أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود الزهيري - العلمانية .. وما الحل؟!!














المزيد.....


العلمانية .. وما الحل؟!!


محمود الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 1560 - 2006 / 5 / 24 - 10:28
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


العلمانية هي في نظر البعض تمثل المصطلح المصيبة , في جميع وجوه النشأة والتطور والتفسير والتأويل للمصطلح الذي يمثل الأزمة في حد ذاته لدي البعض الذي أصبح يمثل تياراٌ له وجود قوي في جميع المناحي والأصعدة . ومن هنا أصبح هناك صراع حول مفهوم المصطلح العلماني في مواجهة , المصطلح الديني وخاصة الإسلامي وعلي أدق تحديد تيار الإسلام السياسي, فالعلمانيةهي مفتاح نهضة وما الحل؟الغرب الذي يسميه مرتادي نوادي الإسلام السياسي الغرب العلماني الكافر, وهي سبب التقدم الحضاري والتكنولوجي في جميع مجالات وشؤن الحياة الدنيا , وهي في الغرب كانت الإنطلاقة العظمي نحو قضايا الحريات وحقوق الإنسان, فلماذا تقدم الغرب بالعلمانية , ولماذا تخلف العرب والمسلمين بالدين؟ هذا التساؤل في حد ذاته أيضاٌ يمثل مصيبة ويفتح أبواب وطاقات التكفير علي كل من يجرؤ أن يطرحه وذلك بدعاوي عديدة يفوق عددها آيات النصوص الدينية جميعها !!لأن العلمانية في الثقافة والمفهوم الديني هي الكفر البواح ومن يتكلم عنها ويريدها نهجاٌ فقد كفر كفراٌ ليس بعده كفر, ولماذا ؟ لأن العلمانية في المفهوم الديني ضد الدين, وهي معوق كبير لحركة الإسلام السياسي وكابحة لإنطلاق النظرية الإسلامية في الحكم والسياسة وتكوين الدولة الإسلامية تلو الدولة للوصول إلي دولة الخلافة الإسلامية التي تضم الدول الإسلامية في إطار واحد وتحت حكم رجل واحد يسمي خليفة المسلمين , والتي هي في مفهوم وتصور جماعة الإخوان المسلمين أستاذية العالم , وتتناولها بقية الجماعات الإسلامية مروراٌ بالتكفير والهجرة والقطبيون والناجون من النار, والتوقف والتبيين, وعروجاٌ علي التبليغ والدعوة وأنصار السنة المحمدية في مصروالدول العربية, وحتي تنظيم الجهاد والجماعة الإسلامية وجماعات العنف المسلح , وتنظيم القاعدة الذي يمثل قمة الهرم في العنف المسلح والذي يسمونه بالتيار الجهادي . ومن هنا كان الرفض التام للعلمانية. لماذا؟
لأن العلمانية تقدس العقل والمصلحة وتتعامل مع حقائق الأشياءمن منظور نفعي بحت ليس له بعد ديني , فهي تبحث وتجتهد في المشاكل والأزمات بأدوات وأساليب واقعية وليست غيبية, بجانب أنها تبحث في الأمور الحياتية الحالة والمعاشة ولاتبحث في الحلول المؤجلة إلي أجل أخروي ينتظر النعيم والجنات في الآخرة , فأمورها حالية آنية وليست مؤجلة, وهذا ليس به غرابة لأن هذه الأمور من صميم عمل السياسة التي تؤمن بالأحزاب والتعددية الحزبية وتداول السلطة , فمن يستطيع أن يحقق للشعب أكبر قدر من المصالح الدنيوية العلمانية من فرص عمل ومكافحة البطالة , وتوفير السكن الصحي الملائم والمواصلات والمستشفيات والمدارس والجامعات والتأمين الصحي ومياه الشرب والصرف الصحي وتوفير الأمن والأمان للمجتمعات فالشعوب معه وتؤيده ومن لايقدر غلي تحقيق هذه المطالب فالشعوب تسقطه وتبحث عن غيره بوسائل ديمقراطية, والعلمانية لاتحارب بناء المساجد والكنائس ودور العبادة بأي حال من الأحوال لأن حرية العقيدة والعبادة مكفولة لكل إنسان وله الحرية الكاملة في أن يعتنق مايشاء دون رقابة أو وصاية من أحد أياٌ ماكان قدره ومقداره .