جمشيد ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 6414 - 2019 / 11 / 20 - 22:40
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
كانت مجموعة متحكمة و متدينة جدا او على الاقل كانت تتظاهر هكذا - مثابرة على الصوم و الصلاة او باختصار هجرت ملذات الدنيا كلها و كانت تعتقد بان الاخرة خير لها من الاولى و ان الاولى ليست الا امتحانا مدته قصيرة جدا لذا كان من الافضل لها ان تتوجه الى الله. هكذا تغيرت تصرفاتها و اخلاقها و ملابسها التي كانت عبارة عن عباءة سوداء و غطاء للرأس يجعلها تظهر بنظر البعض كالشيطان و بنظر البعض كالرحمن - كانت ايضا حلالا عليها ان تقتل و تعذب الاخرين او الكفار لاجل رسالة الله.
مرت الايام و الاعوام لتزداد المجموعة تدينا و عمرا الى ان ماتت او بنظر البعض انتقلت الى رحمة الله و تحولت مقبرتها الى ارض الله المقدسة تزوها الناس لتحقيق امنياتها فكان دعاء البعض لاجل الرزق بطفل او ببيت او سيارة - دنيويا و ليس دينيا - و هكذا فقدت الناس الخاضعة لها ارادتها و اجلت حياتها الى يوم الاخرة تحلم بوعود الجنة و هي تعيش حياة بائسة على الارض.
و في يوم من الايام و فجأة حصل المستحيل - جاء يوم القيامة عندما رجعت المجموعة المتحكمة المتدينة الى الحياة و في منتصف النهار بعد موت دام فترة قصيرة نسبيا - بدأت الناس بالصلوات و ذكر الحكيم و هي تعتقد بان الله جل جلاله رجعها الى الارض لتنقذ الناس من الشيطان الرجيم و لكنها تعجبت عندما شاهدت كيف ان المجموعة المتدينة و المختارة ظهرت الان بملابس الكفار و هي تركض و تصرخ من الغضب كيف انها هدرت و ضيعت حياتها السابقة لاجل ايمان خدعها و غشها و هي تريد الثأر و الانتقام الان.
هكذا تحولت المجموعة المتحكمة المتدينة السابقة الان الى مجموعة مناضلة لاجل الانسانية و حياة كريمة في الاولى على جنة هذه الارض الرائعة و تحذر من تصديق الوعود الكاذبة بحياة افضل في الاخرة.
www.jamshid-ibrahim.net
#جمشيد_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