أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - السادس من أيار/مايو بين لوائنا السليب وجولاننا المحتل (قراءة معارضة)















المزيد.....

السادس من أيار/مايو بين لوائنا السليب وجولاننا المحتل (قراءة معارضة)


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 11:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


السادس من أيار/مايو بين لوائنا السليب وجولاننا المحتل (قراءة معارضة)
بدرالدين حسن قربي*
افتُتح في اللاذقية "الأسبوع الثقافي التركي" الذي تقيمه وزارة الثقافة التركية، وذلك في دار الأسد للثقافة من 2 إلى 12 أيار/ مايو 2006 . تداعى بعض المعارضين والمستقلين إلى الاعتصام أمام الدار بهذه المناسبة رفضاً لمثل هكذا أسابيع. فلماذا كان هذا الأسبوع وماهي مدلولاته، وفي هذا التاريخ بالذات!!؟
في هذا التاريخ وفي هذا الأسبوع تمرّ ذكرى 6 أيار التي تعتبر يوم الشهداء في سورية ولبنان وذلك تأريخاً لإعدامات على أعواد المشانق في ساحتي البرج والمرجة في بيروت ودمشق لواحد وعشرين رجلاً من رجالات الفكر والرأي في بلاد الشام أوفيما يُعرَف اليوم برجالات المعارضة، نفذها والي الشام جمال باشا الذي لقب فيما بعد بالسـفاح.
وكان يتم إحياء هذا الأسبوع من التاريخ السوري المعاصر عادةً بأحاديث الردح والندب والنيل من الممارسات التركية القمعية والدموية إبان حكمها بلاد الشام. وإن نسي الردّاحون شيئاً في هذه المناسبة فلا بد من الإشارة إلى لواء الاسـكندرون الجزء المغتصب من أرض سـورية (2700 كم مربع) والذي تبرعت به فرنسـا 1939 أثناء فترة احتلالها إلى الدولة التركية.
بقي هذا الجزء من الأرض السورية محل نزاع وتنازع بين الحكومات السورية والتركية المتعاقبة، يقوى حيناً ويختفي أحياناً كثيرة، ولكن لم يحظ هذا الضم والابتلاع بالاعتراف السوري الرسمي في كل الأحوال حتى كان عام 1998 حيث ارتفعت لهجة التهديدات التركية نتيجةً لإيواء سـورية للزعيم العمالي الكردي السيد/عبدالله أوجلان الذي كانت منظمته الكردية الانفصالية اليسارية تتلقى دعماً متعدد الأوجه وبلا حدود- بما فيها مراكز تدريب - في العهد السوري لحكم الأسد الآب، تنطلق بأعمالها ضد الدولة التركية من سـورية، وكادت الأمور تشتعل مابين الدولتين على خلفية هذا الدعم الذي كان يستهدف فيما يستهدف – من الطرف السوري – إقلاق راحة الخصم التركي علماً أن سورية كانت ضد مطالب الأكراد السوريين عموماً بل وصل الأمر حد الاضطهاد وتجاوز حقوق الإنسان المعترف بها دولياً وإنسانياً.

وصلت التهديدات العسكرية التركية في حينها حافة الهاوية، ورهنت مصير النظام السوري بطرد ( تسـليم ) السيد/ أوجلان وتوقيع اتفاق أمني. فكان ماكان من تسليم ( طرد) الزعيم الكردي، وتوقيع ماعرف باسم اتفاقية أضنة عام 1998 التي أعادت الهدوء إلى الوضع الأمني والعسكري مابين الدولتين الجارتين. هذه الاتفاقية التي لم يعرف أحد من السوريين – بمن فيهم مجلس الشعب – على الأقل مضمونها وبنودها التي ألقت البرد والثلج على قلب الجارة التركية. ولكن ماتبعها يشير أن صفقةً كبيرةً عقدت، وأن تنازلات أبرمت، ووعوداً بالرخاء والازدهار أعطيت.
فلقد أعقبها اتفاقات اقتصادية وزيارات أمنية وعسكرية بما فيها زيارات على مستوى الرؤساء وقّعت خلالها العديد من البروتوكولات كانت تتضمن فقرة حول «مصطلح تركيا» تشير الى حدود السيادة التركية البرية والبحرية وفقا للقوانين الدولية، وهو ما اعتبرته انقرة اعترافاً سورياً ضمنياً بحدود تركيا، وتخلياً عن المطالبة بالاسكندرون عندما ألغى الجانب السوري تحفظاته على توقيع هكذا اتفاقات.
ومما يؤكد مثل هذا التوجه ظهور خريطة سـورية الطبيعية مقتطعاً منها لواء اسكندرون منشورة على موقع رسمي للنظام السـوري هو موقع إدارة الشؤون المدنية على الإنترنت:
(http://www.civilaffair-moi.gov.sy/sf04/index.php).وعلى بعض أوراق النقد الجديدة من فئة
الألف ليرة (الطبعة الجديدة)، وكانت صحيفة "تشرين" الحكومية قد نشرت في الأول من أيلول/ سبتمبر 2005 دراسةً عن البطالة في سورية نشرت خريطتها من دون اللواء السليب. هذا ماظهر حتى الآن ولعل المخفي أعظم.

