابن عباس ما كان قد تبقى من أموال فى بيت المال ويُـقدّربحوالىْ ستة ملايين درهم، واحتمى بأخواله من قبيلة بنى هلال حيث كانوا معه فى البصرة..ومضى بالمال حتى بلغ البيت الحرام فى مكة فأصبح آمنًا فيه..ولما كتب إليه الخليفة يطلب منه رد الأمانة أجاب ابن عباس قائلا ((إنّ حقى فى بيت المال لأعظم مما أخذتُ منه)) (يقصد اختلس منه) ثم حذرالخليفة قائلا ((لئن لم تدعنى من أساطيرك لأحملنّ هذا المال إلى معوية يُـقاتلك به)) (تاريخ الطبرى ج 4 ص 108..والفتنة الكبرى لطه حسين ج4 من ص 551- 557..والعشماوى ص 109) والخلافة مثلها مثل أى نظام تأسّس على الفساد، لذلك فإنّ عمربن الخطاب عندما علم أنّ معاوية أعطى لأبيه مالا لا يستحقه، فإنّ الخليفة عمراكتفى بأنْ أخذ منه نصف المال ولم يُحاكـمه، لعلمه بدخائل العرب وضَعْفْ الأمويين إزاء المُلك والمال ورغبتهم الجامحة فى هذا وذاك (ص 126) وذكرالمؤلف أنّ تعبير(خليفة الله) تعبيرأموى، نحته (على الأرجح) لعثمان بن عفان، مروان بن الحكم الخليفة الرابع فيما بعد. ثم تلقف معاوية هذا التعبيروقال ((الأرض لله. وأنا خليفة الله. فما أخذتُ لى وما تركته للناس فبالفضل منى)) وهذا التعبيرأدى إلى أنْ تكون الخلافة مُلكــًا بالواقع وقيصرية بالفعل، ذلك أنّ معاوية جمع من اعتبرهم أهل الحل والعقد..ووقف فيهم المغيرة بن شعبة خطيبًا، فأشارإلى معاوية وقال: أميرالمؤمنين هذا، ثم أشارإلى يزيد بن معاوية وقال: فإنْ مات فهذا، ثم أمسك بسيفه وشهره قائلا: ومن أبى فهذا)) فقال له معاويـــــة ((اجلس فأنت سيد الخطباء)) وبذلك صارالسيف أصدق أنباءً من الكتب..والتهديد أفعل فى النفوس من الإيمان..ولم يعد للمسلمين فى أمرالخلافة كلمة إلاّنظريًا..وقال الشاعرمسكين الدرامى..وهويـُـمهّد لاستخلاف يزيد بن معاوية (بنى خلفاء الله مهلا فإنما/ يُبوّئها الرحمن حيث يريد/ إذا المنبرالغربى خلاه ربه/ فإنّ أميرالمؤمنين يزيد) وذكر المؤلف نماذج أخرى لأكثرمن شاعرفى هذا المعنى من بينهم جريروالأخطل (ص128، 129) ولم تكن مصادفة وجود عـُـملات إسلامية موجودة فى المتحف البريطانى لثلاثة خلفاء نـُـقشتْ عليها عبارة خليفة الله..وهى على التوالى لعبد الملك بن مروان والمأمون والخليفة الناصر(هامش رقم 11 ص 151) ولأنّ الخلافة نظام بشرى ولم ينزل من السماء، فإنّ عبد الملك بن مروان لما انتقلتْ الخلافة إليه كان المصحف فى حجره فأطبقه وقال ((هذا آخرالعهد بك)) قال هذا مع ملاحظة أنه كان من أشهرفقهاء المدينة فى عصره. بل إنه خطّ لنفسه سيرة الطغاة فى كل زمان ومكان فقال (لا أداوى هذه الأمة إلاّبالسيف حتى تستقيم لى (لا لله) قناتكم) وقال وهوعلى منبرالرسول بعد قتل عبد الله بن الزبير((والله لايأمرنى أحد بتقوى الله (هكذا!!) بعد مقامى هذا إلاّ ضربتُ عنقه)) وعندما كان يحتضرقال لابنه وخليفته الوليد بن عبد الملك (يا وليد. لاتبكى كالأمة (= العبدة) الولهاء. بل إئتزروالبس جلد النمر، وادع الناس إلى البيعة. فمن قال لا. فقل بالسيف. أى اضرب عنقه)) (130) والكتب التى كتبها مسلمون مُوحـّدون ذكروا أنّ الحسن بن على بن أبى طالب، بايع معاوية مقابل ألف دينار، وقيل مائة ألف إلخ..