|
ملف - الحراك الجماهيري الثوري في العلم العربي .. -
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6414 - 2019 / 11 / 20 - 00:19
المحور:
ملف: الحراك الجماهيري والثوري في العالم العربي، موقف ودور القوى اليسارية والديمقراطية
س – 1 ) كيف ترى أفاق الحراك الجماهيري الثوري في دول العالم العربي ؟ ، العراق ، لبنان ، الجزائر ، والسودان كأمثلة .. ج ) نعم انه اسم على مسمى ، فقد نعتبره مجرد حراك ، وقد نعتبره مجرد هبّة حصلت في الزمان والمكان ، لكن و من خلال مطالبها ، وشعاراتها المرفوعة ، التي تتوزع بين الخبزية وهي السائدة ، وبين رفع شعارات سياسية خجولة ، تحوم حول الضفاف ، دون الغوص في اصل الحكم ، أي انها لا ترقى حتى الى المطالب الإصلاحية .... فهو ، أي الحراك ، لا يرقى ابدا الى درجة وصفه بالثورة .. ان اية ثورة لكي تكون بحق ثورة ، وليست مجرد حراك او هبّة ، عليها بدك النظام القائم ، وإقامة نظام آخر بديلا له .. هكذا كانت الثورة الروسية في سنة 1917 ، وكانت الثورة الصينية في سنة 1949 ، وكانت الثورة الاسلاموية الشيعية الإيرانية في سنة 1979 . ما جرى في السودان ، ومقارنة مع نتيجة الفعل الذي كان مجْهوضا ، وببلادة الحراكيين ، فقد فشل الحراك الذي لم يكن ابدا ثورة ، وتم اختزال المشكل البنيوي المتفاقم منذ اكثر من أربعين سنة ، في شخص الدكتاتور البشير ، وبعض مرافقيه بدعاوى كيدية ، هي تصفية حسابات شخصية ، اكثر منها سياسية . ان ما حصل في السودان ، وبسبب رهان العسكر على طول الوقت ، ونفاد صبر الحراكيين ، انّ نظام الدكتاتور البشير ، لا يزال متحكما في الدولة ، من خلال الجنرالات ، وضباط الجيش السوداني الذي نجحوا في الالتفاف في الحراك ، وحوّلوه كحمل وديع ، يجلس مع الذئاب المُكشّرة عن انيابها ، والمستعدة لجميع الاحتمالات ، وبما فيها العودة بالسودان الى مربع الصفر ... ان من يمسك بالدولة لا يزالون هم العسكر ، والمدنيين الذين من المفروض فيهم ان يمثلوا نصف مجلس السيادة ، مُحنّطين ، ومسيرين طبقا لخطط الجيش ... ولو كان الحراك بالفعل نجح شعبيا ، هل كان ان يستمر الجيش السوداني كمرتزق ، يقتل اليمنيين الفقراء ، والمساكين ... شيء لا يمكن لعقل سليم قبوله .. اما إذا اخذنا الحالة اللبنانية ، فهي لا تختلف من حيث الجوهر ، عمّا جرى بالسودان الذي تم تحنيط حراكه .. في لبنان عندما خرجت الجماهير عفويا ، فهي رفعت شعارات تندد بالطائفية ، التي تمثلها قيادات الأحزاب السياسية الطائفية ، لكن الذي حصل بعد الاخذ والرد ، وبعد المد والجزر في الحراك ، انه اضحى مخترقا من قبل هؤلاء الطائفيين الذين خرج الحراك ضدهم ، والذين اصبحوا يرجون الى ان مطالبهم هي نفس مطالب الحراك ، أي اصبحوا جزءا من الحراك لا خارجه ، وعوض توجيه الصراع الى النظام الطائفي ، وعلى راسه دستور الطائف الذي عُولج على أسس طائفية ، والدستور اللبناني الذي يكرس الطائفية بأبشع صورها المقرفة ، تم تحريف الصراع نحو أحزاب طائفية أخرى ، هي