أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح مهدي - أعتذار وعتاب















المزيد.....

أعتذار وعتاب


فالح مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 6424 - 2019 / 11 / 30 - 14:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


قمت قبل يومين بأعادة نشر ما كتبه صديقي وأخي قحطان الخالدي . تضمن ذلك المنشور بضع كلمات تؤكد ان رائد فهمي لم يستقل من مجلس النواب، وان اعلان استقالته غير صحيح . لغة قحطان كانت شديدة جداً وتتضمن اهانة لرجل اعرفه عن كثب. ومن يعرف رائد فهمي لا يمكنه إلا ان يقول انه شديد الأدب وبالمعنى العراقي "متربي". والذين يعرفون رائد فهمي عن كثب يؤكدون ذلك. فقد أكد لي صديقي روميو بهنام الذي يعرف رائد فهمي منذ زمالتهم في الدراسة الاعدادية ، بأن رائد فهمي هو نفسه ذاك الانسان الذي عرفته في تلك الايام . لم يتغير وظل فهو هادئ الطبع دمث الاخلاق .
ومع اني قدمت اعتذاراً لكل الاصدقاء ممن شعروا ان اعادة نشر ذلك البوستر في صفحتي بتاريخ 27 من الشهر الجاري يمثل اهانة لهم هذا الشهر، ولكنني اعود هنا مجددا احتراماً لكل من عاتب وكتب وبعضهم أسماء رفيقة في عالم الثقافة والمعرفة .
في الثقافة الشرقية ليس هناك من حيز للاعتذار، إنما أجد ان الشجاعة في الاعتذار.
لقد كانت كبوة مني ان اعيد ما نشر صديقي قحطان، فاستقالة رائد فهمي ورفيقته هيفاء الامين كانت صادقة ولا يمكن التشكيك بها. انما هذا لم يمنعني البتة من توجيه نقد وعتاب لكل من تفضل وكتب ونقد والبعض اتهمني بمعاداة الحزب!
واحتراماُ لكل من كتب اسمح لنفسي وأعود مجددا لهذا الموضوع ، على ضوء النقاط التالية :
1 – هل انا معادِ للحزب ؟ هذا الادعاء يعود الى الحقبة الستالينية . فهو عتيق ومع ذلك أتوقف عنده ليس تبريرأ أنما توضيحاً . قلت وكتبت ولأكثر من مرة ان الحزب الشيوعي هو الحزب الوحيد الذي يستحق لقب حزب في العراق المعاصر ، وساهم مساهمة عظيمة في تطور الثقافة العراقية وعندما نمعن النظر ببعض الأسماء المرموقة في عالم الأدب والصحافة والفن والدراسات العلمية نجد ان الشيوعيين والمتعاطفين معهم يحتلون جزءا عظيما من تلك اللوحة . كما انني قلت وأكرر هنا ( اننا كلنا خرجنا من معطف الثقافة الشيوعية في العراق).
هذا ليس تبريراً انما هو موقفاً اتخذته ولا احيد عنه. كتابتي لا تتضمن اتهامات كيدية ولا قصدية ، بل رغبة جامحة للنقد ، لقناعتي ان هناك حيزا لا زال فارغاً يتمثل في الكشف عن جوهر الأشياء والغايات التي تقف وراءها . وعندما كرمني وشرفني الصديق المناضل العنيد والمثقف المتمكن كاظم حبيب بالكتابة عن كتابي ( مقالة في السفالة: نقد الحاضر العراقي) لم يجاملني البتة بل كان حريصاً على اظهار مواقع الاختلاف. الحبيب ادرك فوراً انني لا احمل ضغينة للحزب الشيوعي العراقي بل اعتبره الحزب الوحيد في هذا العراق الذي لوثت كرامته الاحزاب الاسلاموية .
يجب القول ان كاظم الحبيب لم يتخل لحظة واحدة عن اناقته في الكتابة مع انه لم يجاملني ابداً
نعم ما كتبه الصديق قحطان كان فيه قدر من العنف بيد ان بعض ردود الافعال لم تكن انيقة فأتهم بالكذب علما وانا اعرفه عن كثب هو بعيد كل البعد عن الكذب والدجل . لقد عبر عن دماره هو بالذات عبر كلماته عن رائد فهمي .
