أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - منطقة تعيش حالة حرب مع الحقيقة والمعرفة ...














المزيد.....

منطقة تعيش حالة حرب مع الحقيقة والمعرفة ...


مروان صباح

الحوار المتمدن-العدد: 6415 - 2019 / 11 / 21 - 21:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


/ جاءت حركة الخميني أشبه بالحركة المتجددة لفكرة قديمة مقيمة في أغوار النفس والتى حرصت المجموعة الأولى على وضعها في قالب الموروث فتوغلت مع مرور الزمن في الأعماق حتى تحولت إلى فلسفة تحاكي التحدي بين الوجود والانفراط ، لهذا كان عام 1979م بالعام المحوري في تاريخ الشرق الأوسط الذي حدد المستقبل الجديد ، بالفعل ابتدأ التغير من خلال المناداة بضرورة عودة الشعبين العربي والإيراني والأفغاني من مربع الاتجاه اليسار الذي كان آنذاك بالتيار السائد في العالم العربي والإسلامي ، للالتحاق بالثورة الخمينية الإسلامية ، ولأن ما بين الحرب العالمية الأولى والثانية استطاعت البلشفية التمدد في المناطق المعادية للحليف الإسرائيلي ، استطاع الفكر اليساري التقدمي تحويل أغلب النظم العربية إلى دول قربية إلى الفكر الشيوعي وبالتالي كانت المواجهة الأولى بين الخطين المختلفين ، البعثي القومي والإسلامي السياسي عند حدود العراقية والإيرانية وتزامنت حرب أخرى بين وكلاء الليبرالية الغربية مع البلشفية في افغانسان بشكل مباشر ، لقد اندلعت الحربين بعد انتهاء حرب فيتنام بخمسة سنوات لكن الملفت في الأمر ، انتقلت إيران الشاه الحليف الأوثق من المربع الامريكي إلى المربع الروسي لكن حافظت في كل الأوقات على العلاقة السرية مع واشنطن وتل ابيب .

لقد انكمش المد اليساري أمام عودة الإسلاموية ، بالفعل هناك هزيمتين تلقاها الجانب القومي اليساري ، الأولى هزيمة حزيران 1967م في سيناء والأخرى ، اجتياح لبنان عام 1982م ، وبالتالي فتح انتصار الجهاديين في افغانسان والتغير في ايران مسارات كبرى لصالح الإسلام الشيعي ، في المقابل ، كانت هناك موجات من المحاولات غير منقطعة في العديد من الدول السنية ، وبالرغم من التخبط التى شهدته التجارب في كل من مصر وسوريا والعراق ولبنان واليمن والمغرب العربي والعمق الأفريقي وجنوب اسيا إلا أن البديل الحقيقي مازال غائب الذي سمح دائما بعودة الحركات الإسلامية السياسية من أجل ملء الفراغ ، فراغ التغير ، على سبيل المثال العراق ، لقد حكمت المرجعتين قم والنجف العراق بعد سيطرت الأمريكان عليه ، لكنهما أقاموا أكبر نموذج فاسد في العالم وهذا ايضاً شهده السودان عندما تولى المخلوع عمر البشير زمام أمور الحكم بالطبع بدعم من الإسلاميين ، وبالتالي لهذه الأسباب ولأسباب اخرى ، كالتفرد في ادارة الحكم استولدت جميعها على الدوام حركات تغييرية مسلحة ، وهذا يفسر لماذا اخيراً أخذ الشعب على عاتقه زمام المبادرة ونزل إلى الساحات والشوارع لكي يضمن نجاح التغير .

لقد تمكنت السودان والجزائر تجنيب بلدانهما من الدخول بالانهيار الكامل عندما تحالفا الجيشين مع الشعب ، على الأقل لم يسمحوا للتدخل الخارجي فعل ما فعله في كل من أفغانستان والعراق وسوريا ، لقد أحدث التدخل الإيراني في العراق والروسي في سوريا إلى عطب الدولتين بالكامل ، لكن في المقابل ، الجميع اتحدوا في مسألة جوهرية . ولأن لم يكن التدخل السبب الوحيد في استباحة الدول وعطبها ، بل الفساد والاضطهاد والطائفية والمناطقية جعلت هذه الدول فاشلة والذي مهد الطريق للتدخل الخارجي وبالتالي بفضله فُكفكة المجتمعات وجعلت منها مهزومة ، فاليوم يعاني الانسان العربي في بنيويته التى تكونت على الفشل والإفشال والفساد ، وهنا عندما يحيل خط الممانعة على الدوام اللوم على الغرب في كل شاردة وواردة دون التوقف عند المنظومة الفاشلة والتى غيبت تاريخياً عنصراً أساسياً للتغير ، ( الديمقراطية ) وتبنت الفساد كمشروع وحيد أوحد للمجتمعات المنطقة ، وبالتالي استغرقت هذه الدول بالفساد وساهمت في تغذية التطرف ، بل استخدمت التطرف في أماكن كثير ومتعددة دون أن تعي إلى أمر بالغ الأهمية ، بأن هذه الجموعات كانت تبحث عبر اضطراباتها للحصول على حقوقها بأي شكل كان ويمكن .

