أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - الاسلاميون … وعقدة الحداثة !














المزيد.....

الاسلاميون … وعقدة الحداثة !


جلال الاسدي
(Jalal Al_asady)


الحوار المتمدن-العدد: 6416 - 2019 / 11 / 22 - 14:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الحداثة : ( تعني تحديث وتجديد ما هو قديم ) وهي ثقافة تبرز في المجال الادبي والفكري والمادي ، وتعتبر من اكثر المواضيع اثارة للجدل والنقاش خاصة من الاسلاميين الذين يُنصبون انفسهم كالعادة حماة شرعيين للدين للحفاظ على مراتبهم الاجتماعية ومصالحهم المادية ، او الكتّاب المتماهين مع الخط الاسلامي الذين يعتبرونها تهديداً مباشراً للثوابت الدينية … والكل تقريباً اجمع على خطورتها على الدين والامة وتراثها الفكري والديني الا قلة من الكتاب والمفكرين المتنورين العرب الذين اعتبروها ابداعاً انسانياً يضاف الى نتاجه الفكري الهائل امثال ادونيس ، صلاح عبد الصبور ، عبد الوهاب البياتي ، محمود درويش ، سميح القاسم … الخ
الاشكالية التي اثارت حفيظة الاسلاميين من الحداثة وخاصة الجانب الفكري منها هي اعطائها مجال اوسع لحرية النقد والتصويب وليس الترقيع والتجميل ، والسعي الى تجديد الفكر المتهالك واحلال افكار حرة وقيم حداثية تتماها مع ظروفنا الآنية ، ومع نظيراتها في الحياة والتي يفرضها الواقع الجديد الذي يحتم ضرورة التجديد ورفض التصلب والتقوقع على ما كان علية الاباء والاجداد !
الاسلاميون كعادتهم يرفضون اي فكر قادم من الغرب ويضعونه في مخيلتهم المريضة وكأنه مؤامرة مدروسة بعناية من قبل الماسونية الهدف منها تهديم الدين وثوابته ( والدعوة الى الإلحاد والزنا واللواط والخمريات … الخ ، وهي كسابقاتها اتجاه فكري أشد خطورة من اللبرالية والعلمانية والماركسية ، وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة ، وهي صناعة غربية موجهه صوب الدين وقيمه ! ومنهج فكري يسعى لتغيير الحياة ، بعيدا عن حياة المسلمين وعن حقيقة دينهم ) … الى آخره من قوالب الرفض والاتهامات الجاهزة والمعادية لاي نمو حضاري حتمي ، او تحديث او تجديد للحياة ، وربطها بديناميكية الحياة المتطورة والمتسارعة دوما في الغرب وجني المفيد من نتاج عقول أبنائها !
اكثر ما يرعب الاسلاميين من المدارس او المناهج الفكرية والعلمية القادمة من الغرب هو احتمال تصادمها مع النص الديني وتشجيع المسلمين وبالخصوص الشباب على اخضاعه الى المسائلة والنقد والمطالبة باحداث تغيرات جوهرية ضرورية في مجرى الحياة في مجال الحريات العامة والخاصة وعدم انتهاك الحقوق الانسانية من قبل دعاة التمسك بالدين !
فالحداثة إذن من منظور إسلامي عند كثير من الدعاة تتنافى مع الدين وأخلاقياته وهي بمثابة انقلاب عليه ، ويرفضونها على أساس عدم استناد مرجعيتها على النص القرآني … فهم يضعون النص القرآني كمعيار لرفض او قبول أي فكر حداثي دون النظر الى المسافة الزمنية والحضارية الشاسعة الفاصلة بين الاثنين !
الاسلاميون كالعادة يهاجمون الحداثة او غيرها بشراسة … لكن لامانع عندهم من التمتع بانجازاتها المادية الهائلة ، فالحداثة قدمت واقعاً أقرب الى الخيال في عالم اليوم ، والذي شهد خلال القرنين الماضيين كماً من الاكتشافات والاختراعات يفوق بأضعاف مضاعفة ما حققته الإنسانية على مدى آلاف السنين مثل الكهرباء والهاتف وشبكات التواصل الاجتماعي والطبابة وكافة المنتجات والاجهزة التي لا يمكن حصرها كما لا يمكن الاستغناء عنها في الحياة المعاصرة .
الحداثة او ما سيأتي بعدها مراحل حتمية يفرضها الواقع المعاش والمتحرك وتطور الحياة اكثر من كونها مؤامرة موجهه ضد هذا أو ذاك … والتي يدرسها العرب منذ سنوات ولم يحسموا امرهم بدخولها من عدمه لانهم كما تنشر ادبياتهم لم يفهموها لحد الان ! ويكتفون بوضعها ضمن نظرية المؤامرة القادمة من الغرب المعادي للدين وثوابته بالاساس وللامة العربية وموروثها الديني والقيمي … متجاهلين بأن الغرب قد سئم هذه النبرة الغبية واخذ يسحب نفسه من المنطقة باكملها بعد ان تاكد لهم بان لاعلاج لامراضها المزمنة التي تدفع الى كره بعضها البعض ، وتقاتلها منذ قرون ولاتزال وستستمر لان العقدة لاتزال في المنشار ! واخذ يميل الى سياسة النأي بالنفس منها ومن شرورها التي لم ينجوا منها لا القاصي ولا الداني !
لسنا في مجال الدفاع عن الغرب وتطلعاته بقدر التواري خجلاً من اصرارنا على رفض مواكبة الحضارة الانسانية وليست الغربية كما يُفهم عندنا ، والبقاء ثابتين جامدين متشبثين بمرحلة البداوة مرحلة الآباء والاجداد نستلقي في احضان الماضي ، ونرفض بغباء وعناد ومكابرة لامبرر لها مغادرتها وتخطي عقدة الدين لانها في تصور الكثيرين موروث مقدس مادام ثابتاً عند نقطة الشروع في صدر الاسلام ! كما فعلت داعش الممثل الشرعي للاسلام فكرياً وسلوكياً في تهديمها للمتاحف والمجسمات النادرة وكل ماهو حضاري وحداثي بقصد البقاء على الثابت من مخلفات القيم البدوية الصحراوية الخشنة والبالية !
هل يستطيع أي مسلم اليوم وبضمنهم الشيوخ الاستغناء عن ماديات الحضارة الغربية الحديثة ، ومناهجها الاقتصادية والتعليمية والادارية والطبية والبحثية … الخ ؟ لقد باتت تدخل في كل تفاصيل حياتنا ، وسبب جوهري في سهولتها وجعلها افضل للعيش ، والتمتع بانجازات العقل الغربي الهائلة والمتواصلة حتى اننا بالكاد نستطيع اللحاق بها …
سيقولون هذا علم وان الله قد سخرهم وسخر عقولهم لخدمتنا ، وهي ارادة كونية ، ونحن نقول اليس من باب أولى أن ينشط ويسخر عقول اتباعه من المسلمين ليخدموا انفسهم على الاقل ، والبشرية لاتريد منهم شئ سوى ان يكفوا أذاهم عنها !
هل يعلم الشيوخ آخر انجازات الحداثة وذكائها الالكتروني ، التي يهاجمونها ويتهمونها بالتآمر على أغبياء العرب والمسلمين ؟ تقنية النانو التي ستدخل في مجال الطب وتفتت الخلايا السرطانية القاتلة ! وغيرها التي يقف الشعر لها عجباً ، والقامة احتراماً وتقديراً لفخامة هذه العقول المحترمة المنتجة والخادمة لكل البشر دون استثناء … وليس طبيباً سعودياً مريضاً بعقدة الكراهية الاسلامية التي زرعتها فيه ثرثرة شيوخ الموت بما يحفظون فيصبون الجنون في جوفه ليلتحق بداعش ويفجر نفسه في الاكراد !