استقالة رائد فهمي صحيحة بيد انها لم تقبل لحد الان . انا اقترح على الصديق ابو رائد فهمي ان يكتب عن ذلك ويقول للشعب العراقي انه قدم استقالته بيد ان استقالته لم تقبل لحد الان ومن ثم يضيف وهذا امر سيحسب له ( لا زلت استلم مرتبي كعضو في البرلمان علماً انني مستقيل ، لذا اضع هذا المبلغ تحت تصرف المنتفضين). هذا اذا كان ما يزال يستلم راتبه في دولة المافيات والحيتان القذرة. صحيح ان الشيوعيين لم يساهموا في نهب البلد كما يقول النائب فائق الشيخ علي ، انما لا زال رائد فهمي يستلم راتب لا يقل عن خمسة الآف دولار نتيجة خدمته لمدة اربع سنوات كوزير في حكومة المالكي . ليس هناك أمرا كهذا في أية دولة ديمقراطية ( وهنا اعني ما اقول ، العراق بلد تقسيم الغنائم بعد 2003) . هنا في فرنسا عندما تنتهي مدة خدمة الوزير يستمر بأستلام مرتبه لمدة ستة اشهر وينتهي الامر . اما ان تبقى تستلم مرتباً كبيراً ومدى الحياة لخدمة قدمتها لمدة ممعنة في القصر ، فهذا أمرا لا يمكن ان يقبله من يفكر بمستقبل العراق .
2 – هل يحق لنا نقد الحزب الشيوعي العراقي؟ في تقديري نعم ولن احتاج اذنا من احد للقيام بذلك.
قد يقول البعض إنني ورطت نفسي ، وأنني سأتلقى الشتائم أو حملة تشهير ، أقول ذلك بعد ان اتصل بي صديق عزيز كان عضوا في هذا الحزب سابقاُ وقال ( لقد ورطت نفسك فسيهاجمونك ويشتمونك ويختلقون قصصا لتشويه سمعتك ) . قلت له فليفعلوا ما يشاءون، ان بيتي ليس من زجاج ولا اخاف النقد .
الحزب الشيوعي وعبر قادته ارتكب اخطاء جسيمة منذ عام 1964ولحد هذه اللحظة ادت الى قتل وتشريد وتغّييب وسجن وتعذيب مئات ان لم نقل الآف المناضلين .
الكتابة بطبيعتها غير محايدة فهي ذات طبيعة معقدة ومن يكتب يحمل شيئاً من ذلك التعقيد .
في تقديري لم يقم الشيوعيون بمهمتهم بنقد توجهات القيادة . والآن لنتساءل هل اجريت دراسات عن مشاركة الحزب في سلطة بريمر؟ هل وجه النقد للسيد حميد مجيد موسى بعد ان عينه بريمر عضوا في محلس الحكم ؟ هل تم توجيه اللوم الى السيد موسى باعتباره مساهماً في كتابة هذا الدستور الرث والمعيب ؟
حسب علمي لم تقم عملية نقد جادة لكل هذا التجربة .
هناك مثل يقول ( لا يرمى الحجر إلا للشجرة المثمرة) . لذا وبناءا على هذه القاعدة: ما يوجه من نقد حتى لو كان شديداً ، يعتبر تقديرا لحزب يعتقد صاحب النقد ان له دور يلعبه في الكشف عن آليات فعله والدوافع التي تقف وراءها .
3- هل يحق لنا نقد رائد فهمي ؟ نعم وانا على يقين ان الرجل واسع الصدر ويتقبل النقد . رائد فهمي لمن لا يعرفه مثقف متميز وقارئ نهم لذا فهو من كوادر العراق المهمة في مجال المعرفة.
عندما توجه الصديق قحطان الخالدي بنشر تلك المعلومة غير الدقيقة ، خرج عن طوره. وعلى عكس ما كتب بعض الاصدقاء ومنهم كامل الموسوي معاتبا لي على النحو التالي " إذا جاءكم فاسق بنبأ ... ) ، لم ارد على الصديق كامل فهو وكل الشيوعيين على مستوى من الرقي الاخلاقي وهنا اقول هذه العبارة وانا على يقين مما اقول فكل من عرفتهم في فرنسا او خارج فرنسا هم بديعون في سلوكهم. غضب قحطان واجهه غضب اخر تمثل بعبارات التجريح . قحطان الخالدي لم يكن في حياته كلها فاسقا،ولا كاذباً الخ من عبارات التجريح . انه رجل صاحب كلمة وحريص على مستقبل العراق وحريص على مستقبل الحزب مع انه خرج منه . انقل هنا ما كتبه في صفحتي في الفيس بوك «عزيزي د فالح ...احببت نصيحتك ببرودة الاعصاب...لكن قل لي من اين تاتي برودة الاعصاب وشلال الدم اليومي مستمر...من اين تاتي برودة الاعصاب عندما يخبرني الطبيب بأن الرئتين التي امتلكها تعمل بنسبة ٢٥%بسبب الالتهابات التي سببها غاز مسيل الدموع..من اين تاتي برودة الاعصاب عندما أتحرك ١٠ خطوات في التحرير وأظطر ان أجلس على الرصيف لالتقط انفاسي ...عذرا اعلم بأنك مرهف الحس ...لكن الواقع محزن ومظلم ‎» .