وأنه شرط على معاوية أنْ يُمكــّـنه من بيت المال يأخذ منه حاجته..وأنْ يكون ولى العهد من بعده. بينما معاوية يُجهّـزابنه يزيد للخلافة. فدسّ على الحسن من سقاه السم أكثرمن مرة فلم يمت، إلى أنْ دسّته له زوجة الحسن (جعدة بنت الأشعث) فى عسل أكله. وبعد شهريْن مات. ولما بلغ الخبرلمعاوية كبّرالبعض وقال ((إنّ لله جنودًا من العسل)) ودامتْ خلافة الحسن ستة أشهر(ص131) وبعد الحسن تم ذبح الحسين..وحمل الجنود رأسه على حربة حتى دمشق وألقوها بين يدى الخليفة يزيد بن معاوية، الذى ذكرأنّ الحسين قال أنه خيرمن يزيد..وأباه وجده أفضل إلخ أما أبوه فقد احتكم هو وأبى إلى الله. والله نصرأبى. أما أنه خيرمنى فقد نسى قول الله تعالى ((قل اللهم مالك الملك تؤتى الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعزمن تشاء وتذل من تشاء) (132) وبذلك تم تعظيم توظيف الدين لأغراض السياسة. وعندما طالب زيد حفيد على بن أبى طالب بالخلافة، دارتْ المعارك بينه وبين الخليفة هشام بن عبد الملك الذى انتصرجيشه وقتل زيدًا، وتم قطع رأسه وصلبها على باب دمشق..وهوذات ما حدث مع على حفيد الحسين (133) بل إنّ يزيد بن الوليد بن عبد الملك دخل على عمه الخليفة الوليد بن يزيد هو وجماعة بايعته فقتلوا الخليفة وقطعوا رأسه وطافوا به ونـُـصب على قصرالخليفة أعلى سوردمشق..وبعد أنْ مات يزيد بن الوليد تم نبش قبره وصُلبتْ جثته (134) وفى عهد هشام بن عبدالملك قال (الجعد بن درهم) بخلق القرآن. فأمرالخليفة بقتله، فحبسه والى العراق حتى حان يوم عيد الأضحى..وبعد أنْ صلى بالناس قال لهم ((انصرفوا وضحوا يقبل الله منكم. فإنى أريد أنْ أضحى اليوم بالجعد بن درهم. ثم نزل من على المنبروذبحه ذبح الشاه (138) انشغل الخلفاء بقتل الخصوم..وجمْع الثروات واقتناء العبيد (امتلك الزبيربن العوام ألف أمة، أى ألف امرأة عبدة) وكانت غلة طلحة بن عبيد الله من العراق ألف ديناركل يوم..وانتشرالتشبه بالنساء حتى فى موسم الحج والتخنث واللواط (140) ومن مظاهرتوظيف الدين لأغراض السياسة أنّ 40 فقيهــًـا من دمشق قالوا للخليفة يزيد بن عبدالملك أنْ ليس على الخلفاء حساب ولاعقاب فى الآخرة..وعُرف الخليفة الوليد الثانى باللواط..وهذا الخليفة الذى يُقال له (خليفة الله) حاول أنْ يضع له مقصفــًا على الكعبة ويشرب فيه الخمرهو ورفاقه لولا أنْ نـُـصح ألاّيفعل..كما قيل فى وصف انحلاله أنه راود أخاه عن نفسه..وحدث مرة أنْ استفتح بالمصحف فظهرتْ له آية ((واستفتحوا وخاب كل جبارعنيد)) فمزّق المصحف ضربًا بالسهام وهويسبح فى حوض من الخمر..وقال ((أتوعد كل جباعنيد/ فها أنا ذاك جباعنيد/ إذا ما جئتَ ربك يوم حشر/ فقل يا رب مزّقنى الوليد)) وحدث أنْ واقع جارية له وهو سكران..وجاء المؤذن يُنادى للصلاة، فحلف الخليفة أنْ تؤم الجارية الناس، فلبستْ ثيابه وتنكرتْ وصلتْ بالمسلمين وهى جُنب ســكرى..وفى عهد الوليد بن عبد الملك كان والى مصرقرة بن شريك..وكان ظلومًا غشومًا ودعا بالخمروالملاهى فى جامع عمربن العاص..وبنى عبد الملك بن مروان قبة الصخرة ببيت المقدس ودعا الناس إلى زيارتها بدلامن زيارة الكعبة. فصرف الناس عن أداء الحج مخافة أنْ يُقابلهم فى مكة عبد الله بن الزبيرفيأخذ منهم البيعة له..