#جلال_الاسدي (هاشتاغ)       Jalal_Al_asady#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الالحاد … كرة الثلج !
- التكفير … الطامة الكبرى !
- قاتل فرج فودة إرهابي اسلامي لا يقرء ولا يكتب !
- حلم المسلمين في إعادت حكم العالم ، هل سيتحقق ؟!!
- القاعدة وداعش شوهتا صورة الاسلام … ؟!
- هل اساء الله الى ذاته في القرآن … ؟!
- احذروا صولة الكريم اذا جاع واللئيم اذا شبع …
- دولة مدنية ديمقراطية الخيار الاصح للحالة العراقية !
- واخيراً امتلك الشعب سلاحه !
- رفقاً بالعراق فليس لنا غيره …
- فخلف كل سفاح يموت سفاح جديد …
- لاتزال قبيلة قريش تحكمنا !!
- مكافحة النار بالنار … !
- الاخوان … وحسرة المظاهرات على النموذج العراقي واللبناني !!
- قراءة نقدية لبعض ما جاء في كتاب ( فترة التكوين في حياة الصاد ...
- قراءة نقدية لبعض ما جاء في كتاب ( فترة التكوين في حياة الصاد ...
- تعليق على بعض ما جاء في خطاب السيد رئيس الوزراء العراقي …
- محنة العقل مع النقل !
- الدين والسياسة …
- ترقب وتوجس من مظاهرات ما بعد الغد …


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جلال الاسدي - الاسلاميون … وعقدة الحداثة !