ولكن أين المشكلة ؟ المشكلة ليست في العلمانية وإنما في تيار الإسلام السياسي, المشكلة في العقلية الإسلامية التي تؤمن بالنص الديني في مواجهة العقل , وتبحث عن كافة الحلول للمشاكل في إطار النص الديني فقط دون إعمال للعقل فالعقل عندهم من صنع رب النص ولايجوز للعقل أن يطاول النص ويحاكمه في ظروف وجوده ونشأته وتطوره حسب الظرف التاريخي للنص الذي وجد ليعالج مشكلة ظرفية في مكان معين فلو تشابهت الظروف والأماكن فالنص حاكم للمسألة , وإذا لم تتشابة الظرفية والمكانية فالنص ليس له دور ويتوجب إعمال العقل , والمشكلة الأخري أن العقلية الإسلامية لاتعرف التمرد علي الأفكار والتصورات والمفاهيم لأنها تربت علي السمع والطاعة في المنشط والمكره واليسر والعسر والسراء والضراء وهذا مايسير عليه المنتسبين للجماعات الإسلامية , فالأمير هو صاحب الرأي الأوحد والقول الفصل في كل المسائل الدينية والمعيشية ولن أقول المدنية لأن الديني مختلط بالمدني والسياسي مختلط بالديني في العقلية الإسلامية, ومن ثم لايجوز الرجوع علي الأمير لأن: من أطاعني فقد أطاع الأمير ومن أطاع الأمير فقد أطاع الله . ومن يجرؤ إذن علي عصيان الله إلا كافرخارج من دائرة الإيمان, والحلول للمشاكل في الدنيا الملعونة والملعون من فيها ليس هناك مشكلة سواء تم حل المشكلة أم لم تحل , فالجزاء مؤخر للآخرة والجنة مؤجلة وفيها النعيم الأبدي.
وهناك مسألة أخري أن الدولة في العلمانية لها شكل محدد وطريقة تولي الحكم لها نظم وقوانين يشترك الناس في إقرارها ووضعها وحقوق المواطنة حقوق أصلية وأساسية في بنية المجتمعات العلمانية , والحاكم والحكومة لها مدة أومدد محددة في السلطة ويصح إسقاط الحكومات والحكام بطرققانونية لها مشروعية في قوانين الدول ودساتيرها , أما العقلية الإسلامية لم تبدع حتي الأن أي شكل من أشكال الحكومات ولا تعرف طريقة لتكوين الحكومات والأحزاب ولا تولي الحاكم ولا طريقة عزله بل في المفهوم الإسلام يحرم الخروج علي الحاكم ويحرم عزله ماأقام الصلاة وأم الناس في المساجد.
والمسألة الخطيرة أن الخطأ في مسألة من المسائل أو أمر من الأمور بالنسبة للعلمانية فإنه يحتمل الخطأ والصواب ويجوز تعديل ما حدث من خطأوبالتالي فلاجرم أما في العقلية والمفهوم الديني فالمسألة تتعلق بالحرام والحلال والجنة والنار . ومن هنا تنشأ الوصاية من البشر علي البشر ومن يمتلك النص فقد إمتلك قداسة النص ولايجوز لأحد مراجعته أو تخطئته لأنه في هذه الحالة يتعدي علي النص الذي هو مقدس ويقف الأشخاص ويحلون محل المقدس فالحاكم في المفهوم الديني ظل لله في أرض الله
فهل العلمانيون كفار والكافرون بالعلمانية مؤمنون ؟!
محمود الزهيري



#محمود_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا بعد براءة مكي ولوم بسطويسي ؟
- هل للمفتي وشيخ الأزهر من رأي؟
- العقل والنص


المزيد.....




- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...
- محكمة مصرية تؤيد سجن المعارض السياسي أحمد طنطاوي لعام وحظر ت ...
- اشتباكات مسلحة بنابلس وإصابة فلسطيني برصاص الاحتلال قرب رام ...
- المقابر الجماعية في سوريا.. تأكيد أميركي على ضمان المساءلة


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - محمود الزهيري - العلمانية .. وما الحل؟!!