وكان الناس يوم عرفة يقفون بقبة الصخرة (من 140- 143) عنصرية طبقية وعرقية : قامت الدولة الأموية على عنصريْن: العرب والموالى (كل شخص غيرعربى وإنْ كان مسلمًا عليه أنْ يتخذ له مولى من العرب يحميه ويُسانده) وبذلك كانت الدولة عنصرية تسوّد العنصرالعربى وتستذل الموالى من غير العرب. فحظرتْ ولاية القضاء وإمامة المصلين ورياسة الناس على غيرالعرب..وغالتْ بنوأمية فصارتْ لاتستخلف أبناء الإماء (= العبيد) حتى ولوكانوا عربًا..والتعصب العرقى وصل إلى درجة الزواج، فرُوى أنّ رجلا من الموالى خطب بنتــًا من عرب بنى سليم وتزوّجها. فشكوا ذلك للوالى ففرّق بين الزوج وزوجته..وضربه مائتى سوط وحلق رأسه ولحيته وحاجبيه..وقيل شعرفى مدح الوالى (قضيتَ بسنة وحكمتَ عدلا/ ولم ترث الحكومة من بعيد/ وفى المئتين للمولى نكال/ وفى سلب الحواجب والخدود/ فأى الحق أصهرللموالى/ من أصهارالعبيد إلى العبيد) وذكرالمؤلف نماذج أخرى من الشعرالذى يحتقرغيرالعرب..ووصل التعصب لدرجة فرض الجزية على من أسلم من غيرالعرب (من 144- 146) والعنصرية بدتْ فى الخلفاء العباسيين الذين ركزوا على قرابتهم للنبى..ومع ذلك تحللوا من كل مبدأ وبدأوا حكمهم بنبش قبورالخلفاء الأمويين..وأخرجوا جثة هشام بن عبد الملك وضربوها بالسياط وصلبوها. ثم القضاء على من بقى منهم فى مذبحة فظيعة، إذْ كان أبوالعباس قد أمّن سليمان بن هشام بن عبد الملك وكبارالقوم من الأمويين. ثم دعاهم إلى مأدبة عشاء، فدخل عليه الشاعرسديف وقال له ((لايغرنك ما ترى من رجال/ إنّ تحت الضلوع داءً دويًا/ فضع السيف وارفع السوط حتى/ لا ترى فوق وجهها أمويًا)) فأمربهم السفاح (ويُـقال ابن عمه عبد الله بن على) فضـُربوا حتى قــُـتلوا ثم بسطوا عليهم الأنطاع..وأكل هوالطعام عليها..وهويسمع أنين بعضهم حتى لفظوا الأنفاس جميعًا..وتلى السفاح فى الخلافة بعهد منه أخوه أبوجعفرالمنصور..وهوالمؤسس الفعلى للدولة العباسية..وافتتح خلافته بقتل عمه عبد الله بن على خوفــًا منه أنْ يُنازعه المُلك. ثم انقلب على إبى مسلم الخراسانى فقتله..ولما قال له: ((استبقنى يا أميرالمؤمنين لعدوك، قال المنصور: وأى عدوأعدى منك؟)) واتصل الخليفة أبوجعفرالمنصوربالفرنجة يستعديهم على عبد الرحمن الداخل الخليفة الأموى ويتواطأ معهم لإسقاطه..ويُـقال أنّ الخليفة الناصرهوالذى دعا التتارللتدخل لحمايته. فلما دخلوا بغداد دمّروها وقتلوا الخليفة المعتصم وقضوا على الخلافة العباسية..وظلتْ ديارالإسلام بلا خلافة لمدة ثلاث سنوات (من 157- 163) ومن بين الجرائم الكثيرة للخليفة المأمون ما فعله مع قائده على بن هشام الذى كان يعشق جارية اسمها (متيم) فطمع فيها المأمون..وطلب من قائده أنْ يهبها له. فتجاهل القائد الطلب. فأسرّها المأمون فى نفسه وطغتْ عليه دمويته فأمربقتل القائد ومصادرة أملاكه..