صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6423 - 2019 / 11 / 29 - 12:58
المحور:
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
أشرنا في الجزئين الأول والثاني من هذا المقال كيف ان أفق وأيديولوجيا الإسلام السياسي بات مهتزا بسبب الانتفاضة وكيف أن هذا الاهتزاز شكل فراغا فكريا وسياسيا، الى حد ما، على صعيد المجتمع.
كما وأشرنا الى ان التيارات البرجوازية القومية والقومية النيو ليبرالية تريد ملء هذا الفراغ عن طريق استغلال المفاهيم والشعارات العامة مثل "الوطن" بعد تجريده من المحتوى السياسي والاجتماعي والاقتصادي. وأخيرا قلنا ان الوطن الذي تروج له هذه التيارات هو في الحقيقة وطن لتراكم الثروات للأقلية الرأسمالية والفاسدين ولكن الفقر والبؤس والحرمان لأكثرية السكان.
ان الطبقة البرجوازية في العراق وبلدان منطقة الشرق الأوسط لها حركاتها الاجتماعية وتياراتها الفكرية والسياسية العديدة ولكن أكثرها قوة هما الحركتان والتياران الاجتماعيان البرجوازيان الأساسيان التيار الإسلامي والتيار القومي ومشتقاتهما من التيارات الفاشية والٍشوفينية او الإرهابية. ان التيار البرجوازي الإصلاحي والتيار الليبرالي ليس بهذه القوة والنفوذ داخل أوساط الجماهير.
أن أي اهتزاز وتراجع في نفوذ التيار الإسلامي والقومي سيفتح الأبواب امام تحرر جماهير العمال والكادحين والشبيبة الثورية والنساء من قيود الإسلام السياسي والخرافات والأوهام القومية والطائفية. ان الانتفاضة قدمت خدمات كبيرة لهذه القضية التحررية حيث انها ومع أولى خطواتها دفعت الطائفية والانقسامات على أساس العرق والقومية والطائفية الى الوراء وفتحت الأبواب أمام تقدم نضال المرأة السياسي وغيرها من المكتسبات التقدمية.
غير ان هذه التجليات التقدمية للانتفاضة وقواها المحركة العمالية والكادحة بحاجة الى ان تتحول الى افق سياسي وفكري تحرري راسخ وسائد في المجتمع. وهذا يشكل احد اهم التحديات واهم أركان أي تغيير ثوري في المجتمع
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