|
في نقد كتب الإصلاح التربوي في الجزائر..
حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6423 - 2019 / 11 / 29 - 22:29
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كتبت هذا المقال مباشرة بعد ان بلغ النقاش أوجه حول اصلاحات الجيل الثاني بالجزائر و بعد مغادرتي وزارة التربية الوطنية ...
شرعت مضطرا و مكرها و ملزما أمام حالة التشتت و التبعيض و الإنكفاء على الأخلاقوي و الديني و الأيديولوجي التي ألاحظها و لاحظتها كانفعالات في التعاطي مع مشروع الإصلاحات المفزع و المرعب و الهام ...
و المتروك من غير ثقل مضاد و معاكس بحجم نوعي لائق على شكل مشروع متكامل ...
حتى إذا نزل إلى التجزئة و مارس نقده على الجزئي و البعض لم يغفل الرؤية و الإطار العام و النواظم و منهجية البناء و التصميم على مستوى الكل و المشروع و على مستوى الجزء و المادة و بناء المناهج لكل مادة..
و الملامح النهائية المنتظرة من مخرجات الطور و المخرجات النهائية للمادة داخل المشروع و ايضا مخرجات المشروع التربوي و ملمح التلميذ أو التلميذ -المواطن الذي يكون ناتج هذه الإصلاحات و المدرسة الجديدة بعد الإصلاحات ...
و حتى لا يبقى إختلافنا و رفضنا و نقدنا عاطفيا إنفعاليا أخلاقويا صرفا منساقا وراء هزات عاطفية بين حين و اخر و تمارس نقدها الأخلاقوي من غير أن تهمها المسألة التربوية في عمقها ...
و كأن المدرسة فقط قيم دينية و أخلاقية و حضارية و إسلام و شريعة و تربية إسلامية و لغة عربية دون غيرها من الأبعاد التي تستوجب على المسلم أن يرتقي بخطابه التربوي و ينفتح به على عوالم التربية الفسيحة..
هل حقا نريد مدرسة تقوم على المعرفة أي يقارب فيها الإصلاح و المسألة التربوية البيداغوجية بالعلم و تراكماته و منه اضافاتنا ان كانت موجودة و يحسم فيها الخيارو هو المعرفي كما نص عليه القانون التوجيهي ومعالم السياسة التربوية ...
ثم هل هذا هو السائد و ما موقفنا منه و لماذا إن لم يكن هو السائد حصل هذا الإنحراف و الإنزلاق و ما الذي حل محل خيار المقاربة المعرفية cognitive المحددة كخيار بيداغوجي و ما موقفنا و من السوسيو-بنائية و موقعها من النظام التربوي...
و ما دور القيم الوطنية من إسلام و عروبة و أمازيغية في بناء المخرجات و كيف و هل صلاح المدرسة فقط ينطلق من كونها تحيد على القيم حتى اذا انضبطت بالقيم نواظما و ملامح نهائية للمخرجات صلح حال المدرسة الجزائرية و تحسنت مخاريجها و جودتها ....
و العكس ما مدى تورطنا في اعتماد نهج و وصفات اليونسكو و اليونسيف و الاتحاد الاوروبي و المدرسة الفرنسية تحت عنوان عولمة القيم بقيادة تقنية و أيديولوجية فرنسية تتعلق بمكافحة التنميط و مفهوم الحرية و الحرية الجنسية ...
و عولمة الحقوق و التعاطي مع المراة قفزا و تجاوزا لقيم الشريعة الاسلامية ...الخ هل هي كفيلة باحداث الوثبة و تحسين مخرجات المدرسة...
ما مكانة الكوني و كيفيات استيعابه و تمثله من طرف الكل و البعض أيضا ممن يدرسون التربية الاسلامية من أساتذة و ما موقفهم منه و كيف يتمثلونه خارج العناوين و الشعارات الفضفاضة الموهمة بتمثله و المعادية له في عمق مخيالها و فهمها للدين ...
و لماذا يغلب النقد الأخلاقوي الديني و يغيب التربوي البيداغوجي المنكفىء على ذاته و مقولاته التقليدية الذي عادة ما يصدر عن أساتذة الشريعة (التربية الإسلامية) بنزعة يغلب عليها التقليد و الإنكفاء و تخلو من التجديد إلا شعارا تحده أرثدوكسيات الكثير و انكفاءهم على ذواتهم ...
لماذا لا يرتسم الاخلاقوي ناظما و روحا و إطارا باعتدال و قراءة منفتحة...
لماذا يتخلف المعارضون لمشروع الإصلاحات على أساس من الدين عن فريضة كبرى هي البيداغوجيا و جودة المخرجات....
لماذا يظهر فقرهم جليا في التربية و التعليمية و تصميم و تطوير الاستراتيجيات و السياسات و بناء المناهج و تعلم اللغات الأجنبية و الإطلاع الوافر الناضج و العميق على التجارب الحديثة من غير قبليات ...
لماذا هذه الطفولة في التعاطي مع المسألة التربوية و الفقر الرهيب في فهم المؤامرة إلا في حدود ما يحصل من مزالق تتعلق بالتربية الإسلامية و ما يمس بالقيم الاسلامية حسبهم من أخطاء في الكتب المدرسية دون غيرها ...
فلا تفهم الإصلاحات في إطار مشاريع كونية (اليونسكو و اليونسيف) يقودها او يرافقها الطرف الفرنسي بالنسبة للجزائر و لكن في إطار عولمة القيم و التباينات الحاصلة بين الإتحاد الأوروبي و اليونسكو و اليونسيف في موضوع القاعدة المشتركة للمعارف ..