حزب الله ، وحركة امل والناصريين .... لخ ، أي ما يسمى بمحور المقاومة ، بحيث أصبحت المواجهة طائفية طائفية ، ولم تعد هي مطلب الدستور ، الذي يجب ان يكون دستور الشعب ، لا دستور الطوائف .. الآن ، الحراك فشل في تحقيق المطالب التي خرج من اجلها ، فاصبح اصل الصراع اليوم ، ينذر بالتسبب في نفس الأخطاء ، والمنزلقات التي كانت سببا في نشوب الحرب الأهلية الطائفية في سنة 1975 .. وكالحراك السوداني الذي تدخلت فيه دول عربية ، كالسعودية ، والامارات العربية المتحدة ، ومصر ، فان الحراك اللبناني ، لم ينجو بدوره من تدخل قوى خارجية ، كالسعودية ، والامارات العربية ، ومصر ، وايران ، وفرنسا ، وامريكا ، والمانية ... لخ فهل ما انتهى به الحراك السوداني من فشل ، هو نفسه سيكون مسار الحراك اللبناني ؟ اما بالنسبة لحراك الجزائر ، فهو يختلف عن الحراكين أعلاه ، السوداني واللبناني ، لكن قد نصبح مؤهلين ان نحكم على الحراك الجزائري ، إذا نجح العسكر القابض على الدولة ، في تنظيم الانتخابات الرئاسية في موعدها، وضمن الدستور الحالي .. وبما ان كل المرشحين لانتخابات الرئاسة ، محسوبون على النظام القديم ، فان نجاح الجيش في تنفيذ مخططه الرامي للامساك بالدولة ، يعني استمرارية النظام القديم ، ويعني فشل الحراك في الوصول الى جزائر جديدة .. لكن إذا فشل الجيش في تنظيم الانتخابات الرئاسية ، وكانت الغلبة الى الشعب ، أمكن القول ان ما حصل بالجزائر ، ليس حراكا ، ولا هبّة ، بل انه ثورة ، عندما سيتم وضع دستور جديد ، هو دستور الشعب قبل الانتخاب ... اما ما يجري بالعراق الشقيق ، فهو ثورة ضد الدولة الدينية الفاشية ، وضد دكتاتورية رجال الدين الفاسدين ، والتحول يرمي نحو افق الدولة العلمانية .. س – 2 ) كيف يمكن مواجهة نظم ، وقوى الاستبداد بمختلف اشكالها ؟ وهل يمكن بناء دولة مدنية ، ديمقراطية ، علمانية حديثة ، تستند الى العدالة الاجتماعية ، في ظل النظم الاستبدادية السائدة في المنطقة ؟ وهل الطريق السلمي الديمقراطي ، والتعددية الفكرية ، والسياسية ، والانتخابات سيقود الى ذلك ؟ ام الثورات والانتفاضات ؟ ج ) هنا لا يجب ان نعمم الإجابة ، لان ظروف وتركيبة العالم العربي ، ليست واحدة ، بل تختلف بينها لعدة أسباب ، لكن هنا سأركز على النموذج المغربي ، كنظام فريد بطقوسه في العالم . ان القول بحتمية هزيمة النظام المغربي ، وفي ظل الظروف الحالية ، التي تتسم بفراغ الساحة ، وموت الأحزاب بعد موت الحزبية ، وتجميد النقابات التي تحولت من مدافعة عن الشغيلة ، والمستخدمين ، والعمال ، والفلاحين ، والموظفين ، أي قوى الشعب العاملة ... وتحولت منذ ثلاثين سنة ، الى نقابات تحافظ ، وتتمسك بالسلم الاجتماعي ، لتبرير الانقلاب الجذري ، على كل الحقوق ، والمكتسبات التي راكمها الشعب المغربي طيلة خمسين سنة ، ودفع من اجلها تضحيات ، وضرائب ، استشهد فيها خيرة ما انجبت المرأة المغربية ... ، هو ضرب من الحلم او الخيال ، لأنه إذا كان النظام في الستينات ، والسبعينات ، والثمانينات ، هو من يتقرب الى الأحزاب التاريخية ، والى المنظمات النقابية ، وكان يستجديها ، أي كان يحسب لها حسابات ، فان هذه الأحزاب ، والنقابات التي أضحت صدفيات فارغة ، هي من تتمسك بتلابيب النظام ، حتى يجود عليها بما تبقى من فضلاته ، وفتات موائده .. فالتعويل على هذه الأحزاب لأحداث التغير ، هو التعويل على كرتوشات فارغة ، لان فاقد الشيء لا يعطيه . ان كل الأحزاب ، وبلا استثناء ، التي تقدمت بملفها الى مصالح وزار الداخلية ، او تقدمت مباشرة بملفها الى الوزارة ، كحزب النهج الديمقراطي ، هي أحزاب ملكية بامتياز . فلكي ترخص لك وزارة الداخلية بالاشتغال ، يجب ان تعترف بمقدسات النظام التي هي " الله ، الوطن ، الملك " . فهل هذه الأحزاب قادرة على احداث التغيير الجذري ، فقط لبناء نظام ملكي / برلماني / كوني ، أي اوربي ، ولا نقول بناء نظام جمهوري ديمقراطي ..؟ في ظل هذا الوضع ، وبفعل اختلاط الساحة منذ أربعين سنة او ما يزيد ، بما يسمى بحركات الإسلام السياسي ، وفي مجتمع تسيطر عليه الخرافة ، والشعوذة ، والخيال ، ويثق في كتب تفسير الاحلام ، ويزور القبور ، والاضرحة ، ويمارس دين النفاق ، والمظهر ... وفي ظل تحكم وسيادة نظام كمبرادوري ، اوليغارشي ، بتريمونيالي ، بطريركي ، فيودالي ، اقطاعي ، اثوقراطي ، ثيوقراطي ، قروسطوي .. ، يحتكم في نظام حكمه على الدين ، والقرآن ، والغيب ، ولا يحتكم الى الشعب ، ليس فقط الغائب ، بل المغيب .. هل ينتظر بناء نظام ، ديمقراطي ، مدني ، علماني .... انه الحلم ، لكنه حلم اليقظة الذي يجعل الانسان خارج الزمن الحديث .. ان بناء النظام الديمقراطي الحقيقي في بلادنا ، وفي كل بلاد العرب ، هو ضرب من المستحيل ، والسبب ان العقلية العربية ، لا ترغب في النظام الديمقراطي الذي يتعارض مع فكر الفساد المسيطر على كل العقلية العربية ، من الخليج الفارسي ، الى المحيط الأطلسي .. فالمشكل في الجينات ، وفي الإسلام الذي يمزج نظام الحكم ، بالسيطرة على الحكم الديني ، والحكم الدنيوي .. اللهم ان حصلت ثورة ثقافية ، شبيهة بالثورة الثقافية الصينية .. وهذا يبقى مجرد حلم صعب المنال .. اما عن الثورات ، والانتفاضات ، فما استفذنا منه من حراك مصر ، الذي جاء بمرسي ، وبالسيسي ، وما استفذنا منه من حراك السودان ، ونستفيد منه من حراك لبنان ، وما استفذنا منه من تونس التي أصبحت في يد حزب النهضة الإرهابي .... وما استفدنا منه من حركة 20 فبراير ، التي جاءت بعبدالاله بنكيران الاسلاموي ، على رأس حزب العدالة والتنمية ... يجعل الثورات بمفهومها الدقيق بعيدة المنال ... العالم العربي حالة خاصة ونادرة في العالم .. س – 3 ) هل تعتقد ان الجيش ، والشرطة ، هم حماة السلطة ( كان يجب استعمال كلمة الأنظمة بدل السلطة ) الحاكمة في العالم العربي ؟ وما هو برأيكم الموقف الأمثل من الجيش ؟ ودوره في عملية التغيير، او الثورة المضادة ؟ ج ) ان دور الجيوش ، والبوليس في العالم العربي ، ليس هو الدفاع عن الشعب ، بل ان دورهما ، هو حماية الأنظمة العربية الدكتاتورية ، والاستبدادية .. وبالرجوع الى الوضع بالمغرب ، سنجد ان عقيدة الجيش ، والبوليس ، ليست غربية كما يدعي العديد من المحليين ، بل ان عقيدتهما هي علوية ، لانهما ملكا للمك ولعائلته ، أي ان الجيش والبوليس ، مرتبطان بالنظام ، اكثر من ارتباطهما بالشعب ، رغم انهما يتكونان من أبناء الشعب . فالمؤسسة العسكرية المغربية ، تسمى بالقوات المسلحة الملكية ، وليس بالقوات المسلحة الشعبية ، او المغربية .. وبالرجوع الى تاريخ العلاقة بين الجيش ، والبوليس ، والشعب ، سنكتشف ان الجيش ، لعب أدوارا خطيرة عبر التاريخ ، في الدفاع عن النظام الملكي ضد الشعب ، وهنا نرجع الى المجازر التي ارتكبها الجيش في احداث 23 مارس 1965، و في احداث 9 يونيو 1981 ، واحداث يناير 1984 ، واحداث فاس في 1990 .... كما سنجد الدور الرئيسي الذي لعبه الجيش ، والدرك ، في تحجيم حركة 20 فبراير ، وفي افشال مخطط الريف الذي كان يرمي الى تقسيم المغرب .. اما عن دور الجيش ، والبوليس للعب دور الثورة المضادة ، ضد أي ثورة تحصل ، فلا اعتقد انه ستكون هناك ثورة بمفهومها العلمي الدقيق ، حتى نتكلم عن الثورة المضادة للجيش ، والدرك ، والبوليس .. النظام المغربي جد مُحصن ، ومحجوب من اندلاع اية ثورة ، لأن شروطها غير متوفرة من جهة ، ومن جهة أخرى ، فالأحزاب ، والتنظيمات المفروض فيها الدعوة ، وقيادة الثورة ، أصبحت في المغرب بعد ان تحولت الى صدفيات ، ملكية اكثر من الملك .. كل الأحزاب وبدون استثناء , تؤمن حتى النخاع ، بالنظام الملكي ، وإيمانها هذا ، هو إيمان منافق ، لأنها تخشى بقاءها خارج المربع الملكي ، الذي ينعم عليها ، بما تجود موائده من فتات ، و ستصبح تتسول الفتات من موائد النظام .. ان هذا لا يعني ان النظام محصن مائة بالمائة من التهديدات التي قد تطرأ فجأة ، لكن بدون الاسباب ، والشروط الدافعة لكل حراك ، كضياعه الصحراء ، فان النظام سيبقى رأس الحربة في كل تغيير يريده ، كما يبقى ولوحده ، المحرك ، ومحور الارتدادات التي تحصل بين فترة وأخرى .. س – 4 ) دور واهمية التنظيم ، وتأثير التظاهرات ، والاشكال التنظيمية الجديدة التي ظهرت في الحراك الشعبي ، وهل ترى ان ضعف التنظيم ، والقيادة ، والتحزب ، والافق السياسي الواضح ، من الممكن ان يؤدي الى انتصار الثورة المضادة ، وبالتالي تعزيز دور ومكانة ( السلطة ) – يجب استعمال كلمة نظام بدل سلطة – الحاكمة ، او خلق مآسي جديدة ، وحروب أهلية ؟ ج ) بالنسبة لحراك السودان الذي فشل فشلا ذريعا ، وما حصل لحراك مصر ، والمغرب ( 20 فبراير ) ،وما يجري بليبيا ، نعم انّ غياب التنظيمات الثورية ، والضعف التنظيمي ، والايديولوجي ، وحتى الشعاراتي للأحزاب ، ( النهج الديمقراطي مثلا ) ، التي شاركت في الحراك ، اضعف الهبّة التي استأثرت بها " جماعة العدل والإحسان " ، التي كانت تغازل النظام في خرجاتها ، و لم تكن في مستوى المطالب ، والشعارات المرفوعة