أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - حول بعض ضرورات التضامن المنتج، والحريص، مع الحراك الشعبي في العراق















المزيد.....

حول بعض ضرورات التضامن المنتج، والحريص، مع الحراك الشعبي في العراق


رواء الجصاني

الحوار المتمدن-العدد: 6421 - 2019 / 11 / 27 - 01:17
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


----------------------------------------------------------------------
ليست منّةً، ولا هو فضلُ من احدٍ ان يتضامن النبلاء مع مطاليب الناس في العيش الكريم والمساواة، وعدم التمييز، ويقدمون الدعم – بما يستطيعون- لتلك الاهداف السامية.. وان كانت تلك هي الحال العامة، فكيف بالعراقي الذي يرى مواطناته ومواطنيه يتظاهرون منذ نحو شهرين مطالبين برفع الحيّف، ومن اجل بلد خال من العنف والفساد، طموحٍ للأمن والازدهار..
وبذلك المنحى راح الكثير من العراقيين داخل بلادهم وخارجها يشاركون- وبأوسط الايمان على الاقل- في اعلاء روح التضامن الحريص، والواعي، مع الحراك الشعبي المشروع، وخاصة بعد استشهاد اكثر من ثلاثمئة وخمسين من الضحايا الابرياء، والالاف من الجرحى والمصابين، بسبب مواجهة بعض الاجهزة الامنية، وغيرها، للمتظاهرين والمحتجين، وخاصة السلميين..
ولا شك فأن أشكال التضامن والدعم تتعدد وتتنوع بحسب الظروف والمواقع ، وكذلك الدوافع والقناعات التي تتباين بحسب المدارك والقدرة على الفهم الاستيعاب، وغير ذلك من اهداف معلنة وغيرها .. ولكن تبقى الحقيقة قائمة بأن اختلاف اشكال التعبير، عبر ذلك الدعم والفعل التضامني، لا تتيح لوحدها ترتيب من هو الأكثر تضامناً وحرصاً من غيره.. وهكذا يعبّر شاعر هنا، وفنان وكاتب هناك، وغيرهم، بقصيدة او لوحة او كتابة او رأي، او بمساعدات ما او تجمعات وسواها كثير ومتنوع ..
وبمثل سابقاتها السبع، بشأن الحراك الشعبي (الهبة/ الانتفاضة/ الحركة الاحتجاجية...) تأتي هذه المساهمة لتتحدث عن تصورات ورؤى تظنّ بأن مما تشمله متطلبات الدعم والتضامن المنتج، والحريص: التوعية والتنوير والتحذير والتوجيه والمشورة، وخاصة المستقاة من تجارب ووقائع حياتية، ومن سعة أفق ونظر، ودوافع انسانية، ووضعها امام ذوي الشأن، ولا سيما طلائعهم، ونشطائهم ومنها:
1- التأكيد على اهمية الحفاظ على سلمية التظاهرات، ومنع محاولات تصعيدها، وبهدف الحفاظ بكل ما هو متاح، على حياة المحتجين السلميين، ومنع وقوع المزيد من الضحايا العزيزة والدماء الغالية، وخاصة ان هناك من يريد "تـثويـر" الاحداث بسبب قناعات ما، أو لأسباب ودوافع أخرى ..
2- دعم المحتجين عبر دعوتهم لمزيد من الانتباه الى موازين القوى، عددا وعدة، وفي ضوء ذلك الوصول للاختيار الانجح والانجع، لأشكال التظاهر ومواقعها، وسبل ديمومتها الايجابية وكيفية ذلك..
3- تقديم المشورة لأصحاب الأمر بضرورة اختيار المطالب وترتيبها، وتحديد سقوفها، بعيدا عن العاطفة، وبعيدا عن المؤججين، وخاصة المترفين منهم، ممن لم يذقْ المرارات الحقيقية .. كما بعيدا عن وسائل الاعلام غير المهنية، والجهات ذات المصلحة في اشاعة الفوضى والدمار في البلاد العراقية. وهنا يجدر الحديث ايضا عن اهمية التنبيه الى ما يُراد من وقوع الدولة كلها – وليس السلطة فقط – في فراغ دستوري، مما "قـد" يودي الى مزيد من الانقسام والتشظي المجتمعي، وحتى الاقتتال الداخلي/ الاهلي، وتلكم هي حالات سوريا وليبيا واليمن أمام أعين الجميع..
4- ولا شك فأن النقطة السالفة تحتاج من المتضامنين، والداعمين للحراك الشعبي السلمي، المشروع، تأكيد الدعوة للمعنيين للأسراع بأعلان اداراتهم / تنسيقياتهم/ قياداتهم للتظاهرات، لكي تتولى من جهتها تحديد اولويات الاهداف، والتفاوض حولها، خاصة وقد باتت المقولات والمبررات بشأن ذلك مثل "عفوية التظاهرات" غير منطقية ولا مقبولة بأية حال من الأحوال..
