أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - ميشيل كيلو يكشف المرض السوري والمرضى يتهمونه بأمراضهم ؟!















المزيد.....

ميشيل كيلو يكشف المرض السوري والمرضى يتهمونه بأمراضهم ؟!


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1561 - 2006 / 5 / 25 - 07:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حول أهمية و خطورة " نعوات سورية "

- يجب أن نفهم تناول الأستاذ ميشيل كيلو من ناحية واقعية تكشف عن أزمة ترييف المدن السورية و تحطيم العلمانية و المدنيّة الليبرالية لسورية العريقة.
إنها ثورة المدينة التي كانت منظّمة و مسالمة على الريف البدوي الفوضوي, و على الوحشية المنفلتة من عقالها بعد تقوقع ذاتي و موضوعي استمرّ قرون.

-مقال الأستاذ ميشيل كيلو الوطني السوري الكبير بعنوان:" نعوات سورية " يعالج ثلاث مسائل:
الأولى مسألة استئثار طائفة سورية بالسلطة على حساب بقية الطوائف و المجموعات السورية, و هذا يطرح مسألة توزيع السلطة و الثروة.
الثانية مسألة استيلاء قوى الترييف و البداوة و منها هذه الطائفة على المدينة, و إلغاء المدينة بما يعني ذلك من تهميش المدينة و إفقارها و من ثم إلغاءها للحالة المدنيّة و العلمانية و لاحقاً إلغاء للدولة و الوطن, كما في الصراع التاريخي بين الريفي و المديني ثقافة الزراعة و الاستقرار الحضري, و ثقافة البداوة و الرعي واللاستقرار.
الثالثة مسألة القطيعة الاجتماعية المفتعلة بين الطوائف على أساس المبدأ الاستعماري الإنكليزي سئ الصيت " فرّق تسد".
- نستطيع أن نفهم, عسكرة المتحد الريفي الساحلي خصوصاً و تحويله من متحد اجتماعي تابع و عبد – كما كان و لا يزال يشعر بعض أبناء هذا المتحد - إلى متحد قائد و سيد لكل المتحدات السورية الأخرى, تحويله من متحد آمن إلى متحد أمني, نفهم أيضاً عسكرة المدينة و الوطن و هو أسلوب شمولي ستاليني مارسه صدام حسين في العراق و كيم أيل سونغ في كوريا الشمالية...
- ميشيل كيلو ينعي المجتمع السوري الذي حوله العقل الشمولي البعثي و لاحقاً المافيا و المخابرات إلى كانتونات طائفية و عنصرية سوّرتها بالأسلاك الشائكة, لتمنع أي لقاء أو تفاعل مهما كان بسيطاً و لا سياسي لدرجة أنها كانت تتحكم أحياناً بالزواج بين أبناء القرى المتجاورة فكيف بين الطوائف المتحاربة ثقافياً و عقائدياً ؟!

- لقد قصّر الكتاب و" المثقفون الساحليون – العلويون خصوصاً-" في نقد متحدهم و لذلك سوف نجد من يتناول هذه المجموعة السورية بالنقد و هذا حق لكل سوري, فمن لا ينقد طائفته أو ذاته و يعلن عن الأخطاء و الأزمات سينقده الآخرون – من هم خارج المجموعة أو خارج الذات - في حين لم يوفر الكثير من الكتّاب ممّن ينتمون إلى المجموعة السنيّة تاريخ الإسلام و السنّة على وجه التحديد فشرّحوها تشريحاً غاية في الصدق دون عقد وحساسيات من الآخر و بصراحة عالية يحسدوا عليها.
- تشريح الأستاذ ميشيل كيلو هو تشريح اجتماعي سياسي بامتياز و إن خالطه شيء من الذاتية الأقرب إلى عالم الأدب و الاعترافات.

- مشكلة الريف الساحلي العلوي أنه ضائع بين ثقافة و أخلاق الريف و بين أخلاق المدينة, حالة وسطى, لا هو ريفي تماماً و لا هو يستطيع أن يكون مدينياً, ربما احتاج الأمر لقرن آخر تحسم فيه الأمور بحيث تأتي المدينة إلى الريف الساحلي طالما أن الريفي لم يستطع أن يتحول إلى مديني رغم سكنه في المدينة منذ ما يقرب الخمسة و الستون عاماً. المدينة تقترب فعلاً من الريف هذا ما نجده في زحف مدينة اللاذقية باتجاه الريف, هكذا بعد عقود ستتحول أطراف المدينة الساحلية إلى مسقط رأس و روح الريفي فيدفن موتاه فيها دون حاجة لتسفيرهم إلى القرى التي لم يعرفوها إلا بالصور العائلية ليدفنوا بالقرب من الأسلاف.