في الحراك ، بل انها كانت في كل مسيراتها مع النظام ، ولم تكن ضده ، بل كانت ضد المطالب التي تلاعبت بها ، والتي فضحت خيانتها للحراكيين ، السيدة نادية ياسين ، ابنة الشيخ عبدالسلام ياسين ، عندما اتهمت بالجماعة بالكولسة مع الدولة . بل سنجد ان كل المكونات السياسية التي انخرطت في حركة 20 فبراير ، لعبت دورا في حصارها ، وفي فشلها ، لان كل الأحزاب ، وبدون استثناء ، لم تكن ترغب في الحركة ، لأنها مهددة لها من جهة ، ومن جهة هي أحزاب مرتبطة بالنظام ، اكثر من ارتباطها بالشعب .. ويستوي هنا كل أحزاب الفدرالية ، من حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ، الى الحزب الاشتراكي الموحد ، الى حزب المؤتمر الوطني الاتحادي .... بل حتى مطالبتهم بالملكية البرلمانية ، لا تندرج ضمن كونية هذا النوع من الملكية ، أي الاوربية ، بل انهم يطالبون بملكية ، برلمانية ، مغربية خالصة ، يعترفون فيها بعقد البيعة الذي يجمع الأمير ، والامام ، والراعي بالرعية ، كما يعترفون للملك كأمير للمؤمنين ، بالسلطات الاستثنائية التي تمتح ممارسة الحكم من الغيب ، والله ، والقرآن ، والنبي .... ان الهدف من هذا النوع الخصوصي المغربي من الملكية البرلمانية ، يهدف بطريق مكيافيلي ، الى تأبيد ، واستمرار الملكية المطلقة ، والى تأبيد الستاتيكو المعشعش ، منذ ثلاثمائة وخمسين سنة مضت .. وفي غياب أحزاب الستينات ، والسبعينات ، وتحول جميع الأحزاب الى مجرد صدفيات فارغة ، وبدون حصول الأسباب ، ومسببات التغيير ، كضياع الصحراء ، فان النظام مُ حصن عن أي تغيير ، لأنه هو سيد الزمان والمكان ... س – 5 ) دور ومكانة المرأة في الحراك الجماهيري واضح ومؤثر ، هل تعتقدون انه سيكون عامل إيجابي ، نحو المزيد من حقوق المرأة ؟ ج ) طريقة صياغة السؤال ، يفرض نوع الإجابة ، فقولكم ... " واضح ومؤثر .. ) ، تبقى دعوة لتأكيد جواب ، حول حقوق غير موجودة ، ما دام ان النظام السياسي العربي ، الدكتاتوري ، والمستبد ، يفرض للنساء كوطا في الانتخابات ، وما دام حق المرأة في الإرث ، يتعرض للإجحاف والظلم .. س – 6 ) هل كانت مشاركة القوى اليسارية ، والنقابات العمالية ، والاتحادات الجماهيرية ، مؤثرة في هذه الانتفاضات ؟ والى أي مدى ؟ ج ) فباستثناء فلول اليسار المتطرف ، شتات منظمات الحركة الماركسية اللينينية المغربية ، خاصة بالجامعة المغربية ، كوقع " ظْهرْ المهْرازْ " بمدينة فاس ، وعددهم غير مؤثر ، فما يسمى افتراضا باليسار في المغرب ، انتهى الى لا رجعة .. س – 7 ) ماهي أهمية ، وضرورة آليات التنسيق ، والفاعل على العمل المشترك ، بين القوى اليسارية ، والديمقراطية ، والعلمانية حالا ؟ ج ) للأسف ما يسود الساحة ، هو قوة النظام ، وضعف الجميع ... مؤخرا تم انشاء " تنظيمات يسارية تضع اللبنة الأولى لتأسيس – جبهة – اجتماعية ضمت الأساتذة المتعاقدين .. " .. وحتى يحاولوا إعطاء قوة هلامية لشيء خياله كظله، وسيظل قاب قوسين ، وينفخون فيه لإظهار كثرة الملتحقين بالجبهة ، ولتغليف الحقيقية المرة الفاقعة للاعين ، سنجد ان " الجبهة " ، تتكون من نفس الفاعلين في نفس التنظيم .. مثلا : 1 ) حزب النهج الديمقراطي .. شبيبة حزب النهج الديمقراطي ..