5- كما ان على الداعمين والمتضامنين، المخلصين، التنبيه الى ان كل الاحتمالات قائمة، والتحذير من اولئك الذين تحيّنوا – ويتحينون – الفرص، لدفع الاحتجاجات الى نوايا واهداف اخرى بعيدة كل البعد عما خرجت به الالوف المؤلفة من المتظاهرين، وخاصة الفقراء والمهمشين، وذوي المطالب المشروعة في الحياة الحرة الكريمة..
6- وهنا وارتباطا بالفقرة اعلاه، يظهر كم هو مهم بأن يسعى المتضامنون النجباء لبذل جهود اكبر في مجال التوعية بأهمية الظروف الاقليمية والدولية التي تحيط بالبلاد، والتي تؤثر بشكل مهم جدا على ما تطمح اليه الجماهير الشعبية – اولاً- من أصلاحات وتغيير في مجالات النظام السياسي والاجتماعي والمعيشي، وضد المحاصصة غير المشروعة، والفساد المتجذر، والممارسات العنفية من كل الاطراف..
7- ومما هو مهمٌ التوكيد عليه هنا، ضرورة التشاور مع الشخصيات والاحزاب والقوى والتيارات الوطنية، الوطنية، النزهاء، والاستفادة من تجاربهم، وخاصة ان لهم قوى وجماهير، وتأثير في الواقع الشعبي، سواء رضيّنا بذلك أم لم نرضَ به..
8- كما من المهم ايضا تنوير المتظاهرين بأن لا ينقادوا أويتأثروا بما يطرحه الطائفيون والعنصريون وذوو المصالح الخاصة السياسية وغيرها، ولو تزيّوا بلبوسات الحرص، ومن بين ذلك نسيان أو تناسي النظام الدكتاتوري البعثي، حتى عام 2003 وحروبه الداخلية والخارجية، والمقابر الجماعية، وعسفه وأضطهاده الذي شمل مختلف فئات المجتمع ...
9- ومن المفيد ايضا، بل والضروري، ان يسعى الداعمون والمتضامنون مع الحراك الشعبي المشروع، والسلمي، ان يواصلوا الدعوة والتنوير بأهمية عدم الانجرار وراء اولئك الذي يسعون بالقول والفعل، لاشاعة المزيد من الدمار والدموية، والانشقاقات الداخلية، مثل محاولات التجاوز بالانتقادات والتحريض والتضليل، على المرجعية الشيعية العليا، ناسين عمدا الالاف، بل والملايين الموالين والمؤيدين لتلك المؤسسة الجليلة، بحسب قناعاتهم ومداركههم ورؤاهم، وواقع الحال عموما..
10- وارتباطا بما تقدم ايضا، تبرز اهمية الدعوة والتوجيه الى ان منتسبي القوات المسلحة والحشد الشعبي والتشكيلات الامنية الاخرى، هم من ابناء الشعب، وقد قدموا ما قدموا من تضحيات جلى للحفاظ على الاستقرار وخاصة في سنين سيطرة (داعش) وما قبلها ضد مجموعات الارهاب والعنف والتي كادت ان تقود لحرب داخلية شاملة..
11- وعلى ذلك النهج، تظهر اهمية التنبيه الى دراسة ومعرفة الاسباب والدوافع التي حالت – وتحول الى اليوم- في امتناع عدد من محافظات البلاد، وحتى عدد من مناطق العاصمة بغداد، دعوا عنكم محافظات ومدن اقليم كردستان، من المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية المشروعة، ضد الهيمنة والتمييز والفساد..
12- وفي اطار كل هذا وذلك من متطلبات الدعم والتضامن الحريص والمنتج للحراك الشعبي الكبير، تبرز اهمية استثنائية للتأكيد مراتٍ ومرات، على الامتناع– بل ومنع- القيام بأعمال البيوت والمقرات والمؤسسات الرسمية وغيرها، وكلك قطع الجسور والشوارع، و"فرض" الاضراب هنا وهناك، بالقوة، والعنف والتهديد، مما أفقد – ويفقد - المتظاهرين السلميين مصداقيتهم واهدافهم النبيلة للعيش في وطن آمن مستقر يحقق المساواة المشروعة للجميع بالرفاه والاستقرار..
... أخيرا لا أجد خيرا من خاتمة تقول بأن المخلص الحقيقي هو من "صدقكَ" القول، لا من "صدّقك وتعاطف" معك حقا وباطلاً.. وأضيف ان من ابرز دوافع هذه الكتابة القناعة بأن ارواح الناس هي الاغلى دائما، مما ينبغي ان يستمر الحرص عليها، ودون خسائر مضاعفة، خاصة وقد عاشت البلاد وطوال عقود مريرة مآسي مريرة: حروبا وعنفا وارهابا ودمارا ..----