إن مما لاشك فيه أن الضغوطات والتهديدات التي تعرض لها النظام في عهد الأسد الآب كانت أكيدةً وخطيرةً دفعت به إلى حل الوضع على هذه الطريقة والتخلي أو السكوت عن المغتصب من الأرض مع الأتراك، ثمّ تولّى تسويق مثل هذا الاعتراف على طريقته في تسليك أموره وتمريرها عبر عددٍ من السنين مع الظروف السياسية المستجدة والمواتية.
إن أخطر مافي اتفاقية أضنة الأمنية 1998 أن محتوياتها وبنودها سـرية وغير مكشوفة، وأنها تمت في ظل نظام شمولي قمعي، ومن ثمّ فلسوف نجد ونواجه بين السنة والسنة التي تليها بعضاً مما يَنْفُذُ يكون إنفاذاً واستكمالاً لتلك الاتفاقية المشار إليها. خريطةٌ رسمية على موقع أو على العملة الورقية، توقف الحديث أو الامتناع عن الكلام الذي اعتدنا سماعه عن اللواء السليب وسياسات التتريك وغيرها من الممارسات، وعمل نشاطات من مثل الأسبوع الثقافي المشار إليه، والبقية قادمة على الطريق ليذكر بعضنا بعضاً.

فإذا كان النظام السوري يتنازل عن أرضٍ سـوريةٍ مغتصبةٍ وسـليبة، ويقدم معها رؤوس أشخاص كان يستغلهم ويبيع فيهم ويشتري عندما تعرض نظامه للتهديد أو شـارف على الانهيار كما كان في لواء الاسكندرون وزعيم حزب العمال الكردستاني السيد/عبدالله أوجلان، وقد كان يُخوّن كل من يتحدث – ولو من بعيد- عن مثل هذه الحلول من قبل.

فهل يمكن القول أن النظام يقبل أو يمكن له التنازل عن الجولان المحتل (1200 كم مربع) ويقدم أكبر الرؤوس – كما كان في حال أوجلان - من المقاومين للاحتلال الإسرائيلي مابين الشام وبيروت للخروج من أزمته الراهنة – أو مما يمكن أن يكون في المستقبل- التي تتهدده وتحيط به ولاسيما أنه حتى اللحظة كان عاجزاً أو لايريد صنع مقاومة في الجولان كالتي صنعها اللبنانيون مثلاً !!!؟ فلقد مضى على احتلال الجولان قرابة أربعين عاماً وهو يشكو الى الله همّّه وحزنَه وليس فيه مقاومة ولا مقاومين، ومع ذلك يصر النظام السوري على مناكفة الآخرين واتهامهم بوطنيتهم والنيل من أقدارهم علماً أنهم أعادوا المحتل من أرضهم ولم يبق لهم سوى مايسمى اصطلاحاً بمزارع شـبعا (40 كم مربع).

بقينا لأكثر من خمسين عاماً نُدَرّس ونُمْتَحَن، ونعلّم ونُحَفَّظ أن اللواء سليب ومغتصب وهو أرض سـورية 100%، وسنجق تابع لولاية حلب الشهباء من العصر العثماني أعطي للأتراك بمساعدة فرنسية، وكانوا يحقنوننا بمعطيات وأفكار تؤكد أن طلوع الشمس من مغربها لأهون من ترك هذه الأرض المغتصبة التي ترعرع فيها وعلى أرضها العديد من مؤسسي حزب البعث، وكثيراً بل والأكثر منه استدعاء التاريخ للحديث عن كل الممارسات والقمع التركي تجاه الآباء والأجداد، ثم جثنا بعد 1998 لنسمع كلاماً غير الكلام وأحاديث غير الأحاديث، (وطلعنا حبايب وغير شكل كمان). ولنكتشف أن قمعهم كان (طق حنك) على القمع الذي واجهناه ونواجهه أيام العهد العروبي والقومي كما يزعمون. فهل يمكن لمثل هذا السيناريو أن يتجدد مع الجولان أو بشيءٍ من مثله!!؟