كما أمربتخريب وإحراق القصرالذى عاش فيه مع جاريته (175) ونظرًا لبشاعة حكم الخلفاء واضطهادهم للجماهيركتب أبوالعلاء المعرى ((مُلّ المقام فكم أعاشرأمة/ أمرت بغيرصلاحها أمراؤها/ ظلموا الرعية واستجازوا كيدها/ وعدوا مصالحها وهم أجراؤها)) وقال ((يسوسون الأموربغيرعقل/ فيُسمع أمرهم ويُـقال ساسه/ فأفٌ من الزمان وأفٌ منى/ ومن زمن رياسته خساسه)) ولوعيه بخطورة رجال الدين قال ((اثنان أهل الأرض: ذوعلم بلا/ دين وآخرديّن لاعقل له)) وكان يرى أنّ البشركانوا سعداء قبل الأديان فقال ((ولاتحسب مقال الرسل حقــًا/ ولكن قول زورسطروه/ وكان الناس فى عيش رغيد/ فجاءوا بالمحال وكدّروه)) (176، 189) ومن مظاهرالترف أنْ كان للخليفة الرشيد ألفىْ جارية وللخليفة المتوكل أربعة آلاف جارية..ومن مظاهرالتعصب ما عبّرعنه المتنبى الذى يعتبره كثيرون أشعرشعراء العرب إذْ قال ((وإنما الناس بالملوك وما/ تفلح عرب ملوكها عجم)) فكان أنْ ردّ عليه الشاعرالمتوكلى الفارسى ((وعودوا إلى أرضكم بالحجاز/ لأكل الضباب ورعى الغنم)) (183) والخلافة الفاطمية مثل الأموية والعباسية خلافة وراثية..ويتوارثها الابن عن أبيه أوتؤول إلى أقرب عصبة من الخليفة..ويطلب الخليفة الجديد بيعة الناس فمن رفض كان السيفُ جزاءه..ولأنّ هدف الخلفاء المحافظة على العرش، لذلك فإنّ تخوف العباسيين من الفاطميين دفعهم إلى أنْ يحثوا الروم البيزنطيين على انتزاع بلاد الشام منهم..وآفة تملق الحكام السائدة حاليًا متوارثة عن منظومة الحكم العربية/ الإسلامية. فعندما وصل أول الخلفاء الفاطميين (عبيد الله المهدى) إلى المغرب خاطبه الشاعرابن هانىء الأندلسى قائلا ((حلّ برقادة المسيح/ حلّ بها آدم ونوح/ حلّ بها أحمد المصطفى/ حلّ بها الكبش والذبيح/ حلّ بها الله ذوالمعالى/ وكل شىء سواه ريح)) وكان تعليق العشماوى أنّ ابن هانىء يرى أنّ الخليفة هوالله، فقال يُخاطب الخليفة ((ماشئتَ لاما شاءتْ الأقدار/ فاحكم فأنت الواحد القهار/ وكأنما أنت النبى محمد/ وكأنما أنصارك الأنصار))
أما الحاكم بأمرالله فقد ادعى الألوهية وكان أصحابه عندما يرونه فى الطريق يركعون ويصيحون قائلين ((أنت الواحد الأحد والمحيى والمميت)) ولأنّ التحول من الدين أوالمذهب غالبًا ما يكون نتيجة قهرسياسى وظلم اجتماعى، لذلك نرى أنّ الفاطميين ألزموا الموظفين المصريين باعتناق المذهب الفاطمى الإسماعيلى..وهو أمردفع كثيرين من الموظفين إلى اعتناق المذهب الشيعى..كما أدى إلى تحول غير المسلمن إلى اعتناق الإسلام كى يتولوا وظائف فى الدولة..والحاكم بأمرالله اضطهد المسيحيين ومنعهم من ركوب الخيل..وأنْ يضعوا صلبانــًا فى أعناقهم زنة الصليب خمسة أرطال..وأحرق الكثيرمن الكنائس (من 197- 207) وعن الخلافة العثمانية كتب المؤلف أنّ السلطان سليم شخصية سوء وليس شخصًا سويًا..ومن أدلة ذلك أنه تآمرعلى والده السلطان بايزيد حتى اضطرإلى خلع نفسه فتولى هوالسلطنة..وعندما استولى على مصرلم يكن الخليفة المتوكل أعزلديه من والده فقبض عليه..وقبل أنْ يخرج من مصرنزع منه الخلافة قهرًا..وانتهى الاحتلال العثمانى لمصر(1517- 1914) قبل إلغاء الخلافة فى عام 1924بقرار أتاتورك العظيم..وفى عام 1926طمع الملك فؤاد فى منصب الخليفة، لذلك تواطأ الأزهرمع القصرضد الشيخ على عبد الرازق بسبب كتابه (الإسلام وأصول الحكم) إذْ ذكرفيه أنّ النبى حكم كملك على ذات الأساس الذى كان موجودًا لدى القبائل العربية قبل الإسلام. كشف العشماوى المسكوت عنه فى دورالسنهورى الذى حصل على الدكتوراه من فرنسا عام 1925فى القانون..