#رواء_الجصاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواء الجصاني : هكذا فهمتُ الانتفاضة الشعبية... وتعلمت منها!
- شتّانَ ما بين الحثّ والتوعية.. والتحريض والتأجيج // التظاهرا ...
- رواء الجصاني : مستقبل التظاهرات في العراق بين التفاؤل والتشا ...
- رواء الجصاني: الحراك الشعبي في العراق: مطالب ومطالب ومطالب.. ...
- رواء الجصاني: نحنُ العراقيين.. ماذا نريد، والى اين نسير ؟!
- رواء الجصاني : نحو تضامن عراقي، حيوي، واعٍ وحريص، مع الحراك ...
- رواء الجصاني: تساؤلات حول بعض الرواهن العراقية الدامية، اليو ...
- رواء الجصاني: وقفات عند بعض شؤون، وشجون الجاليات العراقية، و ...
- وقبلَ الفٍ عوى الفٌ فما انتقصتْ -ابا محسد- بالشَتمِ الاعاريب ...
- رواء الجصاني : الامام الحسيّن، في بعض قصيد الجواهري، ونثره: ...
- لندن، تستذكر المثقف والمبدع، الراحل، عبد الاله النعيمي
- الجواهري ... ربع قرن من اللواعج، والتصدي (1961-1985)
- رواء الجصاني : مجلة -البديل-... مراجعة وتوثيق، ومؤشرات//
- *اثنان وعشرونَ عاماً على رحيلِ الجواهري الخالد: حببتُ الناسَ ...
- رواء الجصاني: / من بينهم: نزار قباني وفوزي كريم ومحمود درويش ...
- رواء الجصاني : حوار في براغ بمناسبة قيام الجمهورية الاولى في ...
- رواء الجصاني: من بينهم الرصافي وسعيد عقل والبياتي/ شعراء نظم ...
- بحضور عميد السلك الدبلوماسي العربي، والقائم باعمال سفارة الع ...
- الجواهري الخالد لقّبه ب-الأمير-... رحيل الشخصية الثقافية الع ...
- رواء الجصاني: عراقيون من هذا الزمان (*) 24/ حسون قاسم زنكنه ...


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رواء الجصاني - حول بعض ضرورات التضامن المنتج، والحريص، مع الحراك الشعبي في العراق