لقد تبنى المشروع الخميني في ايران المسألة الفلسطينية ووضعها في الخطاب المركزي وفي سلم أولوياته ، فأصبحت في الإعلامين المكتوب والمنطوق خبر رئيسي لكن على الأرض الواقع كان المشرع الحقيقي يختلف كلياً عن ما يقال من على منابر المساجد أو من خلال شاشات الإعلام ، وقد حرص المشروع بث في الذهنية العامة مفهوم المقاومة النادرة والوحيدة وبالتالي قام بشطب تاريخ النضالات العربية التى خاضتها مجموعات أو كيانات ضد المشروع الاسرائيلي وايضاً مارس عملية تشويه بدقة عالية كما كان الحال مع صدام حسين من أجل التفرد في المنطقة برمتها وهذا حصل في العراق ، لقد اسقطوا طاغية العراق ليجدوا العراقين أنفسهم امام مشروع فرعوني يذبح الابناء واستحى النساء ودمر البلاد ، بل اليوم يمارس نظام ولاية الفقير أسلوب المحتل الفاشي مع شعبه عندما يفاوض أهل المقتولون في ساحات التظاهرات ، بضرورة قبولهم بشروط دفنه ، أي مُواراتهم بصمت مقابل تسليم جثثهم .

اخيراً وعلى القاعدة العويصة والمكفهرة لا سواهما ، أصبحت ايران المثل الذي يضرب فيه ، فمنذ سنوات طويلة تقوم إسرائيل بقتل وتغتال وتدمر قواعد متنقلة وأخرى ثابتة للحرس الثوري والحرس الهادئ ( الاسم الأصح )، يمارس صمتاً ولا يحرك ساكناً ، في المقابل ، تزداد همجيته داخل حدود بلاده وبالطبع ترتفع في المناطق الذي يسيطر عليها كالعراق وسوريا ، وهذا بحد ذاته يكشف حقيقة المشروع الدفين ويفند خطاباته المختلقة التى يراد منها فقط عبور العقول قبل الحدود والحدود فحسب. والسلام



#مروان_صباح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تفريخات الأنظمة المستبدة ، التطرف والطوائف والفرقة والتدخل ا ...
- النائب وشلته ، الطاعة المطلقة أو الموت ألحتمي ...
- شتان بين الدلال والإذلال ..
- رسالتي إلى الشيخ محمد بن زايد ...
- لبنان ، التحول الجوهري بقرار شعبي من دويلات الطوائف إلى دولة ...
- مصرون الطبقة إياها على جر البلد للخراب ...
- رسالة مقاتل ...
- اتفاق اليمن يشرح الصدر ويترتب على راعيه مهام أكثر تعقيداً .. ...
- التأتأة في الدبلوماسية والتسفيه في الداخل ...
- هل للطبقة إياها التى فشلت في تحرير قرية تستطيع تحرير اقتصاده ...
- يا بتاع الضمير أين ضميرك ..
- طعم التسلل أوقع البغدادي بالكمين ...
- السيادة لا يمكن اقتصارها على التراب الوطني ..
- لبنان يقف بين تأسيس لجمهورية ثالثة أو التورط بالمحيط أكثر .. ...
- دخول لبنان في المجهول الكامل ..
- اللبنانيون يسعون إلى تحرير السلطة من التبعية عبر اسقاط تبعية ...
- اللبنانيون بين نفض النظام الأقلية وإعادة هوية الأغلبية ...
- قراءة نقدية من على جانب تظاهرات لبنان ..
- مكملين بالثورة حتى الخلاص ...
- بين معرفة الموسوي ومعلومة نصرالله ..


المزيد.....




- مشهد يحبس الأنفاس.. مغامر يتسلق جدارًا صخريًا حادًا بسويسرا ...
- وسط التصعيد الأوكراني والتحذير من الرد الروسي.. ترامب يختار ...
- انخفاض أعدادها ينذر بالخطر.. الزرافة في قائمة الأنواع مهددة ...
- هوكستين في تل أبيب.. هل بات وقف إطلاق النار قريبا في لبنان؟ ...
- حرس الحدود السعودي يحبط محاولة تهريب نحو طن حشيش و103 أطنان ...
- زاخاروفا: الغرب يريد تصعيد النزاع على جثث الأوكرانيين
- صاروخ روسي يدمر جسرا عائما للقوات الأوكرانية على محور كراسني ...
- عشرات القتلى في قصف إسرائيلي -عنيف- على شمال غزة، ووزير الدف ...
- الشيوخ الأمريكي يرفض بأغلبية ساحقة وقف مبيعات أسلحة لإسرائيل ...
- غلق أشهر مطعم في مصر


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مروان صباح - منطقة تعيش حالة حرب مع الحقيقة والمعرفة ...