زين العابدين الرماحي
كاتب مقالي...
الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 10:06
المحور:
المجتمع المدني
اليوم قد حدثني صديق عن فتاة مادحاً ايها، فلم تزل تنشر التدوينات اقتباساً من الكاتب الشهير ديستوفيسكي؛ واصفاً اياها بالنخبة، اثار انتباهي كيف ان اقتباساً ديستوفيسكي وضعها في خانة النخب، وانا على يقين ان نصف ما كُتبَ لايتعدى سوى منشورات فيسبوكية تنشر هنا وهناك ولإضافة طابع الثقافة والرقي تختم بأسم ذلك الكاتب.
فالمشكلة الاساسية في ثقافة النخب هو التصنيف؛ فمن يصنف النخب وكيف تصنف، بعض الاحيان تصنف وفق مقياس معين كأن يكون خريج الكلية الفلانية او الجامعة الفلانية او انه قد قراء في الادب الفرنسي والاشد غرابةً ان يكون اغرق في اقتباسات لامعنى لها في بعض الاحيان، مثل الذي ذكرته اعلاه. العجيب ان البعض قد يتصرف كنخبوي ليثبت انه نخبوي، كأن يشرب القهوة عندما يقرأ او أن صفحته مليئ بصورة الكتب دلالة على نخبويته، والبعض وعلى استحياء ينشر صورة لصفحة في كتاب ليثبت انه قد قراءه بدعوة عظمة الكاتب او عظمة الاقتباس، وكأن النخبة اسلوب حياة! لم تكن النخبة الحقيقة في اي مجتمع متقدم اسلوب حياة، لايهم ما تلبس او ما تنشر او ما تفعل هل تشرب القهوة او تضع ذلك الغطاء على الرأس الذي لا اعرف اسمه، المهم ان تكون فعالاً كنخبوي، فعالاً في المجتمع ان تعمل وان تحدث التغيير الحقيقي ثم بعد ذلك اشرب القهوة او الشاي ذلك لا يعني شيء للمجتمع، ليس مهما للمجتمع ما تاكل او ما تشرب او ما تنشر المهم ان تكون فعالاً بشكل ايجابي في مجتمعك. ثم ان الثقافة لا تكفي ان تكون نخبوي او حتى مثقف، مالم تقرن بالفعل والعمل، هل يمكن ان يشرح لي احدكم ما فائدتي من شخص قد قراء 1000000 كتاب واعتزل الناس وابتعد عنهم ليوصف كنخبوي؟
#زين_العابدين_الرماحي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