و غيره مما يتعلق بتعليمية اللغة الأجنبية و استغلال التباينات و الخلافات و تفعيلها لصالح المعارضين لو فهموا ...
أم هي فروض كفائية ثانوية رغم عدم وجوب من يقوم بها لتسقط على الاخرين و إن وجد قليلهم فعلى هامش الحراك التربوي و التخطيط يقف عاجزا على تخطي عتبات الوعي التربوي ...
حتى يكون طرحهم أجدى و مستوعبا هذا المعطى الهام و يكون طرحهم للبدائل مؤسسا على هذا الفهم مع تقليص ما استطعنا من الهوة مسافة الإختلاف بما لا يقوض هويتنا و ما لا يجعل غيرنا نشعر بأننا خطر عليه...
ما لم تظهر نقودنا بلعمق الكافي و النضج و الوعي الكافيين فتتجلى في ماخذنا على محتويات الكتاب المدرسي و تتزحزح من رؤية شاملة ناضجة عميقة الى أجزاء و منتجات المشروع فإننا نكون في مساحة تخدم خصومنا...
لسنا مكتب دراسات يشتغل عند وزيرة التربية تغرقه في وحل دراسة و تقييم الكتاب المدرسي..ما هذه السذاجة...ثم كيف يتم تقييمه بعد صدوره و لا يستشار من يقترح عليه ابداء رأيه أن يشارك في ما سوف يطبع عن قريب من كتب الجيل الثاني ...من وراء تكريس هذه السذاجة ...
هكذا تفعل الشوفينية و رفض النخبة و محاربتها و قد كانت قديما و لا زالت على مشاريع من غير محتوى و شعارات لم تتطور إلى مستوى المشروع تقدم نفسها بديلا و ما هي بالبديل...
إن حبنا لهويتنا و قيمنا للأسف كحب الدبة لصاحبها قتلته بحجرة و قد أرادت أن تطرد بها الذباب من وجهه وهو نائم ...
لذلك شرعت في تقديم بعض الملاحظات المنهجية لما صدر من كتب و كتب الإصلاح التي صدرت بين يدي ...
أنا أتذكر أن أحد اساتذة الشريعة سألني منذ أيام وما رأيك هل في كتب الإصلاح الجديدة ما هو خطر على القيم و نيته كانت هي تصنيفي و اختبار إيماني فأجبته لا خطر...
أي رهط هذا ينافح عن هويتنا بهذا الغباء و العقل التصنيفي يقاوم العلم و لو مؤدلجا باللاعلم ..
ن إني لأشفق على البعض مما يفعلونه باللقيم و الهوية ...
بل ماذا فعل ضجيجهم و هرجهم ..و أين هم من تغيير موازين القوى...
لله في بعض خلقه شؤون...
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مخاطر القراءات الماضوية و الحرفية و التبعيضية للقران
-
التفلسف من غير معالم تقليد غير مبصر..
-
بلعقروز على خطى طه عبد الرحمن محاولا نقد أركون و الجابري ..
-
في ي تدوير منتجات التراث بمساحيق التجديد الأصولي و المقاصد
-
التدين المغشوش..إنفصال القول عن الفعل..
-
أرباب الأقانيم المغلقة للتفلسف ..
-
فقه الحديث بناظم القران أصلا..
-
في الكتابة..
-
موتى و مرضى التراث..يقتلون الحياة في أمتنا..
-
في تطوير و تحيين و تثوير العلوم الإسلامية و إعادة بناءها ..
-
العمل الجماعي في الجزائر..الفريضة الغائبة ..
-
كلمة في الجنسانية و المرأة و نظرية الجندر و مكافحته
-
في العقل التصنيفي..
-
الأسئلة المدخلية لنقد ما يسمى ب - منهج الدراسات المصطلحية -.
...
-
كلمة في معالم مشروعي النهضوي الجامع و خصائص نخبته
-
في التصوف نقيا و ثريا و وافدا غريبا
-
في الثورة التحريرية الجزائرية ..و مفهوم القراءة .. عند محمد
...
-
ملاحظات حول الحراك الجزائري راهنه و مستقبله (2)
-
في زواج المتعة - الشيعي- و المسيار - السني-
-
في نقد كتب الإصلاح التربوي في الجزائر
المزيد.....
-
ترامب يعتزم إنشاء لجنة للقضاء على التحيز ضد المسيحيين
-
الإعلان عن موعد دفن آغا خان زعيم الطائفة الإسماعيلية في مصر
...
-
ماما جابت بيبي..استقبال تردد قناة طيور الجنة بيبي على القمر
...
-
“ماما جابت بيبي” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على النايل
...
-
رئيس بلدية رفح يناشد الدول العربية والاسلامية إغاثة المنكوبي
...
-
وزير الدفاع الأسبق: يكشف العقيدة الدفاعية للجمهورية الاسلامي
...
-
-ترامب سينقذ العالم من الإسلام المتطرف- – جيروزاليم بوست
-
قائد الثورة الاسلامية في تغريدة: كل فلسطين من النهر الى البح
...
-
الآغا خان الرابع زعيم قاد الطائفة الإسماعيلية النزارية 68 عا
...
-
إيهود باراك: خطة ترامب بشأن غزة -خيال-
المزيد.....
-
السلطة والاستغلال السياسى للدين
/ سعيد العليمى
-
نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية
/ د. لبيب سلطان
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
المزيد.....
|