أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالكريم الجبوبي - رسائل الى علي البخيتي














المزيد.....


رسائل الى علي البخيتي


عبدالكريم الجبوبي

الحوار المتمدن-العدد: 6420 - 2019 / 11 / 26 - 18:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دخلت على صفحتك حاملا بين جنبي 24 ربيعا تحمل في ثناياها ارثاً دينيا وفلسفياً وفكرياً ورثته منذ اكثر من 1400 عام، مقتنعاً بأصولها الثابته و غاض الطرف عن قضايها المختلف في امرها الى يومنا هذا. لم اتعجب كثيراً لطبيعة منشوراتك الجديده فمثل هذه القضايا اصبحنا نسمعها بين الفينة و الاخرى، ولكن ما لفت انتباهي وتعجبي هو شجاعتك وجرائتك في طرح مثل هذه الافكار للعامه والتعجيل في مخاضها لترى النور بعد ان كانت محصورة في نخب معينه لايدرك المجتمع حقيقة جانبهم الاخر هذا.

قرأت منشوراتك المدونة تحت شعار "الاسلام المجتمعي" ليكون شعاراً حديثاً لمنهج فكري ستقودموه انتم -وانت تعلم من اقصد ب انتم- وليكون مستنسخاً من الاسلام التقليدي ،مع مراعاة تغير اوجه الحياه بين الفتره الزمنيه التي جاء بها الرسول محمد - واسمح لي هنا بالصلاة والسلام عليه- وبين مانعيشه الان. رأيت تعليقات بعض المتابعين عليها و وجدت ان اكثر التأيدات كانت من نصيب النقاط التي تتناول القضايا الاجتماعيه ، ورفع ظل سلطة رجال الدين عن الافاق القانونيه للدوله وتحجيم سلطتهم التي تمس الحريات الشخصية للمجتمع والفرد؛ هذه المواضيع فقط كان لها صدى نسبي بين متابعيك اما بقية الافكار فكانت تأخذ من باب السخريه لا غير.

هناك شئ يجب ان تعيه ياصديقي وهو ان المجتمع اليمني لا يراك وكأنك ستكون "اتاتورك" اليمن او "ماركس" الوطن العربي برمته ... لا يا صديقي لا احد يراك هكذا فانت اقرب لنا من كل هذه المسميات. انت من كسبت شهرتك لانك كنت الناقد الذي لا ينتمي لاحد ...لانك كونت مزيجاً من الفكاهة الشعبية والسياسه العميقه... لان كل شئ في منشوراتك كان بسيطاً ومستوحاً من معاناتنا وبيئتنا.

كنا نعجب حينما يأتي سفراء الدول العظمى لزيارتك في مقرك وانت تستقبلهم بزيّك اليمني الاصيل ، اما اليوم فلعمري إنّا نراك انت من تزورنا بزي أولاك السفراء. نحن نعلم جيداًُ انك اصبحت هناك في البلد الذي صار هو والفضاء كقرية واحده .. فيما نحن هنا ، حيث لم تستطع صنعاء و عدن ان تكونا دولة واحده ناهيك عن قرية واحده، اترى كم الفارق بيننا يا صديقي؟ امثل هذا الفارق يجعلك تقول بان ابليس هو رسول الله؟! ولو افترضنا جدلا ان ادعائك هذا كان فيه نوعا من السخرية برجال الدين اكثر من الفكرة نفسها.

