|
هل يُسقط الإخوان المسلمين الأردنيين حكومة حماس حسب الرغبة الإسرائيلية ؟!
عصام المصري
الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 07:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحدثت في مقالٍٍ سابقٍ عن نقطة تحول جوهرية في الصراع العربي الإسرائيلي متمثلة في إعادة القضية الفلسطينية إلى حضنها العربي، عبر انتخاب حركة حماس، التي رمت بدورها الكرة منذ اللحظة الأولى إلى العواصم العربية والإقليمية، آملة أن تقوم هذه العواصم بالضغط على إسرائيل، فزارت وفود الحركة عواصم المنطقة بغية تحريك الصراع في كل الاتجاهات، في رحلة مكوكية بدأوها من الرياض وعواصم الخليج بالإضافة إلى دمشق وطهران، لكن الأشقاء العرب إرتدوا إلى خوفهم الفطري، وبدلاً من أن يقوموا بمبادرات تاريخية تعي أهمية وجود المقاومة في قلب الحكومة الفلسطينية، انكفأ العرب ومارسوا الضغط على حماس، مضيفين تخاذلا على تخاذل، وجبنا على جبن. إن قرار الشعب الفلسطيني في انتخاب حماس ليس فقط تعبيراً عن سُخطهم تجاه فساد رموز السلطة، وانسلاخها عن نهج فتح الثوري بالذهاب الى المفاوضات بنية التسليم والتنازل، لقد قرر الشعب الفلسطيني إعادة الإعتبار إلى ثورته، ولما لم يكن الخيار إلا بين السلطة وحماس (أؤكد هنا السلطة وليس فتح) إختار الشعب الفلسطيني حماس. ومن هنا أصبح للقضية الفلسطينية رؤوس عربية وإقليمية لو أن الرياض والقاهرة - تحديداً - تبادران بجرأة وتراهنان على حماس، وإلا فإن حماس لن تكون إلا ورقة إيرانية/ سورية.
في ظل معطيات كهذه كان لا بد من إعادة قراءة الوجود الفلسطيني في الأردن من قبل الحركة التي أرسلت بدورها اشارات إلى النظام الأردني تنبهه إلى ضرورة إلتزام الحياد وألا يركب موجاً سيكسره، في تهديد مبطن من الحركة بتحريك الورقة الفلسطينية الساكنة بالأردن، لكن النظام الأردني وكسالف عادته وضمن تحالفاته التاريخية مع تل أبيب وواشنطن بدأ يدير مخططه مع الموساد -على وجه الخصوص- في مسلسل كانت حلقته الأولى في القبض على الشبكة التي تديرها حماس، في محاولة لعمل شرخ بين حماس الداخل وحماس الخارج، ومن ثم بقطع الطرق أمام الرياض والقاهرة باللعب بورقة حماس، ولن يوفر هذا المخطط بأن يطال سوريا وسواها في منطقة مشتعلة، ووفق رؤية نظام لا تضبطه أية ضوابط أخلاقية. إضافة إلى أن الرعب أصاب النظام الأردني (المرتزق) أكثر من ذي قبل، خوفاً من ضياع الورقة الفلسطينية من يده، فرد هذا النظام بإعلان معركته ليس ضد حماس فحسب بل ضد كل الشعب الفلسطيني سعياً لإبقاء الوجود الفلسطيني عنده ورقة بيده لا ينازعه عليها أحد.
يسعى النظام الأردني وعبر عملائه الذين يبثون سمومه في الصحافة الأردنية وعلى رأسهم صالح القلاب (عميل الـ C I A، والشاذ جنسياً)، عبر الكتابة عن أن هناك تياراً داخل حركة الإخوان المسلمين الأردنية يرى أن إيران دولة فارسية صفوية، وأن سورية دولة نصيرية علوية يحكمهما تحالف مذهبي طائفي سياسي، ليكمل تخريبه بالسعي الى أن تقوم الحركة الإسلامية الوطنية بدورها الوطني بالإنضمام إلى مخطط الأردن/ الموساد القاضي بضرب حماس واسقاطها من المعادلة السياسية الاقليمية. وعلى نفس الوتر يعزف معن أبو نوار (ببغاء النظام الأردني) معزوفته في مقالته الصادرة قبل أيام في جريدة الرأي الأردنية حيث يشكك بوطنية الأخوان المسلمين بسبب رفضهم للرواية الرسمية الأردنية، وكأنما أبو نوار يريد تفصيل جميع الأردنيين حسب هواه الضال، ودجله المخزي، بل ويزيد في غيّه باللعب على ورقة (فلسطيني/ أردني).
يحاول النظام الأردني إختراق حركة حماس عبر عملائه بالتدخل لتثبيت تُهم حماس في قضية الأسلحة، في سعيه لعرقلة تفاهمات حماس الأخيرة مع بعض الدول العربية مثل سوريا ودول الخليج، ولجعل حماس ( غولة المنطقة) كما فعلت أمريكا من قبل وصنعت القاعدة. لذا وجب على الحركة الاسلامية الأردنية أن تختار هذه المرة – وأمام الملأ- بين المشروع الصهيوني والمشروع العربي. ليست هذه المرة الأولى التي يحاول فيها هذا النظام الأردني كتابة دراما مسرحية يظهر في النهاية بعض الممثلين يقرأون اعترافاتهم عن أوراق أعدها أحد ضباط المخابرات، ضابطين أسلحة تعود إلى عام 1992 في قضية سابقة لا دخل لها من قريب أو بعيد بما يدعيه النظام. حيث يحذر كل مواطن عربي حرْ من إنجرار الأخوان المسلمون الأردنيون هذه المرة مع النظام الأردني في مواجهة حماس - والتي كانت تعتبر أحد أجنحة حركة الأخوان المسلمين العالمية في فلسطين- فهل تقرر الحركة تخليها عن حماس لصالح النظام الأردني؟ أم أن الأخوان سيقاتلون دفاعاً عن فلسطين والعرب والمسلمين كما قاتلوا عام ١٩٤٨ ؟
الكل يعرف مدى الإرتباط التاريخي والاستراتيجي بين الحركة الإسلامية الأردنية والحكم الهاشمي، إذ تتذرع الحركة أن ما قامت به في منتصف الخمسينات كان بسبب عدائها العقائدي والسياسي لليسار والبعث، لكن المعادلة تغيرت اليوم إذ أن رأس حماس هو المطلوب! سؤال يطرح بقوة إذا ما انحازت الحركة إلى النظام الأردني في معركته ضد حماس والشعب الفلسطيني: هل تساهم الحركة في إسقاط الحكومة الفلسطينية حسب الرغبة الاسرائيلية ؟!.
#عصام_المصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|