أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - إيمان لا يبصر لكنه يقطع














المزيد.....

إيمان لا يبصر لكنه يقطع


شموس نجد

الحوار المتمدن-العدد: 1560 - 2006 / 5 / 24 - 10:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


ـ 1 ـ
لنتأمل بهدوء ثلاثة مواقف صغيرة من عهد النبوة المحمدية، سطرها أصحاب النبي محمد بشجاعة لا نظير لها:
الموقف الأول:
(عن أبي الزناد قال: شهد أبو حذيفة بدراً ودعا أباه عتبه إلى البراز). بعد انقضاء المعركة، أمر النبي محمد بأن يُسحَبَ صناديد قريش المقتولين من أرجلهم ويرموا في القليب، ومنهم عتبة بن ربيعة وابنه الوليد ابن عتبه. لما رأى أبو حذيفة هذا المنظر المؤلم بان الحزن عليه، فنظر النبي إليه نظرة ذات مغزى، وقال: يا أبا حذيفة كأنك ساءك ما أصاب أباك (!)، قال: لا والله يا رسول الله ولكني رأيت لأبي عقلاً وشرفاً كنت أرجو أن يهديه الله إلى الإسلام فلما أخطأه ورأيت ما أصابه غاظني.
الموقف الثاني:
(عن ابن اسحاق أنه قال: أن رسول الله قال بعد قتل كعب بن الأشرف (من سادة اليهود اغتيل بأمر من النبي): من ظفرتم به من يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار يهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله (!) وكان حويصة بن مسعود (أخو محيصة) إذ ذاك لم يسلم وكان أسن من محيصة فلما قتل جعل حويصة يضربه ويقول أي عدو الله قتلته؟ أما والله لرب شحم في بطنك من ماله فقال محيصة: والله لقد أمرني بقتله (يقصد محمداً) من لو أمرني بقتلك لقتلتك (!)
الموقف الثالث:
(عن ابن اسحاق أنه قال: أن رسول الله قال ليامين (أحد اليهود الذين أسلموا): ألم ترَ ما لقيت من ابن عمك وما همّ به من شأني، فجعل يامين لرجل جعلاً (مكافأة) على أن يقتل له عمرو بن جحاش فقتله فيما يزعمون، وكان يامين بن عمير (أبو كعب) بن عمرو بن جحاش، وأبو سعد بن وهب أسلما على أموالهما أحرزاها) وفي رواية أخرى، أن ابن يامين جاء إلى النبي فأخبره بقتله فسر بذلك (!)

ـ 2 ـ
الصحابي الأول يدعو أباه للقتال، ثم يغالب حزنه الفطري بعدما اخترقت رأسه عينا محمد المتشككتان، وهو يرى أباه يجر كجيفة ويرمى في الجب. أما الثاني فلم يكتف بعض اليد التي كسته شحماً ولحماً، بل ويهدد بقتل أخيه الأكبر فيما لو أمر. أما الثالث فيجعل رأس ابن عمه الذي يشاكس النبي دليلاً دامغاً على إسلامه وضماناً لصون ماله من المصادرة.
كيف ينظر غالبية المسلمين لمثل تلك الحكايات المضرجة بالدم، والمستوحاة من عهد النبوة الذهبي، والعصي على النقد والمساءلة؟ ماذا يرمي معلم الدين الذي يغرس شتلات الظلام في رؤوس النشء وهو يسوق تلك القصص بافتخار؟ ماذا يبغي الشيخ الذي يوزع أكفان الموت على مريديه وهو يترحم على زمان أولئك الأبطال؟ عندما تستعاد تلك (البطولات) يجب أن ننزع من قلوبنا أسلاك العواطف، وأن نخرج من ثقب المشاعر الإنسانية الضيقة إلى فضاء الإيمان الرحب. من منا قد سمع استغاثة العجوز أم قرفة وهي تشق إلى نصفين بأمر من الصحابي الجليل زيد بن حارثة بعدما علت أصوات التكبير في الأرض لتتعانق مع تكبيرات الملائكة في السماء؟ ألا يخفق حزن نبيل في قلبك وأنت تتخيل الصحابي الكريم عمير بن عدي وهو ينتزع الرضيع من صدر أمه عصماء بنت مروان ويلقيه بعيداً قبل أن يغرس سيفه في صدرها حتى ينفذه من ظهرها؟ لا فرق لدي بين صيحات "الله أكبر" وهي تشتبك فوق دماء القتلى وبين صرخات وغناء ورقصات القرطاجيين وهم يقذفون بفلذات أكبادهم في محرقة الإله بعل حتى يرفع الإله الحصار عن المدينة المنكوبة. في كلا الحالتين، داس العباد المخلصون على قلوبهم ليفوزوا برضا الله. نحن أيضاً يجب أن نسير فوق خنجر العذاب كما فعل أبو حذيفة حتى لا نسقط في بئر الكفر السحيق.