صحيح انك تتمتع بكم وافر من الذكاء ياصديقي وانك تعي جيدا ما تريد وما يُراد منك وتعلم اي الطرق المستفزه لخصومك؛ لكنك وقعت في احد الشراك التي كنت تنتقد كل من وقع فيها من رجال الدين وكهنة المعابد؛ فكم كان لسانك سليطاً على كل من ترك ميادين العلم والتقدم والحضاره و ترك مآسي المجاعات والحروب والدمار وانصاف المظلومين ، ليهتم بقضايا محيض المرأه وما يصح ويحرم فيها ، او ليثير قضايا تأريخيه جدلية عقيمة ك "عبهلة العنسي" والذي جعلته في منشوراتك ثائراً في وجة الطغيان.
اراك تعبُر من نفس الباب الذي عبروه من قبلك من من كنت تنتقدهم؛ لكنك زدت عليهم بدخولك وعبثك في اصول الدين وثوابته، و كأنك تريد ان تقول انني الاول الذي يثور على الاصل الثابت في الدين "القران".

اتعلم اي الاسلام نحتاجه الان يا صديقي واي الافكار التي نحن كغريق يستجدي النجاة بواحدة منها ، انها الافكار التي تاتي لرفع معاناة ابناء الحديدة ورفع الحصار عن تعز واعادة السكينة لعدن وفتح مطار صنعاء للمرضى وفتح الموانئ، وصرف المرتبات وايقاف الحرب وتأمين الطفل واشباع الناس من هذا الجوع وتوفير فترة زمنية للمجتمع كي يستعيد انفاسه المثقله والمتهالكة. نحتاج للافكار التي تعيدنا الى مرتبة الانسان والانسانية ومن ثم سنصغي لما تدعونا اليه. فحالياً لا يحتاج الوضع الى ارشادنا في كيفية شرب الخمر والترفيه عن النفس في حدود ضوابط الدوله -كما اشرت في منشوراتك - فعلى كل حال لا نملك حالياً ثمناً لشراء مثل هذه النعم والاستمتاع بما وجدناه في صحيحكم من المباحات.

لا تكون نقاشات الدين العميقه والفلسفيه مُثريةً ومؤثرة ونافعة الا في حالة الاستقرار والامان ، اما في حالة الجوع والاضطهاد فيصبح كل فرد كافر مالم يشاركني في خبزه ويؤمني في داره. وان تظهر مثل هذه الافكار في مثل هذه الظروف تكون مشبوهة المنبع ولا تهتم الا لاستغلال ظروف الحاجه لدى المجتمع لبث افكارها وماتؤمن به -كانت خاطئة ام صحيحه - وهذا انما يدل على ضعف هذه الافكار، ففي مثل هذه الظروف يكون العقل البشري معطلا عن الاهتمام بهكذا نقاشات.

عد الى نفسك ياصديقي ،فاظن ان "الملحاء" تشتاق اليك .. اظن ان الزنزاة رقم 5 تشتاق الى مغامراتك فيها ...ان مؤسسة محاماتك تفتقد صوتك الصادح بالعدل ...حتى ذلك "المقلى" يحن اليك مجدداً ... حتى حسين العزي صديقك المقرب والذي كنت تعبر عن صداقتكما في منشوراتك بطريقتك الخاصه ، هو الاخر ينتظر عودتك ؛؛؛



#عبدالكريم_الجبوبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- مصر.. حديث رجل دين عن الجيش المصري و-تهجير غزة- يشعل تفاعلا ...
- غواتيمالا تعتقل زعيما في طائفة يهودية بتهمة الاتجار بالبشر
- أمين عام الجهادالاسلامي زياد نخالة ونائبه يستقبلان المحررين ...
- أجهزة أمن السلطة تحاصر منزلا في محيط جامع التوحيد بمدينة طوب ...
- رسميًا “دار الإفتاء في المغرب تكشف عن موعد أول غرة رمضان في ...
- ساكو: الوجود المسيحي في العراق مهدد بسبب -الطائفية والمحاصصة ...
- هآرتس: إيهود باراك مؤسس الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب
- الاحتلال يسلم عددا من الاسرى المحررين قرارات بالابعاد عن الم ...
- هآرتس: الشركة التي اخترقت تطبيق واتساب أسسها إيهود باراك
- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالكريم الجبوبي - رسائل الى علي البخيتي