فلسطين اسماعيل رحيم
كاتبة وصحفية مستقلة
(Falasteen Rahem)
الحوار المتمدن-العدد: 6418 - 2019 / 11 / 24 - 22:05
المحور:
سيرة ذاتية
قلت لك مرة لن يطول هذا الغياب، ولم أصدق أنك كما الوطن لا تتكررين،صديقتي التي تنظر إلي من فوق غيمة بيضاء، غيمة ليس بوسع هذي السماء أن ترسمها، كما أفعل أنا، أريد أن أحدثك مساء اليوم، عشية ليلة ميلادك، أريد أن أقول لك كل عام وأنت صديقتي الواقفة كحارس، هم لا يعرفون ذلك، وحدى من تعرف أنها يدك لا يد الله التي جرتني من أمام تلك السيارة المجنونة، وأنها أنتي من حزمت لي الصلوات في حقيبة، وفرشت لي راحة كفها كي تعبر بي باب بيتنا من جديد، صديقتي هجرت الرسائل الملونة وبطاقات البريد، والموسيقى والشعر وعينيك ايضا، تبدلت فيّ اشياء كثيرة، لكنني في مثل هذا الوقت شوق يشبه السحر يستبد بي، هل تؤمنين بالسحر، أنا ايضا أؤمن به، وجربت مرة أن أشعل سيجارتي من عينيِ صديق، لم تنجح التعويذة، ولكني أشعلت أغنية جديدة، أني أكتب إليك في مثل هذا النهار، يوم تركتني على امل ان نلتقي قريبا، ولم نلتق، هل ترين ؟ عبرت محطات كثيرة، جمعتني عواصم وشردتني أخرى، وقشرت تبدلات الطقس ذاكرتي، ولم أنس بعد، أن لقاء بك سيجمعني، وأن ثمة موعد لم يكتمل، لم نع بعد أحزان القهوة، ولا بوح السجائر، لم نعرف شجى الاغاني ولا صواني النذور، كانت قلوبنا بيضاء، بيضاء كحليب الصغار، وبريئة مثل أول تجربة للقضم تتعثر بها أسنانهم النابتة للتو.
صديقتي كل عام وأنت هنا، حاضرة حضور الالهة
#فلسطين_اسماعيل_رحيم (هاشتاغ)
Falasteen_Rahem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