ـ 3 ـ
مات النبي محمد، فخلفه أنصاف وأرباع أنبياء كابن لادن والزرقاوي. ومات أبو حذيفة ومحيصة ويامين وزيد بن حارثة وعمير بن عدي، فأنبتت أرض الإسلام المباركة والولودة مئاتٍ بل ألافاً من شبابٍ غض بعمر الزهور. شباب شرب من حليب العهد النبوي الصافي، فاستغنى به عن متاع الدنيا وزخرفها. شباب يتنسم ريح الجنة وعطر نسائها اللاتي يزف إليهن على أشلاء الموتى. من قال أن "شباب الأمة" لا يرقون إلى قدمي أبي هريرة أو نعال صهيب. إذا كان صحابي الأمس يقتل واحداً، فإن مجاهد اليوم يقتل عشرة، وإذا كان صحابي الأمس يقتل عشرة، فمجاهد اليوم يقتل مائة. ليست هناك من فوارق شاسعة بين النموذجين، فالأول كان يتلقى الأمر فيتحسس سيفه دون أن يقدح زناد عقله، والثاني يتلقف الفتوى من شيخه أو الأمر من أمير جماعته فيعتمر حزامه المتفجر ولا يخلو ولو دقائق مع عقله الذي تنازل عنه بعدما اشترى الآخرة بالدنيا. الأول لكي يفوز برضا الله ورسوله ترك الشوك يغزو قلبه فأذاق طعم الموت أقرب أهله، والثاني لكي يرضي الله ورسوله وشيخه وأميره انسلخ من قلبه لينشر ظلال الموت الأسود.
من المقبول أن نرضى بإسلام فاقد للعقل، شأنه كباقي الأديان التي تمنح معتنقيها الطمأنينة والدفء والخلاص، لكن أن يولد هذا الدين بأنياب ومخالب تسفك الدم وتزرع الموت فهذا مما لا يحتمل ولا يطاق.







#شموس_نجد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور السياسي والديني في تخلف الثقافة العربية
- نعم...مازال الإنسان في مرحلة التعددية الإلهية
- تعالوا نشتم أمريكا
- حمائم غاندي ومانديلا أم صقور بن لادن والزرقاوي؟
- القانون في مواجهة المقدس والعرف.
- الثوابت في خطر
- يا للغرابة! أنا لا أكره الشيعة ولا أمقت النساء
- اللون الأحمر وثيران الهيئة
- عندما ينقلب السحر الدنماركي على أهله
- أحاديث كاذبة ولكنها مبجلة
- أطلقوا الله من أسره
- الفردوس.... كم هو حلم جميل!
- انتبه! تحت كل حجر جندي من جند الله شاهر سيفه
- سجل...ابن سبأ (حقيقة) وابن لادن -وهم
- الأديان طرقات... تتناءى ثم تتلاقى
- سارقو الفرح
- الإسلام بين ثبوتية النص وحركية الواقع
- عصافير الموسيقى لا تطير تحت سماء المملكة
- أما آن للسيف أن يغمد في قرابه؟
- ردود القراء: محاولة للفهم


المزيد.....




- “التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية ...
- بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول ...
- 40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة ...
- “فرحة أطفالنا مضمونة” ثبت الآن أحدث تردد لقناة الأطفال طيور ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شموس نجد - إيمان لا يبصر لكنه يقطع