الآثار المحتملة للمتطلبات البيئية على الصادرات (3)

احمد حسن عمر
(Dr.ahmed Hassan Omar)

الحوار المتمدن-العدد: 6416 - 2019 / 11 / 22 - 15:09
المحور: الادارة و الاقتصاد
    

أثار تحرير التجارة على البيئة
الآثار المباشرة:
• أن تحرير التجارة سيدفع الدول النامية إلى تخفيف المعايير البيئية لديها بهدف جذب الاستثمارات المباشرة إليها, والتي ستأتي للاستفادة من انخفاض تكاليف الإنتاج بهذه الدول نتيجة عدم الإلتزام بالمعايير البيئية.
• سيؤدي التحرير لزيادة استنزاف موارد غير متجددة، كالبترول والغابات, لاعتماد الدول النامية على تصديرها.
• ستزيد الانبعاثات الملوثة للماء والهواء نتيجة زيادة حركة النقل بالسيارات والسفن
• زيادة فرص التجارة في المواد الخطرة, وفي الكائنات المهددة بالانقراض, كالنمور وعاج الأفيال.
• تزداد احتمالات حدوث كوارث النقل البري (كالاصطدامات), أو الجوي (كسقوط الطائرات), أو البحري ( كانسكاب ناقلات البترول) وما يسببه ذلك من أضرار فادحة على البيئة والكائنات البحرية والطيور.

الآثار غير المباشرة:
في عام 1993، وفى إطار النقاش الدائر حول (اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية) النافتا، حاول كل من جروسمان وجروجر وصف آثار العولمة الاقتصادية على البيئة. وتمكن هذان الاقتصاديان من تحديد ثلاثة آثار رئيسية لتدويل التبادل التجاري:
أثر تركيبي:
ويعني أن تحرير التجارة سيعيد توزيع الموارد طبقا للميزة النسبية فيغير من التركيبة الإنتاجية للدولة, بما يتيح استخدام أفضل للموارد الطبيعية، أي الاستخدام الذي يجب أن يكون صالحًا للبيئة.

أثر الحجم:
ويرتبط بزيادة الإنتاج والذي ينبثق من تحرير التجارة الدولية وفقًا لنظرية التجارة الحرة. وهو من جهة أولى يضر بالبيئة لكونه أحد آثار النمو الاقتصادي, بما يعنيه من المزيد من استهلاك الطاقة والمزيد من إطلاق الملوثات سواء انبعاثات أو تدفقات سائلة. ومن جهة ثانية فهو قد يفيد البيئة عندما يرفع مستويات الدخول, فيزيد توجه المواطنين حينئذ للاهتمام بحماية البيئة.
أثر تكنولوجي:
وهو أن تحرير التجارة يسهل عمليات نقل التكنولوجيا من الدول المتقدمة إلى الدول النامية، ولكن الواقع لا يتم نقل التكنولوجيا الأحدث والأنظف, بل يتم نقل التكنولوجيات المهجورة في الدول المتقدمة بسبب كثافة التلوث فيها.
اتفق المجتمع الدولي أن هناك ثلاث محاور تدور في إطارها علاقة التجارة بالبيئة وهي:

المحور الأول : أهمية الاعتراف بالارتباط بين السياسات التجارة والبيئة وتأثير كل منها علي الأخر من خلال تغيير العوامل المؤثرة في حجم الإنتاج والاستهلاك الكلى. ففي بعض التحليلات فإن اتجاهات حرية التجارة الدولية وما يتبعها من زيادة الاستهلاك تؤثر سلبا علي البيئة، بينما يري البعض الأخر أن حرية التجارة تعنى مزيد من الرفاهية وزيادة الدخل وتحقق الجودة تسمح بمعالجة أفضل وحماية للبيئة .

المحور الثاني : تأثير وارتباط السياسات البيئية للدول المختلفة علي بعضها البعض من خلال التجارة الدولية، وهناك ارتباط بين سياسات الدعم والضرائب والمعايير المنطقية تؤثر بشكل مباشر أو غير مباشر علي القدرة الإنتاجية، ومن ثم علي المنافسة الدولية، كما تؤثر بعض السياسات البيئية في فرض قيود علي الصادرات أو الواردات .

المحور الثالث : تلعب السياسات التجارية الدولية دوراً هاماً في التعاون الدولى متعدد الأطراف حيث أنها تحمل بطبيعتها مشاكل البيئة عبر الحدود .