وبدلامن أنْ يعود إلى مصرمُـدّتْ له بعثته ليحصل فى العام التالى على درجة أخرى للدكتوراه عن كتاب صُـمّمم على وضعه تحت اسم (الخلافة) والكتاب لم يُـترجم من الفرنسية إلى العربية إلاّفى عام1988 والترجمة والمقدمات والهوامش تجنح إلى ربطه بشعارات الإسلام السياسى..وفى دفاع السنهورى عن الخلافة الإسلامية كتب أنّ ((نظام الخلافة الذى نستعرضه ينطبق على الخلافة الصحيحة فى مقابل (الخلافة الناقصة) أى أنه- كما ذكرأ. العشماوى لجأ إلى التنظير..وتجاهل الواقع الدموى لتاريخ الخلافة..ووقع د.توفيق الشاوى الذى قدّم لكتاب السنهورى فى التناقض إذْ ذكرأنّ المعارضين لفكرة الخلافة هم ((دعاة التغريب)) وكان تعليق العشماوى أنّ د.الشاوى تجاهل أنّ السنهورى قدّم بحثه إلى جامعة فرنسية (استعمارية) كما يزعم. وكتب العشماوى أنه عبْرتاريخ الخلافة ((لم يُحاول أى خليفة أنْ يضع نظامًا واضحًا محددًا لرعاية الفقراء والمرضى والمُسنين بل تركوا لحسنات الناس والصدقات)) وأنّ ((الفقه الإسلامى فقه حرب أكثرمنه فقه سلام)) وأنّ د.السنهورى فى رسالته للدكتوراه ((لم يُقدم فقه الخلافة. لكنه قدّم فقه الإرهاب القادم للحقبة الآتية..وإلى ذلك نـُـلفت نظرعقلاء المسلمين)) كتب ذلك فى عام 1990..وكأنه يرى المستقبل المظلم الذى تحقق على يد غلاة الإسلاميين المدافعين عن عودة نظام الخلافة الإسلامية، رغم ما سبّبه هذا النظام من جرائم ضد الإنسانية. ***
#طلعت_رضوان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جائزة ابن رشد للأصولى الغنوشى وأكذوبة التنوير
-
مأزق الشعب اللبنانى مع الحزب الإيرانى
-
أعداء طه حسين والهدف من تشويهه
-
لغز تجاور استغلال الشعوب والديمقراطية
-
رد الغعل العربى على انحيازأمريكا لإسرائيل
-
سقطت العروبة والعروبيون يحاولون إسعافها
-
تطابق الناصرية والإسلام
-
كتابة باحث إسلامى عقلانى
-
الشعب الإيرانى ومعركته مع المرجعيات الدينية
-
لمن البقاء: للحقيقة أم للأكاذيب؟
-
عجائب الحكم العسكرى الناصرى
-
ذكرى مولد التنويرى الكفيف
-
إسرائيل والعرب فى وعى لطفى الخولى
-
إزدهار العلاقات العربية الإسرائيلية
-
سياسة أمريكا الخارجية وسياستها الداخلية
-
دفتر التنوير المتأرجح
-
أدعياء وحصدوا الشهرة والنجومية (2)
-
الأدعياء رغم تخصصهم فى الفلسفة
-
العداء العربى لرموز التنوير
-
أحمد أمين: عرب اليوم هم عرب ما قبل الإسلام
المزيد.....
-
وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور
...
-
بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
-
” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس
...
-
قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل
...
-
نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب
...
-
اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو
...
-
الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
-
صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
-
بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021
...
-
كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|