القطاع النسائي لحزب النهج الديمقراطي .. طلبة حزب النهج الديمقراطي .. 2 ) الحزب الاشتراكي الموحد .. حشدت / حركة الشبيبة الديمقراطية التقدمية .. القطاع النسائي لحزب الاشتراكي الموحد .. 3 ) حزب المؤتمر الوطني الاتحادي .. منظمة الشباب الاتحادي .. الكنفدرالية الديمقراطية للشغل ، علما ان الحزب هو النقابة ، والنقابة هي الحزب ..
4 ) حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي .. شبيبة حزب الطليعة .. القطاع النسائي لحزب الطليعة .. 5 ) فدرالية اليسار الديمقراطي .. شبيبة فدرالية اليسار الديمقراطي .. مع العلم ان الفدرالية تتكون من نفس الأحزاب المذكورة أعلاه وهي الحزب الاشتراكي الموحد ، حزب الطليعة الديمقراطي الاشتراكي ، حزب المؤتمر الوطني الاتحادي .. والمضحك هو إضافة بعض الكائنات غير المعروفة لتضخيم العدد ، ومنه تضخيم الجبهة مثل : 1 ) الجمعية المغربية لحقوق التلاميذ . 2 ) جمعية مواهب للتربية الاجتماعية . 3 ) الجمعية المغربية لتربية الشبيبة . 4 ) الجمعية المغربية لحماية المال العام . 5 ) أطاك . 6 ) منتدى الحقيقة والانصاف . 7 ) تيار الأساتذة الباحثين التقدميين . 8 ) قطاع الجامعيين الديمقراطيين . 9 ) التنسيقة الوطنية للأساتذة الذين فرض عليهم التعاقد . فإذا جمعنا كل المنتسبين الى هذه ( الجبهة ) جْبيهة ، فان عددهم لا ، و لن يصل ابدا الى عدد القطاع الطلابي ، او النسائي لحزب العدالة والتنمية ، فأحرى ان يصلوا الى شبيبة العدل والإحسان ، وليس فقط جماعة العدل والإحسان .. النظام المغربي انتصر على الجميع ... س – 8 ) هل أعطت هذه الانتفاضات ، والثورات دروسا جديدة ، وثمينة للقوى اليسارية ، والديمقراطية ، لتجديد نفسها ، وتعزيز نشاطها ، وابتكار سبيل انجع لنضالها على مختلف الأصعدة ؟ وهل تستطيع الأحزاب اليسارية قبول قيادات شابة ، ونسائية تتصدر واجهة هذه الأحزاب ، بما يتيح تحركا أوسع بين الجماهير ، وأفقا أوسع لاتخاذ المواقف المطلوبة بسرع فائقة ؟ ج ) اليسار في المغرب مات منذ ثلاثين سنة .. او ما يزيد ، أي منذ يناير 1975 ، تاريخ انعقاد ،المؤتمر الاستثنائي ، وبتوجيه من الحسن الثاني ، مؤتمر الارتداد ، والانقلاب على تاريخ حزب الاتحاد الاشتراكي ، الذي جسده المؤتمر الوطني الأول التأسيسي ، والمؤتمر الوطني الثاني ، وجسدته تصريحات صقور زعماء الحزب ، وتصريحات قادته التاريخيين .... فأي كلام عن شيء يسمى زورا باليسار ، هو خارج السياق ، ومثل الغريق الذي يتشبث بغريق ... فهل يمكن بث الروح في جسد ميت ؟ مستحيل .. س – 9 ) الثورات الحالية اثبتت دور واهمية تقنية المعلومات ، والانترنيت ، وشبكات التواصل الاجتماعي ، وبشكل خاص ، الفيس بوك ، و التويتر ....