المعايير البيئية والقدرة التنافسية
لمعايير المنتجات تأثيرا قويا على القدرة التنافسية وتزداد حدة هذا التأثير إذا تم فرضها من جانب واحد،في حين لا تأخذ بها الدول الأخرى أو تتساهل في تنفيذه
عندما يتحمل المنتجون المحليون تكاليف إضافية للتكيف مع هذه المعايير ، يؤثر بالتالي في هياكل التكاليف والأسعار النسبية.ويصبح هذا التأثير ملحوظا إذا طبقت المعايير في بعض البلدان دون البعض الآخر.مما يجعل الأولى تفقد ميزة تنافسية في السوق الداخلية وكذلك السوق الخارجية
أن هذه المعايير قد تضع أعباء إضافية على الموردين الأجانب لكي تتلاءم منتجاتهم معها. ، المشكلة توجد في الدول النامية حيث يوجد تأخر في تطبيق مثل هذه المعايير.وأكثر من هذا قد تختلف المعايير في بعض أسواق الاستيراد مما يضيف أعباء متعددة على المنتجين الأجانب ومن تم يفقدهم ميزة تنافسية مقارنة بالسلع المحلية. وتزداد التكاليف التي تلحق بالمورد الأجنبي، إذ اكان حجم سوق التصدير محدودا، مما يجعله أكثر تأثرابهذه المعايير وقد يقرر الانسحاب من السوق كليا
أن الغابة الطبيعية لا تدخل في الحسابات الاقتصادية القومية إلا حين إزالتها وتداول أخشابها في السوق, في حين يتم تجاهل المنافع البيئية التي توفرها الغابة سواء في امتصاص ثاني أكسيد الكربون وصد الرياح والعواصف وتحسين الطقس والتربة عامة, فضلا عن ملايين الكائنات الدقيقة والضخمة التي تقطنها.
اشتراط خلو البنزين من الرصاص، أو خلو المنتجات الزراعية من بواقي المبيدات.والواقع أن هذا النوع من الممارسات يحدث يوميا ضد صادرات الدول النامية الزراعية إلى أسواق الدول المتقدمة، بحجج الإسراف في استخدام كميات كبيرة من الأسمدة أو المبيدات، أو ارتفاع النسب الباقية منها في السلع تفوق النسب المحددة في أسواق هذه الدول قد يتسبب فى حظر دخول السلع الأجنبية الى الأسواق المتشدده فى المعايير البيئية
أن معايير المنتجات قد يكون لها تأثير على أسلوب وطرق الإنتاج ذالك مما يتطلب تعديلا أو تجديدا وإحلالا.وهو أمر قد لا تقدر عليه المؤسسات الأجنبية المنافسة فتضطر إلى الخروج من المنافسة الخارجية.كما قد تضعف قدرتها على المنافسة في السوق الداخلية.

تأثير العلامات البيئية على التصدير

تستخدم العلامات البيئية كأداة لترويج المنتجات التي تحمله وفي نفس الوقت قد يعمل كأداة حمائية ضد المنتجات التي لم تحصل عليه وحتى ولو كانت صالحة بيئيا، وقد تؤدي إلى زيادة في تكاليف الإنتاج وأن تشكل حواجز تعوق الصادرات، كما يمكنها أن توفر إطارا للتنمية الاقتصادية المستدامة بيئيا وأن تعزز القدرة التنافسية
لكن حدود المعايير اللازمة لمنح العلامة البيئية قد يتم تحديدها على أساس مستويات رفيعة بحيث لا يستطيع سوى عدد محدود من المنتجات الحصول عليها.وقد يتم تضييق دائرة المعايير لتحقيق ذات الغرض مما يستلزم أسلوب إنتاج معين أو تكنولوجيا بذاتها، وفي هذه الحالة قد يكون من الصعب على كثير من الدول النامية التوافق مع المعايير المطلوبة نظرا لارتفاع تكاليفها.
ولكن يمكن أن يشكل الامتثال للمعايير البيئية ميزة تنافسية للصناعات التي تسعى إلى تعزيز إنتاجيتها وزيادة حصتها في السوق في ظل عولمة الاقتصاد

الخلاصة
لا يجوز تحميل التجارة الدولية كل أسباب التدهور البيئي الذي نشهده منذ فترات طويلة، كما ان الدول المتقدمة قد تتخذ المعايير البيئية كأداة حمائية غير جمركية ضد صادرات الدول النامية ومنها مصر.خاصة وأن الدول النامية تلعب دورا متواضعا للغاية في عملية وضع المعايير البيئية ككل.كما أن الدول النامية لا تستطيع توفير المبالغ المالية اللازمة للتوافق مع المعايير البيئية مما يؤثر على القدرة التنافسية لصادرات هذه الدول.
كما تبين بأن هناك علاقة ترابطية بين التجارة الدولية والمعايير والاشتراطات البيئية إذ أن التشدد فى تطبيق الاشتراطات البيئية يؤدي إلى إضعاف القدرات التنافسية للدول في الأسواق العالمية خاصة النامية، وذلك لما لهذه المعايير من آثار سلبية على الميزة التنافسية للقطاعات المكلفة بيئيا مثل الصناعات الأولية التي ترتكز عليها صادرات معظم الدول النامية.

#احمد_حسن_عمر (هاشتاغ)       Dr.ahmed_Hassan_Omar#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات