إن أنكر الاصوات لصوت الحمير … اعجاز قرآني !

جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)

الحوار المتمدن-العدد: 6419 - 2019 / 11 / 25 - 22:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

( وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ )

لم اصدق ما ارى ولا ما اسمع من مقطع فديو لشخص يرتدي البدلة الافرنجية وفي منتهى الاناقة ، ويتكلم همساً جميلا بتكلف متبعاً تعليمات وارشادات الله في طريقة الحديث التي اوصى بها في هذه الاية ، وكأنه يضرب مثلا لجمال الصوت ورقته برذم متوسط لاهو عالي كصوت الحمار المسكين ، ولا هو منخفظ ليفرقه عن صوت الحمار القبيح بنظر الله ! فيقول تعليقاً على الاية ( ان انكر الاصوات لصوت الحمير ) ويعتبرها من الاعجاز العلمي … يقول بالنص : ( بسم الله الرحمن الرحيم …الله تبارك وتعالى يقول في سورة لقمان ان انكر الاصوات لصوت الحمير … تتضمن اشارة علمية فقد حاول العلماء جاهدين ان ياخذوا نغمة واحدة من صوت الحمار فلم يستطيعوا سبحان الله ، واليوم هناك علم يدرس اسمه التلوث الصوتي فاصوات الطائرات واصوات البواخر والسيارات والموسيقى الصاخبة كلها تؤذي الاذن وتسبب خللا في نظام عمل السمع عند الانسان فلذلك علينا ان ناخذ عبرة من هذه الاية الكريمة لنخفض اصواتنا لنعيش حياة طيبة كما قال تعالى : من عمل صالحا من ذكر وانثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم اجرهم باحسن ما كانوا يعملون ) انتهى نص الفديو …
التعليق :
لنبدء من حيث انتهى هذا الشخص …فالاية الاخيرة التي ختم بها الفديو لا علاقة لها بالموضوع البته فهي عن الرزق الحلال ( فقال بعضهم: معنى أنه يحييهم في الدنيا ما عاشوا فيها بالرزق الحلال . ) ولا علاقة لها بصوت الحمير المساكين الذين يستهزيء بهم ويحتقرهم خالقهم ! ويعتبر اصواتهم انكر الاصوات ! الم يخلق الله الحمار ؟ ويخلق معه صوته هكذا ؟ لماذا اذن يحتقر الله واحد من مخلوقاته المجتهدة العاملة النافعة المنتجة ، والذي لا يؤذي احداً وانا افضله على الكثير من البشر المؤذين وما اكثرهم ! ثم هل صوت الحمار بقوة صوت الطائرة والباخرة والموسيقى الصاخبة … الخ حتى يسبب تلوث صوتي !
قبل الاسترسال ارجو الانتباه الى عبارة ( تتضمن اشارة علمية ) اين هي هذه الاشارة العلمية ؟ هولاء اما مجانين او دجالين لا ثالث لهم ! ثم اين الاعجاز هذا في محاولة العلماء كما يدعي هذا الفرد في اخذ نغمة من صوت الحمار ولم يستطيعوا ( إعجاز سبحان الله !) … كيف تُؤخذ نغمة من صوت الحمار ؟ لا ادري ! وما ضرورة ذلك ؟ واين تمت هذه المحاولة ، ومتى ؟ وما هي العبرة من اخذ نغمة من صوت الحمار ؟ وماذا سيفعلون بها ؟ ومالذي سيأتيهم ويأتي المسلمين من فائدة من هذه التجربة ان صحت ؟ كل مافي الامر يريد الشيوخ اثبات ان الاية لها هدف مفيد ونافع واعجازي وهي عقدتهم اثبات ان القرآن كتاب معجزة لانها وردت في القران ، ومجرد دعاية على صحة والاهية القرآن لااكثر ولا اقل على حساب الحمار المسكين اللي نايم بالعسل ! لم يتطرق الى تفاصيل وكأنه يخاطب رؤوس خاوية لاعقول فيها ! ونحن نعلم ان العلماء اذا صح كلامه ، وانا اشك في ذلك كثيراً ، لايضيعون وقتهم هكذا جزافاً وهو اثمن شئ عندهم عكسنا تماماً ، وهذا العبث في الوقت تجده عند المسلمين وليس عندهم ، الا اذا كان يقصد علماء مسلمين مختصين في بول البعير فهذا بحث آخر ؟!