عندما يتم التطرق الى رائد فهمي لايتم التطرق اليه بصفته الشخصية بل باعتباره ممثلاً لأعرق حزب في العراق .
نعم استقال رائد فهمي مع رفيقته هيفاء الامين من مجلس النواب ، بيد ان تلك الاستقالة جاءت بعد خراب البصرة! مهمة القائد قراءة الواقع فأن فشل يجب عليه ان يرحل هذا ما نجده في الأحزاب التي خسرت الانتخابات في الديمقراطيات الغربية ،ولنا بدافيد كامرون رئيس وزراء بريطانيا ( 2010-2016) الذي قدم استقالته بعد فشل التصويت على بقاء بريطانيا في الاتحاد الاوربي.
عندما اكتب انا عن رائد اكتب عنه بأعتباره أهم شخصية سياسية لحزب لا علاقة له بالدكاكين التي تطلق على نفسها احزاب.
ليس رائد فهمي من دخل بجبهة مع مقتدى الصدر بل كل قيادة الحزب إلا من ارتأى غير ذلك ولا احتاج الى انصاف من اتخذ موقفا من تلك الجبهة ، فالتاريخ سينصفه .
في بيت الصديق رائد فهمي في بغداد وبحضور الصديقين توفيق التميمي ، وكاردو واخي أحمد قبل اكثر من سنة قلت له ( ابو رواء انتم تسيرون بهذا الاتجاه ومقتدى يسير بهذا الاتجاه) حركة يدي تشير الى انكم تسيرون نحو المستقبل ومقتدى الصدر يسير نحو الخلف !كان رد ابو رواء ان الامور لا تحسب على هذا النحو وبين ان الظروف مواتيه لذلك واذكر جيداً انه ختم حديثه بهذه العبارة " وفي كل الاحوال لن نخسر شيئاً "!
لقد خسرتم كل شيئ يا صديقي العزيز ، فقد فوجئتم بهذا السيل الجارف الذي عبّر عنه ابطال العراق من الشباب متجاوزين كل المفاهيم العتيقة . وحتى اكون أميناً لم تكن انت ولا قيادة الحزب منذهلة ومتعجبة من هذا الذي حصل . لقد فاجئ الجميع هذا السيلان المبارك .
4- هل يمكن اصلاح العملية السياسية التي جاء بها المحتل الامريكي ؟
انتم تعتقدون ( وهنا اقصد قيادة الحزب ) إمكانية اصلاح العملية السياسية من الداخل بدليل مساهمتكم بها كوزراء ونواب . لقد وجهت الصديقة شهرزاد حسن ( ناقدة موسيقية معروفة ) سؤلاُ يتضمن عتابا قبل سنة واثناء وجود ابو رواء في باريس لتسويق تحالفكم مع مقتدى الصدر، وكنت أنا من ضمن المدعوين ( ابو رواء كيف تسمحون لنفسكم بالدخول بجبهة مع مقتدى الصدر؟ ) ومن ثم اضافت ( لقد عيّن مفيد الجزائري وزيراً للثقافة باعتباره شيعياً وعندما عاتبتك قلت لي : ستتبدل الامور .... )
قيادة الحزب كانت مقتنعة ان عملية التغيير ستتم من الداخل وان التيار " الديمقراطي سيتنتصر في النهاية !
وأذا عدنا وتسائلنا من هو مقتدى الصدر فسنجد بعد ان كشفت الأوراق وأزيلت الاقنعة ان هذا الرجل حصان إيران في العراق.
ما يقوم به الشباب يا ابى رواء هو تحرير العراق من ربقة امبراطورية " الولي الفقيه ". نحن الان يا سيدي لسنا امام عملية اصلاح بل تحرير العراق .

x



#فالح_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خمسة وخمسون طعنة في ظهر العراق
- الاحتجاجات والعولمة الثانية
- انتفاضة المهمشين
- رسالة الى مقتدى الصدر
- رسالة الى عادل عبد المهدي الذي كان صديقاً في يوم ما!
- مقالة الدكتور كاظم الحبيب عن السفالة
- المفاهيم الاسطورية في الدستور الايراني


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فالح مهدي - أعتذار وعتاب