حول منتقدي المقال: أخصّ بالذكر السيد نضال نعيسة:
- لو كان كاتب مقال " نعوات سورية " كاتب ينتمي إلى المجموعة الريفية في الساحل السوري هل كان أثار هذه الحساسية الكبيرة عند السيد نعيسة ؟
- لا بد من تذكير البعض أن السلطة هي التي حولت سورية إلى كانتونات و غيتوات منعزلة و هي التي عسكرت الوطن و حولت طائفة بحالها إلى مجمع أمني مخابراتي عسكري و ليس ميشيل كيلو من فعل ذلك, فهل نحاسب الرجل على ما لم يقترفه بدل أن نشكره على كشفه الحقيقة كتابةً ؟ أليس هذا " تفكير" مخابراتي بوليسي ؟
- لماذا نخاف من تحويل ما نتداوله شفاهةً إلى نص مكتوب ؟ ثم نقول للرجل إنه تجاوز الخطوط الحمر؟ لماذا العداء للكتابة الحقيقية الكاشفة ؟ ربما اعتاد البعض على كتابة كل شئ بغزارة منقطعة النظير و حشو لا سابق له.
- إن ميشيل كيلو يصف الواقع فقط, السلطة دمّرت المجتمع ومارست التمييز العنصري الطائفي, الرجل يقول ببساطة ما يعرفه الجميع و ما يتحدثون به علناً و سراً بما فيه أبناء الساحل المحسوبين على المعارضة أو الرافضين لهذا الوضع غير الطبيعي.
- الغريب أن تواجه مقالاً يكشف الواقع السوري بهذه الحساسية و السلبية التي تقترب من الأمراض القندهارية.
- لماذا تخاف من كشف الواقع ؟ لماذا تخشى الحقيقة ؟ ألست مواطناً سورياً يعيش هذا الواقع أم أنك فوق الواقع وخارجه و هو لا يعنيك؟
- إذا كان واقعنا لا يعنيك فلماذا هذه الحساسية و هذه المقالات الاتهامية ليس لميشيل بل للمعارضة السورية كلها ؟ و إذا كان هذا الواقع السوري السيئ يعنيك فالواجب أن تتقبّل ما يكتب عنه و تساهم في كشف سيئاته و أمراضه و تشارك في وضع الحلول و لا نعتقد أنك باجتهادك اليومي في الكتابة عاجز أو قاصر عن ذلك.

- أما إذا كان هذا الواقع السوري يعجبك أو كنت مستفيداً منه فهذا أمر يبرّر تحسسك من كل من يفضحه, نتمنى ألا يكون الأمر كذلك.
- من أراد أن يتناول الأبحاث و المقالات المعنية بالشأن الفئوي السياسي في سورية بشكل طائفي فردي فهذا شأنه, لكننا ندعو الجميع لتناول مسائل التمييز العنصري الطائفي الفئوي المناطقي الجهوي الحزبي تناولاً اجتماعياً سياسياً وطنياً.
خاتمة:
نعتقد أن تعميق الخصومات الطائفية و الفرز الفئوي و الجهوي يعمّق أزمة المجتمع السوري, و نحن نزعم أن سورية لن تسقط تلقائياً في حرب أهلية, لكن بفعل فاعل, و مع سبق الإصرار و الترصّد, علينا أن نكشف أمراضنا بأيدينا و بطريقتنا نحن, لا أن ننتظر الغرباء ليفعلوا ذلك و حينها سينكشف الجميع دفعة واحدة و حينها ربما لا مفر من الحرب الأهلية, تعالوا نكشف أمراضنا بالتدريج و بهدوء, للشمس و العقل فنعالجها بهدوء ومحبة دون ضجيج أو خوف أو أحقاد.
الخوف على سورية من أبناءها الجبناء الذين لا يريدون رؤية الحقيقة أو الذين يرونها لكن يخافون الحديث عنها و يتهمون من يكشفها بتجاوز الخطوط الحمر و يحرّضون أجهزة المخابرات على اعتقالهم. الخوف من هؤلاء وليس من شئ أو أحد آخر.



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إنقاذاً للبنان ... أفكار في تحييد لبنان إقليمياً و دولياً*ً
- هل النظام السوري في الخندق المعادي للمشروع الأمريكي ؟يلعب عل ...
- التكوين اللبناني .... لبنان ضحية موقعه و أطماع جيرانه
- مأساة المعارضة السورية , مأساة خدام !! النزعة الشخصانية عند ...
- قانون الأحزان السوري أو قوننة العبودية
- الخوف من البديل السياسي في سورية ...الأسلاميون يشاركون في ال ...
- تقديس النص إلغاء الواقع
- أي مستقبل سياسي للأسلاميين في سورية ؟
- الأمريكيون و وصول الأسلاميين إلى السلطة في المنطقة
- القاتل شرقي حقود أو غربي خبيث *
- هل يخسر لبنان مستقبلهم مقابل رضى -سورية -
- خطر القومية العربية على سورية -2من2 نظرية قومية لسورية تطابق ...
- خطر القومية العربية على سورية... اللسان- الحرية -1-
- الأنظمة العربية والدخول إلى العصر
- إلغاء وزارة الإعلام أو إصلاح مئة ألف فاسد ؟!
- برسم الديمقراطيين و الليبراليين العرب: تلازم الديمقراطي و ال ...
- عن الزعيم الخالد و سور الصين والسيارات آن الهلاك فليأت هولاك ...
- لقطات من أعتصام سلمي أمام محكمة أمن الدولة بدمشق
- إلغاء وزارة الإعلام ...الخطوة الأولى للمشروع الإعلامي السوري ...
- هل عاد وباء المظاهرات - العفوية - بالقوة؟


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - ميشيل كيلو يكشف المرض السوري والمرضى يتهمونه بأمراضهم ؟!