صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن-العدد: 6423 - 2019 / 11 / 29 - 02:28
المحور:
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
يعول الكثير من المنتفضين على موقف منظمات دولية او دول بعينها في سبيل مساعدة المنتفضين العراقيين او إيصال صوتهم او الضغط على السلطة من اجل إيقاف القمع والإرهاب الذي تمارسه هذه السلطة على المنتفضين.
في المقابل لا نجد أي مواقف جدية تجاه المجازر المرتكبة من قبل منظمة الأمم المتحدة او منظمات كالعفو الدولية وحقوق الانسان وغيرها سوى تصريحات خجولة تحث فيها السلطات على ضبط النفس وعدم استخدام القوة المفرطة، والمطالبة بأجراء إصلاحات ليس لها اية علاقة بأهداف المنتفضين في اسقاط النظام!
بدأ المنتفضون يدركون يوما بعد اخر ان كل هذه الجهات لا يعنيها ما يحصل في العراق ولا بمطالب المنتفضين، انما همها الأول هو تمثيل مواقف ومصالح الدول التي تمثلها وخصوصا الدول المسيطرة على القرار العالمي. فالأهم بالنسبة لهم هو ضمان تدفق النفط للأسواق العالمية بغض النظر عن شكل السلطة وهل هي تقمع الشعب ام لا. كذلك فان تجارب الثورات والانتفاضات في العالم تبين ان هذه الأطراف تنتظر ما تؤل اليه الأمور ولا تتدخل الا إذا تهددت مصالحها، بل ان تدخل القوى الامبريالية والدول الرجعية ومنظماتها دائما تساهم بخراب والتآمر على الشعوب وسرقة ثوراتها وانتفاضاتها. ما يهم هذه القوى والمنظمات بقاء سيطرة صندوق النقد والبنك الدوليين على مقدرات الجماهير في العراق وبالتالي السيطرة على القرار السياسي فيه، ولا يهمهم ما تقوم به السلطة الحالية من جرائم خلفت الاف الجرحى والمعاقين ومئات الضحايا.
الجماهير المنتفضة هي الوحيدة القادرة على حسم انتفاضتها لصالحها وتحقيق أهدافها عن طريق تنظيم نفسها ووعيها السياسي لذاتها كسلطة قادرة على فرض ارادتها رغما عن كل الأطراف الإقليمية والدولية، لأنها الوحيدة صاحبة الحق في ذلك. اما الانتظار من هذه القوى والمنظمات والدول أي حلول يعني المراهنة على سرقة الانتفاضة وحرفها عن مسارها.
#صوت_الانتفاضة (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