في معطيات الظروف السابقة والحالية للنظام ومعطيات الوضع الدولي لانستبعد أن يكون قد حدث أو وقع شيء من هذا. أليس عجيباً أن تكون الجولان وجبهة الجولان المنطقة الأهدأ في فلسطين وفي كل المناطق المحتلة بل هي هادئة تماماً، بل هي أهدأ من تل أبيب نفسها عاصمة الصهاينة، بل يمكن الجرأة أكثر لنقول أنها آمن وأهدأ لساكنها من دمشق نفسها!!؟

والأهم من كل ماسبق، أن يأتينا من أضاع الجولان أو خسرها أو سلّمها أو أجّرها أو تبرع بها أو وهبها أو تنازل عنها أو أعطاها...الخ، ليقرأ علينا مزاميره في الوطن والوطنية والصمود والتصدي والمقاومة والمقاومين ويُصْدِر ويُصَدِّر أنواط المقاومة والوطنية ويوزعها على الناس فيعطيها من يريد، ويمنعها عمن يريد.
ألهذا الحد يتنازل عن الأوطان، وتتم الاتفاقات، وتنفذ السياسات، وتصبح الوطنية والمقاومة شهادات، وتمرر الأمور قليلاً قليلاً مع طول السنين اعترافات وضمانات.

بمناسبة ذكرى 6 أيار/مايو 2006 وفي لقاء بروتوكولي مع أبناء الشهداء كان مما قاله الرئيس السـوري لهم:
إن ما ينقصنا في هذه المرحلة هو الشجاعة وأن الأمور ليست ماديةً بل معنويةً، والظروف التي مرت بها سورية كانت صعبةً، وكانت الحرب معنوية.‏‏‏ ودعاهم في نهاية كلمته إلى التمسك بالارض.
نعم قد قيل ماقيل من المتن، فأين الشـرّاح والمفسـرون!!؟



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن خطابٍ خشبي سألوني!!
- بشهادة « الحُص» ، الحق حَصْحَص..!؟
- قنطار لبنان أم قناطير الشام !!؟
- السادس من أيار/مايو يوم شامي متجدد
- محطات شامية
- اختر الإجابة الصحيحة، أو هاتها من عندك!!!
- آهات البشر بين منتظري المسيح والمهدي المنتظر
- محطات سورية ( 10 ) أخ كريم وأسرة كريمة
- محطات سورية ( 9 ) الله لايعطيكم عافية
- الإعلام السوري العلني في - جبهة الخلاص الوطني -
- الثورة الفرنسية في شامستان
- محطات سورية 1
- محطات سورية
- ذكرى الميلاد المجيد
- محطات سورية ( 5 ) النائب والوزير
- ..!! ؟المعارضة السورية و خدّام هل إلى تفهّمٍ من سبيل
- دعوي سورية النظام على السيد عبدالحليم خدام
- المعارضة السورية ..؟ الغاء قانون الطوارئ أم الغاء حالة الطوا ...
- النظام السوري والمعارضة 1
- ليل السجون السورية هل له من آخر


المزيد.....




- أثناء إحاطة مباشرة.. مسؤولة روسية تتلقى اتصالًا يأمرها بعدم ...
- الأردن يدعو لتطبيق قرار محكمة الجنايات
- تحذير من هجمات إسرائيلية مباشرة على العراق
- بوتين: استخدام العدو لأسلحة بعيدة المدى لا يمكن أن يؤثرعلى م ...
- موسكو تدعو لإدانة أعمال إجرامية لكييف كاستهداف المنشآت النوو ...
- بوتين: الولايات المتحدة دمرت نظام الأمن الدولي وتدفع نحو صرا ...
- شاهد.. لقاء أطول فتاة في العالم بأقصر فتاة في العالم
- الجيش الإسرائيلي يعلن اعتراض صاروخ باليستي قرب البحر الميت أ ...
- بوتين: واشنطن ارتكبت خطأ بتدمير معاهدة الحد من الصواريخ المت ...
- بوتين: روسيا مستعدة لأي تطورات ودائما سيكون هناك رد


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بدرالدين حسن قربي - السادس من أيار/مايو بين لوائنا السليب وجولاننا المحتل (قراءة معارضة)