لخ . الا يتطلب ذلك نوعا جديدا ، لإدارة ، وقيادة الأحزاب اليسارية ، والعمل بين الجماهير ، وفق التطور العملي ، والمعرفي الكبير . ج ) هنا سنجد ان تقنية المعلومات من انترنيت و فيس بوك ، و تويتر ، والوات ساب .... انْ كانت تساهم في صنع معارضة جماهيرية جديدة ، تنبثق من قلب أي حراك ، او انتفاضة قد تحصل مستقبلا على سبيل الافتراض ، فإنها بالنسبة لما يسمى بأحزاب اليسار ، كانت تخاطب امواتا ، ومجرد اشباح ، اكثر من متخلفة عن السيرورة التي أضحت عليها الأوضاع .
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
خطير : دعوة الى القتل
-
بومدين والبربرية
-
الى الرأي العام الدولي أوقفوا التعذيب في المغرب
-
بناء الخلافة في تونس -- Linstauration du Chilafa ( le chalif
...
-
اتفاقية مدريد الثلاثية
-
العلاقات المغربية الاسبانية
-
الخونة الفلسطينيون -- Les traîtres Palestiniens
-
ما يجهله المدافعون عن سجناء الريف -- Ce qui ignore les défen
...
-
خطاب الملك محمد السادس : - خطاب تحد للجزائر ، وللامم المتحدة
...
-
الغربيون وقضية الصحراء الغربية
-
الى الرأي العام الدولي -- A lopinion public Internationale .
...
-
التخلي عن السلاح : منظمة ( التحرير ) الفلسطينية ، وجبهة البو
...
-
تمخض الجبل فولد القرار 2494 -- Analyse de la résolution 2494
...
-
لبنان الى اين ؟
-
تحليل مشروعية الملك في الحكم
-
فشل وقفة باريس ، وفشل وقفات المغرب --
-
تفاديا لكل ما من شأنه
-
هل النظام المغربي ( مخلوع ) خائف من دعوة النزول الى الشارع ف
...
-
فلادمير بوتين ( يُمقْلبْ ) -- مقلب -- البوليساريو .. Poutine
...
-
على هامش دعوة النزول الى الشارع في 26 اكتوبر الجاري من اجل م
...
المزيد.....
-
الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج
...
-
روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب
...
-
للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي
...
-
ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
-
الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك
...
-
السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
-
موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
-
هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب
...
-
سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو
...
-
إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس
...
المزيد.....
-
ثورة تشرين الشبابية العراقية: جذورها والى أين؟
/ رياض عبد
-
تحديد طبيعة المرحلة بإستخدام المنهج الماركسى المادى الجدلى
/ سعيد صلاح الدين النشائى
-
كَيْف نُقَوِّي اليَسَار؟
/ عبد الرحمان النوضة
-
انتفاضة تشرين الأول الشبابية السلمية والآفاق المستقبلية للعر
...
/ كاظم حبيب
-
لبنان: لا نَدَعَنَّ المارد المندفع في لبنان يعود إلى القمقم
/ كميل داغر
-
الجيش قوة منظمة بيد الرأسماليين لإخماد الحراك الشعبي، والإجه
...
/ طه محمد فاضل
المزيد.....
|