لم نسمع بمثل هذه التجربة ، هل سمعتم سيداتي سادتي ؟ وان حصلت لرأيت زغلول النجار اول من طبل وزمر ورقص لها ! … مجرد كلام مرسل عائم سخيف لادليل ولا اثبات عليه ! مجرد دعاية واعلام للاسلام ومحاولة طمطمة … ! وضحك على الذقون … هذا ديدن هؤلاء البشر من الشيوخ ومن المعتاشين على نفايات الدين والاغبياء الذين يستمعون ويصدقون هذا الهراء …
هو متاكد اكثر من غيره بان لا احد سيراجع كلامه هذا او يدقق في صحة معلوماته مازال بدءه باسم الله اي انه يحمي نفسه وتدليسه بالقداسة ! انا متأكد بانه يدرك ان كلامه هذا نفاق وتافه ولا قيمة له … يقول اسبينوزا : ( اننا نعلم ان اكثر من يشكك في الدين هم رجال الدين انفسهم لانهم اطلعوا على حقيقة تدينهم ) …
ثم ما نفع هذه الاية وضرورتها اصلا ؟ الله هنا يعلم البشر كيف يمشون وكيف يتكلمون ، وهل هذه من مهمات الله واختصاصاته ليفرد شئ من وقته وجهده لتعليم البدو كيفية المشي وكيفية الكلام ويترك الكون سايب ؟! وهل هذا الامر يستحق من الله ان يفرد له آية في القرآن وتحفظ في ارشيف اللوح المحفوظ الى يوم يبعثون ؟!! ( وتواضع في مشيك إذا مشيت، ولا تستكبر، ولا تستعجل، ولكن اتئد.)( حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة إنَّ أنكَرَ الأصْوَاتِ لَصَوْتُ الحَمِيرِ أي: أقبح الأصوات لصوت الحمير، أوّله زفير، وآخره شهيق … )
وما العبرة والفائدة التي سيجنيها المسلم من هكذا آية ؟ وهل هذا تشريع ضروري وملح لتنزل به آية في القرآن ؟ واذا كان كذلك …ما رايك بالشيوخ وهم يزعقون باعلى اصواتهم على المنابر وبالمكرفون ، ولبعضهم اصوات اقبح من صوت الحمير مع كامل احترامي وتقديري للحمار !
اليس الله من خلق في الحمار صوته القبيح هذا ؟ فلماذا اذن يعيره به ويضرب به مثلا في القبح وكأنه يسخر منه وهو خالقه !
سؤال : كيف يمكن ان يعلم الله البدو طريقة المشي التي يراها الله صحيحة وطريقة الكلام البعيدة عن مقاربتها بصوت الحمير ؟ وهل يمشي الله ويتكلم حتى يعلم البدو كيفية المشي وطريقة الكلام ؟ وهم يقولون لنا ان الله ليس كمثله بشر اي انه لا يملك صفات البشر ، والكلام والمشي صفات بشرية ، اليس كذلك ؟ اذن فاقد الشئ لايعطيه ! كيف يعلمهم هذه الامور وهو لا يمارسها ! كيف لي ان اعلم غيري السباحة وانا لا اجيدها ؟! سيقولون ان الله كلي المعرفة ، نقول ما ضرورة ذلك اصلاً ؟!
ثم هل كل هذا اهم من تحريم الرق والعبودية مثلا !! لماذا لم يعطي نصف ما اعطاه هنا من وقت وجهد لتحريم الرق والعبودية والسبي وغيره من الجرائم التي تركها عائمة واستغلها الاشرار من البشر للاساءة الى الناس ولاذيتهم ؟
ثم ماذنب الحمار اذا كان قد خُلق على هذه الشاكلة وهذا الصوت ؟ ولماذا لم يضرب الله مثلا في اجتهاد وصبر وتفاني الحمار في العمل ؟! الا يستحق ذلك مكافأةً له في اخلاصه في العمل وهي صفة ينفرد بها حتى عن البشر ؟
أخيراً :
الاديان تشبه حجراً يحمل نقوشاً مبهمة كثيرة تنتظر حتى يأتي العقل فيحل رموزها لتشرق الحقيقة لتمزق الظلام وتنير الدرب للاخرين !!


ملاحظة : المعلومات التالية تساعد على الحصول على الفديو :
التلوث الصوتي اسم المقدم ( عبد الدائم الكحيل )
( طول الفديو دقيقة وخمس عشرة ثانية موجود على اليو تيوب … ! ومكتوب اسفل الفديو : ( معنى لطيف لقوله تعالى : ان انكر الاصوات لصوت الحمير )

#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين